• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

تحليل اسرائيلي : تراجعت قدرات الاسد العسكريه .. وسوريا مقدمة على فوضى غيرمسبوقه

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2015-07-21
1748
تحليل اسرائيلي : تراجعت قدرات الاسد العسكريه .. وسوريا مقدمة على فوضى غيرمسبوقه

 كتب  المحلل الاسرائيلي : شلومو بن عامي*

تدفع السلسلة الأخيرة من الهزائم التي مُني بها الجيش السوري أي أوهام حول سيطرة الحكومة في دمشق على البلاد. فمن خلال نشر قواته على نطاق أوسع مما ينبغي عبر سورية، تسبب الرئيس بشار الأسد في تقليص قدرته بشكل حاد على الفوز بمعارك حاسمة، وقد أصبح الآن مضطراً إلى إخلاء مناطق واسعة من البلاد لتركيز جيشه حول دمشق والجيب العلوي في شمال غرب سورية. وبعد أن بات من الواضح رجحان احتمال أن يخسر الأسد الحرب، بدأ أقرب حلفائه -فضلاً عن القوى العالمية واللاعبين الإقليميين- في التخطيط والتحضير للفصل الختامي.

 موقف حزب  الله

في أواخر شهر أيار (مايو)، ألقى زعيم حزب الله، حسن نصر الله، خطاباً أنبأنا بالكثير عن مدى تأثير الحرب الدائرة في سورية على منظمته. قال نصر الله: "إن الخطر الذي يواجهنا يهدد وجودنا. والآن أصبح لدينا ثلاثة خيارات: إما أن نوسع الحرب ونقاتل كما لم نقاتل من قبل في السنوات الأربعة الأخيرة، أو نكف عن المقاومة فنُذبَح، أو نتفرق حول العالم فنمشي أذلاء وبلا هدف وننتقل من كارثة إلى أخرى".

7 الاف مقاتل  خسائر حزب الله 

لقد قتل أكثر من ثلاثة آلاف من مقاتلي حزب الله في سورية، وأصيب أربعة آلاف آخرون. وتوغل المسلحون السوريون، بما في ذلك مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية"، في لبنان، وهو ما يهدد بإحياء الحرب العِرقية في البلاد وتقويض شرعية حزب الله بوصفه الضامن لأمن لبنان. ومن شأن سقوط الأسد أن يحرم المنظمة من ظهيرها اللوجستي الحيوي في سورية، ويجعلها عُرضة لتحديات خطيرة من قِبَل المليشيات السُنّية المتمردة.

الملك سلمان غير قواعد اللعبه 

من المرجح أن تجد إيران نفسها أيضاً في مواجهة فاتورة الحساب، مع اقتراب حليفها في دمشق من الهزيمة. ولا بد أن تكون حسابات إيران الاستراتيجية قد تأثرت بصعود سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى العرش السعودي، وهو التطور الذي غير قواعد اللعبة على النحو الذي أفضى إلى تحول في التحالفات بين القوى السُنّية في المنطقة. وسوف تفرض العلاقات الأقوى بين المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر –

والنجاحات الباهرة التي حققها وكلاء قطر من السُنّة في سورية- ضغوطاً شديدة على إيران، والتي قد تحملها على التخلي عن الأسد أو المجازفة بالانزلاق إلى أعماق أبعد في المستنقع السوري.

 تراجع واشنطن 

كانت حرب الوكالة التي تدور رحاها بين حكومة الأسد التي تدعمها إيران والمتمردين الذين تدعمهم القوى السُنّية، سبباً مهماً في تقويض نفوذ أميركا وقدرتها على التأثير في مسار الأحداث في سورية. وقد تجاهل المقاتلون السُنة نداءات الولايات المتحدة للتركيز على قتال تنظيم الدولة الإسلامية بدلاً من نظام الأسد. بل إن القوة المقاتلة الأكثر فعالية في سورية هي جيش الفتح الذي يتألف من مجموعة من الجماعات السُنّية المتمردة، والتي تعتبر الولايات المتحدة بعضها منظمات إرهابية.

 الاقتتال الداخلي قادم 

كان قلق الولايات المتحدة من أن يؤدي انتصار جيش الفتح وغيره من الجماعات إلى تمكين عناصر معادية للغرب في سورية مبرراً. فاستناداً إلى تجربتها الحزينة في العراق، تخشى حكومة الولايات المتحدة أن يأتي في أعقاب سقوط الأسد الانهيار السريع للجيش السوري، وهو ما من شأنه أن يترك البلد محروماً من أي قوة قادرة على تحقيق الاستقرار. وبدلاً من تحويل انتباههم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، سيتحول المنتصرون المنقسمون ضد بعضهم البعض على الأرجح. وكما هو الحال في ليبيا، فإن هذا الاقتتال سوف يجعل البلاد غير قابلة للحكم.

موقف روسيا 

من ناحية أخرى، سوف تبذل روسيا، التي تعد القاعدة البحرية في طرطوس موقعاً استراتيجياً بالغ الأهمية، قصارى جهدها لمنع الهزيمة الكاملة للنظام. وعندما اقترح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اجتماع عقد في أيار (مايو) الماضي اتخاذ نهج دولي مشترك لاحتواء الصراع في سورية، لم يبد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اهتماماً بالفكرة. ولكن النظام الروسي ليس غافلاً عن الحقائق على الأرض في ساحة المعركة. ففي أعقاب سقوط مدينة تدمر في يد قوات تنظيم الدولة الإسلامية، بدأ ترحيل عائلات المستشارين الروس. وفي إطار التحضير لمستقبل محتمل يغيب عنه الأسد، يحاول الكرملين الآن كسب النفوذ بين جماعات المعارضة.

 ماذا يريد  الاسد  حاليا 

في الوقت الراهن، يبذل الأسد قصارى جهده للتشبث بالسلطة. وليس التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة بالأمر الوارد على الإطلاق، ولا تتناسب جغرافية سورية مع التقسيم المنظم على أسس طائفية. وقد تقلصت أهداف الأسد الحربية حتى لم تعد تتجاوز تجنب الهزيمة الحاسمة واكتساب الشرعية الدولية، على أمل التوصل إلى حل سياسي مناسب. وكان في صعود تنظيم الدولة الإسلامية دعماً لادعاءات الحكومة السورية بأن سورية معرضة لخطر استيلاء الجماعات الإرهابية عليها بالكامل؛ غير أن النظام يجد نفسه على الرغم من ذلك في عزلة متزايدة.
من غير المرجح أن تكون أيام الأسد الأخيرة جميلة. فسوف يقاتل أفراد عشيرته المترابطة، وحلفاؤه السياسيون، والعديد من أعضاء الأقلية العلوية من أجل البقاء. وما لم يتم إيجاد حل سياسي بشكل أو آخر، فإن مصير سورية سوف يتحدد في ضوء الكلمات المستبصرة التي أدلى بها أحد المقاتلين السُنّة من حمص في الخطوط الأمامية لمراسل ألماني في العام 2012: "إنها مسألة أعداد. فهناك 18 مليون سُنّي ضده. ولكي يفوز الأسد، فلا بد أن يقتلهم جميعاً. وإلا، فإننا سوف نفوز ونقتله هو وأعوانه".  عن – الغد الاردنية -

 *الكاتب

*وزير خارجية سابق لإسرائيل، ونائب رئيس مركز توليدو الدولي للسلام. مؤلف كتاب "ندوب الحرب، جراح السلام: المأساة الإسرائيلية-العربية".

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.