• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الخارجية: دمشق لم تقدم طلباً لسفير جديد في عمان

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2014-08-30
755
الخارجية: دمشق لم تقدم طلباً لسفير جديد في عمان

  بينما تؤكد وزارة الخارجية الأردنية، عدم تلقيها من نظيرتها السورية طلب تعيين سفير جديد، كبديل للسفير بهجت سليمان الذي اعتبرته المملكة غير مرغوب به، يكشف الكاتب والمحلل السياسي المقرب من النظام السوري ناهض حتر، رفض مطبخ القرار الأردني لمبادرة ساقها هو موقعة من الرئيس بشار الأسد لإعادة العلاقات بين البلدين لسابق عهدها.

الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية بالوكالة أشرف الخصاونة، يقول ان الوزارة لم تتلقَ اي مخاطبة من نظيرتها السورية بهذا الخصوص.

حتر يوضح " ان هنالك خوفاً من النظام السوري لتقديم سفير جديد لها بالأردن، لأنه يخشى رفض المملكة لمثل هذه الطلب، مستذكرا رفض السلطات الأردنية المختصة، لمبادرة موقعة من الرئيس السوري بشار الأسد في شهر نيسان الماضي، تنص أهم بنودها على حصر اللاجئين السوريين في الأردن تمهيدا لاعادتهم الى بلادهم.

ويضيف حتر ان المبادرة نصت على اعادة اللاجئين السوريين من أصول فلسطينية الى سوريا فورا، وتأمين مخيمات آمنة لهم، نظرا لحساسية هؤلاء على الأردن الذي يخشى الوطن البديل، وتنص على التنسيق الأمني بين البلدين لمنع دخول المسلحين المتشددين من الأردن لسوريا، وتعزيز التبادل التجاري.

حتر الذي يكشف عن فصول هذه المبادرة، يؤكد عدم تلقيه لأي اجابة من مطبخ القرار الأردني حتى اللحظة؛ "لأنه مرتهن للتفاهمات السعودية الأمريكية، والسعودية على وجه الخصوص، في التعامل مع الأزمة السورية".

** الهاجس المشترك:

الوزير السابق أحمد مساعدة، والكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد أبو رمان، يشاركان حتر رأيه في وجود تحد مشترك بين البلدين يتمثل في التنظيمات الراديكالية الاسلامية المتشددة في سوريا والتي تجعل من الأهمية بمكان التنسيق في محاربتها.

مساعدة يشدد على مصلحة الأردن في بقاء سوريا القوية والموحدة، لكنه يؤكد أنه لا يمكن النظر الى الموقف الأردني من سوريا بطريقة ثنائية، بمعزل عن سياسة الأحلاف القائمة، والوضع الدولي والموقف الاقليمي مما يحدث في سوريا.

ويلفت مساعدة الى ان التيارات الراديكالية خطر على كل الدول العربية، والتعاون بين البلدين على مواجهتها ممكن، بيد ان الموقف الدولي الذي يَعتبر الأردن جزءاً منه ينظر بعين الريبة الى النظام السوري.

أبو رمان يشير الى أن النظام السوري القائم بقيادة بشار الأسد غير مؤهل لاشهار تحالفات مع المملكة، رغم الخطر المشترك بينهما وهو "داعش".

**نقاط الاختلاف والتجمع:

انقسمت الأوساط السياسية الأردنية، بين من اعتبر النظام السوري بقيادة الأسد منتصراً، ويجب ترتيب الأولويات الأردنية لاعادة العلاقات معه، فيما اعتبر التيار الآخر بحسب أبورمان أن الموقف الدولي والعربي من سوريا هو انتهاء صلاحية الأسد، والبحث عن البديل، وهذا الرأي المعتبر في مطبخ القرار الأردني.

حتر يتحدث عن أن الخطر الارهابي هو الجامع الأبرز بين البلدين، علاوة على أن أرقام التبادل التجاري أكبر من المسجلة لدى حكومات الأردن وسوريا، كما أن للأردن مصلحة في بقاء الأسد لأنه صمام أمان سوري في وجه الطائفية القائمة.

ويبين حتر ان لدى الموقف الاردني ثلاث مشكلات تتمثل، في عدم استقلالية القرار الأردني المرتهن للرياض، وما سماها بالعقلية الأمنية الأردني في المطبخ الأمني، التي لم تؤمن بعد بأن خطر "داعش" لن يأتي من الحدود وإنما من داخل البلد التي توحد بها نواة للفكر المتطرف، علاوة على عدم توحد مرجعيات اتخاذ القرار الخارجي، الذي تنقسم بين المخابرات والجيش والحكومة والديوان الملكي.

مساعدة يعتبر ان الأردن يؤمن باتفاقيات مؤتمر جنيف، وهو الحل الأمثل للمشهد السوري في كل شيء، فلا مصلحة للأردن بتكون الدولة الفاشلة في سوريا، فالمعركة قائمة في سوريا على الأرض، لكن العمل السياسي يجب أن يأخذ مكانه.

** الحل الأمثل للمعادلة:

بوجود "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما، بعتبر أبو رمان الحل للأزمة السورية كلها في تطبيق المشهد العراقي من خلال ازاحة رئيس الوزراء نوري المالكي عن السلطة، وهذا هو الحل الأمثل مع الأسد، بحيث يبقى النظام ويزول مسبب المشكلة.

هذا ما يرفضه حتر بالمطلق، فالأخير يعتبر النظام السوري مختلفا تماما عن العراقي، لأن المالكي ليس رمزا للنظام وانما لبنة فيه، وهذا غير موجود في حالة الأسد.

كما أن النظام العراقي يتغلغل فيه النظام الايراني، وهذه الحالة ليست موجودة في سوريا، وهي التي رفضت منذ سنة ضغوطات من طهران لتليين موقفها من حركة حماس، بيد أن الطلب جوبه بالرفض، والنظام السوري يملك من القوة ومساحات المناورة، ما يمكنه من أخذ الدعم الايراني سواء كان تسليحا أو دعما ماديا أو غيره، دون ضغوطات على موقفه السياسي، على حد قول حتر.

ويتابع حتر ان النظام السوري يسيطر على 60 بالمائة من الأرض و ثلاثة أرباع الشعب، مميطا اللثام عن وجود نوعين من السنة في سوريا، الأول وهم سنة حلب ودمشق، وهم موالون للنظام، أما سنة الأرياف فهم المعارضون له، وبينهم تتواجد الجماعات المسلحة، بالاضافة الى البدو وهم أيضا موالون، بالمحصلة فإن النظام قادر على العودة.

أبورمان يرى ان النظام تحول الى صيغة طائفية وبقاؤه مرهون بحزب الله وايران وروسيا، وأن الأردن وغيره لن يفكروا في التعامل مع نظام "مفكفك"، كما أن الأردن والعالم لن يتعاون مع نظام يخسرهم علاقاتهم مع سنة سوريا، وهذه رؤية الأوروبيين والامريكان.

بين الفكرتين اللتين عبر عنهما أبو رمان وحتر، يعتبر الأول ان التيار الذي يريد التعامل مع الأسد في مطبخ القرار الأردني بصفته منتصرا، يعبر عن أفكار فضفاضة، فيما يعتبر الثاني أن هذا هو الأصل خاصة وأن النظام السوري القوة الأخيرة في وجه المشروع الاسرائيلي، فاذا زال فإن اسرائيل ستتفرد بالمملكة وتقيم مشروعها الوطن البديل، والنظام السوري بحسب حتر لا يجد مشكلة في الحوار مع الاردن وهو جاهز لذلك في شتى المجالات. 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.