• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

قائدالسبسي يتّهم النهضة بنشر الإرهاب وتعميق الفقر في تونس

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2016-01-29
1373
قائدالسبسي يتّهم النهضة بنشر الإرهاب وتعميق الفقر في تونس

 فجر الرئيس التونسي الباجي قائدالسبسي غضب حليفته حركة النهضة الإسلامية بعد أن حملها مسؤولية نتائج تسامحها مع الجماعات السلفية المتشددة، خلال فترة حكمها عامي 2012 و2013، بما فيها التنظيمات الجهادية التي باتت تمثل خطرا على كيان الدولة المدنية.

كما حملها مسؤولية انتهاجها لسياسات خاطئة قادت إلى تردي أوضاع عامة ما انفكت تتعمق في ظل الأزمة الاقتصادية والاحتقان الاجتماعي والهشاشة الأمنية.

وقال قائدالسبسي إن تردي الوضع الأمني والاقتصادي الذي يعصف بتونس يعود إلى "مخلفات تجربة حكم الإسلام السياسي"بقيادة حركة النهضة، وإلى "تساهلها مع الجماعات السلفية المتشددة بما فيها التنظيمات الجهادية التي وجهت عديد ضربات موجعة في صميم الدولة.

وشدد قائدالسبسي في لقاء له مع عدد من وسائل الإعلام البحرينية خلال زيارته للمملكة الخليجية الخميس وتم نشر فحواه في تونس، على أن مخلفات حكم النهضة هي التي تقف وراء مخاطر اقتصادية واجتماعية وأمنية تواجهها تونس اليوم وتهدد أمنها واستقرارها.

غير أن قيادات حركة النهضة، وفي مقدمتها رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي صدم بإطلاق النار عليه من قبل حليفه قائدالسبسي، تنفي باستمرار أي علاقة لها بالجهاديين لا تنظيميا ولا فكريا ولا عقائدية وتشدد على أنها البديل المعتدل الذي يؤمن بالنشاط السياسي السلمي خلافا للجماعات المتشددة والتنظيمات الجهادية التي لا تؤمن لا بالديمقراطية ولا بالدولة المدنية.

ويعد هذا التصريح، والذي يرتقي إلى حد الاتهام المباشر لإخوان تونس، الأول من نوعه منذ تولي قائدالسبسي رئاسة الجمهورية في أعقاب فوزه بنتائج انتخابات خريف 2014 على حساب مرشح الإسلاميين منصف المرزوقي وفوز حزبه نداء تونس بالأغلبية البرلمانية على حساب النهضة، التي منيت بهزيمة لم تكن تتوقعها.

وزجت فترة حكم النهضة التي تولت السلطة في أعقاب فوزها بانتخابات عام 2011 بتونس في أزمة سياسية حادة نتيجة إخفاقها في إدارة مؤسسات الدولة المدنية ومحاولة هيمنتها على إدارة الشأن العام وتهميشها للقوى السياسية والمدنية العلمانية في المجتمع المتعدد فكريا وسياسيا.

وخلال فترة حكم الترويكا، اكتسحت الجماعات السلفية المتشددة نسيج المجتمع التونسي الذي يتبع المذهب السني المالكي الأشعري المعتدل، ووزعت خلايا جهادية في المدن والجهات الداخلية بعد أن استولت على العشرات من المساجد وحولت منابرها إلى فضاءات لنشر الفكر الجهادي.

وقاد تساهل الحركة الإسلامية التي أستأمنها آنذاك زهاء 30 بالمئة من الناخبين على الحكم في البلاد مع الجماعات السلفية المتشددة، بما فيها الجماعات الجهادية، إلى حالة خطيرة من الانفلات الأمني استفاد منها الجهاديون، واغتالوا شخصيتين سياسيتين هما شكري بلعيد ومحمد البراهمي.

ودفع تسامح الترويكا واستفحال الفكر الجهادي بالآلاف من الشباب التونسيين إلى الالتحاق بالجماعات الإرهابية سواء منها المتحصنة بالجبال التونسية أو تلك التي تنشط في سوريا والعراق وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتصدر فيه التونسيون قائمة جهادييه بأكثر من 4 مقاتل آلاف من بينهم 700 امرأة وفتاة.

ومن مخلفات "الترويكا" التي أشار إليها قائدالسبسي استفحال الظاهرة الجهادية خلال السنوات الخمس الماضية وهي ظاهرة باتت تهدد كيان الدولة في ظل مخاطر هجماتها الدموية ودلك إضافة إلى ارتفاع النسبة العامة للبطالة إلى أكثر من 15 في المئة، وهي تصل في عدد من الجهات الداخلية إلى 40 في المئة فيما ترتفع نسبة الفقر إلى أكثر من 27 بالمئة وتبلغ في عدد من مناطق البلاد زهاء 47 في المئة.

ولم تتمكن تونس آنذاك من الخروج من الأزمة السياسية إلا بعد تسوية سياسية قادها الاتحاد العام التونسي للشغل، وأفضت إلى تنحي النهضة عن الحكم لفائدة حكومة من التكنوقراط برئاسة مهدي جمعة.

وتتطابق تصريحات قائدالسبسي مع مواقف القوى العلمانية التونسية وأيضا مع تحاليل سياسية وتقارير إعلامية حيث شددت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية في تقرير لها الثلاثاء على أن "الحنق الذي يعانيه الشعب التونسي بسبب الأوضاع الاقتصادية والفقر واشتعال الاحتجاجات خلال هده الفترة يعود إلى العام 2011 وهو تاريخ وصول النهضة إلى الحكم".

وتشهد تونس مند أكثر من أسبوع احتجاجات يقودها أهالي الجهات المحرومة والأحياء الشعبية المهمشة والعاطلون عن العمل مطالبين بتحسن مستوى المعيشة الذي انزلق إلى الحضيض وبتوفير التنمية ومواطن الشغل.

وكان قائدالسبسي قد اتهم "أياد خبيثة" بالوقوف وراء "الدفع نحو مزيد توتير الأوضاع والانحراف بالاحتجاجات الاجتماعية السلمية المشروعة في تونس نحو الحرق والنهب والتخريب" مؤكدا أن "هذه الأيادي معروفة لدى رجال الأمن" وأنه "سيقع تتبعها ومحاسبتها قضائيا".

وتأتي زيارة قائدالسبسي إلى كل من الكويت والبحرين في مسعى إلى استرجاع علاقات تونس مع البلدان العربية وخاصة الخليجية"، بعد أن شهدت "فتورا" و"توترا" نتيجة سياسيات خاطئة كانت انتهجتها "الترويكا" خلال فترة حكمها وزجت بالبلاد في الارتهان إلى محاور إقليمية، تتولى بالوكالة تنفيذ أجندات أجنبية تستهدف تدمير المنطقة العربية تحت عنوان "الربيع العربي".

وقال خميس الجهيناوي وزير الخارجية التونسي الأربعاء في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء الحكومية إن تونس "استعادت علاقاتها مع دول الخليج بعد زيارة قائدالسبسي لكل من الكويت والبحرين".

وأضاف الجهيناوي أن عددا من دول الخليج طلبت الاطلاع على بعض المشاريع الجاهزة التي أعدتها الحكومة التونسية والقابلة للتنفيذ حتى تقع دراستها من قبل الخبراء ومن ثمة النظر في إمكانية تمويلها.

ويتوقع سياسيون أن يقود تحميل قائدالسبسي النهضة مسؤولية تردي الأوضاع العامة في البلاد ومخاطر الجهاديين، إلى ردود فعل من الحركة الإسلامية وخاصة رئيسها راشد الغنوشي الحريص على قيادة تحالف الحركة مع حزب نداء تونس ومؤسسه قائدالسبسي العام 2012 لمواجهة الإسلاميين.

ويضيف السياسيون أن تصريحات قائدالسبسي التي تعد الأولى من نوعها بعد التقارب بين النهضة والنداء، تؤكد أن تحالف الحزبين هو تحالف مصلحي أكثر مما هو استراتيجي، مشددين على أن هكذا تحالفا مرشح للتفكك في أول هزة سياسية نتيجة التناقض الصارخ بين المرجعية المدنية للنداء العلماني، والمرجعية العقائدية الدينية لحركة النهضة الإسلامية.


 

 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.