• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

«محمد ضيف» يقضّ مضاجع إسرائيل.. كيف نجا من محاولات الاغتيال المتعددة ؟

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2014-08-12
1315
«محمد ضيف» يقضّ مضاجع إسرائيل.. كيف نجا من محاولات الاغتيال المتعددة ؟

 تواصل الساحة السياسية والاعلامية الاسرائيلية حديثها عن «رئيس هيئة اركان جيش حماس»، كما يحلو لبعض الاوساط الإسرائيلية تسمية «محمد ضيف» القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس.
وفيما تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية محاولاتها لرصد وجمع أية معلومات عن محمد ضيف لتقدمها للمجتمع الاسرائيلي حول «العدو الاول لإسرائيل بأجهزتها الامنية والسياسية»، أكد وزير المالية الإسرائيلي، يائير لابيد، بانه لن يهدأ بال لإسرائيل إلا باغتيال الضيف، قائلا: «إن إسرائيل لن يهدأ لها بال حتى تغتال ضيف ورفاقه».
وعلى ضوء ان هناك شبه اجماع لدى أمن الاحتلال بأن ضيف الذي نجا من اربع محاولات لاغتياله يعتبر من اكثر المطلوبين مراوغة، ومهارة، وخطرًا على اسرائيل، قال لابيد « إن إسرائيل لن تهدأ أو ترتاح حتى تعثر على محمد الضيف ورفاقه وتغتالهم»، مشبها مساعي اسرائيل في الوصول لذلك الرجل ببحث الولايات المتحدة الاميركية لسنوات طوال عن اسامة بن لادن الذي كان قائدا لتنظيم القاعدة، مضيفا « كما لم تهدأ الولايات المتحدة إلى أن عثرت على ابن لادن، هكذا إسرائيل لن يهدأ لها بال حتى تجد وتغتال محمد ضيف ومجموعته على ما اقترفوه بحق أطفال إسرائيل وأطفال غزة في الأسابيع الأخيرة»حسب زعمه.
وفي ظل ما يشكله محمد ضيف من هاجس مرعب للإسرائيليين، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية ، تقريرا موسعا في ملحقها الأسبوعي حول ذلك الرجل، كاشفة عن سلسلة محاولات من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك» لاغتياله، إلا أنه نجا منها، واصفة إياه بطائر العنقاء الفلسطيني.
وكرست الصحيفة لهذا التقرير مساحة واسعة في ملحقها الأسبوعي للحديث عن محمد ضيف وعطاءاته للمقاومة.
وحول سيرته الذاتية قالت الصحيفة: «إنه محمد دياب إبراهيم المصري ضيف ولد في خان يونس قبل 49 عاما، لعائلة فلسطينية طردت خلال نكبة 1948 من قرية كوكبة بجوار عسقلان».
وأضافت، بأنه بدأ نشاطه العسكري في أيام الانتفاضة الأولى، إذ انضم لصفوف «حماس» سنة 1989، واعتقلته إسرائيل وقضى في سجنها سنة ونصف السنة. كان الضيف في بداية طريقه في «حماس» من تلاميذ «المهندس» يحيى عياش، وبعد اغتيال الاخير سنة 1996، أصبح التلميذ – رئيس الذراع العسكرية لـ»حماس» على رأس المطلوبين حتى اليوم.
وأشار التقرير إلى أنه من بين كل مطلوبي الذراع العسكرية لـ»حماس» على مر الوقت، يُعتبر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الأكثر مراوغة، مهارة، وخطرًا.
وأوضح التقرير بأنه نجا من أربع محاولات اغتيال، جُرح مرتين ونجا، ويُعد من أرفع المطلوبين منذ ما يقارب عقدين من الزمن.
وتشير الصحيفة، إلى أنه ومحمد دحلان ارتبطا بصداقة في طفولتهما، موضحة أن ضيف تعرف على فكر الإخوان المسلمين وهو فتى، ولاحقا درس في الجامعة الإسلامية في غزة وكان ناشطا بلجنة الطلاب مندوبا عن منظمات إسلامية.
وحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة العبرية، فقد نشب جدل داخل «حماس» عام 2000 حول قدرتها على تصنيع الصواريخ، فكان محمد ضيف من صمم على ذلك وخوّل العالم الرئيسي للحركة عدنان الغول الذي قاد المبادرة.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها، بأنه خلال تجريب إطلاق الصاروخ الأول في 2001 بحضور صلاح شحادة وبقية قادة كتائب القسام، قفز محمد الضيف بالهواء فرحا، وبعد أسبوعين حاول «الشاباك» اغتياله والغول لكنهما تمكنا من النجاة. وأشارت الصحيفة، إلى أن الضيف تعرض لعدة محاولات اغتيال أصيب فيها بيده وساقه وفقد عينه وتضررت العين الثانية.
ومع ذلك ظل قائدا خلاقا قادرا على الابتكار في قيادته «كتائب القسام» كما تكشف في حرب «الصخرة الصلبة» المتواصلة.
وتدعو الصحيفة إلى عدم الاستخفاف بتصريحاته وتقر بما قاله إن المقاومة في غزة نجحت بمباغتة جيش الاحتلال الإسرائيلي بالأنفاق الهجومية، وعدد الصواريخ ومداها، مشيرة إلى أن إسرائيل شنت عدوانها هذه المرة وهي أقل جاهزية من الحربين السابقتين.
وحسب المعلومات الإسرائيلية، طبق ضيف بعض دروس تجارب لبنان بمساعدة إيران ومنها الاحتياط على كمية كافية من الصواريخ واخفائها بمجموعات صغيرة بأنحاء القطاع. كما أمر ضيف ببناء تحصينات بجوانب الشوارع وداخل المدن.
وتوضح الصحيفة على غرار وسائل إعلام أخرى، أن المصادر الإسرائيلية لا تغالي في تقويم دور ضيف وخطورته، مشيرة الى أن خمسة رؤساء «شاباك» تعاقبوا أولهم يعقوب بيري منذ الإعلان عن محمد ضيف مطلوبا.
وتتساءل: هل يبقى ضيف بعد انتهاء ولاية رئيس الشاباك الحالي أيضا ليعد حماس جيدا وتكون حركة أكثر تصميما وجاهزية وذكاء لأنه لا يؤمن بسلام أو هدنة مع إسرائيل لمدة طويلة ؟
شعبية واسعة…..
ويصفه أحد قادة «الشاباك» السابقين بعنقاء الرماد ينهض كل مرة مجددا من بين النار والرماد، فاقدا ساقه أو عينه، لكنه ينفض الغبار عن ثيابه وينهض ويواصل طريقه.
وتعتبر ذلك سببا مهما خلف له شعبية في الشارع الفلسطيني علاوة على قدراته المهنية غير السيئة.
وتقول الصحيفة، إن تدمير منزله في خان يونس بصاروخ زنته «طن» رغم علم مسبق أنه ليس في داخله، يحمل رسالة من الجيش مفادها أنه مطلوب رقم واحد وأنه سيصبح شهيدا في يوم ما.
وطبقا للتقرير، فإن ضيف يستتر بملجأ باطني بعيدا عن بقية قادة «حماس» ويحافظ على بيئة نظيفة فيحظر الاقتراب منه مع هواتف وحواسيب محمولة أو كاميرا فتتم مراسلاته مع من يريد بواسطة بطاقات ورقية أو شفاهة.
وتتوقع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن يبادر ضيف إلى تطوير قدرات الكوماندوز البحري في ظل اعتراض الصواريخ بالقبة الحديدية وبعد هدم الأنفاق.
أحمد ياسين…..
وبعد تشكيل وحدة 101 «على اسم وحدة كوماندوز أسسها أرئيل شارون» بتعليمات من قائد ومؤسس حركة «حماس» الشيخ أحمد ياسين، قتل جنديان إسرائيليان في العام 1989 ، اعتقل على أثر ذلك محمد ضيف وحكم بالسجن 16 شهرا لعلاقته غير المباشرة بالعملية.
ولاحقا، استبدل اسم الوحدة بكتائب عز الدين القسام على اسم المجاهد السوري في حرب فلسطين الذي استشهد في تشرين الثاني عام 1935.
وفي مطلع التسعينيات، قاد الشهيد يحيى عياش الذي كان يعرف بالمهندس، كتائب «القسام» في الضفة الغربية، فيما قاد محمد ضيف الكتائب في غزة خلفا لعماد عقل الذي نجحت إسرائيل في اغتياله.
وبينما كان عياش منهمكا بتطوير الأحزمة الناسفة لاستخدامها في العمليات التفجيرية، كان محمد ضيف يسعى لتطوير نماذج لعمليات نوعية كأسر وقتل جنود الاحتلال، اذ نجح في أسر الجندي نحشون فاكسمان في الضفة. وشهد عام 1994 عمليات كثيرة قتل فيها مئة وأصيب ألف إسرائيلي ووقفت المخابرات الإسرائيلية عاجزة. وعلى خلفية ذلك قال رئيس الاستخبارات العسكرية وقتها موشيه يعلون – وزير الدفاع اليوم – لرئيس الحكومة اسحق رابين، إن الراحل ياسر عرفات لا يعمل ضد الإرهاب وان محمد دحلان على اتصال مع المطلوب رقم 2 في «حماس»، محمد ضيف.
وفي مذكراته «طريق طويلة.. طريق قصيرة» يشير يعلون إلى أن رابين أرسله لعرفات في 7 تشرين الاول 1995 والتقيا عند حاجز بيت حانون وبحوزته قائمة بأسماء 13 مطلوبا على رأسها يحيى عياش ومحمد ضيف لكن عرفات نفى وجودهم.
رابين وبيرس….
بعد اغتيال رابين، صادق خليفته شمعون بيرس، على أمر سابق بقتل عياش بعدما اقتنع أن عرفات لا ينوي التحرك ضده وفعلا اغتيل عياش وهو من الضفة الغربية، في قطاع غزة في 5 كانون الثاني 1996 بواسطة هاتف مفخخ سلم إليه عبر قريب متعاون مع «الشاباك».
وشارك في جنازته 100 ألف مواطن من بينهم محمد ضيف الذي ورثه كقائد أعلى للقسام.
وتقول المخابرات الإسرائيلية، إن ضيف أرسل باليوم نفسه، مندوبين للضفة الغربية لإعداد مقاتلين بهدف الثأر لعياش قبل انتهاء فترة الحزن، 40 يوما.
ويدعي «الشاباك» أن بحوزته تسجيلات صوتية ومستندات أخرى تفيد بأن الرئيس الراحل ياسر عرفات سمح لـ»حماس» القيام بعملية ثأرية واحدة.
ونقلت «يديعوت احرونوت» التي تتهم السلطة الفلسطينية بعدم اعتراض عمليات «حماس»، عن جبريل الرجوب القائد السابق للأمن الوقائي قوله، إنه لم تكن لديه أدوات كافية وصلاحيات لمواجهة «حماس».
لكن رئيس «الشاباك» السابق يوفال ديسكين، ينفي أقوال الرجوب الذي كان «قادرا جدا لكنه تلقى تعليمات من عرفات بعدم بذل جهود أكثر من اللازم».
ويكشف أن يعلون توجه لبيرس وأطلعه على ما دار بينه وبين عرفات وعلى تخطيط «حماس» لتنفيذ خمس عمليات ثأرية.
وطالب بيرس ويعلون باعتقال ضيف و23 ناشطا آخرين من «حماس» لكن الراحل عرفات الذي التقاهما عند معبر بيت حانون في 24 كانون الثاني 1996 تساءل مستغربا بلهجته المصرية محمد إيه ؟.. وهو يقول لمحمد دحلان: أنت بتعرف هذا الزلمة ؟.
وفي الشهر التالي زلزلت عمليات «حماس» الثأرية المدن الإسرائيلية ووقع بيرس أمرا بتصفية محمد ضيف.
وفي العام 2000، أرسل رئيس الحكومة إيهود باراك مندوبين للرئيس عرفات في غزة عند منتصف الليل من بينهم قائد الجيش شاؤول موفاز للضغط عليه كي يعتقل محمد ضيف.
ويتابع معد التقرير الصحافي رونين بيرغمان المقرب من الأجهزة الأمنية «عاد عرفات على الحيلة نفسها وهو يستغرب ما سمعه من موفاز: محمد شو؟.
وفي 26 أيلول 2002 رصد عميل «للشاباك» محمد ضيف يستقل سيارة في شارع الجلاء فسارعت طائرة هليوكبتر من طراز أباتشي للجو وأطلقت نحوه صاروخين فقتل اثنان من حراسه وأصيب «30» من المارة، لكن ضيف نجا رغم إصابته بحروق قاسية بنسبة 80 ٪ وفقد عينه وأصابت شظايا رأسه ما زالت تسبب له أوجاعا حتى اليوم.
وخوفا من الملاحقة الإسرائيلية، لم ينقل لمستشفى وتمت مداواته في عيادات خاصة تحت رقابة القيادي في «حماس» الطبيب محمود الزهار ولاحقا عالجه أطباء من قطر.
وبقي الضيف، الذي جُرح بشدة في محاولة الاغتيال على قيد الحياة، واجتاز عملية تأهيل في حركة «حماس». وفي العام 2003، بعد أشهر معدودة من عودته لنشاطاته، أجري لقاء سري لقيادة «حماس» في بيت مروان أبي راس في مدينة غزة، حضره ممّن حضر، الضيف، واسماعيل هنية والشيخ الشهيد أحمد ياسين.
بعد معلومات وصلت لإسرائيل، انطلقت طائرة حربية لسلاح الجو لقطاع غزة وأطلقت صاروخًا نحو البيت، لكن الصاروخ أصاب الطابق الخطأ للمبنى ونجا كل قادة الحركة ومن بينهم الضيف. وعاد الضيف لنشاطه بعد ستة أشهر وفي خطاب عبر الهاتف قال: «إن الله يريد إزعاج اليهود فقدر له النجاة».
وجددت إسرائيل محاولاتها باستهداف عمارة في غزة في 6 أيلول 2003 وانهار الطابق الثالث منها ولم يتضرر الطابق الأول ونجا الضيف وصحبه في قيادة «حماس» وقرر الثأر فنفذ عمليتين استشهاديتين بعد أيام في مفرق صرفند ومقهى هليل قتل فيهما العشرات من الإسرائيليين. فيما صعدت المخابرات الإسرائيلية ملاحقاتها لتصفيته.
وفي 12 تموز 2006، بلغها زيارته بيت الشيخ نبيل أبو سلمية، فقصفت بالطيران البيت وقتل ثمانية من أفراد عائلة أبو سلمية وأصيب الضيف ومرافقوه بجراح متوسطة.
واضطر الضيف للتوقف عن العمل لسنتين وتم تهريبه لمصر لتلقي العلاج واستبداله بشكل غير رسمي بأحمد الجعبري قائدا للقسام.
المخابرات الإسرائيلية رجحت أن يموت الضيف خلال شهور لكنها فوجئت بعودته للعمل العسكري.
وعاد الضيف للنشاط في العام 2009 ليستخلص دروس وإخفاقات المقاومة خلال حرب الرصاص المصبوب وبضغطه تم عزل قيادات عسكرية في «القسام» وشرع بتطوير قدراتها الهجومية والاستخباراتية واللوجستية ومنع «الشاباك» من اختراقها والاستعداد لاجتياح إسرائيلي بري واسع يشمل القتال بمناطق مأهولة وبالأنفاق. وحسب تقديرات الجهات الاستخباراتية الإسرائيلية، فإن الضيف يخطط لاستراتيجية جديدة للمقاومة على الأغلب ستكون «الكوماندوز» البحري القسامي إسرائيل» على حد تعبيره.

العرب اليوم

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.