• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

صيصان الامة و اراضي وزارة الزراعة !!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2016-03-24
3957
صيصان الامة و اراضي وزارة الزراعة !!

بقلم الاعلامي .. بسام الياسين

((( الناطق باسم وزارة الزراعة الزميل نمر حدادين قال ذات غضبة مضرية : ـ " ان الوزارة لن ترضخ لطلبات أي شخصية مهما كان المنصب الذي تشغله بالانتفاع الشخصي من أراضي الدولة تحت أي ظرف كان ....بدورنا نقول :ـ ان الادلاء بالشهادة فرض على كل ذي ضمير وكتمها اثم كبير.فعندما يلتبس امر ما على الناس،و تعمل قوى الشر على تضليل العامة،فواجب الوجوب الوقوف الى جانب الحق، والدوران معه حيث يدور.قول الحق من دون خوف في وجه الظالم بمنزلة الشهادة في ساحة الحرب. الخوف من قول الحقيقة مع معرفتها اليقينية مؤآزرة صامتة للظلم،وغدر بالوطن و تنازل عن حق المواطن..." ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه ...." صدق الله العظيم .هذه شهادتي وعليها اوقع ))) .

*** دورة حياة الدجاج اللاحم قصيرة لا تتجاوز الاربعين يوماً. صيصان صغيرة متراصة،تُحشر في بركسات كبيرة تشبه معتقلات النازيين ايام الحرب العالمية الثانية. يقوم " راعيها " مزارعاً كان ام تاجراً بعلفها على مدار الساعة بكرم حاتمي .تراه يسابق الزمن في " تسمينها "، وتزويدها بالماء ورعايتها صحياً خوفاً عليها من الاوبئة.لذلك يحرص ان لا تنقطع الاضاءة من فوق رؤوسها، ولا تغيب عن سقوفها المصابيح الكاشفة كشموس استوائية في عملية تضليلية بشعة،كي لا تغمض عيونها،و تتوقف عن الاكل. الكائن الصغير يظنّن نفسه انه في جنة ارضية،لا ينفك يتفاخر على الدوام انه في وضع احسن حالاً من مواطني العالم الثالث،الذين فروا من اوطانهم بحثاً عن وطن " يطعمهم من جوع و يأمنّهم من خوف" .

الصوص الذبيح المدمى، لا يدري ان النعيم المقيم الذي يعيشه ليس اكثر من وهم حشاش وصل مرحلة التسطيل. فهذه البحبوحة ليس من اجل عينيه بل لإجل " شيه على نار هادئة "، او " قليه في زيت حامية ". مأساة الصوص لا تقف عند هذا الحد،بل يتنافس المتنافسون في المزايدة عليه،وابتداع الخلطات السرية لتحسين نكهته،والعناصر المُحفّزة للشهية لرفع الطلب على لحمة وزيادة استهلاكه،فلا شيء بالمجان .فالقاعدة الدنيوية البراغماتية تقول ان :ـ المصالح اساس علاقة الانسان بالانسان،وحتى الانسان بالحيوان. ما زاد الاستثمار في الدجاج اللاحم انه مسالم اكثر من اللازم لدرجة الاستسلام،اضافة الى انه بطيء الحركة كسحلفاة تسير في ارض زلقة.باختصار مخلوق مستلب الارادة غير مقاوم،فمن السهل الامساك به ونتف ريشه،تماماً كالمواطن العربي، لا يتحرك حتى لو انقلبت الدنيا فوق راسه.يبقى خانعاً،ذليلاً،يعيش حياة رتيبة كـ " رابوت " يعمل على البطارية ومبرمج يدور حول ذاته كثور الساقية :ـ من البيت الى العمل،والعودة للبيت لتناول طعامه والذهاب الى الحمام في دورة يومية لا فكاك منها.اغلبية معروفة في مصر المحروسة بـاعضاء ـ حزب الكنبة ـ .

جحافل من الاوادم المسترخية التي لا اثر لها،عديمة الجدوى لا تتقن الا فن النق على غيرها،قضم الاظافر عند قلقها، وقضاء عمرها مصلوبة امام التلفاز كالخُشب المسندة. شغلها الشاغل التنقل من محطة الى اخرى للتسلية. ردود افعالها باردة حتى لو نُكِلَّ بها، تجدها تُسلّم رقابها لغيرها من دون اعتراض حتى انها لا تُرفرف باجنحتها الا ساعة ذبحها. ـ تُفرفط ـ قليلاً كرد فعل عصبي. بعدها ترفع ارجلها ليجري تعليقها ثم سلخها وتقطيع اوصالها. شعوبنا بلغت من المعاناة حدوداً لا تُطاق من اللا ابالية حتى ان بعضها تحسد صيصان المزارع.اذ ان غالبية العواصم العربية العريقة تعاني من شح ماءٍ خانق،انقطاع دائم للتيار الكهربائي.فهاجرت ملايينها للبحث عن " الماء والعلف "،و الهرب برؤوسها من سكاكين الطغاة.تركت بيوتها الآمنة وركبت قوارب الموت المعطوبة للبحث عن " مرقد عنزة " في بلاد بعيدة،بينما حرائرها المحظوظات قمن بتأجير ارحامهن حواضن اطفال للثرياث العاقرات،اما الباقيات ـ لا حول ولا قوة الا بالله ـ لم يسلمن من الانهيار العام،فزلت اقدامهن في وحل الحرام.

حقيقة مسلمة لا يداخلها ذرة شك ـ ارجوكم لا يقلبنَّ احدُ شفته،هذه حقيقة اوح من عين الشمس فر رابعة النهار ـ. فمقايضة الجسد الغض المقدس بربطة خبز او طبق بيض اصبحت بضاعة رائجة وعملة متداولة في بعض الدول العربية.اجساد نسائية لا تُعدُ تنتهك في شقق مفروشة،وملاهٍ ليلية ،وبعضهن يفرشن اجسادهن على الارصفة للبيع، كإية سلعة رخيصة حتى صارت ارذل المهن ملاذاً لإلوف الصبايا الفقيرات،اللواتي يزداد اقبالهن يوماً بعد يوم على الوقوف في طوابير مُحرمة. الاحصاءات الرسمية تعلن بالارقام ان الشقق المفروشة التي تحتضن هذه المهنة القذرة بلغت عام 2003 في عاصمة عربية مجاورة ( 55 ) الف شقة،لكنها اليوم تضاعفت بعد الحرب الاهلية عدة مرات.

وفي عاصمة عربية افريقية صغيرة،باشرت وزارة الداخلية هناك بصرف بطاقات لـ " عاملات الجنس" تخولهّن العمل بطريقة قانونية لوضعهن تحت الرقابة الادارية والصحية.اما في عاصمة عريقة كانت منارة للحضارة ايام كانت اوروبا تغطس بالقذارة، فالقصة اطول من طويلة،فقد راينا من الادب عدم الخوض في قلة الادب. نسأل بكل مرارة،اليست العودة الى هذه مهنة الرذيلة في الالفية الثالثة اعادة استرقاق للمرأة العربية في ابشع صورها،فيما الاعلام العربي يحتفل باليوم العالمي للمرأة...استحوا. ماذا نحكي اكثر من ذلك في وطن عربي منكفيء على ذاته تحت وطأة جرائم نخب الداخل، وهزائم متلاحقة من قوى الخارج ؟!.

الدفاع عن الوطن والذات في آن واحدة،يفرض باديء ذي بدء الاطاحة بهيبة وسمعة النخب العفنة التي لا تصلح لقيادة ضاغطة زبالة،و اسقاط الالقاب الموروثة منذ العهد العثماني،والمصروفة بالمجان لاشخاص لا يستحقونها حصلوا عليها بالتراتبية الزمنية. نتسآءل من انعم على "المسؤول الكبير" هذا اللقب الخطير ؟!.

فالكبير لا يكون كبيراً الا بالعمل او ان يتصاغر من يكون امامه.فهل هو كبير حقاً ؟!.

ونسأل :ـ ماذا فعل هذا حتى صار كبيراً غير التدرج الوظيفي الذي نقله الى اعلى المراتب على كرسي عجلاته منحوتة من واسطة ومحسوبية ؟!.لقد انقضى ذلك الزمن الذي كان يُجنّد فيه المسؤولون الكبار بعض الاقلام و الالسنة لنفخهم حتى ظن بعض السذج انهم من فئة الخوارق،لنكتشف انهم "مخترقون و مخردقون على الآخر" . هل الكبير من اهل الله وخاصته. من اصحاب الخطوة والحظوة والدعوة المستجابة،فببركة دعائه استمطر السماءـ ففاضت انهارنا،وامتلأت بالزيت جرارنا و بالعسل دِنانُنا ؟!. هل قام بتحلية مياه البحر الاحمر لقلب البلد من صحراء قاحلة الى جنات يانعة،وجر الفائض منها لمدن تموت العطش ؟! هل جذب ملايين السياح و المستثمرين لتحريكّ عجلة الاقتصاد ؟!.هل خلق مشاريعاً تنموية لزيادة الدخل الوطني وسداد المديونية ؟!.

هل بزَّ تجربة مهاتير محمد ورجب اردوغان حتى صار كبيراً،لنطلق عليه على طريقة الافلام المصرية " يا كبيييير" ؟!. هل قام بمبادرة ابداعية تبنى فيها الشباب المبدعين في ميادين الرسم،النحت،الموسيقى.... ؟! .

بالقطع ان الاجابة على كل ما سلف بـ " لا " كبيرة" .نعم هذه الامة كانت " خير امة بين الامم" يوم كانت نُخبها كبيرة على قدر المسؤولية،وكانت دولها مُحصنة بالعدل،وكبارها ذوي نفوس عفيفة تترفع عن الدناءة !!.اما اليوم فان نخبنا النرجسية،حولت الامة الى خرابة بافعالها المشينة،و جعلت صيصان المزارع اكثر رفاهية من العربي الضائع في جهات الدنيا الاربع . حان الوقت لصرخة تهز اركان المعبد،لإسقاط قانون النخبة القائل :ـ انه لا يوجد قانون،طالما اننا فوق القانون،وبمقدورنا تطويعه كما نريد،وتأويله لتحقيق ما نريد. يا اللـــــــــــــــــــــه :ـ الى متى تبقى النخب ثعابين بإجراس مٌصلصلة تُخيفنا حتى لا نجرؤ على لمسها او الاقتراب منها. ـ واللهِ ـ وكسر الهاءِ... لن ننتصر على خوفنا الا بهرس رؤوسها لا قطع اذنابها. في مصر كشف قرار اتهام قبل عدة اشهر بحق وزير الزراعة السابق صلاح هلال وثلاثة موظفين من الوزارة بتفويض اراض واسعة تعود للدولة مقابل رشىً كبيرة على شكل عقارات و هدايا عينية منها تذاكر سفر و اقامة في الديار المقدسة لاداء فريضة الحج.زمن عجيب تؤدي فيه النخب فرائض الحج والعمرة بالرشوة.

الاعجب ما تفعله النخب العربية المريضة من تصرف باموال واراضي الدولة. " متنفذٌ " عندنا كما تقول الرواية الرسمية،طلب من وزارة الزراعة سبع دونمات، لبناء قصر لتوأمته مع قصره الآخر بذات المنطقة، وكأنه لا يدري ان غالبية الشعب الاردني تعيش بالاجرة،وتعاني من ثقل الايجار وظلم المؤجر.ولا يعلم هذا ـ الكبير ـ ان مدرسة ابناء المنطقة ومركزها الصحي مشيدان على مقبرة، فاين العدالة يا حكومة ؟ّ! ولماذا لا يصار الى تشكيل لجان شعبية من ابناء المناطق المحاذية للمناطق الزراعية المملوكة للدولة،تكون بمثابة حزام امان لحمايتها من الاعتداء عليها،وفي حالة وقوعه يجري تطيير البرقيات للديوان الملكي،الرئاسة،الاجهزة المختصة،النقابات المهنية،الفضائيات الوطنية،الصحافة المحلية،المواقع الالكترونية النظيفة، والاعتصام لبناء راي عام فاعل،وقيادة حملة وطنية ترمي بثقلها،لاسناد وزارة الزراعة، كي لا يفكر مسؤول كبير او صغير بالاعتداء على ذرة تراب واحدة.

الموقف المشرف الذي وقفته وزارة الزراعة لمنع سلب اراضي الدولة يستدعي من الجميع مساندتها،والشد على ايدي فرسانها،ليس للتصدي لاعتداءات جديدة فقط بل لاسترداد الآف الدونمات المنهوبة من دون وجه حق، و التي " اغتصبت عنوة " ذات غفلة، تحت ذرائع كاذبة.تحية احترام كبيرة بحجم الوطن الى وزير الزراعة من الامين العام حتى اصغر مراسليها. التقدير لكم يا حماة التربة الوطنية،فقد زين الشعب الاردني صدوركم باوسمة الشجاعة والمحبة التي تليق بكم ،لانكم طاقة متوهجة تحررت من وهم الخوف من " سطوة المسؤول الكبير الكاذبة"،آملين ان تحذو البقية الخائفة حذوكم، فلا معنى للحياة اذا لم يسجل الانسان فيه موقفاً يجسد معناه ويرفع رأسه. شكراً لكم فقد رفعتم رؤوسنا.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.