• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

السكر المرّ..أصحاب البسطات يدفعون لأصحاب العضلات وإلا طُردوا!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-02-22
1715
السكر المرّ..أصحاب البسطات يدفعون لأصحاب العضلات وإلا طُردوا!

 الغرباء .. حولوه الى فوضى!

 الجيل الثالث من اطفالهم اكثر شراسة
 
ضربوا دبلوماسيا يمنيا لانه ناقشهم السعر!
 
المشاجرات تتم بقذف اوزان القبان عشرة كيلو
 
اصحاب المحلات .. ممنوعون من تنزيل بضائعهم!!
 
الجميل في هذا الكون ينسب اليه, بحلاوته تتصفح وجه المرأة, وصورة فراشة استقرت على رحيق زهرة وسماوات مظلمة نرى من خلالها قمرا منيرا, وبسببه اندلعت حروب وقامت ثورات, وسُجلت آلام في تاريخ البشرية, كل ذلك حتى يصل السكر لكل بيت, لانه ظل المادة الحيوية التي لا يُستغنى عنها منذ مئات السنين.
 
في وسط البلد سوق للسكر شاعت تسميته منه.. رغم ان مواد تموينية اخرى تُباع الى جانبه, والبعض رجح التسمية لشخص كان مالكا للارض .. ذهبنا الى مركزه نتلمس السكر في سوقه لنستكشف.. ما الذي فعله في حياة الانسان?
 
ما الذي احدثه في حياة عمان الصاخبة, ماذا قرأنا في صفحاته المخفية التي لم تُقرأ بعد, والعلنية التي ضاعت منها صفحات, وظلت اخرى.. مطوية تنتظر من ينفض عنها الغبار.
 
التجار المسيطرون:
 
سعيد سلامة (42) عاما صاحب محل. سلامة منذ عام 1947 اخذ مهنته أبا عن جد حدث العرب اليوم فقال: ينحصر السوق المؤلف من اكثر من (100) محل بين خمسة مداخل .. مدخلان من شارع الملك طلال وآخر من شارع ابن الاثير ومدخلان من شارع قريش وتمتد به اربعة شوارع هي رشيد المدفعي والخضراء واحمد الخطيب والبلسم.
 
ويعود تاريخ انشائه الى بداية القرن الماضي, اذ ان جدّي من ناحية والدتي بديع دروزه كان يملك محلا منذ عام 1917 الى جانب اربعة محلات اخرى, كانت هي المسيطرة على تجارة المواد الغذائية في كل المملكة, ارتفع عددها فيما بعد الى عشرين محلا تقريبا في العشرينيات والثلاثينيات, كان تموين المواطنين والجيش والمونة السنوية للقصور الملكية من السوق ثم توسعت اعماله التجارية الى المحافظات والدول المجاورة.
 
وكانت العلاقات الاجتماعية آنذاك في الاردن تعتمد على الثقة ومد يد العون ومساعدة التجار الصغار في استيراد اصناف معينة من المواد الغذائية.
 
الا ان حُسن النية هذه.. أتت بالوبال على السوق ..فدخل الغرباء لاول مرة في ازمان مختلفة الى السوق, وازدادوا خلال الثلاثين سنة الماضية واخذوا يعتمدون على اطفالهم في البيع وترويج البضائع وهؤلاء تركوا مدارسهم وتفرغوا كليا مع اولياء امورهم, مما ادى بالسوق لان ينحدر الى وضعه المُزري, الذي يعاني منه حاليا.
 
ثورة بسبب السكر
 
عُرف السكر منذ قديم الزمان, وأصل تسميته جاءت من اللغة السنسكريتية الهندية من كلمة ساكرا ومعناها الحصى .. ثم اطلقت عليه الشعوب المجاورة للهند اسم الملح الهندي وعرفه العرب بعد فتوحاتهم لشمال الهند في عهد محمد بن قاسم الثقفي, ونقلوه الي الاندلس التي نقلته بدورها الى اوروبا ثم امريكا.
 
وكان سببا مباشرا للثورة الامريكية التي غيرت وجه التاريخ, فقد اصدرت سلطات المستعمرات البريطانية قانونا شهيرا يسمى قانون السكر عام 1764 يقضي بفرض رسوم جمركية على ما يستورده سكان امريكا من السكر فرفضوا الرسوم فاندلعت الثورة.
 
انطفاء البريق
 
ثم يستكمل سعيد سلامة حديثه قائلا: انطفأ بريق سوق السكر لاسباب كثيرة منها حرب الخليج الثانية حيث كان العراق يستورد كل احتياجاته من تجار السوق, ثم تم افتتاح المؤسستين المدنية والعسكرية الاستهلاكيتين, واتجه الناس اليهما, ثم انتشرت المولات الكبيرة لتأخذ حصتها من السوق, وانتقل الناس من السكن في جبال عمان المحيطة بالسوق الى مناطق اخرى في غرب وشرق عمان.. وانتقل معهم التجار الكبار.. الى هناك وانتقال مجمع رغدان القريب من السوق الى منطقة ابعد في المحطة, وعدم توفر مواقف كافية لسيارات المتسوقين.
 
وتغيير واضح لموروث المواطن الاردني في الثقافة الغذائية, فالمنسف مثلا كان يُطبخ مع الجريش فكان السوق يبيع يوميا (10) أطنان من البرغل قبل ان يتحول الناس الى الأرز, وكان يكفي صاحب المحل ان يبيع الشوال الفارغ بعشرة قروش يوميا ليربح ربحا حسنا لانه يبيع يوميا اكثر من 50 الى 100 طن من المواد الغذائية, غير آلاف الاطنان في المحافظات قبل ان يتحول بيع الجملة الى بيع المفرق بالسوق.
 
كما ان التطوير والتحديث الذي شهدته عمان في كل مناحي الحياة لم يصل للسوق, وبقي على حاله كما هو عليه, مما زاد مشكلته نحو الأسوأ, ومن كل هذه المعوقات ظل السوق مزدحما ازدحاما غير عادي مع ازدياد سكان عمان وبقاء شوارعه الضيقة المحشورة حشرا, على وضعيتها.
 
السكر لدى البجا
 
وللسكر حصة لدى قبائل البجا شرق السودان, فهي تحرص على زواج بناتها في سن مبكرة واول خطوة للعرس هي ان يقدموا الى والدة العروس البهدو وهو قطع من السكر على صينية فان تذوقته الام فان ذلك يعني بأنها موافقة على زواج ابنتها, وان لم تذقه فيعني انها رافضة, فيبدأ اهل العريس بمحاولة اقناعها بالقبول بشتى الوسائل, وان قبلت بعد ذلك تُقدم لها هدية كبيرة تسمى التامسي وهي عبارة عن ارطال من السكر, حيث تدخل عليها النسوة حاملات صواني السكر على رؤوسهن وفي غرفة مجاورة عدد من افراد القبيلة يزنون اوزان السكر فكثرته تعني حب اهل العريس للأم ..!!
 
فوضى
 
وعن حالة السكر في سوقه قال سلامة: ان مشكلة السوق لم تعد في ركوده وهي ظاهرة واضحة تماما, ولا في تسعيرته ومواده او الازدحام الذي فاق حدود التصور وامسى حلها في غاية الصعوبة, لقد تحولت المشكلة الى سلوك يومي غير سوي.. واخلاق غريبة عن المجتمع الاردني صاحب القيم والنخوة والطيبة والاخلاق الحميدة, فالتحرشات داخل السوق لا حد لها, ومعاملة الزبائن ومرتادو السوق تتم دائما بخشونة وقسوة, واحيانا بمعارك شرسة, وسيطرت العضلات على شوارع السوق, وهي التي تفرض اتاواتها على اصحاب البسطات والعربات, وهي العضلات - اياها- تؤجرها لمن تريد وبالاسعار التي تريد وتطرد من تريد .. بلا مراقبة ولا محاسبة, بل الادهى من ذلك ان بعض الذين فرضوا ارادتهم على شوارع السوق جاءوا من خارجه نراهم لاول مرة ناس يبيعون لناس في اتفاقات خارج الشرعية.
 
ويضيف سعيد سلامة في بث شكواه وهو يؤكد بانه لا يوجد احد يجرؤ ان يتكلم عن السوق كما هو يفعل الآن.
 
عندما كَبُر الجيل الاول في السوق قبل ثلاثين عاما ثبتوا اساساتهم ونقلوا للسوق كل عاداتهم ومشاكلهم على اعتبار انهم تركوا المدرسة منذ طفولتهم وعاشوا بالسوق بلا تعليم ولا نصائح او ارشادات من احد واولياء امورهم تركوا لهم الحبل على الغارب.
 
ثم جاء الجيل الثاني ابناء الاول متطبعا بطابع اكثر تمردا, ونشروا مفاهيمهم الجديدة عن حياتهم الخشنة التي يعيشونها وتورطوا في معمعة السوق اكبر واكثر عمقا واتساعا.
 
اما الجيل الثالث الحالي وهم اكثر من ثلاثين طفلا وصبيا فاصبحوا اكثر شراسة من الجيلين الاول والثاني, وجاهزين لاي شيء, واذا رأى صاحب المحل ان الزبون يناقش كثيرا في السعر ولا يحب ان يبيعه حرك عليه اطفاله لان اعمارهم بمنأى عن القوانين, بهذه الطرق تم التعدي على كثير من الناس وقد ضُرب دبلوماسي يمني قبل فترة ضربا مبرحا لانه ناقش في السعر.
 
ولا ينفعك هنا قوتك الجسدية ولا كونك ملاكما او انك تتقن الكراتيه بل ان مبدأ الكثرة يغلب الشجاعة هو السائد.
 
حرب السكر
 
كانت امريكا تملك اكثر مزارع السكر في كوبا التي تحتلها اسبانيا وارادت عدة مرات احتلالها من اسبانيا الا ان الظروف كانت غير مواتية واستغلت غرق سفينتها (maine) ومقتل اكثر من (200) بحار امريكي عام 1898 حجة لاحتلال كوبا, فأعلنت الحرب على اسبانيا وسيطرت على كوبا واعتبر المؤرخون اليساريون انها اول حرب امبريالية بالتاريخ وكان ذلك بسبب السكر.
 
النشل
 
وعن اعمال النشل داخل السوق قال سلامة: بسبب ضيق المكان وازدحام الشوارع بالناس, وانتشار الخارجين على القانون واصحاب العضلات فقد ازدادت اعمال النشل ويتراوح عددها يوميا بين اثنتين الى اربع حالات, النساء اللاتي اعمارهن اكثر من خمسين عاما هن اكثر تعرضا لهذه الجرائم ولا يمكن ان انسى منظر امرأة وسط السوق وهي تصرخ عندما اكتشفت ان محفظتها قد سُرقت منها. اما عن المشاجرات فحدث ولا حرج وانا عندما تحدث المشاجرة اغلق محلي واكون داخله حتى تنتهي لانهم يستعملون اوزان القبان في رمي بعضهم بعضا وانا املك اوزانا بثقل كيلوين او خمسة او عشرة.
 
في نهاية الثمانينيات تشاجرت مجموعتان منهما استعملتا السكاكين وقُتل واحد منهما وأصيب العشرات.
 
السكر وسعد زغلول
 
والسكر ايضا سبب في ثورة 1919 بمصر بقيادة سعد زغلول, فقد أضرب عمال مصنع ابو قرقاص لصناعة السكر احتجاجا على اعتقال الزعيم سعد زغلول تبعه مصنع تكرير السكر في الحوامدية ثم حدثت مناوشات بين العمال المُضربين والجيش البريطاني, بعدها اندلعت الثورة في كل انحاء مصر وكان السكر محورها.
 
اكبر من القدرات
 
وعن تصرف الاجهزة الرسمية حيال ذلك قال: الحقيقة ان رجال الشرطة والامانة غير مقصرين في هذا المجال, لكن القضية اكبر من قدراتهم, ذلك متعلق بوعي الناس وثقافتهم وتربيتهم, وهذا معدوم بالمرة داخل السوق, فمثلا ان رجال الامانة يعملون داخل السوق (24) ساعة لكن ما فائدة ذلك اذا كان اصحاب المحلات والذين يعملون معهم يرمون القاذورات والاوساخ والمخلفات امامهم عيني عينك. وفي المطر ولعدم وجود مجاري للصرف الصحي تتحول ارضية السوق الى طبقة سوداء كالاسفلت لاختلاط التربة والغبار مع طين الشوارع الممزوج بالخضراوات المهروسة بأرجل المارة, والناس عندما يسيرون داخل السوق يكونون اشبه بشخصيات الكارتون, او الاشخاص الآليين, صورهم مضحكة جدا لان اي حركة غير محسوبة للمواطن فانه يسقط حتما, ويكون مثار تندر من الجميع وانا ارى اذا ارادت الاجهزة المختصة اصلاح اوضاع السوق فعليها اولا فتح عيادات نفسية لعلاج بعض المرضى الذين زرعوا في السوق عادات وتصرفات غربية.
 
ويجب ان اوضح نقطة مهمة هنا, ان الانارة والتحديث الدائم في العصر الذهبي للسوق حتى منتصف السبعينيات قد ولىّ الان, في الليل يكون السوق مظلما لضعف انارته مما يشجع اللصوص الى كسر المحلات وسرقتها.
 
الايرباص والسكر:
 
كادت طائرة (الايرباص) ان تسقط بسبب السكر, كانت متجهة الى مطار اورلي بفرنسا وفوق مرسيليا ذهب قائدها الى دورة المياه تاركا القيادة لمساعده الذي طلب قدحا من الشاي من المضيفة الا ان سكره كان قليلا فطلب منها تزويده بقطع منه لكنها لم تحضره فذهب اليها وتشاجرا بصوت مسموع ولما خرج الطيار من دورة المياه سمع اصوات الشجار من بعيد فأغلق باب المقصورة حتى لا تزعج الاصوات مساعده ولم يعرف ان مساعده خارج المقصورة وابوابها لا تفتح من الخارج بعد (11 سبتمتر) فاخذوا فأسا وبدأوا بتكسير الباب المصفح, وبرج المراقبة ملّ من الاتصال بطائرة بلا قيادة وارسلت طائرات حربية لاسقاطها لاعتقادهم بانها مختطفة وانها متجهة لعملية انتحارية, وقبل اسقاطها بثوان فتح الباب, والسكر كاد يسقطها!.
 
التحرش
 
وعن التحرش داخل السوق قال سعيد سلامة: ان التحرش اصبح سمة بارزة من سمات السوق وكثيرا ما انصحهم من انهم يرتكبون اخطاء في حق بلدهم عندما يتحرشون بالسائحات اللاتي يدخلن الى السوق آتيات من المدرج الروماني وسبيل الحوريات الى الجامع الحسيني والفت نظرهم من ان بعض السائحين قد يعرف العربية, لكنهم لم يستمعوا لنصيحتي ابدا, تم التحرش بزوجة السفير البريطاني, وحدثت مشكلة كبيرة, ثم تحرشوا بكريمة احد الضباط الكبار, وبعد نصف ساعة طوقت القوات الخاصة السوق وبدأ التحقيق معهم الا انهم - حسب عادتهم - لم يبلغوا عن الفاعلين.
 
توفيق زياد والسكر
 
يقول توفيق زياد في قصيدته (السكر المر)
 
اجيبيني
 
انادي جرحك المملوء ملحا يا فلسطيني
 
اناديه واصرخ
 
ذوبيني فيه وصبيني
 
انا ابنك.. خلفتني ها هنا المأساة
 
عنقا تحت سكين
 
اعيش على حفيف الشوق
 
في غابات زيتوني
 
واكتب للصعاليك القصائد سكرا مرا..!
 
زيارة جلالتها للسوق:
 
وعن اهتمام الدولة ورموزها بالسوق قال: الا انسى ابدا زيارة جلالة الملكة رانيا العبدالله للسوق, لا اخفيك ان هناك عيونا للامانة في السوق والكل يعرف ذلك, اتصلوا تلفونيا وقالوا بان جلالة الملكة رانيا العبدالله ستزور السوق في اليوم التالي للاطلاع على اوضاعه فبدأت حالة غير طبيعية لم ارها في حياتي, نُظف السوق, وعدلت الواجهات وازيلت البسطات, وسحبت العربات واختفت الفوضى, الا ان جلالتها لم تصل للسوق في الموعد المعلن, واعتقد ان ذلك كان التفاتة مقصودة من جلالتها, وبعد اسبوع فاجأت الجميع بزيارتها للسوق, مما اربك المسؤولين اذ كانت الفوضى على اشدها, واعطت جلالتها تعليماتها بازالة هذه الفوضى, وتجولت في ارجاء السوق تسأل وتستفسر, فكان الجميع يجيبها, ومن حسن حظي انها اختارت محلي من دون بقية المحلات في الشارع لتدخل داخله وتصافحني, ثم صار بيني وبينها حوار قصير لمدة ثلاث دقائق على الشكل التالي:
 
- الله يعطيك العافية
 
- الله يعافيك سيدتي
 
- كيف الوضع في السوق
 
- سيدتي, ان الاوضاع في السوق لا تحكمها قاعدة توصيفية, وهو الان يسير على البركة
 
- انت مرتاح على هذه الوضعية?
 
- الحمد لله سيدتي
 
- الوضع الاقتصادي كيفه معاك..?
 
- الحمد لله سيدتي, انا عايش طالما السوق عايش.
 
والغريب هنا, ان جلالتها ما ان غادرت السوق وبعد نصف ساعة بالضبط, حتى عادت الفوضى مرة اخرى البسطات عادت لاماكنها, مخالفو القانون عادوا لمواقعهم, والزعيق عاد كما كان, علما بأنني حسب وصف الطبيب لي, مصاب بسمعي لانني التقي يوميا اكثر من (80) ديسبل من اصوات البائعين مما يعرضني لخطر الطرش!
 
السكر الى الانتربول
 
ارتفعت اسعار السكر الى اربعة اضعاف في السنوات الاخيرة بسبب اتجاه الدول المصدرة بتحويل منتجاتها من السكر الى وقود حيوي (الانتربول) فالبرازيل التي تعتبر من الدول الاولى في تصدير السكر اصبحت من الدول الاولى في تصنيع الوقود الحيوي وتنتج سنويا (20) مليار لتر من الانثربول وامريكا وكندا استخدمتا الذرة والقمح لصنع الوقود الحيوي, مما حرمت الشعوب الفقيرة الجائعة من اهم مصادر الطعام.
 
وجها لوجه
 
وعن موقف لا ينساه في سوق السكر قال:
 
دخل السوق, رجل ملثم بملابس عربية, واخذ يتجول في محلاته, من دون ان يعرفه احد, الا انه عندما اقترب من محلي دققت جيدا في عينيه, وملامح وجهه من اعلى, تلك الملامح التي لا يمكن ان انساها ابدا, كان فعلا جلالة المغفور له الحسين طيب الله ثراه, قبل سنوات من وفاته, نهضت مذهولا, واقتربت منه ومددت يدي اليه مصافحا وهو يشد عليها, ثم ربت على كتفي, وعاد ادراجه يتجول في السوق بلا حراسة ولا مرافقين, وهكذا فعل جلالة الملك عبدالله الثاني في جولاته الليلية, بالله عليك اين ترى ملوكا في الارض يفعلون ما يفعله ملوكنا.
 
مشكلة السكر
 
لا احد يحب السكر اكثر من (خنافس السكر) التي غزت حقول قصب السكر في استراليا, فقضت على ملايين الافدنة, وبدأ العلماء بالبحث عن حل, فكروا بجلب ضفدع سام يحب اكل هذه الخنافس من امريكا الجنوبية, ولكن مشكلة هذا الضفدع انه يتكاثر بسرعة وبدل من ان يركز على اكل الخنافس بدأ يتغذى على كل شيء حوله من كائنات تزخر بها الطبيعة الخلابة لاستراليا مثل الحشرات وبيض الطيور, وافراخها الصغار حتى طعام الحيوانات الاليفة, والمشكلة زادت سوءا عندما اصبح الضفدع نفسه طعاما لذيذا للتماسيح والافاعي لكنها تموت بسرعة بعد التهامه مباشرة لان جلده سام جدا, مما افقد استراليا حياتها البرية وخسرت مئات الملايين من الدولارات لمكافحة انتشاره, وما زال ذلك البلد يعيش مشكلة قومية بسبب السكر ايضا.
 
تحميل البضائع ممنوع
 
وعن كيفية تنزيل بضائع للمحلات في هذه الشوارع المغلقة قال:
 
كما ترى فان الشوارع مغلقة بهذه البسطات واذا اردنا تنزيل بضائع لمحلاتنا فان شاحنات شركات التموين تقف بعيدا عن السوق في الشوارع الرئيسية ونطلب من بعض اطفال السوق وعددهم قد يتجاوز الثلاثين بان يساعدونا بنقل البضائع الى محلاتنا لقاء مبالغ واتحدى من يقول بانه يستخدم غير هؤلاء الاطفال في التحميل, بعض الشركات ترفض تحميل بضائعنا لان سياراتهم تقف دائما في الممنوع تخالف باستمرار, تصور هذه المشكلة, نحن الذين لنا محلات مرخصة وندفع الضرائب, لا نستطيع ممارسة حقنا بل ابسط حقوقنا, المشروعة, بسبب هذه المخالفات التي تمارس بالسوق.
 
من دون رادع
 
فضيحة السكر
 
انفجرت فضيحة في دولة آسيوية اسمتها صحافتها بفضيحة السكر, فكان وزير التجارة في تلك الدولة يستورد السكر لوزارته عن طريق اخوته وابناء عمومته, ويدفع لهم عمولات ضخمة, ويشتري منهم اضعاف سعر السوق, فصاروا من اصحاب الملايين, وعندما اكتشف امره وامرهم هرب الى احدى الدول المجاورة على متن طائرة مدنية كراكب عادي, الا ان السلطات المختصة اعادت الطائرة الى المطار في منتصف المسافة, والقت القبض عليه وفي دول كثيرة في العالم يطلق على تجار السكر (الحيتان).
 
مستقبل السوق
 
وعن تصوره لمستقبل السوق قال:
 
سمعنا بان هناك مشروعا لتطوير وسط المدينة وفي النية - كما سمعنا ايضا - ستكون هناك استملاكات في السوق, والذي تأكد لنا من الاثريين الذين نلتقيهم ان اثار سبيل الحوريات يمتد تحت مباني السوق, ويعني ذلك ان التنقيب حتمي في هذه الحالة, نفهم من ذلك, ان السوق مصيره الى الهدم, لذلك من العبث ان نتكلم عن مستقبل هو اساسا آيل للسقوط..!!.
 
ولكن السؤال المطروح, اين سينقل هذا السوق, داخل المدينة ام خارجها, ذلك سيكون ردا من اصحاب الاختصاص.
 
صباح السكر
 
حكايات السكر لا تنتهي, جمال المرأة, مقرونا دائما بالسكر, وكل شيء رائع في هذه الدنيا, يكون اقرب الى السكر, باستثناء مرضه فهو الوحيد الذي يسبب قلقا لدى البشرية التي عشقت السكر, وما يرتبط به لكن ما عداه, يوضحه نزار قباني في قصيدته المشهورة صباح السكر عندما يقول:
 
اذا مرّ يوما ولم اتذكر به
 
ان اقول صباحك سكره!
 
لا تحسبي ان شيئا تغير
 
ومعناه.. اني أحبك أكثر!.
 
*العرب اليوم
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.