• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

عام خامس للثورة السورية ....معاناة وأرقام مرعبة ...!!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2015-03-13
874
عام خامس للثورة السورية ....معاناة وأرقام مرعبة ...!!

 عد اربعة أعوام من انطلاق الثورة السورية في اواخر شتاء 2011 ما زالت تداعياتها تؤثر ليس على سوريا وحدها فقط وشعبها ومقدراتها بل وعلى جميع الدول المحيطة بها
وسنستعرض في هذا التقرير موجزا عن بداياتها وانطلاق شرارتها واهم اثارها على سوريا وشعبها الذي كان له نصيب وفير من المعاناة والتشرد واللجوء كما سنتعرض ارقاما نحسبها مرعبة لتداعيات ثورة شعبية تدخلت فيها فيما بعد قوى اخرى ساهمت في ازدياد حجم المعاناة وتفاقمها

بدأت شرارتها في مدينة درعا حيث قام الأمن باعتقال خمسة عشر طفلا إثر كتابتهم شعارات تنادي بالحرية وتطالب باسقاط النظام على جدار مدرستهم بتاريخ 26 فبراير 2011. في خضم ذلك كانت هناك دعوة للتظاهر على الفيسبوك في صفحة لم يكن أحد يعرف من يقف وراءها استجاب لها مجموعة من الناشطين يوم الثلاثاء 15 مارس عام 2011 وهذه المظاهرة ضمت شخصيات من مناطق مختلفة مثل حمص ودرعا ودمشق. كانت هذه الاحتجاجات ضد الاستبداد والقمع والفساد وكبت الحريات وعلى إثر اعتقال أطفال درعا والإهانة التي تعرض لها أهاليهم بحسب المعارضة السورية، بينما يرى مؤيدو النظام أنها مؤامرة لتدمير المقاومة والممانعة العربية ونشر الفوضى في سوريا لمصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، وقد قام بعض الناشطين من المعارضة بدعوات على الفيس بوك وذلك في تحد غير مسبوق لحكم بشار الأسد متأثرين بموجة الاحتجاجات العارمة (المعروفة باسم الربيع العربي)، والتي اندلعت في الوطن العربي أواخر عام 2010 وعام 2011، وخصوصاً الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية. وكانت الاحتجاجات قد انطلقت ضد الرئيس بشار الأسد وعائلته التي تحكم البلاد منذ عام 1971 تحت غطاء حزب البعث العربي الاشتراكي تحت سلطة قانون الطوارئ منذ عام 1963. قاد هذه الاحتجاجات الشبان السوريون الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا شعار: «الله، سوريا، حرية وبس»، لكن قوات الأمن والمخابرات السورية وميليشيات موالية للنظام (عُرفت بالشبيحة) واجهتهم بالرصاص الحي فتحوّل الشعار إلى «الشعب يريد إسقاط النظام». في حين أعلنت الحكومة السورية أن هذه الحوادث من تنفيذ متشددين وإرهابيين من شأنهم زعزعة الأمن القومي وإقامة إمارة إسلامية في بعض أجزاء البلاد 

مع بداية شهر شباط (فبراير) ظهرت بعض الدعوات الخجولة للتظاهر في حلب ودمشق، وحُدّدت عدة مواعيد لم تلقَ تجاوباً كافياً، فأحسّ منظّموها بالفشل والإحباط. لكن الناس يريدون والله يريد، والله يقضي ما يريد. لقد قدّرَ الله ودبّرَ ما عجز عن تقديره وتدبيره البشر، ففي السابع عشر من شباط اعتدى شرطي من شرطة العاصمة على أحد تجارها في سوق “الحريقة” العريق وأهانه وضربه، فاشتعل السوق في مظاهرة عفوية وتجمعت -بلا سابق تدبير ولا تخطيط- أولُ مظاهرة في سوريا خلال نصف قرن إلا سنتين! وسرعان ما تجمع الآلاف وبدؤوا بالهتاف الشهير: “الشعب السوري لا يُذَل”، حتى وصل وزير الداخلية بنفسه لاحتواء الموقف، وانتشر “الشبّيحة” والأمن فاخترقوا المظاهرة وسرقوها من أصحابها وراحوا يهتفون: “الله، سوريا، بشار وبَس”.

مع أن المظاهرة لم تكن ذات شأن بالقياس إلى ما رأيناه في الشهور اللاحقة، إلا أنها كانت حادثة هائلة في نظر السوريين، فلأول مرة اجتمع عدد كبير منهم في تجمع غاضب ضد رمز من رموز النظام، ولأول مرة تحدثوا عن الذل وعن الكرامة وعن الشعب، وهي كلها ألفاظ لا يعرفونها لأنهم فقدوا الإحساس بأنفسهم منذ دهر، وسُلِبوا الكرامة حتى نَسُوا أن من حقهم أن يعيشوا بشراً مكرَّمين. ورُفع مقطع مصوَّر للمظاهرة على اليوتيوب وانتشرت أخبارها انتشار النار في مستودع أخشاب، فما مرّ أسبوع حتى تجاوزت مشاهداته مئةَ ألف أو تزيد.

لقد اشتعلت النار في الفتيل. لم يرَ المراقبون فوق الأرض الكثير، ولكن الفتيل مضى يشتعل تحت الأرض وتمتد شعلته يوماً بعد يوم. بعد خمسة أيام اجتمعت مظاهرةٌ صغيرة أمام السفارة الليبية تنديداً بالقمع الدموي الذي يلقاه أهلنا في ليبيا في ثورتهم العظيمة على مجرمها الكبير، القذافي (البائد). لم تصمد المظاهرة الصغيرة طويلاً فقد فرّقها الأمن بعنف، وعندما تكررت في اليوم التالي تعرض المشاركون فيها إلى الضرب والسحل والاعتقال.

قبل انتهاء الشهر بأيام وقعت الحادثة التي قُدِّر لها أن تصبح مَعْلماً من معالم الثورة وواحدة من حوادث التاريخ. خطّ صبيةٌ في درعا على الحيطان عبارات تعلّموها من جيرانهم الذين عاشوا ربيع العرب؛ كتبوا: “الشعب يريد إسقاط النظام”. هل علمتم ما درعا؟ عاصمة حوران، أرض البطولات والمَكرُمات التي أنجبت بعضاً من أكابر علماء الأمة، كالنووي وابن كثير، وعلى أرضها تفجرت الثورة السورية الكبرى أيام الفرنسيين.

تلك الحادثة الصغيرة وَلّدت ثورة. بضعة عشر صبياً لم يبلغ أكبرهم الخامسة عشرة جُمعوا من بيوتهم بليل وسيقوا إلى الاعتقال وتعرضوا لتعذيب يعجز عن تحمله الكبار، حُرقت أجسامهم وقُلعت أظافرهم وضُربوا وعُذّبوا أشدّ العذاب، ولمّا ألَحّ آباؤهم على مسؤول الأمن السياسي في درعا أن يطلقهم أجابهم بالجواب البذيء الذي انتشر واشتهر وصار معروفاً في كل مكان، قال: انسوهم وأنجبوا غيرهم، أو أرسلوا نساءكم نحمّلهنّ بالنيابة عنكم إن كنتم عاجزين!

إن الحر يصبر على الضيم زماناً ولكنه لا يصبر صبر الأبد، ولقد صبر هذا الشعب الأبيّ الكريم حتى جَفّ بحر الصبر، والبارود إذا مسّته النار كان الانفجار. لقد كانت هِمَم رجال درعا وقلوبهم باروداً وكانت كلمات ذلك المسؤول الفاجر هي النار، فثَمّ كان الانفجار.

انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية دعوةٌ إلى التظاهر في المدن السورية يوم الثلاثاء الخامس عشر من آذار (مارس). خرجت في ذلك اليوم مظاهرات صغيرة في دمشق وحلب ودرعا ودير الزور، وهتف المتظاهرون: “وينك يا سوري وينك؟”، واقتبسوا من إخوانهم الذين سبقوهم في مصر الهتافَ الأشهر: “سلميّة، سلمية”. في اليوم التالي تظاهر نحو مئتَي شاب وفتاة في وسط دمشق واعتصموا أمام وزارة الداخلية مطالبين بالحرية وبإجراء إصلاحات سياسية والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وانتهت المظاهرة الصغيرة حينما هاجمها مئات من عناصر الأمن فضربوا المشاركين بالهراوات واعتقلوا عدداً منهم، وسحلوا البنات من شعورهن إلى حافلات الاعتقال!

يوم الجمعة، الثامن عشر من آذار، خرجت المظاهرات في عدة مدن في سوريا، وكانت أكبرها تلك التي خرجت في درعا. لقد كانت درعا فوق بركان تغلي حِمَمُه ويشرف على الانفجار، كان الغضب قد بلغ غايته بعد اعتقال الأطفال وبعدما كان من مسؤول الأمن السياسي ما كان. كانت النار توشك أن تندلع لا ينقصها إلا الزيت، وقد قدم النظام هذه الخدمة فصبّ الزيتَ على النار؛ استقبل المظاهرات بالرصاص الحي فسقط أربعة شهداء، ذلك كان الزيت وقد صُبَّ على النار فاندلعت وبدأت بالانتشار، اشتعلت درعا ومعها حوران.

يوم السبت شيّعت درعا الشهداء وثار البركان الحوراني. وجّه الشيخ أحمد الصياصنة من درعا نداء للشعب السوري: “صار التظاهر منذ اليوم فرض عين على كل سوري قادر، وأيّ خذلان هو خيانة لدماء الشهداء”. هدّد مجرمو الأمن الشيخَ وطلبوا منه تهدئة المتظاهرين، ولمّا رفض ضربوه وأهانوه. لم يدركوا أن البركان المتفجّر لا يقدر على وقف انفجاره الشيخُ ولا غيرُه من الناس؛ متى كان لإنسان أن يمنع ثورة البركان؟

في اليوم التالي، الأحد 20 آذار (مارس) تدفقت جموع هائلة من مدن وقرى حوران على درعا وهي تنادي: “الفزعة الفزعة يا حوران”، وحاول بعض المسؤولين تهدئة الجموع بلا فائدة، وارتفعت أصوات المتظاهرين الثائرين مطالِبةً بإعدام مدير الأمن السياسي. لأول مرة منذ زمن طويل طالبت الجماهير علناً بإعدام مسؤول فاسد، ولأول مرة منذ أربعين عاماً هتفت الجماهير باسم الرئيس، ليس “قائداً إلى الأبد” ولا “نفديك بالروح والدم” وأمثالها من هاتيك الترّهات؛ لقد كان الهتاف الذي زلزل أرض حوران وارتفع عالياً في جوّ السماء هو: “بشار بَرّة بَرّة، سوريا حُرّة حرّة”. لقد انكسر الوهم أخيراً وخرج المارد من القمقم!

عندما بدأ الأحرار في سوريا ثورتهم ظنوا أن النظام سيطلق عليهم بضعة عشر جهازاً من أعتى أجهزة الأمن والمخابرات في العالم، وقد فعل. وظنوا أن النظام سيحشد ضدهم مئات الآلاف من عناصر البعث وشبيبة الحزب والشبّيحة والمجرمين، وقد فعل. وظنوا أنه قد يُخرج الجيشَ من ثكناته ويرسله لحربهم وحصارهم وقصفهم، وقد فعل. هيّأ الأحرارُ أنفسَهم لمواجهة نظام عرفوه حق المعرفة وعانَوا من جرائمه على مدى خمسة عقود، ووطّنوا النفوس على الصبر حتى النصر.

لكنهم لم يظنوا أن حزب الله اللبناني سيقف مع النظام ويرسل عناصره ليحاربوهم مع النظام، وهذا ما كان. ولم يظنوا أن مليشيات الشيعة في العراق ستقف مع النظام وترسل مقاتليها ليحاربوهم مع النظام، وهذا ما كان. ولم يظنوا أن إيران ستقف مع النظام وتدعمه بالمال والعتاد وترسل حرسها ليحاربوهم مع النظام، وهذا ما كان. ولم يظنوا أن روسيا ستقف مع النظام وتدعمه بالتقنية والسلاح وتدافع عنه في المحافل الدولية، وهذا ما كان.

سوريا منذ اربعة اعوام عانت وما زالت من وجع ليس في خاصرتها بل في كل جسدها الذي انهكته جرائم رئيسها ونظامه وتقاتل الاطراف المتعددة على ارضها اضافة الى تدخل جهات خارجية في دعم هذا وذاك
قتلى.. دمار... لجوء.. تشرد ...انقسام.. تقسيم ودماء كنا نحسبها ستروي ارض فلسطين لتحريرها فكانت دماء على ارض سورية روّت ترابها دون ان يدري القاتل فيم قَتَل والقتيل فيم قُتل

وتاليا احصائية ضحايا جرائم النظام السوري من منتصف آذار/مارس 2011 وحتى 31 تشرين أول/أكتوبر 2014 وهي من إعداد احصائيات الثورة السورية / قسم الإحصائيات في مركز دراسات الجمهورية الديمقراطية
وهي اخر احصائية نشرت على موقع الثورة السورية

.......................................................
- عدد الشهداء الموثقين بشكل كامل: 130,015 شهيداً بينهم 2,540 فلسطيني، و 13,992 شهداء أطفال، و 13,020 شهداء نساء: ، 8,314 شهداء تحت التعذيب.
- عدد الشهداء التقديري: 250,000 شهيداً (80% منهم مدنيين، 68% ذكور و 32% إناث)، بينهم 2,800 فلسطيني، و 17,100 شهداء أطفال، و 16,000 شهداء نساء ، و 20,600 شهداء تحت التعذيب (يشمل العدد الوارد في الصور المسربة)
.......................................................
- عدد الجرحى التقريبي: فوق 205,890
- عدد المعتقلين التقريبي: فوق 265,085 (يشمل جزء من المعتقلين الذين خرجوا)
- عدد المفقودين التقريبي: فوق 102,595
- عدد اللاجئين خارج سورية: فوق 3,854,440
- عدد النازحين داخل سورية: فوق 8,180,000
.......................................................
- مجموع عدد ضحايا العنف 12,738,025(شهداء، جرحى، معتقلين، مفقودين، لاجئين، نازحين)
- عدد افراد العائلات المتأثرة 60% من تعداد الشعب السوري: 17,075,210 (عائلات الشهداء، عائلات الجرحى، عائلات المعتقلين، عائلات المفقودين، اللاجئين، النازحين)
- عدد العائلات التي أصبحت بدون معيل: حوالي 130,530عائلة (حوالي مليون فرد)
- عدد الشهداء الكلي التقديري بحسب عدد المعتقلين والمفقودين يفوق 250,000 شهيد
.......................................................
تفيد الأعداد الإجمالية بالمعدلات التالية (بحسب الأعداد الموثقة بشكل كامل):
- كل 4 دقائق....... يعتقل النظام مواطناً
- كل 10 دقائق.... يجرح النظام مواطناً
- كل 13 دقيقة..... يغيّب النظام مواطناً
- كل 15 دقيقة..... يقتل النظام مواطناً
- كل يوم...يقتل النظام 8 أطفال
- كل يوم...يقتل النظام 4 مواطنين تحت التعذيب
-كل يوم.... هجّرالنظام 3,000 مواطناً، وأجبر 6,500 مواطناً على النزوح في الداخل.

وهذا فيديو نشرته شبكة الجزيرة امس لمنعطفات ومحطات الثورة السورية في ذكراها الرابعة 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.