• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

القومية والهوية الدينية..!!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2015-05-06
2158
القومية والهوية الدينية..!!

بقلم المحامي عبد الوهاب المجالي

 لا اود الخوض بالتفاصيل حول المفاهيم وتعريفاتها الجدليه التي ارى ان معظمها نظري لا صلة لها بما جرى على ارض الواقع، بقدر ما اود سرد حقبات تاريخية مرت فيها شعوب المنطقة والإشارة لنتائجها في إطار عام..

المفهوم القومي حديث النشأة لم يعرفه العرب في السابق ومعظم البلاد العربية في وقتنا الحاضر تعربت بعد الفتوحات الإسلامية وقبلها كانت كل منطقة جغرافية تشكل وحدة مستقلة بذاتها..

عُرف هذا المصطلح في القرن العشرين بديل للهوية الدينية التي لا تعترف بالعرق في آعقاب الثورة العربية على العثمانيين وروج له على يد مجموعة من الطلاب الدارسين في فرنسا على إعتبار الثورة الفرنسية رائدة التحرر في العالم عقب الثورة الفرنسية..

الدعوة العرقية كانت بمثابة فخ سقط فيه العرب المروجون للفكر القومي إذ انه همش القوميات غير العربية الآصيلة التي تقيم ضمن تلك الجغرافيا ووصفها بالآقلية كالآكراد والآمازيغ وغيرهم وعدم الإعتراف بلغتهم وآحياناً التنكر لوجودهم..

من ناحية ثانية هناك فئات او جماعات عربية تصدت لهذا المفهوم ولم تعترف به لا بل وقفت منه موقف عدائي كما حدث بين حركة الإخوان وعبدالناصر إذ لم يبقى الصراع بين المفهومين في الإطار النظري الجدلي بل آدى الى إزهاق آرواح وسفك دماء وقمع وإنتهاك حريات وبعض الكيانات الناشئة عقب الإستعمار الحديث لم تنتمي لهذا الفكر ولا ذاك حيث قلب آتاتورك تلك المفاهيم رأس على عقب وبورقيبة سعى الى علمنة تونس وفرنستها..

الصراع بين المفهومين على جميع الآحوال لم يصب في صالح شعوب المنطقة وكان بمثابة لغم قابل للإنفجار في آي لحظة يستغل من قبل جهات خارجة عند اي منعطف كما حدث ويحدث الآن إذ لم تخفي بعض الآعراق رغبتها في التخلص من العرب والعروبة تحت آي مسمى..

على الجانب الآخر المفهوم الديني للدولة على آساس الشورى بين ملة او طائفة كما تروج له بعض الآفكار او "دولة الخلافة" كما يطلق عليها إنتهت منذ اول إنقلاب على عثمان بن عفان وذلك لسببين تقدمه بالسن وتمرد بعض الولاة عليه كمعاوية وعمر بن العاص حيث كانوا يملكوا من القوة ما لم يملك، ومن نافلة القول من آسباب الردة كان تمرد القبائل على قريش لإحتكارهم السلطة..

معاوية آطاح بمفهوم الشوري الذي لم يؤخذ به بعد مقتل عثمان وقامت الدولة الأموية بالوراثة الى ان آطاح بهم العباسيون بمساعدة الشيعة الفرس بسبب إقصاء الأمويون لهم وآقاموا دولتهم وشيدوا بغداد ولم يعش حكام العهدين حياة الخلفاء الراشدين بل إتجهوا للدنيا، وإستمر الحال الى ان سقطت بغداد على يد هولاكو خان..

بعد ذلك تداعت اطراف الدولة وإستسلمت لمنطق الجغرفيا، استقل بعضها وشكل كيانات منفصلة وقامت آنظمة بآشكال مختلفة..

عالم اليوم لا يختلف عن الآمس إلا من ناحية واحدة زاد الطين بلة، فعرب اليوم ناهيك عن الصراع الداخلي القائم في الآقطار الممزقة فهي تعاني من مشاكل داخلية كثيرة ولا تمتلك قوة كسابقاتها تمنع التدخلات الخارجية فيها، لذلك مصلحة الشعوب تقتضي العيش بعيداً عن كل تلك المفاهيم التي لم تجر إلا وبالا على العرب والمسلمين..

لو إستعرضنا الحقبات التاريخية التي مرّت فيها المنطقة الغلبة كانت للجغرافيا حيث تفرض حضورها وتؤثر في سلوك وطبائع وثقافة الشعوب وعلى آساسها نشأت كيانات عبر التاريخ، لذلك كل آشكال التحالفات العربية على آساس مفهوم قومي او إسلامي لم يكتب لها النجاح لا بل فشلت قبل ان يحف حبرها.. على ارض الواقع "الوطن العربي" جزافاً جغرافيا قسم نفسه بنفسه الجزيرة العربية بلاد الشام مصر والسودان ودول المغرب..

مثل تلك التقسيمات لا تمنع قيام بعض من آشكال التعاون بينها على اساس المصلحة بعيداً عن المفاهيم العرقية "العنصرية" او الدينية المنفرة..

صدق خير القائلين عليه الصلاة والسلام: "كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب ولينتهين قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكون أهون على الله من الجعلان"..

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.