• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

المستشفى التخصصي يشخص حالة مريضة بالقلب بانها ..غازات !

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2015-09-24
9000
المستشفى التخصصي يشخص حالة مريضة بالقلب بانها ..غازات !

 -

خاص - في وقت نتصدى فيه كوسائل اعلامية وصحفيين للاعتداءات التي ترتكب ضد الكوادر الطبية، ونقف بالمرصاد لكل ما يسيء لهذه الفئة التي تقدم خدمات انسانية لا اكرم منها ولا اسمى، نقف في ذات الوقت، ضد الاخطاء الطبية التي يرتكبها اطباء ومستشفيات، معيارنا بين هذا وذاك، مصلحة المواطن الاردني اولا وقبل اي شيء اخر ..

احدى هذه القضايا الخطيرة التي بدأت قصتها قبل ما فترة وجيزة ، حيث شعرت سيدة عجوز تدعى ( م. أ) في السبعين من عمرها، بضيق شديد في التنفس، حيث قام افراد عائلتها باسعافها الى طوارىء المستشفى التخصصي الشهير، وسط العاصمة عمان، حيث كشف عليها الاطباء المناوبون هناك، وبعد اجراء العديد من الفحوص الطبية والمخبرية ابلغوها انها تعاني من بعض الغازات في القولون، تسبب لها الاعراض المزعجة التي تشعر بها، فاطمأن اولادها للامر واعادوا والدتهم الى منزلها وهم يشعرون ان امورها ستكون بخير في اليوم التالي، وفق ما اكده لهم اطباء المستشفى.

ما حدث عكس ذلك تماما، فطوال 14 يوما من فحص اطباء المستشفى التخصصي للمريضة، انتكست صحتها اكثر من الاول، ما اضطر اولادها لاعادتها مرة ثانية الى طبيب القلب المختص في المستشفى التخصصي الدكتور نايف الدبس الذي كان قد زرع لها شبكيات للقلب قبل سنوات ومتابع لحالتها الصحية، حيث قام بمعايتها على عجالة، واخبار ذويها ان قلبها سليم ، وقام بطمئنتهم على وضعها الصحي ؟!!

المفاجأة كانت عقب 12 ساعة من زيارة طبيب القلب نايف الدبس، حيث ازدادت اعراض ضيق التنفس لدى السيدة ، وانتكست اوضاعها الصحية، وتم اعادتها للمرة الرابعة الى طوارىء المستشفى !!!

وهناك، اجتمع العديد من الاطباء للكشف على السيدة، وقرروا استدعاء طبيب للامراض الصدرية الذي حضر، بعد ادخالها الى غرفة العناية الحثيثة للقلب، حيث شخص حالتها هو الاخر بغازات في البطن، وبعض الالتهابات، ولم يشر اي طبيب من الذين حضروا لتشخيص حالتها حينها، الى احتمالية وجود خلل في قلب المريضة، لاعتمادهم على تقرير الدكتور الدبس !

ذوو المريضة الذين لم يقتنعوا برواية المستشفى التخصصي وتشخيصه لوالدتهم، قاموا بالاتصال هاتفيا مع استشاري القلب الكبير د. يوسف القسوس، الذي ما ان سمع الاعراض التي وصفها له ذوو المريضة، حتى خرج بتشخيص مبدئي لحالتها وطالبهم باحضارها الى عيادته في اليوم التالي .

بوجود قصور بالصمام الايمن وتضيق بالشرايين وماء على الرئة وان وضعها خطيرا ويتوجب اجراء عملية لها.

شدة المرض صباح اليوم التالي لم يمهل السيدة المريضة، ما اضطر ذووها لاخذها الى مستشفى عمان الجراحي وابلاغ الدكتور القسوس بذلك الذي قام بالحضور الى المستشفى، وفحصها ليكتشف انها تعاني من قصور في الصمام الايمن للقلب، وتضيق في الشرايين، اضافة الى وجود سوائل على رئتيها ؟!!

كما اكتشف الدكتور القسوس ان الشبكية المزروعة في شرايين فلب المريضة بحاجة الى تبديل فورا، ليصار في ذات اليوم الى اجراء عملية قسطرة لها، وتبديل شبكية قلبها، واعطاءها العلاج المناسب.

عقب يومين من معالجتها على يد الدكتور القسوس، شعرت السيدة المريضة بحالة صحية مختلفة كليا، وتحسنت تماما عملية التنفس لديها، وتلاشت الاعراض التي كانت تشكو منها، وبدأت تتماثل للعلاج ! .

عقب هذه القصة التي اضطرت 'جراسا' لسردها بتفاصيلها، واضعين القراء والمسؤولين بصورة ما حدث في مستشفى من اشهر مستشفيات القطاع الخاص في المملكة، متسائلين عمن يتحمل مسؤولية هذه الاخطاء الطبية، مع كل ما نكن من تقدير واحترام للمستشفى ولمديره العام الدكتور فوزي الحموري .

ان مهنة الطب هي اسمى مهنة في تاريخ البشرية حيث يأتمن المريض على روحه بين يدي من يعالجه، قد اصبحت بعض المؤسسات والافراد فيها يمتهنون الطب لغاية تجارية بحتة، حيث تتقاضى تلك المستشفيات مبالغ طائلة جدا، في وقت تحدث بها اخطاء طبية يفترض ان لا تحدث !

ومن على هذا المنبر، نهمس في اذن الدكتور الحموري الى انه يجب اعادة النظر في هيكلة المستشفى التخصصي الذي يحظى بثقة واحترام الاردنيين، وكذلك ان يكون المعيار الاساس لذات المستشفى وسائر مستشفيات المملكة، البعد الانساني والعلاجي للمرضى، لا البعد المادي فقط.

ومثلما ننتقد هذا المستشفى او ذاك، نشيد بمستشفيات اخرى، كامثال مستشفى عمان الجراحي، وغيره، الذي يضع اطباؤه معايرهم وفق البعد الطبي والانساني، اولا وقبل اي شيء اخر ، مؤكدين في ذات الوقت، ان على نقابة الاطباء، ووزارة الصحة، ووزيرها الذي نثق به، دورا هاما في هذا الامر، بفتح تحقيق باي شكاوى تصلهم، والتقصي حولها، لمخالفة ومعاقبة من يستحق العقاب ان اخطىء، والاشادة بمن يستحق الاشادة ان اصاب .!

كما تؤكد 'جراسا' لقراءها انها تفتح باب تلقي الشكاوي، حول اي مشكلة يواجهونها في المستشفيات الحكومية أو الخاصة، لنتصدى لها، دون ان تاخذنا في الحق لومة لائم، اخذين على عاتقنا متابعة هذا الامر، دون هوادة.. فحياة المواطن الاردني، اغلى من كل ما يكنزه البعض من نقود، وسنقف بالمرصاد كما نقف لمن يسيؤون لمهنة الطب والاطباء الذين نجل ونحترم، لمن يتاجرون بحياة الانسان، مقابل حفنة من النقود !

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.