• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

ذبحتونا: سياسة تجهيل ضد طلبة الجامعات

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2016-02-10
1239
ذبحتونا: سياسة تجهيل ضد طلبة الجامعات

 ** ‏ دراسة "الأردنية" شابها الخلل وتغييب لأسئلة العنف الجامعي وأسس القبول


‏** الدراسة تطلب من الطلبة كتابة رقمهم الجامعي ما ينفي صفة السرية عن الإجابات ‏ويشكك في مصداقية بعضها.‏

‏** أظهرت الدراسة عدم قناعة الطلبة بوجود ديمقراطية حقيقية في الأردن.‏

‏** أظهرت الدراسة أن نسبة من يعتبرون الليبرالية أو الفكر الاشتراكي يمثلهم، مساوية لمن ‏يعتبرون أن داعش وجبهة النصرة تمثلهم.‏

‏** تغييب ومنع العمل السياسي والحزبي في الجامعات يؤدي بالضرورة إلى غياب الوعي ‏السياسي والفكري، وتعزيز النعرات الإقليمية والمناطقية
 
 
 توقفت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" أمام الدراسة التي ‏أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للجامعة الأردنية وشملت كافة طلبة الجامعة ‏الأردنية. ‏
 
ورأت ذبحتونا أن الدراسة شابها بعض الخلل مما كان له أثر كبير في مصداقية نتائج بعض ‏الأسئلة، إضافة إلى قيام واضعي الدراسة بتجاهل طرح عدد من الأسئلة ما يعكس خضوع ‏واضعي الأسئلة لتوجهات إدارة الجامعة ما أثر على المصداقية العلمية للنتائج ، وذلك على ‏الرغم من اعتبار الحملة أن مجرد إجراء هذه الدراسة الواسعة وشمولها لكافة الطلبة أمر إيجابي ‏وكان من الممكن أن يكون أكثر إيجابية لو تم تجاوز هذه الأخطاء.‏
 
 
وتالياً أهم ملاحظات الحملة على الدراسة:‏
 
‏1_ اشتملت ورقة الاستبيان التي تم توزيعها على الطلبة على خانة لكتابة الرقم الجامعي، وهو ‏الأمر الذي يلغي المبدأ الأهم في الدراسة وهو سرية الإجابات. وقد أثرت كتابة الطلبة لأرقامهم ‏الجامعية على طريقة إجايتهم على بعض الأسئلة. ‏
فعلى سبيل المثال، كيف يمكن للطلبة الإجابة بمصداقية على سؤال حول تعاطي المخدرات أو ‏تناول الكحول؟!! وماذا يتوقع واضعو الأسئلة أن يجيبهم الطالب على أسئلة حول أساتذتهم ‏والمستوى الأكاديمي لهم أو سؤال حول تقييمهم وهم يعلمون أن أسماءهم معروفة لدى إدارة ‏الجامعة.‏
ومما يدلل على حجم الخطأ الذي ارتكبه مركز الدراسات، تراجعها عن إلزامية تعبئة الرقم ‏الجامعي وذلك بعد أن قام أكثر ثلاثة أرباع الطلبة بتعبئة الاستبيان مكتوباً عليه رقمهم ‏الجامعي.‏
 
‏2_ لم يقم معدو الدراسة بوضع أي أسئلة تتعلق بالعنف الجامعي وأسبابه ومدى مشاركة ‏الطلبة وانخراطهم فيه. ونعتقد أن هذا الملف من أهم الملفات التي علينا أن نطلع فيها على ‏رأي وتوجهات وأفكار الطلبة حولها خاصة أننا أمام ظاهرة حقيقية تغزو جامعاتنا وتضرب ‏العملية التعليمية برمتها.‏
 
‏3_ كما غاب تماماً أي ذكر لعملية رفع الرسوم الجامعية ومدى تأثيرها على الطلبة وخياراتهم ‏الجامعية. إضافة إلى عدم ذكر الدراسة لتصنيف الطلبة وفقاً لآلية قبولهم، حيث يسهم هذا ‏التصنيف في فهم عدد من الأسئلة التي تم طرحها من مثل السؤال حول القدرة المالية لتغطية ‏نفقات التعليم. كما يساعد ذلك على رؤية حجم الانعكاسات السلبية لأسس القبول المشوهة في ‏جامعاتنا عامة وفي الجامعة الأردنية بشكل خاص.‏
 
‏4_ أظهرت الدراسة أن 59% من طلبة الجامعة الأردنية يرون أن النظام التدريسي في ‏الجامعة لا يشجع على الابداع، ويوافق 56% أن العملية التعليمية تركز على تنمية الجانب ‏المعرفي على حساب الجوانب الاخرى في شخصية الطالب. وتدلل هذه النتيجة على أن النظام ‏التدريسي في الجامعة لم يستطع الارتقاء بالطالب وتشجيعه على الإبداع وهو الدور الأهم ‏للتعليم الجامعي. ما يستوجب إعادة النظر في هذا النظام التدريسي والوقوف أمام الأسباب التي ‏أوصلت الطالب إلى هذه القناعة.‏
 
‏5_ أظهرت الدراسة أن ثلث طلبة الجامعة الأردنية (33%) لم يختاروا التخصص الذي ‏يدرسونه وإنما إما بناءً على رغبة الأهل أو أن معدلهم في الثانوية العامة ألزمهم بذلك. ‏وتعكس هذه النتيجة غياب التوعية الكافية لطلبة المدارس وخاصة في المرحلة الثانوية في ‏التعريف بالتخصصات الجامعية وآليات اختيارها.‏
 
‏6_ أظهرت الدراسة وجود نسبة كبيرة من عدم الرضا عن البنية التحتية من مرافق صحية ‏ومختبرات وقاعات وغيرها (45% غيرر راضيين عن القاعات فيما 40% غير راضين عن ‏المختبرات، و50% غير راضين عن المرافق الصحية و38% غير راضين عن الخدمات ‏الصحية). ويعود ذلك للارتفاع الكبير في أعداد الطلبة داخل الحرم الجامعي في مقابل عدم قيام ‏إدارة الجامعة بإجراء توسعات كبيرة في البنية التحتية لاستيعاب هذه الأعداد المتزايدة من ‏الطلبة.‏
 
‏7_ أظهرت الدراسة رفض الطلبة لتوزيع الجدول الدراسي على أربعة أيام بدلاً من خمسة. ‏حيث أفاد 46% بأنهم ضد توزيع الجدول الدراسي على أربعة أيام، مقابل 41% أفادوا بأنهم ‏مع توزيع الجدول الدراسي على أربعة. وهو الأمر الذي يتناقض مع التوجهات السابقة لإدارة ‏الجامعة التي كانت تدفع باتجاه جعل الدوام الجامعي أربعة أيام وليس خمسة. كما أظهرت ‏الدراسة أن خُمس طلبة الجامعة الأردنية (20%) يعتقدون بأن الوقت الإضافي من توزيع ‏الجدول الدراسي على أربعة أيام بدلاً من خمسة سوف يتم استغلاله في البحوث والدراسات.‏
‏8_ أظهرت الدراسة حجم انتشار ثقافة الواسطة والفساد، فقد وافق 43% من الطلبة على أن ‏تحقيق التقدم في الحياة لا يعتمد على الجهد الشخصي بل على مكانة الأسرة في المجتمع ‏الأردني. ‏
 
‏9_  أظهرت الدراسة أن نصف طلبة الجامعة الأردنية غير مهتمين بالسياسة (31% يعتبرون ‏أنفسهم ليسوا مهتمين و19% غير مهتمين على الاطلاق). وتدلل هذه الأرقام الكارثية على ‏غياب الوعي الطلابي بأهمية المعرفة السياسية ومدى ارتباط واقع ومستقبل الطالب والوطن بما ‏يحدث في الأردن وخارجه.‏
 
وأشار ثلثا الطلبة (66%) إلى أن أياً من الاتجاهات والتيارات الفكرية القومية أو اليسارية أو ‏الإسلامية أو الوطنية أو الليبرالية تمثل وجهة نظرهم، بينما أفاد 12% من الطلبة أن الاتجاه ‏الفكري القومي العربي هو الأقرب الى آرائهم وأفكارهم. فيما أفاد 11% أن الاتجاه الفكري ‏الإسلامي هو الأقرب الى آرائهم وأفكارهم، فيما أفاد 7% بأن الاتجاه الفكري القومي الأردني ‏هو الأقرب الى آرائهم وأفكارهم، بينما حظيت الاتجاهات الاشتراكية والليبرالية على نسبة لم ‏تتجاوز ال2%، وهي ذات النسبة التي حصل عليها تنظيم داعش وجبهة النصرة!!‏
 
واعتبرت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" أن هذه الأرقام تعطينا مؤشرات خطيرة ‏حول واقع الوعي السياسي لدى الطلبة، وسياسة التجهيل التي تمارسها الحكومة وإدارات ‏الجامعات الأردنية، فلدينا نصف طلبة الجامعة الأردنية غير مهتمين بالعمل السياسي، وثلثي ‏الطلبة لا يرون في كافة الاتجاهات السياسية والفكرية ما يمثلهم!!.‏
 
وترى حملة ذبحتونا أن منع العمل السياسي داخل الحرم الجامعي، وعدم السماح للأحزاب ‏بالعمل في الجامعات إضافة إلى الذهنية العرفية السائدة في مجتمعنا. كل هذه العوامل ‏ساهمت بظهور هذه النتيجة في الدراسة.  ‏
 
‏10_ أظهرت الدراسة عدم قناعة الطلبة بوجود ديمقراطية حقيقية في الأردن، حيث يعتبر ‏الطلبة أن مستوى الديموقراطية في الأردن هو (5.3) على مقياس متدرج من 0-10. إلا أن ‏الأسوأ كان في عدم قناعة الطلبة بأن الديمقراطية ملائمة للأردن!! حيث لم تتجاوز  درجة ‏ملائمة الديموقراطية للأردن في قناعة الطلبة ال (5.7) على مقياس متدرج من 0-10. وكنا ‏نتمنى من واضعي الدراسة أن يستفيضوا في هذا البند كي نطلع على الأسباب التي تجعل ‏الطالب يضع هكذا نتيجة صادمة تجعله يؤمن بعدم ملاءمة الديمقراطية للأردن. ‏
 
إننا في الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" نرى أن هذه الدراسة الهامة رمت حجراً ‏في الماء الراكد، وذلك على الرغم من كل تحفظاتنا التي سجلناها عليها. كما نرى ضرورة إجراء ‏دراسات مشابهة في باقي الجامعات مع تلافي الأخطاء التي وقعت بها هذه الدراسة وعلى ‏رأسها الطلب من الطلبة كتابة أرقامهم الجامعية، وتغييب قضية العنف الجامعي وأسس القبول ‏الجامعي.‏
 
كما تطالب الحملة بإقامة ورشة عمل لدراسة نتائج هذه الدراسة وخاصة ما يتعلق بغياب الوعي ‏السياسي والانتماء الفكري، حيث أظهرت الدراسة مدى خطورة الوضع الذي وصل إليه طلبتنا ‏في هذا الجانب والذي جعل نسبة من يعتبرون الليبرالية أو الفكر الاشتراكي يمثلهم مساوية ‏لمن يعتبر أن داعش وجبهة النصرة تمثلهم.‏
 
إن تغييب ومنع العمل السياسي والحزبي في الجامعات يؤدي بالضرورة إلى غياب الوعي ‏السياسي والفكري، وتعزيز النعرات الإقليمية والمناطقية، كما أن غياب الوعي السياسي والفكري ‏يجعل من الطالب صيداً سهلاً لأصحاب الأفكار الإرهابية والمتطرفة. لذلك على حكومتنا ‏الرشيدة ومؤسساتنا التعليمية جميعها إعادة النظر بكافة القرارات والتشريعات المتعلقة بتقييد ‏حرية العمل السياسي والحزبي داخل الحرم الجامعي. ‏
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.