عقل بلتاجي يسعى لفرض منع التجوّل على الأردنيين!!

 تناقض غريب تحمله تصريحات امين عمان الكبرى عقل بلتاجي بين حديثه عن أنه انقذ مدينة عمان من الإفلاس بينما يسعى جاهدا لإفلاس أصحاب المصالح السياحية في المدينة رغما أن العاصمة معروفة عالميا كعاصمة سياحية جاذبة لما تتمتع به من أماكن تاريخية وأجواء آمنة.

بلتاجي يصر بكامل قواه العقلية على تطبيق قرار إغلاق المقاهي والنوادي الليلية عند الساعة 12 مساء، والخطوة هذه تتوقف على توقيع رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور بالموافقة على القرار والبدء بتنفيذه وترى الامانة انه قرار صائب يخدم المواطنين.

الأمانة بالمناسبة لم تشاور المواطنين الذين تدّعي أن القرار يخدمهم وخاصة رواد المقاهي الذين يشكلون في كل مدن العالم العربي التي تضج بالحياة طابعا سياحيا جاذبا وعلامة جميلة مميزة فمثلا المقاهي في القاهرة حاليا وفي دمشق سابقا كانت تسهر حتى الصباح على أنغام ام كلثوم محمد عبد الوهاب وروادها لاينقطعون في ليالي الربيع والصيف وهي جزء من الطابع الإجتماعي التراثي المميز للشعوب العربية ومكان ترفيه وملتقى للمثقفين والإدباء والأصدقاء.

بلتاجي الذي كان -وزيرا للسياحة يوما ما-يريد أن يفرض منع التجول الإجباري على سكان العاصمة بعد الساعة الثانية عشر ليلا ،فالمواطن الذي يعاني من "أحباط المعيشة" والملل والكآبة بسبب ضغط الاعباء الإقتصادية والظروف التي تمر بها المنطقة سيعدم أماكن الترفيه هذه وخاصة في فترة الصيف وإرتفاع درجات الحرارة وبدء موسم السهر وتدفق السياح للأردن من دول عربية بإعتباره البلد الأكثر أمنا واستقرار-حماه الله-في منطقة ملتهبة .

القرار لن يؤثر فقط على المقاهي والاماكن الترفيهية بل سيؤثر على سلسلة مصالح مرتبطة بليل عمان ومنها قطاع أصحاب التكاسي الذين يتلقطون أرزاقهم في الليل وبعض المحال التجارية والسوبرماركت والمطاعم الصغيرة التي تعيش على خطى الزبائن ومشترياتهم في مناطق تواجد هذه الأماكن السياحية .

حجة إزعاج المواطنين ليست مقنعة أبدا فيما يخص المقاهي وربما لو كان القرار يخص صالات الأفراح مثلا لكان اكثر اقناعا لكن المقاهي لا تشكل مصدر إزعاج لأحد ،وأما النوادي الليلية فإن روادها يعيشون تحت الأضواء الحمراء بين جدران أربعة معزولة لا يزعجون أحدا ولا يزعجهم أحد وخاصة أن رجال الأمن والعين الساهرة متواجدون على مدار الساعة في كافة مناطق العاصمة ولا يمكن للمنحرفين أن يعبثوا كما يشاؤون.فهل يشكك بلتاجي بقدرات رجال الأمن في حماية ليل عمان؟
 
معظم قطاع الشباب الجامعي وشبان آخرون يجدون في ليالي الصيف خلال العطل فرصة للقاء فيجتمع الأصدقاء في سيارة أحدهم ويمضون وقت فراغهم في اماكن مختلفة يحتسون القهوة ويلجأوون إلى شراء وجبات العشاء الخفيفة ويقضون وقتا ممتعا بدلا من التسكع في شوارع العاصمة بلا هدف والقرار سيضر بفئة الشباب ونفسياتهم ايضا فضلا عن تأثيراتهم السلبية على السياح الوافدين.

المطلوب من رئيس الوزراء التفكير جيدا في "قرار منع التجول الذي سيفرضه بلتاجي على الأردنيين قبل توقيع القرار"