• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

روسيا والأردن باتجاه المزيد من التقارب العسكري

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2015-11-23
1286
روسيا والأردن باتجاه المزيد من التقارب العسكري

  وقوف الملك عبدالله الثاني، على محطة موسكو مناقشا ومستمعا ومناورا بعد جولة أوروبية لأغراض استثمارية، له ما يبرره من زاوية الاستراتيجية الجديدة التي تتبعها عمان في التعاطي مع الواقع الموضوعي.

الملك يتفاعل مع موسكو، التي تتفاعل بقوة مع بلاده في المقابل، بعد إنجاز خطوة استراتيجية غير مسبوقة بين الطرفين، كشفت عنها النقاب «القدس العربي» منذ نحو أسبوعين وتمثلت في مأسسة التعاون الأمني تحديدا في عمان وتبادل المعلومات.
بموجب اتفاق ضمني، أعلن عنه شكلا فقط حتى الآن، ستعتمد روسيا في تصنيفاتها للفصائل المسلحة في سوريا على «الخبرة الأردنية» حصريا. وبمعنى آخر، سيكون لأهم عاصمة مستقرة جوار دمشق مساهمة فعالة وأساسية في تحديد من هي الفصائل «الإرهابية» وغير الإرهابية في الحالة السورية، لأن موسكو – بضغط أردني وسعودي وعربي بالمجمل – تحاول تبديل اللافتة العسكرية التي حضرت بها للمنطقة بعنوان «كل المسلحين إرهابيين».
التفاهمات الأولية، التي جرت بين السعودية وموسكو، أعقبت التفاهمات التي جرت خلف الستارة بين موسكو وعمان. ويمكن ببساطة ملاحظة ان العاهل الأردني يقف، والمجتمع الدولي يخصص مساحة وافرة من المناورة والدور لبلاده على المحطة الروسية، بعد زيارة لم يكشف النقاب عن مضمونها للسعودية الأسبوع الماضي.
الحركة الدبلوماسية والسياسية الأردنية بين كل الأطراف الفاعلة توحي ضمنيا بأن عمان، أولا، قبلت مهمة التصنيف للقوى الإرهابية، وبالتالي خبرتها المتخصصة في المجال ستكون أساسية في محور «العمليات». وثانيا، أن عمان تستطيع التأثير من داخل غرفة العمليات الروسية الآن في عملية التصنيف التي تربك جميع الأطراف، لأنها تبقى خلف الأبواب المغلقة.
عمليا، يمكن القول إن الأطراف العربية، التي لا تريد خذلان بعض المنظمات السورية المسلحة التي دعمتها واستثمرت فيها طوال الوقت الماضي، تستطيع تمرير تصنيفاتها، هي أيضا عبر النافذة الأردنية التي ستكون مؤثرة في تحديد خيارات أهداف القصف الروسي. وهذا دور متعدد وجديد للأردن الذي يقول الجميع إنه يملك أهم حصيلة من المعلومات عن الإرهاب والإرهابيين، بين مختلف دول التحالف.
طبيعي جدا ان يثور خلف الستارة في الأردن نقاش حول مخاطر وهوية التصنيفات الأردنية التي تعتبر مبدئيا تنظيم «الدولة» و»جبهة النصرة» في صدارة قوى الإرهاب داخل سوريا، وإن كان الموقف لم يحسم بعد بصورة نهائية تجاه تنظيم «أحرار الشام» المقرب، حسب الأردن، من تركيا، إضافة لنحو سبع مجموعات مسلحة أخرى.
كل الأطراف الدبلوماسية وصلت إلى قناعة بأن جزءا من إخفاق التحالف الدولي، الذي كانت الولايات المتحدة تقوده ضد «الدولة» يعود إلى تجاهل المعطيات الأردنية التي كانت تقترح عمليات وأهداف.
واليوم يبدو ان موسكو مستعدة لشراء «الرواية الأردنية» لمسار الأحداث سياسيا. بل تبدو متهيئة لما هو أبعد من ذلك، وهي تمول لوجستيا وماليا المركز المتخصص أمنيا بمقاومة الإرهاب الذي سيقام في عمان العاصمة. وهو مركز يعني ببساطة أن العلاقة الأردنية – الروسية تصل إلى مستويات غير مسبوقة وتحلق في اتجاهات لم تكن في الماضي مرصودة أو مسموحة.
لذلك يتحدث وزير الاتصال الناطق الرسمي الأردني، الدكتور محمد مومني، مجددا عن الخبرة الأردنية المطلوبة التي يعتر ف بها ويقرها العالم، ويعيد القائد المتقاعد لمناورات الأسد المتأهب الجنرال عوني العدوان تذكير قادة وخبراء حلف الناتو في اجتماع في بروكسل حضرته «القدس العربي» بأن هزيمة الإرهاب غير ممكنة عبر القصف بسلاح الجو، ولا بد من دعم وتعزيز المنظومة الدفاعية البرية والجوية في الجيوش المحلية، ولا بد من استراتيجية تخليص الأرض من أيدي «الدولة».
بعد ثلاثة أيام، على الأقل، من كلمات الجنرال العدوان، يمكن ان يتبين الآن انها محسوبة وبدقة على مسار الاستثمار المنتج إقليميا في دور بلاده، والهدف منها تسليط الأضواء على حقيقة ان دعم وإسناد بلد كالأردن عسكريا خطوة اساسية عندما يتعلق الأمر بأي معركة حقيقية لهزيمة الإرهاب.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.