• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

بعد اختطاف إسرائيل سفينة الأحرار وبها أول رئيس عربي..من يعاقب الدولة العبرية على جرائمها؟

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2015-06-30
1630
بعد اختطاف إسرائيل سفينة الأحرار وبها أول رئيس عربي..من يعاقب الدولة العبرية على جرائمها؟

 اثنتي عشرة ساعة مرّت على اختطاف المنصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق وعدد من أحرار العالم الذين آلمهم حصار غزة، وأرّقهم خناق أهلها، والصمت هو سيد الموقف، ولم يحرّك العرب ساكنا ، ولم يبال الرؤساء القابعون على مقاعدهم الوثيرة بما حدث، وكأن الأمر لا يعنيهم.

فكيف استقبل سياسيون ودبلوماسيون وإعلاميون هذا الحدث الخطير؟
في البداية قال السفير إبراهيم يسري إن ما حدث اليوم ، قد حدث منذ سنوات عندما أسرت اسرائيل سفينة تركية ونزل الجنود الاسرائيليون للسفينة و قتلوا عددا من ركابها ولم يحرك العالم ساكنا واختفي الصوت العربي وغطت جامعة الدول العربية في سبات عميق ولكن تركيا وقفت بقوة ضد هذه القرصنة وطلبت اعادة السفينة ومن عليها و دفع تعويض باهظ لاسر الضحايا الذين قتلهم الجنود الاسرائيليون وانتهي الامر بإطلاق السفينة و عليها كل ركابها الأحياء وجثث الضحايا.

وأضاف يسري: "بالأمس تكررت التجربة فشكل الاحرار من جنسيات مختلفة لركوب قافلة من السفن التي تقصد غزة وتحمل معونات إنسانية كالطعام و الدواء فاستتقوتت اسرائيل واختطفت السفينة وركابها ومن بينهم المرزوقي رئيس جمهورية تونس وبلغت اسرائيل قمة الغطرسة وتحدت العالم كله ووجهت صفعة مهينة للحكام العرب، وأعرضت جامعة الدول عن هذه الجريمة وهي تعقد مؤتمرا استثنائيا لمكافحة ما تسميه بالارهاب ولم تصدر منها او من المندوبين العرب اي تصريح باستنكار ما حدث ليس فقط باختطاف سفينة مدنية غير مسلحة خارج مياهها الإقليمية بل وجهت هذه المرة صفعة مهينة لكل العرب بالقبض علي الاستاذ المرزوقي رئيس تونس السابق .

وتابع يسري: "اذا ناقشنا هذا العمل من ناحية القانون الدولي و اتفاقية قانون البحار نجد ان السفينة كانت بعيدة عن المياه الإقليمية التي حددت ب١٢ ميل بحري وبذلك يعتبر اختطاف السفينة عملا من اعمال القرصنة المعاقب عليه منذقرون”.

واعتبر يسري أن حصار غزة يعتبر في حد ذاته جريمة ضد الانسانية كما قضت بذلك لجنة الامم المتحدة لتقصي الحقائق برئاسة القاضي جونستون من جنوب افريقيا .

وتابع يسري: "اذكر انني استندت علي هذا التقرير عندما رفعت دعوي علي الرئيس مبارك اثناء حكمه وعلي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية أطالب فيها بعدم الالتزام بقرار شارون بحصار غزة وبفتح معبر رفح للأشخاص والبضائع وان يعامل المعبر ذات معاملة منافذ الجمهورية الجوية و البحرية والبرية والا اعتبروا شركاء في جريمة ضد الانسانية تعرضهم للملاحقة القانونية بناء علي احكام معاهدة جنيف الرابعة وبروتويها ولا حياة لمن تنادي فمما زال معبر رفح الذي استمر حتى اليوم”.

وقال يسري إن هناك مخالفتين للقانون الدولي: الاولي التعرض لسفينة مدنية تجارية في عرض البحر و خارج المياه الإقليمية بواسطة سفينة حربية واختطافها عنوة ومصادرة ما تحمله من معونات إنسانية لسكان غزة.

و الثانية هي القبض علي رُبَّانِها و جميع ركابها من شخصيات كبيرة من جنسيات مختلفة يهمنا منهم رئيس جمهورية عربية سابق ووضعهم تحت الاحتجاز بدعوي التعدي علي سيادتها وتحدي قرارها بحصار قطاع غزة.

وتابع يسري: "حيث لا نتوقع ان تخضع اسرائيل لأي قرار دولي او ضغط من قوي كبري او حتي بقرار من مجلس الامن تحت البند السابع الذي لايحتمل صدوره بسبب الفيتو الامريكي.

الامر إذن ان تخرج جامعة الدول العربية من خندقها وتوجه ضغوطا شديدة الي اسرائيل تبدأ بسحب سفيري مصر والاردن وتقاطع اسرائيل اقتصاديا و رفع الامر الي مجلس الامن لطرح مخالفات اسرائيل وليس لاتخاذ قرار ملزم”.

واختتم يسري مؤكدا أن ما يهمنا من ذلك كله اتخاذ الاجراءات اللازمة لإنهاء حصار غزة وهذا يتمثل في فتح معبر رفح وتطبيق قوانين و اجراءات جميع المنافذ المصرية، وهذا يشكل اقوي رد علي عنجهية الدولة العبرية ، مشيرا الى أن الكرة الان في ملعب مصر المستقلة التي لا تخضع للضغوط الامريكية بمساندة كل الدول العربية و غير العربية التي لا تقبل العقاب الجماعي لسكان القطاع، واختتم يسري متسائلا: فهل نتوقع من النظام المصري القيام بهذه الخطوة؟

قرصنة عنصرية
الأمين العام "لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، "أكدأن ما قام به جيش الكيان الصهيوني من اعتراض أولى سفن الحرية والتي تحمل متضامنين متجهين إلى قطاع غزة لفك الحصار ما هي الا "قرصنة عنصرية لا مثيل لها”.

وتابع "البرغوثي”، إن الكيان الصهيوني تعرى أمام العالم ونزع عن نفسه الشرعية الأخلاقية التي كانت تحاول إيهام العالم بها بفعل حركات التضامن وحركة المقاطعة وفرض العقوبات عليها”.

مشيرا إلى أن اعتراض أسطول الحرية يعبر عن التخبط الذي تعيشه إسرائيل وحكومتها المتطرفة أمام ضربات المقاطعة وسفن كسر الحصار وهو يؤكد – بحسب البرغوثي – أن الكيان ما زال يمارس الاحتلال على قطاع غزة وتحاصره في نفس الوقت فيما يمثل خرقا لأبسط الاعراف الدولية.

وأضاف البرغوثي أن الاعتداء على سفن اسطول الحرية قد يصبح قضية إضافية تضاف إلى جرائم الحرب المعروضة أمام محكمة الجنايات الدولية.

سابقة خطيرة
أما كارم يحيى المتخصص في الشئون التونسية وصاحب مؤلف "نظرتان على تونس″ فاعتبر أن ما حدث من الاستيلاء على سفينة الحرية قرصنة ليست جديدة على الكيان الصهيوني ، مشيرا الى أن السابقة الخطيرة في هذا الأمر أن المرزوقي هو أول رئيس عربي منتخب ديمقراطيا تختطفه اسرائيل ، وموضحا أن الحكمة غير المقصودة هنا هي أن اسرائيل لا تختطف الحكام الديكتاتوريين، وإنما اختطفت أول حاكم عربي جاء بالديمقراطية.

وتابع يحيى : ” هذه الحكمة يعود فضلها الى اختيار المرزوقي نفسه أن يكون الى جانب الشعب الفلسطيني في حصاره ، وأن يركب المخاطرة ، ويكون على متن سفينة معرضة للقرصنة الصهيونية .

واعتبر يحيى أن المثير في الأمر هو مرور كل تلك الساعات على اختطاف السفينة والرئيس المرزوقي الرجل العروبي اليساري النبيل ، ولا نشهد أي رد فعل من أي عاصمة عربية بما فيها بلده تونس.

واختتم يحيى حديثه مؤكدا أنه كان ينتظر أن تتم دعوة مجلس الأمن للانعقاد، وأن تتحرك الخارجية التونسية بكل ثقلها للدفاع عن أحد أبنائها، وأنه كان ينتظر من الحكومة المصرية أن تنحّي خلافاتها ضيقة النظر مع المنصف المرزوقي جانبا، وأن تتحرك بدبلوماسيتها للضغط على تل أبيب، لإطلاق سراحه وكافة رفقائه الأحرار.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.