• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

إعفاء حافظ مخلوف… هل هو بداية نهاية “المافيا”؟!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2014-09-16
1700
إعفاء حافظ مخلوف… هل هو بداية نهاية “المافيا”؟!

 بشار الأسد يُعفي حافظ مخلوف من مهامه كرئيس للقسم “40″. خبر غير عادي. تعمد “إعلام الأسد” المُعتمد والموازي”، تجاهله أو تسخيفه، أو تبريره بأحسن الحالات، أو تسويقه على انه احتفاءً بالعقيد، المُرفع لرتبة “عميد”، وتكريماً له.

لا يمكن التعامل مع حافظ مخلوف، كأي ضابط آخر عامل في صفوف “الجيش الباسل”، إذ يعتبر أحد أفراد المافيا الحاكمة، ابن عرابها محمد، وشقيق “خازن مالها” رامي، وزوج ابنة اللواء رياض شاليش، ابن اخت حافظ الأسد، وشقيق المرافق الرئاسي المٌخضرم “ذو الهمة شاليش”.

ليست، أهمية “حافظ مخلوف” في كونه ابن خال بشار فقط، إنما هو أحد أعضاء مجلس “العائلة المالكة”، و من أوائل المُتحمسين لاستخدام الخيار العسكري في قمع الاحتجاجات. قرار، اتُخذ أو حُسم خياره، في الشهر الرابع من عام 2011، خلال اجتماع حصري للورثة من آل “الأسد – مخلوف”. المفارقة أن الضابط الشاب. كان أكثر تطرفاً من ابن عمته “ماهر الأسد”. الذي تردد حينها في الذهاب بعيداً باستخدام السلاح، على ذمة تسريبات”مصادر موثوقة”. وعكس ما يُشاع.

أعتقد، أن قرار اعفاء “مخلوف”. واحد من أصعب القرارات، التي اضطر بشار لاتخاذها، ذلك أن الرجل، يعرف من الخفايا والأسرار، ما يجعله أمام طريقين لا ثالث لهما.إما الاحتفاظ بنفوذه ومناصبه إلى أن يأخذ الله أمانته، أو تتم تصفيته، لتُدفن أسراره معه.

الحقيقة، أن تاريخ “الأب والوريث” حافل بعمليات القتل والتصفية لأقرب المقربين، أو تقديمهم “أكباش فداء”، بعد انتهاء صلاحيتهم للاستهلاك السلطوي، أو الشك بولائهم المطلق، أو الاضطرار إلى مقايضتهم في صفقة “أمنية – سياسية”، داخلية أو خارجية.
لا تكمن، غرابة “قرار الاعفاء” في المبدأ، بل بتوقيت اتخاذه. 

المتزامن مع تدهور الأوضاع العسكرية “لجيش العائلة”. وتأزم الظروف السياسية الدولية والاقليمية. وتصعيد المواقف الرافضة لإعادة تعويم بشار، كلاعب في التحالف الدولي ضد “داعش”.
لو، لم يكن بشار مُجبراً على اقصاء ابن خاله، لما فعل، أو لأجل اتخاذ القرارحتى الخروج من الأزمة، حفاظاً على تماسك “الحلقة الضيقة”، وتجنباً لحدوث لغط في أوساط المُريدين، الذين بدأو يستشعرون عجز “جماعة بشار” على الحسم، ونهايتها المُرتقبة. 

رغم، ما تبديه مافيا “الأسد – مخلوف” من تماسك، إلا أن هذا، لا ينفي ظهور تناقضات، وتضارب في المواقف والأراء بين المجموعة، وصولاً إلى تبادل الاتهامات حول مسؤولية الأحداث، ووقوعها يدخل ضمن البديهيات، ولعل احساس الجميع بأنهم في مركب واحد على وشك الغرق. هو الشيء الوحيد الذي يمنع ظهور الخلافات، أو تفجرها.
لم يكن “حافظ مخلوف” ضابطاً عادياَ، اخطبوط صلاحياته، عابر لحدود مدينة دمشق، المسؤول عن أمنها، وأوامره تسري على الأجهزة الآخرى، عسكرية، جوية، سياسية. الأهم عضويته في مكتب الأمن الوطني، المعني بإدارة الأزمة عسكرياً وأمنياً.

من المُستبعد، أن يرتكب “حافظ” خطيئة التآمر على بشار، أو التورط بمحاولة انقلاب ضده، وفي حال وصل ذنبه إلى هذه الدرجة، لأقيم عليه حد التصفية الجسدية، ولا يعني ذلك أن حافظ، لا يفعلها، لكنه يدرك أن حجم كراهية السوريين لآل مخلوف، يفوق كرههم لآل الأسد، وأن تورطه، وولوغ عائلته بدماء الأبرياء، يكفي لإعدامهم مليون مرة. وبالتالي لا سبيل لتسوية أوضاعه مع منكوبي الداخل.

يبدو، أن الاحتمال الأرجح، هو تطاول “حافظ” على “بشار”، في لحظة زهو أو غباء مفرطين، ومن المعروف عن “العميد” نزقه إلى درجة وصفه “بالموتور” بين الضباط والعناصر المتعاملين معه.
خيارات رديفة، يمكن تلمسها، عبر قراءة الخبر المتداول حول الاعفاء من المنصب، وما فيه من تلميح صريح بشأن خلفيات القرار، واستناده إلى تزايد امتعاض عدد من قادة بشار الأمنيين، ونفورهم من سلوك “العقيد – العميد” المتعجرف.

عموماً، يبقى الاحتمال وارداً، في سياق منهجية “حكم الأسد” وانتهازيته، حيث لا مانع من الانحناء أمام عاصفة، خصوصاً، إذا كان مثيروها من العسكر، وعليه جاءت محاولة بشار امساك العصا من الوسط، انتصر لمركز قوى ضد مركز، ثم أعفى ابن خاله ارضاءً للممتعضين، ورفعه بنفس القرار إلى رتبة عميد درءاً للشماتة، وتفادياً لمزيد من التشتت والبلبلة بين صفوف الأتباع، مع تسريب أن رتبته الجديدة، تقتضي نقله، وتكليفه بمهام أعلى شأناً، فيما الواضح عملياً، أن العميد أُدخل إلى براد “التجميد” حتى اشعار آخر.

لا جدال، بأن القرار غير عادي. ويستلزم اتخاذه من الوريث، الحصول على ضوء أخضر من مجلس العائلة خصوصاً “الأم – الخال”، ومن طهران، بصفة أن العميد، أحد أهم الُمعتمدين إيرانياً في دمشق. عدا كونه يملك من الأسرار العليا للعائلة، ما يطيح برؤوس جميع أفرادها.
السيناريو، أو الاحتمال المُتبقي، أخطرها، ويفترض أن بشاراً، ضحى فعلاً بابن خاله على مذبح “سلطته”. وحوله إلى مجرد رسالة خارجية. تحمل في طياتها استعداده للتخلي عن أعضاء في الحلقة الضيقة، أو تمهيداً لمناقشة حلول جديدة، تخرجه من أزمته القاتلة، على حساب الآخرين.

لن يُحزن “خلع” حافظ الكثيرين من المنحبكجية، لكنه يُخفيهم في حال جديته، لأنه يؤشر إلى عمق أزمة “السلطة”، ويفتح الباب أمام صراع دموي بين أركانها، عندئذ، نشهد أول حالة انشقاق حقيقي عن العصابة، بقيادة محمد مخلوف، مترافقة مع براكين من الفضائح، تصل مقذوفاتها إلى مقر المحكمة الدولية. وتُنذر ببداية نهاية “المافيا”

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.