مخاض أمة..!

 بقلم المحامي.. عبد الوهاب المجالي

رافق الربيع العربي تصريحات صدرت عن الآنظمة المستبدة تتضمن تهديدات بإتجاهين نحو الداخل إحداث  مزيد من الفوضى إن لم تكف الشعوب عن المطالبة بحقوقها والخلاص من الظلم والإستبداد وإستارضائها  بإصلاحات شكلية او القتل والدمار والخراب مما يعني آنه لا فرق بينها وبين جماعات وفرق الموت..

فيما يتعلق بالخارج التهديد بحرب كونية وإشاعة الفوضى والإنتقام بعدم إقتصارها على تلك الدول ونشرها  على محيط آوسع طبعاً هذا كلام فارغ كمطلقيه لم تتجرأ تلك الآنظمة قيد أنملة على مجرد تهديد مصالح  قوى الإستكبار كما تصفها في خطابها لا بل تستجديها ان تكون الضامن لتلك المصالح ورعايتها في  مقدمتها آنظمةالرفض والصمود والدجل والمهاترة ولتذهب الشعوب بداهية.. في ليبيا إستنكر القذافي على الشعب المطالبة بحقوقه وبإهانة بالغة تساءل في احد خطاباته "من انتم؟؟"!!

في مصر أخذ مبارك على حين غرّة تنازل عن الحكم ليدخل الجيش اللعبة وتماهي مع الجماهير ليكتسب شعبية مهد الطريق اما الجماعات والآحزاب الدينية لتفوز بالإنتخابات لتقع لاحقاً بنفس الخطأ الذي  وقعت به جبهة الإنقاذ في الجزائر وحماس بالإستحواذ على مفاصل الحكم النتيجة أطيح بمرّسي وعادت مصر الى المربع الآول..

في اليمن علي عبدالله صالح كسابقه هدد بإشاعة الفوضى وحرب آهلية وتقسيم اليمن ولم يتزحزح عن الحكم  إلا بعد ان ضمن عدم ملاحقته وكل من عمل معه عن الجرائم التي إقترفها بحق اليمن هذا تنازل خطير لم يسبق لثورة ان قدت مثيله بعدها لم يخجل فالغاية تبرر الوسيلة تحالف مع اعداء الامس الحوثيين ممهداً الطريق للهيمنة الإيرانية على اليمن..

في سوريا الحال آسوأ رفع انصار الطاغية شعار "الآسد او نحرق البلد" هذا الشعار يعطي دلالة على  مدى تخلف الشعوب العربية وفساد آنظمتها ليذهب الشعب والوطن الى الجحيم مقابل بقاء شخص في الحكم ليقود الجيش رغم عدم سلامته لتلك المهمة .

تحالف مع إيران ومد يده للآمريكان وجلب كل المافيات ومجرمي الحرب ليعثوا دماراً وخراباً في سوريا  لينشغل العالم عنه المهم سلامة الكرسي والرأس..!!
العراق الحزين مخطوف بين جماعات الموت المدعومة عربياً والصفويون يفعلون به ما شاؤوا واصبح  نصف آهله بين مشرّد ونازح ولاجئ ونسائه آرامل وآبنائه آيتام تعيث به العمائم الخرفة فساد غير مسبوق  تدفع آبنائه نحو الموت بإسم الدين ومنحهم تذاكر سفر الى الجحيم.. حال الوطن الكئيب من آقصى محيطه الى آدنى خليجه ليس بأفضل وإن كان يبدو كذلك فصام بين الشعوب  والآنظمة ومرتع للفساد ولم تأخذ العبر من غيرها بالتصالح مع نفسها اولاً ومع الشعوب ثانياً لا بل بعضها يتمادى فالشعوب بين آمرين آحلاهما مرُّ ‘ما القتل والتشرد والدمار او القبول بالظلم والإستبداد كأهون  الشرّين!!

هذا المنطق الآعوج الخوف من المجهول بإرغام الشعوب على الصمت دون رضى او قناعة ولو كانت  الشعوب تقبل بذلك لما إنتفضت آصلا لإنتزاع حقوقها مآله الفشل..

ما حدث يشير بوضوح الى ان بناء الدول آساساً كان على خطأ على آيدي مستعمر همه الآول تأمين مصالحه على حساب الشعوب او نتيجة لإنقلابات عسكرية بررت وجودها التصدي للإمبريالية  لم تتمكن من صهر الشعوب تحت بند المواطنة وتوجيهها نحو هدف لا بل حافظت على التقسيمات  العرقية والمناطقية والجهوية على قاعدة فرق تسد..

صحيح ان المخاض الذي تمر به المنطقة عسير ومخيف وكلفته كبيرة بسبب تلك الآنظمة وآزلامها لكن ذلك لا يمكن ان يستمرالى ما لا نهاية ولا بد ان تتشكل المنطقة على أسس منطقية صحيحة عمادها

المواطنة والعدل والمساواة.