• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

اللصوصية ثقافة متجذره..

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2016-02-21
1528
اللصوصية ثقافة متجذره..

بقلم المحامي .. عبد الوهاب المجالي

في الماضي القريب كان السطو وفق مفهوم "الغزو" على الآمنيين قتلهم ونهب آموالهم مصدر عيشهم ورزقهم "فرّسة" بمعنى بطولة حيث كانت الآعراب تغزو بعضها يستبيح الأقوياء بـ "العدد او الكثرة" دماء وآموال الضعفاء.. كثيراً ما نسمع عن قصص يندى لها الجبين لا تنتمي الى حضارة او دين ومُحدِثنا يكون فخور بما يروي فحياة كل عابر سبيل كانت في خبر كان إذا ما وقع فريسة لآحد الوحوش البشرية يجرد من كل ما بحوزته وقد يدفع الثمن حياته كانت الناس تهنىء الناجي من السفر ووحوش الطريق من كانوا في عداد الآدميين..

وفق ما كان سائد قاطع الطريق يعتبر ما سطى عليه "رزقة" من السماء حلال زلال يفعل بصاحبها ما شاء دون وازع من دين او وخزة من ضمير وحال الناس كان بين ويلٌ وجحيم إذا سألت عن حال الناس تلك الآيام يقال "ما كان في اشي".. هذا الوضع زاد سوءاً آواخر الدولة العثمانية بعد ان ضعفت وصرفت همها عن الناس وشؤونهم تركتهم يرتبون أمورهم على طريقتهم تمشياً مع مقولة "عِد إرجالك وارد الماء"..

بتطور الحال وتغير الآحوال إختلف الوضع لكن تم توارث تلك الثقافة بطريقة مختلفة فسرقة المال العام بطولة في السابق كان يسمى من يسرق الناس قوتهم فارس واليوم من يسطو على المال العام يسمى فاسد الكل يحترمه ويتقدم الصفوف في جميع المناسبات والدعوات والإحتفالات..

عندما قدَمَ المستعمر الغربي طوع الغزاة "الفرّسان" إن لم يكن بالحيلة بشراء الذمم وأرّسى قواعد جديدة تأخذ شكل الدولة بالظاهر لكنه آبقى على الباطن مريض لا يختلف عن السابق لكن بصورة آكثر تنميقاً..

كثيراً ما نسمع مقولات آضحت تلقى قبول شعبي مثلا يقال "زقُرّت زبط حالة" "في بطنه ولا بطن غيره او عنده ولا عند غيره" "بظل إبن بلد" مبررات واهية على تلك الشاكلة تدل على مستوى إنحطاط فكري والمفاهيم اللغوية لمباني لكلمات ومعاني المصطلحات آصبحت في خبر كان..

دليل ما تقدم بعد ما سمي بالربيع العربي تراجعت سطوة الدولة في بعض البلدان عمّت الفوضى وساد الخراب وكل قادر على فعل شيء لم يتوانى عن القيام به هذا ليس على مستوى الآفراد بل بعض الآنظمة كذلك و"عادت حليمة الى عادتها القديمة" جين متأصل.. من غرائب وعجائب هذا الزمان يتحدث عن الديموقراطية وكرامة الإنسان والحق والعدل وووو... الخ من لا يعرفها او يعترف بها آصلاً والمواطنون بنظره ليسوا آكثر من قطعان تساق متى وكيفما شاء والناس راضية تمام التمام..

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.