• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

حصاد 2014: أكثر السنوات صخبا في العالم العربي أُلغيت حدود وجاء دور "داعش"

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2014-12-19
1086
حصاد 2014: أكثر السنوات صخبا في العالم العربي أُلغيت حدود وجاء دور

 تقرير نشرته "فايننشال تايمز" البريطانية بعنوان: "الرقص على الحبال: عام في العالم العربي"، قدمت الصحيفة مجموعة من التقارير التي كتبها مراسلوها خلال العام عن التطورات الجارية في العالم العربي من العراق وسوريا إلى ليبيا ومظاهر القلق في السعودية، إضافة للتغطيات المتعلقة بالشؤون المالية، فقد مر العالم العربي بأسوأ سنواته.

وتقول رولا خلف، محررة الشؤون الخارجية في الصحيفة في مقدمة التقرير إن عام 2014 هو العام الذي تراجعت فيه الآمال. وأشارت فيه إلى أن العام الذي يقترب من النهاية سيتذكره العرب بالصاخب الذي لم تشهد فيه بقعة من العالم العربي حالة من السلم والهدوء.

وعاش فيه العرب حالة من التراجع السياسي وتحطمت فيه الأوهام، خاصة أن ما جرى في العالم العربي كان مجموعة من الأزمات التي تمس وجوده، حيث تم إلغاء الحدود بين الدول الوطنية التي رسمتها الدول المنتصرة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية المنهزمة في الحرب العالمية الأولى، وتحطمت آمال الجيل الشاب بظهور نظام ديمقراطي سياسي.

فالوضع الذي آلت إليه الدول العربية في نهاية عام 2014 هي حروب مستمرة في العراق وسوريا وليبيا واليمن وقطاع غزة الذي لا يزال يترنح من عدوان إسرائيل في الصيف. أما لبنان والأردن، فيكافحان لمواجهة متطلبات اللاجئين السوريين.

وعادت الحكومات الاستبدادية إلى مصر وبشكل أشد قمعا مما كانت عليه في عهد مبارك الذي أطاحت به ثورة شعبية عام 2011. وشهدت دول الخليج نزاعا تحاول الآن رأب الصدع، حيث اصطفت كل من البحرين والإمارات العربية المتحدة والسعودية ضد دولة قطر، واستمرت الأزمة طوال العام.

وتشير "خلف" إلى أن الحكومات العربية كان عليها التعامل مع وضع تراجع فيه الدور الأمريكي في المنطقة، وكان عليها المراقبة بقلق استمرار التأثير الإيراني خاصة في لبنان والعراق وسوريا وأخيرا في اليمن.

وما ساعد على هذا هو استمرار الخلافات العربية ـــ العربية والمشاحنات بينها وغياب الرؤية الجامعة. وترى أن جيوب الاستقرار النسبي في المنطقة العربية كانت في الدول التي تعتمد اقتصاديتها على النفط، حيث استفاد النمو الاقتصادي من زيادة أسعار الطاقة والإنفاق الحكومي الضخم على المشاريع.

وفي الوقت الذي استعادت فيه دبي مكانتها كمركز للنشاط التجاري في المنطقة وتعافت من أزمتها المالية السابقة، إلا أن استمرار تراجع أسعار النفط ستعكر المزاج وتخفف من حدة التوسع في الدول النفطية.

ومن بين كل الصخب والعنف الجاري في العالم العربي، هناك بعض النقاط المضيئة عن استقرار وتقدم، فقد مضت تونس في تجربتها الديمقراطية وأجرت انتخابات برلمانية وتحضر للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

وفي المغرب، كثفت الحكومة من جهودها لتحويل البلاد لمركز نشاط مالي لمنطقة الساحل والصحراء.ورغم ما يحويه التقرير من تحليلات ورؤى كتبت خلال العام وأعيد نشرها بتعديلات طفيفة مراعاة للسياق، إلا أن الحدث الأكبر الذي شهده العام ولا تزال تداعياته واضحة هو اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية شمال العراق بسرعة البرق وسيطرته على ثاني كبرى المدن العراقية –الموصل– وتوسعه أبعد منها في كل من العراق وسوريا.

ويمثل تنظيم الدولة الإسلامية المعروف أيضا بداعش أكبر امتحان للعالم العربي. فالتنظيم الذي برز من ركام الحرب الأهلية السورية وتوسع بسبب السياسات الطائفية في العراق، والتي انتهجتها حكومة نوري المالكي، يمكن أن يتحول إلى تهديد لكل المنطقة.

فقد أدت سياسات داعش التي استهدفت الشيعة والأقليات الأخرى، خاصة المسيحية والأيزيدية، للتدخلات الأجنبية – إيرانية ودولية بقيادة الولايات المتحدة لوقف تقدمها.

وأجبر تنظيم داعش الرئيس باراك أوباما على التخلي عن تردده في سوريا وأعاد طائراته الحربية للمنطقة وأرسل أكثر من 3000 جندي أمريكي إلى العراق.

وقد اشترط الرئيس أوباما عندما شكل تحالفه الدولي لإضعاف وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بأن القادة السياسيين في المنطقة، خصوصا في العراق، هم من سيقضون في النهاية على التنظيم من خلال تقديم تنازلات سياسية.

وتعتقد الكاتبة أن العراق لديه فرصة لتجاوز الأزمة والحفاظ على وحدته كدولة والعودة للاستقرار، إلا أن المنظور بالنسبة لسوريا يبدو مستحيلا على الأقل في المدى القصير.

ففي سوريا يعتبر تنظيم الدولة جزءا من لغز معقد، يواصل فيه نظام الأسد عملياته ومحاولته البقاء في اللعبة ويواجه عددا من قوى المعارضة. وترى الصحيفة أن بقاء داعش مرتبط ببقاء نظام الأسد.

وتقول الكاتبة: "مع اقتراب عام 2014 على النهاية فالأمل قليل في العالم العربي، وتلاشى التفاؤل بحدوث تحول سياسي بعد اندلاع ثورات عام 2011 وحل محله قلق وعنف داعشي وعدم اليقين بما هو قادم".

ومن أهم مصادر القلق التي نتجت عن عام 2014 هي موجات اللجوء التي لم تتوقف، فاستمرار الحرب في سوريا خلق موجات من اللجوء الجديدة.

واضطرت أقليات للهرب أمام تقدم تنظيم داعش، فيما دفعت العمليات التي تقوم بها ميليشيات مدعومة من إيران إلى موجات تهجير أخرى، ووصلت في بعض المناطق إلى حدَ التطهير العرقي. 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.