الخزاعي: "2292" أردنية تتزوج من عرب و" 377" تتزوج من أجانب

 و في التفاصيل ، فالباحث والمدقق والمتعمق في عالم الارقام المتعلقة في شؤون الزواج في المجتمع الأردني يجد ان اعداد حالات الزواج تزداد بما لا يقل عن (2000) حالة زواج سنويا ، وللدقه نبرز ان عدد حالات الزواج كانت ( 57312) حالة في عام 2004 ، ارتفعت الى (59725) في عام 2005، ثم الى ( 63379) في عام 2006 ، و (65982) في عام 2007 ، وفي عام 2007 وصل الرقم ( 67455) حالة زواج ، وهذا يعني ان الزيادة بلغت ( 10143) حالة زواج خلال خمسة سنوات ( 2004 – 2008 ). والحقيقة المؤكدة والمورشفه تبين لنا ان ( 88%) من حالات زواج الاناث تتم قبل بلوغهن العمر 30 سنة .

 

والباحث المتعمق والذي يعشق الوقوف على تفاصيل حالات الزواج يتوقف عند قضية يجب ان لا نمر عليها مرور الكرام وان لا نندهش من وجودها ، فالارقام التي اتحدث عنها حقيقية وواقعية ومؤرشفة ومبوبه ومفلتره وتبين ان الفتيات الاردنيات يتزوجن من (36) جنسية غير اردنية منها ( 16) جنسية عربية و (20) جنسية اجنبية . وحتى نهاية عام (2008) بلغ عدد حالات زواج الاردنيات من الجنسيات العربية ( 2292 ) حالة تتقدمهم بالترتيب حسب الجنسية الاكثر زواجا ( فلسطيني ، مصري ، سوري ، سعودي ، عراقي ، بحريني ، لبناني، كويتي، سوداني ، قطري، اماراتي، جزائري، تونسي، ليبي .وفي المقابل فان ( 377) حالة زواج لفتيات اردنيات تمت بين ( 20) جنسية اجنبية ، تتقدمها الجنسيات الامريكية ثم الالمانية البريطانية والنرويج ، النمسا ، استراليا و .... ) .

 

وهذه الارقام تعني ان (4%) من حالات الزواج بين الاردنيات تتم مع جنسيات متعددة ( عربية واجنبية ) ، ولعل تفسير هذه الموضوع يتمحور حول تمتع الفتاة الاردنية في مزايا وخصائص وصفات جاذبية للجنسيات الاخرى وهذه الصفات يتقدمها التعليم والجرأة والمشاركة والنجاح في اثبات الوجود في قطاعات الانتاج كافة ، ومساهمتها الاقتصادية كشريكة مع الرجل وتحمل المسؤولية ، هذه الصفات جعلتعها محط تقدير واحترام هذه الجنسيات المتعددة والارتباط بها كزوجة لاكمال مشوار الحياة ، والاسباب الآخر تتمحور حول تفهم الاهل واحترامهم لرغبات الفتيات ومنحهم الحق في ابداء الراي في الزواج اذ انه لولا منح الفتيات الحق في الاختيار ودعمهم في هذا الاختيار لما تم الزواج ولا يوجد اهل يرغبوا بتغريب بناتهم وتزويجهم من خارج اطار الاسرة والاقارب لانهم يخشون على تغريب بناتهم خارج حدود الوطن .

 

وبعد،،، وجود هذه الحقائق تدفع للحديث عن معاناة الاردنيات المتزوجات من غير اردنيين وخاصة اذا كانت تقيم مع زوجها واولاها في الاردن ، وتتمثل هذه المعاناة والصعوبات من عدم توفر التأمين الصحي وتوفير العلاج للاولاد كونهم لا يحملون الجنسية الأردنية ، واخريات يعانين من مشاكل توفير الاقامة ، و التعليم لابنائهن . معاناة تتكرر ونسمع عنها ونقرأ عنها ولكن وقوعات الزواج الموجودة في سجلات المحاكم الشرعية والتي لا تقل عن (2600) سنويا بحاجة لوقفة ومراجعة وتوعية للمقبلين على الزواج وخاصة في قضايا التشريعات والقوانين الموجودة في الدولة التي تتزوج منها الفتاة الاردنية ، ولعلي اتحدث لكم عن (36) جنسية عربية واجنبية ، ولكل دوله قوانينها وانظمتها والتي تطبقها على سكانها الاصليين ، وما هو مستقبل فتياتنا المتزوجات من هذه الجنسيات ؟!

 

الكاتب : استاذ مشارك – تخصص علم اجتماع – جامعة البلقاء التطبيقية