• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الحوثيون مربكون بعد فرار هادي من صنعاء

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2015-02-23
1887
الحوثيون مربكون بعد فرار هادي من صنعاء

 عاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى واجهة الأحداث من جديد، مستعيداً زمام المبادرة في المعركة المفتوحة بينه وبين الحوثيين بعد استيلائهم على العاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من أيلول الماضي. وبعد إحكامهم السيطرة على مؤسسات الدولة وفرضهم الإقامة الجبرية على هادي وعلى رئيس الحكومة خالد بحاح وعلى معظم الوزراء وبخاصة من ينتمون إلى جنوب البلاد، فإن الحوثيين المرتبطين بطهران أثبتوا عدم حنكة سياسية وعسكرية لتعاملهم مع الانتصارات التي حققوها بنوع من الغرور.

فرار هادي من تحت أنظار الحوثيين الذين كانوا يفرضون حراسة مشددة على الداخلين إلى منزله والخارجين منه، سبب لهم الكثير من الحرج أمام قواعدهم، فهم لم يعلموا بتمكن الرئيس المحاصر من الهرب إلا بعد أن وصل إلى مدينة عدن وأصبح في مكان آمن.

ولم ينتظر هادي سوى ساعات قليلة حتى استعاد سلطات منصب الرئاسة من خلال تراجعه عن الاستقالة ورفضه الأمر الواقع الذي فرضه الحوثيون في العاصمة صنعاء، وكذلك تحركاتهم الكبيرة لإهالة التراب على دور الرجل الذي كان مفتاحهم لدخول العاصمة صنعاء بعد أن مكنهم من التخلص من خصومهم الدينيين في دماج، والقبليين في حاشد، والعسكريين في عمران، خلال عام فقط في فترة لم يكن حتى أكثر المتفائلين يتصورها.

بدأ هادي في استعادة الدولة المختطفة في العاصمة صنعاء على أيدي الحوثيين، والبداية كانت من مدينة عدن التي احتضنت اجتماعاً أمس للرئيس اليمني ضم مسؤولي أربع محافظات هي: عدن، ولحج، وأبين، وسقطرى، في أول مهمة يقوم بها هادي بعد البيان الذي ألقاه من فضائية عدن التي كان الحوثيون غيبوها، كما اصدر قراراً بإنشاء وكالة رسمية جديدة تنطق باسم الدولة بعد أن سيطر الحوثيون على مختلف وسائل الإعلام الرسمية بما فيها وكالة سبأ للأنباء.

وكما انقسم الناس حيال الخطوة التي أقدم عليها هادي أول من أمس، انقسمت وسائل الإعلام أيضاً، فقد بقيت صحيفة «الثورة« الرسمية الموالية للحوثيين في صنعاء على الموقف المعادي لهادي، فيما أيدت صحيفتا «14 أكتوبر« من عدن و»الجمهورية« من تعز، الخطوة التي أقدم عليها هادي وأكدتا أن الشرعية صارت في مأمن.

وفي مقابل استبشار خصوم الحوثيين بما اسموه «انتصار الشرعية« بتمكن هادي من الإفلات من قبضة الانقلابيين بصنعاء، سادت حالة من الارتباك صفوف الحوثيين، الذين لم يكونوا يتوقعون أن يتمكن هادي من خداعهم بمغادرة المنزل المحصن بالمئات من الحراسات، وعبر قادة في الحركة عن غضبهم من خطوة هادي لدرجة أن أحدهم وهو محمد المقالح أكد أن هادي صار رجلاً مطلوباً للعدالة، فيما قال آخر إن هادي تحول إلى قائد لأحد فصائل تنظيم القاعدة في الجنوب.

وقلل عدد آخر من قادة الحوثي من خطوة هادي، معتبرين أن الرجل انتهت شرعيته يوم قدم استقالته إلى مجلس النواب، لكنهم لم يتحدثوا عن رفض المجلس مناقشة الاستقالة وبالتالي بقاء هادي رئيساً للبلاد، مدعوماً بمواقف إقليمية وعربية ودولية، حيث أكد مصدر مقرب من هادي أنه تلقى يوم أمس اتصالات من قادة ثلاث دول خليجية تؤكد دعمه، فيما أوضح مصدر في مجلس الأمن الدولي أنه ملتزم بشرعية هادي وأنه ملزم بإعادته إلى السلطة، ما يفتح التكهنات باحتمال توجيه ضربة عسكرية إلى جماعة الحوثي لإخراجها من صنعاء، مثلما حدث مع قوات نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين اثناء احتلالها الكويت في 2 آب1990.

وانعكست تطورات هروب هادي من صنعاء على المحادثات والمفاوضات التي كانت تجريها القوى السياسية بإشراف مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر، وهي المفاوضات التي كانت على وشك أن تصل إلى صيغة اتفاق جديدة من شأنها أن تطوي صفحة الرئيس هادي وتثبيت الانقلاب الحوثي بشكل رسمي، وعبر عدد من القوى السياسية أن الشرعية اليوم لا تزال قائمة ولن يستطيع الحوثيون فرض رؤيتهم عليها.

وكما كان عنصر المفاجأة لدى كثيرين عند سماعهم بوصول هادي إلى عدن، بدت صنعاء في حالة ذهول للطريقة التي يقدم عليها رئيس دولة في البلاد منذ أن توالت عليها أنظمة في العهدين الإمامي والجمهوري، حيث لم يكن يخرج الرئيس إلا إلى المنفى أو إلى القبر، وكان فرار هادي الواقع تحت حراسة مشددة قد وقع على المواطنين وقع المفاجأة، تفاعل معها الكثير، بخاصة بعدما خرجت تظاهرات في عدد من مناطق البلاد تأييداً له.

السؤال هو هل يتمكن هادي من التقاط هذه اللحظة التاريخية الهامة، ويبدأ في ممارسة الدور الذي كان يجب أن يلعبه عندما كان في العاصمة صنعاء، أم سيعود إلى التردد والبطء في اتخاذ القرارات؟

يعول الكثير على دور مختلف لهادي في المرحلة المقبلة، ويرون أنه بطريقة إدارته للأزمة يمكنه الحفاظ على البلد موحداً وبالتالي ستكون له شرعية شعبية ودولية، بخاصة وأن العالم يؤيد الخطوات التي أقدم عليها منذ إعادة انتخابه رئيساً جديداً للبلاد في الحادي والعشرين من شباط من العام 2012 ، وتبقى كلمة السر عند هادي وهادي وحده.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.