• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الحجارة أفضل من السياسة في فلسطين

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2015-10-14
1319
الحجارة أفضل من السياسة في فلسطين

 بقلم طاهر العدوان

في حال فشلت الحجارة والسكاكين حتى الآن في وضع أسنان للسياسة العربية تجاه فلسطين، فإنها نجحت في بث الرعب بقلوب الاسرائيليين المحتلين، كما نجحت في توجيه رسالة قوية لهم بان الفلسطينيين باقون فوق صدورهم.
ننحني احتراما للرجال والنساء والأطفال في القدس والضفة وغزة وفي الناصرة الذين يتصدون بايديهم واجسادهم لجنود الاحتلال دفاعا عن المسجد الأقصى و فلسطين . الخلود للشهداء منهم والصبر والأجر العظيم لأهلهم وذويهم .
هذه الكلمات ليست بطاقة عزاء ولا هي من باب ( صناعة الكلام ) التي تعود العرب عليها لتبرير عجزهم عن مواجهة ( صناعة الموت ) التي احترفتها اسرائيل في التعامل مع الفلسطينيين كلما رفعوا سواعدهم للمطالبة بحقهم في تحرير وطنهم . وإنما هي إشارة لما تبقى في يد الشعب الفلسطيني من سلاح ، يتصدى به لعدو همجي عنصري يحتل وطنه ، ويسعى لاجتثاثه من خريطة هذا الوطن . انه سلاح اليد واللسان والحجر والسكين بمواجهة المدافع الرشاشة والمجنزرات . هذا السلاح اثبت انه افضل من السياسة التي ادخلت القيادة الفلسطينية في مارثون تفاوضي عبثي لأكثر من ٢٢عاما ، فكانت النتيجة ان تجاهل الرئيس الامريكي اوباما الحديث عن القضية الفلسطينية في خطابه الأخير بالأمم المتحدة الذي لم يترك فيه قضية في العالم الا وأشار اليها باستثناء قضية فلسطين .
بالحجارة والسكاكين وبالدم المبذول يعيد رجال فلسطين ونسائها وأطفالها قضية وطنهم الى صدارة الأحداث والاهتمامات الدولية بعد ان عجزت السياسة الفلسطينية والعربية ان تحافظ ( على الأقل ) على مكانتها المتصدرة على جدول اعمال الجمعية العامة ، لقد كان غيابها عن خطاب اوباما فشلا ذريعا ولطمة قوية للسياسة الرسمية العربية أليست امريكا هي عراب السلام !؟..
من منكم لم يشاهد فيديو المرأة الفلسطينية العزلاء التي احاط بها جنود الاحتلال ، شاهرين أسلحتهم بوجهها فيما هي ترفع يديها صارخة بصوت عالٍ بانها لا تحمل سكينا ، لكنهم لم يجرؤا على الاقتراب منها فأطلقوا عليها النار لتسقط بدمائها . من منكم لم يشاهد فيديو الفلسطيني من الخليل ، الذي يرتدي ( الشماغ والجلباب ) ، وهو يجادل جنود الاحتلال بان ليس لهم الحق ان يمنعونه من العبور الىى منزله ، أراد ان يحاورهم كإنسان عندما قال لهم : اتريدون قتلي لقد جئت لتوي من جنازة دفن فيها اثنين من ضحاياكم ؟ لا لن تمنعوني . ثم خاطب جنديا من اصل إثيوبي شهر السلاح بوجهه : انت ارجع الى اثيوبيا ما علاقتك بهذه البلاد . وبعد ان اكمل جندي ترجمة ما يقوله الخليلي الى الجندي الصهيوني من اثيوبيا حتى بادر الأخير باطلا ق رصاص رشاشه على الفلسطيني الاعزل فتكوم امامه جثة هامدة . ترى الا يستحق مثل هذا الحوار ( الذي ثمنه حياة إنسان ) بين مواطن تحت الاحتلال وبين جنود هذا الاحتلال دعوة مجلس الامن من اجل تسليط الاضواء دوليا على مثل هذه الجرائم المسجلة بالصوت والصورة ! .
اما من صوت يعلو في الامم المتحدة ليقول : ان شعباً يضحي شبابه بحياتهم من اجل طعن جندي احتلال طعنة غير قاتلة او من اجل إلقاء الحجارة ردا على اطلاق الرصاص يستحق من المجتمع الدولي ان يسأل نفسه عن الأسباب التي من اجلها يندفع هولاء الشباب للتضحية بارواحهم ؟. انه اليأس من هذا العالم المنافق الذي يصمت على أطول احتلال في العصر الحديث .
هذا الفيديو وغيره لم اشاهده الا من فضائية واحدة وكأن الاعلام العربي يخشى ان بثه ، ان يكشف عار الصمت والعجز القابع في عواصم العرب . فقط من باب التساؤل : لماذا لا تستخدم ( السياسة ) صور المواجهات في فلسطين بين شعب يقاوم رصاص جنود الاحتلال بدمه وبالحجارة والسكاكين لإعادة الروح لقضيته ، في الوقت الذي بلغ تجاهلها درجة جعلت اوباما لا يذكر حرفا عنها في خطابه . ثم لماذا لا نرى دعوة عربية لمجلس الامن تبحث قرارات نتنياهو بإطلاق الرصاص على كل من يلقي حجرا ، وقراره حماية المستوطنين وهم يقتحمون بشكل يومي حرمة المسجد الأقصى المقدس عند مليار ونصف المليار مسلم ؟.
على اي حال ان فشلت الحجارة والسكاكين حتى الان في وضع أسنان للسياسة العربية تجاه فلسطين فانها نجحت في بث الرعب بقلوب الاسرائليين المحتلين كما نجحت في توجيه رسالة قوية لهم بان الفلسطينيين باقون فوق صدورهم وان القوة لن تجبرهم على التخلي عن تحرير وطنهم .
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.