- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
عام على "خلافة داعش".. علماء الموصل وخطباؤها مطلوبون للإعدام
منذ سيطرته على مدينة الموصل (شمال العراق) في 10 يونيو/ حزيران الماضي، وهو التاريخ الذي ستمر الذكرى السنوية له بعد أيام، يعمّق تنظيم "الدولة" جراح 12 عاماً من عدم الاستقرار الأمني في المدينة، بأحكام إعدام يصفها بـ"الشرعية"، تطال من تقع عليهم تهم يسقطها التنظيم على مخالفيه؛ بحجج مختلفة أبرزها الكفر ومحاربة "دولة الإسلام".
ولأن فكر التنظم المتشدد وتوجهاته لا تتناسب مع أغلب المعتدلين في المدينة ذات الغالبية السنية، يقع رجال الدين والخطباء تحت تهم يعتبرونها ظلماً من التنظيم بحقهم، فعدم الالتزام بخطبة يعممها التنظيم على المساجد يعرض الخطيب لمخاطر تصل إلى الإعدام بأمر من "محكمة الدولة الشرعية".
في قضاء البعاج (120كم غربي مدينة الموصل)، أقدم التنظيم قبل أيام على إعدام أربعة من علماء الدين وطلبة العلم الشرعي رمياً بالرصاص (وهي أكثر الطرق شيوعاً لديه لتنفيذ أحكام الإعدام). وكان التنظيم قد استولى على القضاء بعد استيلائه على الموصل بيومين.
- زراعة الموت بين علماء الدين
الشيخ محمود علي، أستاذ العقيدة في ثانوية البعاج الإسلامية، أكد لمراسل "الخليج أونلاين" أن التنظيم ومنذ استيلائه على القضاء، قام بغلق الثانوية الإسلامية ومنع خطباء المساجد في المدينة من الصعود على المنابر (إلا القليل ممّن بايعه)، ويقوم بين فترة وأخرى بدهم منازل العلماء واعتقالهم، ويعودون لأهلهم غالباً جثثاً تسلمها دائرة الطب العدلي بعد إصابتهم بطلقات نارية من مكان قريب.
ويذكر الشيخ محمود أن ما يفعله التنظيم من قتل للعلماء وطلبة العلم في البعاج يفعل مثله في بقية أقضية الموصل، ويضيف أن أكثر من 16 من العلماء وطلبة العلم الشرعي قام التنظيم بإعدامهم في قضاء البعاج وحده منذ استيلائه عليه.
- الخلايا النائمة
ويقول مصطفى يونس، الباحث في مركز موصلي للدراسات والبحوث، لمراسل "الخليج أونلاين"، إن سياسة التنظيم تجاه العلماء وطلبة العلم الذين يرى فيهم خطراً مستقبلياً على ما يطرحه من أفكار؛ هي التصفية الجسدية، وكان التنظيم قد بدأ بهذه السياسة قبل استيلائه على الموصل بزمن بعيد.
ويضيف أن من قتلهم تنظيم "الدولة" من العلماء وطلبة العلم الشرعي في محافظة الموصل تجاوزوا الـ200 خلال السنوات الماضية، ويؤكد أن التنظيم يظهر خوفاً حاداً من كل الألسنة والعقول التي يجتمع الناس حولها أو يستمعون لها، "ويبدو أن سياسة التنظيم الاستباقية في القضاء على كل المنابر المخالفة مستمرة وممنهجة، وذلك بإعدام أصحاب هذه المنابر ومقربيهم".
وأوضح يونس أن: "هناك من العلماء وطلبة العلم من أيّد التنظيم حين دخل الموصل، ومعظمهم كانوا خلايا نائمة للتنظيم".
ويتابع بالقول: "مثال على هؤلاء الشيخ شفاء النعمة، إمام وخطيب جامع الشهيد مازن في الموصل، وهو الآن أحد منظري التنظيم، وأحد مسؤولي المحاكم الشرعية "للدولة الإسلامية"".
- علماء في المنفى
عبد السلام خالد، وهو موظف في ديوان الأوقاف في الموصل، الذي توقف عمله بعد سيطرة التنظيم على المدينة، ذكر لـ"الخليج أونلاين" أنه بعد دخول التنظيم انقسم علماء الموصل وطلبة العلم الشرعي؛ "فمن انتقد أفعال التنظيم وجرائمه في العراق وسوريا ترك المدينة خوفاً من بطشه، ولو تمكن منهم لقتلهم".
ويتابع "وبالفعل أعدم التنظيم إمام جامع النبي يونس وإمام جامع الموصل الكبير في الأشهر الأولى له بالموصل؛ لأنهم كانوا ينتقدونه قبل دخوله الموصل، في حين يعيش كثير مثلهم مهجرين خارج الموصل في منافيهم الاختيارية".
- علماء مرابطون
أما الدكتور مسلم عبد الله، أستاذ الحديث في كلية الإمام الأعظم في مدينة الموصل، فيضيف لـ"الخليج أونلاين": أن "من بقي من العلماء في المدينة هم من ظن أن واجبه الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهؤلاء قام التنظيم بمنعهم جميعاً من الصعود إلى منابر الجوامع المهمة في المدينة، كما يوزع خطبة مركزية واحدة لتقرأ في صلاة الجمعة".
ويضيف بالقول: "ولم يكتف بذلك، بل قام بفرض الإقامة الجبرية على أهم علماء الموصل الذين بقوا، واستمر في نفس الوقت بتصفية طلبة العلم والعلماء ممّن يعتقد أن الناس قد يجتمعون حولهم".
ويؤكد أن "التصفيات مستمرة بشكل متواصل، حيث يقوم التنظيم بإعدام 2-5 من العلماء وطلبة العلم شهرياً وبحجج مختلفة".
ويختم الشيخ عبد الله قائلاً: "يستمر التنظيم بزراعة الموت وحصاد الأرواح، وستستمر الموصل بعلمائها في الداخل أو في المنفى في مقاومة مشروع داعش لتغييب العقول وقهر الناس، ورسم الصورة المسيئة للإسلام، وحتى تنجلي هذه الغمة لا بد أن تزف الموصل علماءها شهداء على يدي تنظيم "الدولة"".
