• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

معركة الكرامة تاريخ عابق بالبطولات والتضحيات الخالدة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2016-03-21
1320
معركة الكرامة تاريخ عابق بالبطولات والتضحيات الخالدة

 تعد معركة الكرامة واحدة من المعارك الخالدة التي كانت بحق بوابة للانتصارات والتي سطر فيها نشامى القوات المسلحة­ الجيش العربي اروع البطولات والتضحيات دفاعا عن ثرى الاردن الطهور ولقنوا فيها الجيش الاسرائيلي دروسا لا تنسى وكسروا جبروتهم ومرغوا أنوفهم بالتراب عندما راودتهم مخططاتهم وأطماعهم النيل من الاردن. لقد كان يوم 21 آذار من عام 1968 علامة فارقة في تاريخ البطولة والفداء حيث كسر نشامى قواتنا المسلحة بصمودهم مقولة الجيش الذي لا يقهر والحقوا بالعدو افدح الخسائر وأرجعوا للامة الكرامة والامل بعد نكسة حزيران واستطاع الجندي الاردني بذلك اليوم وبقيادته الهاشمية المظفرة انتزاع النصر من العدو الاسرائيلي وجعله يعترف بالهزيمة والخسارة ويجر خلفه أذيال الخيبة والفشل٬ حيث تحطمت اطماع العدو الغادر وأهدافه الدنيئة التي رسمها من وراء المعركة على صخرة الصمود الصلدة بتلاحم الشعب والجند والقائد والتي كانت ركيزة اساسية من ركائز النصر الذي تحقق ومنارة يهتدى بها.

فكانت معركة الكرامة معركة الوجود والموت في سبيل الله الذي يهب الحياة للآخرين متمثلين قول الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين قال لخالد بن الوليد رضي الله عنه «احرص على الموت توهب لك الحياة» وهي إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.
فكان النصر وكانت الشهادة٬ فنال الجميع الشرف العظيم دفاعا عن ثرى الأردن وشرف الأمة.
وكما قال جلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة الملك عبد الله الثاني في الخطاب الشامل الذي وجهه للأسرة الأردنية الواحدة «أن قوتنا ودورنا المحوري في المنطقة والعالم ليس صدفة٬ بل هو من صنع الأيدي الأردنية المثابرة المبدعة التي وضعت الأردن على خريطة التميّز والإنجاز ورفعت راية الأردن عالياً بمختلف الميادين.
واكد متحدثون شاركوا بمعركة الكرامة الخالدة من القوات المسلحة الاردنية­الجيش العربي انها مثلت مواجهة بين الروح المعنوية والقوة العسكرية التي انتصرت فيها الارادة الاردنية جيشا وقيادة وشعبا ومقاومة على ترسانة الاسلحة والعتاد والامكانات الموجودة بين ايدي الاسرائيليين.
ووصفوا في احاديث لـ(بترا) الظروف التي سبقت المعركة بانها اسقطت الغرور والغطرسة عند الاسرائيليين بان المعركة عبارة عن نزهة قصيرة الاجل تحقق اهدافها المعلنة وغير المعلنة لكنهم تناسوا او لم يفطنوا ان طبيعة الاردنيين وروح الجندية المتصلة فيهم جيشا وشعبا لا تعرف اليأس وتستنهض الهمم من الهزائم فاصطدموا بحاجز  اردني على اطول خطوط المواجهة اجبرهم على طلب الهدنة والانسحاب موشحين بالهزيمة.
وشددوا على ان الروح المعنوية للجندية الاردنية كانت في ذروتها واستمدت من شجاعة قيادتها الهاشمية ودماء شهدائها في حرب حزيران العزيمة والاصرار على دحر الغزاة المعتدين وردهم خائبين وهو ما اثبتته وقائع المعركة وعكسته نتائجها وذهب رهان اسرائيل على وهن الروح المعنوية بعد هزيمة العرب في حزيران ادراج الرياح منذ لحظة ساعة الصفر للمعركة في الساعة الخامسة وعشرين دقيقة صباح يوم 21 اذار.
ويؤكد العميد الركن المتقاعد حافظ علي الخصاونة ان نتائج المعركة وصمود الجيش العربي ودحره العدوان والحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي في ظل الظروف التي مرت بها الجيوش العربية وقهر اسطورة الجيش الذي لا يقهر اسقطت حسابات اسرائيل في تدمير الروح النفسية والمعنوية للجيش العربي للضغط باتجاه قبول سياستها وفق منطق القوة٬ فكانت المعركة محطة اعادت للامة العربية كرامتها بعد حرب حزيران.
واشار الخصاونة الى ان اسرائيل مهدت لمعركة الكرامة بهجمات واسعة على طول الجبهة الاردنية بقصف جوي ومدفعي طوال اسابيع عدة لاضعاف الروح المعنوية والنفسية للجندي الاردني وعدم اتاحة الفرصة للقوات المسلحة لاعادة تنظيم صفوفها واعادة تسليحها وتعويض خسائرها من حرب حزيران وركزت منذ بدء مجريات المعركة على تكثيف القصف الجوي والمدفعي في مناطق احداثيات المعركة للضغط على القوات الاردنية نفسيا ومعنويا وشل حركتها في التصدي للهجوم البري المرتقب. ويصف الخصاونة ان ما جرى على ارض المعركة يعد في قواميس ونواميس العسكرية اعجازا قبل ان يكون انجازا فكان للروح المعنوية التي بثها القائد الاعلى للقوات المسلحة­الجيش العربي جلالة المفغور له باذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه والدعم المعنوي من الشعب فعل السحر في نفوس المقاتل الاردني الذي اقبل على الموت والشهادة بكل شجاعة وبسالة تفوقت على قوة السلاح المعادي٬ فرأت اسرائيل ما لم تره من قبل مما دفعها الى طلب وقف اطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف من صبيحة يوم المعركة.
ويضيف «لكن جلالة القائد الاعلى رحمه الله لم يرضخ لكل الضغوط الدولية التي مورست لقبول وقف اطلاق النار مع بقاء جندي اسرائيلي واحد شرق النهر وكان له ما أراد وهو ما يعبر عن الارادة الحرة والصادقة للاردن قيادة وجيشا وشعبا في استقلال قرارهم المنبثق من كرامتهم وعزتهم». وقال الخصاونة ان اسرائيل ورغم تبريرها الهجوم بانه استهدف استئصال المقاومة على الجبهة الاردنية الا انها كانت تهدف الى احتلال مرتفعات البلقاء وتشكيل «جولان ثانية» تكون منطقة عازلة وواقية لها وضاغطة على الاردن للقبول بشروطها التفاوضية كما فعلت في سيناء وجنوب لبنان وفرض سياسة الامر الواقع في رسم خارطة المنطقة الا انها لم تصل الى اهدافها امام بسالة الجندي الاردني الذي لقنها درسا قاسيا ورسالة قوية من ان العرين الاردني يكون نارا وويلا على كل من يقترب منه او يحاول تدنيسه.
ويصف اللواء المتقاعد صبحي الروسان اجواء المعركة بانها تجسيد حي لما يتميز به الاردنيون على الدوام من تحويل الصعاب والتحديات الى طاقات لا تعرف اليأس والكلل منطلقين من ايمانهم بربهم وبذل دمائهم في سبيل الدفاع عن الوطن والامة فكانوا كالاسود احيانا والصقور احيانا اخرى في حرب غير متكافئة عسكريا مقبلين لا  مدبرين وهو ما ثبتهم وانزل السكينة بقلوبهم من ان نصر الله قريب وكان الجند يتسابقون على تنفيذ الاوامر والواجبات القتالية وهو ما ارهب اعداءهم فكانت لهم الغلبة. ويشير الى حالة التوحد التي سادت بين جميع القطاعات المشاركة في المعركة من قيادات وضباط وضباط صف وافراد ومن خلفهم شعب عايش روح الجندية والفداء ولم يبخل بكل ما يملك من أجل الدفاع عن الوطن والامة ووضع حد لغطرسة اسرائيل والهزائم العربية المتلاحقة٬ مؤكدا ان الكرامة شكلت مفاهيم جديدة في معادلة الصراع العربي الاسرائيلي وفي تعاطي القوى الدولية المنحازة لاسرائيل في اعادة التفكير بطروحاتها السياسية في المنطقة.
واكد الروسان ان نتائج المعركة الهبت المشاعر الوطنية والروح المعنوية عند السكان المدنيين٬ خلافا لما راهنت عليه اسرائيل وخططت له بتدميرها وزعزعتها ودفعهم على النزوح من اراضيهم وتشكيل عبء جديد على الدولة الاردنية يرغمها على تقديم تنازلات سياسية على الارض وحرمان المقاومة من ايجاد قواعد لها داخل التجمعات السكانية القريبة من حدودها مع الاردن.
وأضاف «غير ان الرد العنيف والمزلزل الذي واجهته من نشامى الجيش العربي جعلها تيأس من تحقيق الانتصار وبث الرعب في اوصال العرب من ان اسرائيل قادرة باي وقت على تحقيق اهدافها العسكرية».
واعتبر العميد الركن المتقاعد بركات الجبر الذي كان قائدا لاحدى الوحدات القتالية في المعركة ان التعبئة المعنوية التي بثها القائد الاعلى ودعم الشعب حولت محدودية الامكانات الى استئساد عز نظيره في ارض المعركة فكان الجندي الاردني يواجه الدبابة الاسرائيلية باسلحة متوسطة دون خوف او هلع وهو ما ساهم بانتصار الروح المعنوية على قوة العدة والعتاد وكثافة نيران العدو الجوية والارضية. وروى شهادته على بعض الاحداث خلال سير المعركة من قبل ابطال الجيش العربي لاسيما في المواجهات المباشرة وتحدي الموت ومقابلة جنازير الدبابات الاسرائيلية واصابتها وهو ما دب الخوف والرعب في نفوس وصدور الاسرائيليين الذين انهزموا معنويا وانكسرت ارادتهم امام بطولات وتضحيات نشامى القوات المسلحة. واستذكر اللواء المتقاعد الدكتور محمد قاسم صالح مدير التوجيه المعنوي الاسبق حقائق من المعركة ونتائجها٬ مؤكدا ان اسرائيل فشلت في ايجاد موطىء قدم لها شرق النهر وضمان الامن والهدوء على طول خط وقف اطلاق النار مع الاردن٬ حيث كان الاردن الوحيد الذي يرد على اي خرق اسرائيلي باطلاق النار شرق النهر بالمثل٬ مشيرا الى انه في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي لم تطلب اسرائيل وقف اطلاق النار الا بعد ساعات من بدء معركة الكرامة الخالدة وهو ما يؤكد بشكل قاطع اعترافها بالهزيمة ورغبتها بالخروج باقل الخسائر.
وعرض لنتائج المعركة التي اسفرت عن مقتل 250 جنديا وضابطا اسرائيليا و450 جريحا وتدمير 88 آلية اسرائيلية بالكامل منها 27 دبابة و18 ناقلة جند واسقاط طائرة مقاتلة مقابل 86 شهيدا اردنيا و108 جرحى وتدمير 52 آلية ما بين دبابة وآلية. وجسد اللواء الركن المتقاعد ذيب سليمان الروح المعنوية التي سادت قبل واثناء المعركة واهداف العدو الاسرائيلي منها ونتائجها بقصيدة شعرية بعنوان «الكرامة» قال فيها: كرامة بلدة تعرضت لعدوان وكرامة اسم للشرف عنوان هل كان الهدف ارض الكرامة والا هدفهم كرامة الانسان ظن الطغاة ما حد قاهرهم بعد مصيبتنا في حزيران تجمعوا غرب النهر عالمكشوف واعلنوا ان الهدف عمان قطعوا النهر بالدرع والجنزير وغطوا عدوانهم بالطيران ولما علا غبار ساح الوغى وتغطت ارض المعركة بالدخان تصدى لهم بالنار حراس الوطن رجال تعلموا ما يعرفوا الخذلان صبوا الحمم من مدفع وجنزير واشعلوا الارض تحتهم بالنيران بعد التعالي طلب وقف النار يرفض الحسين الطلب بالمجان ويشرط عليهم سحب فلولهم ويجبرهم على الاعتراف بالخسران نذكر بالفخر جندينا الشهيد وعلى روحهم نسأل رحمة الديان رحمتك يا رب على روح الحسين وطول عمر وريثه في بسمانكما عبر مواطنون في محافظة اربد عن اعتزازهم ببطولات الجيش العربي في معركة الكرامة والتي اعادت الكرامة للشعوب العربية وانهت صورة ومقولة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر وخاصة بعد حرب حزيران واحتلال اراض عربية من الاردن وسوريا ومصر.
وقال الثمانيني يوسف الهربيد الزعبي ان معركة الكرامة كسرت حواجز نفسية كبيرة ظهرت بعد حرب حزيران الاسرائيلية ضد العرب واحتلال اجزاء من اراضيهم وتشريد الالاف من اوطانهم ليعيشوا بلا مأوى ويتشتتون في مختلف ارجاء العالم.ويستذكر الزعبي انه وبعد حرب حزيران زادت اللحمة بين جهود الجيش الاردني العربي وقوات الكفاح المسلح التابعة للمنظمات الفلسطينية الموجودة على الحدود الاردنية لتستعد بارادتها وصمودها وتحسين ظروف تسليحها٬ فتقف في خندق واحد وقتال العدو بقلوب مؤمنة بالنصر وحق العرب في استعادة اراضيهم والذود عن حمى وكرامة شعوبهم. وزاد ان العدو الإسرائيلي تفاجأ بتلاحم جنودنا وقوة ارادته حيث تقهقروا ولاذوا بالفرار لينجوا بارواحهم٬ مخلفين معداتهم واسلحتهم وذخائرهم٬ مؤكدا ان تلك الايام لا تزال حية تنبض بذاكرتنا نحن الاجيال المعاصرة لمعركة الكرامة٬ لافتا إلى ان المعركة اعادت للشعوب بعض الكرامة المفقودة بخسارة اراض عربية وتشريد اهلها. وتستذكر الستينية فاطمة علي»ام فادي» ايام معركة الكرامة فتقول» كنا نتابع اخبار الجيش الاردني وصموده في وجه العدو وكانت طائرات العدو تغير علينا يوميا وتتوقف الدروس ونشعر بضيق..الى ان وقعت معركة الكرامة والتي تصدى فيها جنودنا البواسل للعدو ووقفوا يدا واحدة يذودون عن حمى الوطن٬ حيث نستذكر ذاك اليوم بفخر واعتزاز رافعين رؤوسنا فخرا بجنود جيشنا العربي وتلاحمه مع الاهل في الدفاع عن الوطن الغالي.وتضيف «لقد سطرنا في آذار عام 1968 بدمائنا بطولات لا تمحى من الذاكرة وستبقى الاجيال تتداولها وتتغنى بها لحين تحقيق النصر الكامل على اعدائنا واستعادة اراضينا المحتلة وعودة الاهل لاراضيهم التي هجروا منها».
ويؤكد الدكتور زياد عبد الجواد اهمية معركة الكرامة بتاريخ الاردن والوطن العربي٬ قائلا ان هذه المعركة اسست لنظرية جديدة وهي ان العرب قادرون على هزيمة العدو مهما تميز بعتاده وتفوقه لان الشعوب المقهورة والمظلومة هي على حق وتحارب من اجل حقوقها المهضومة واراضيها السليبة ولا بد لليل ان ينجلي ويبزغ فجر الحرية والاستقلال ذات يوم.ويواصل الدكتور عبد الجواد «لقد عزز انتصار جيشنا في معركة الكرامة الامل في نفوسنا وجعلنا نستيقظ من وهم زرعه العدو بغطرسته وادعائه الزائف بقدراته وقوة سلاحه وعجز الامة العربية امامه».
وقالت الستينية المربية مريم الذيابات ان معركة الكرامة اعطتنا جرعات من الثقة بجيشنا وتابعنا انتصارات جنودنا على الجبهة مع العدو ورأينا بام اعيننا في الايام التالية للمعركة صور آليات العدو المحروقة والمدمرة والتي تركها الجنود الاسرائيليون وهربوا اذلاء من ميدان المعركة٬ حيث كنا نقص تلك الصور ونلصقها على جدران الصفوف في المدرسة ونبين للطالبات قيم البطولة وقوة الارادة في التصميم على النصر عند الشعوب.
واستذكر محاربون قدامى ومتقاعدون عسكريون من محافظة الطفيلة الأمجاد الخالدة والانتصارات التي تحققت في معركة الكرامة وتحطمت فيها أسطورة وغرور الجيش الإسرائيلي المتغطرس ليكون يوم الكرامة يوما أغر في تاريخ الأمة العربية جمعاء.
وعبروا عن اعتزازهم بقدرة وتحمل الجندي الأردني في تلك المعركة وانتزاعه النصر بقوة في أحلك الظروف وفي معركة فاصلة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي٬ حيث تكبد فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات٬ إذ أنها المعركة الأولى التي يترك فيها هذا الجيش قتلاه ومعداته المدمرة في أرض المعركة.
وحول ذلك٬ يؤكد العميد المتقاعد أمين المحيسن الذي عمل ضابط استخبارات كتيبة الدبابات الثالثة الملكية آنذاك بأن الجميع أفرادا وضباطا كانوا قد اقسموا على الشهادة والنصر في يوم اللقاء قائلا: كم كان بداخلهم تأثر نفسي­جراء نكسة 1967­ وكانت الروح المعنوية عالية جدا لدى الجميع في قواتنا المسلحة إذ كان التفكير الوحيد هو النصر وليس غير ذلك ابدا».ويضيف ان الاستخبارات كانت تتابع وعن كثب ومنذ مطلع اذار تحركات العدو وحشود قواته العسكرية في الليل والنهار, وحتى العشرين منه٬ وعلى امتداد تلك الفترة قامت قواتنا بالكثير من التجهيزات والاستعدادت الحربية حتى ليلة المعركة بعدما تم تحديد ساعة الصفر وهو صباح اليوم التالي.ويشير الى حماس جنودنا الابطال اثناء المعركة, إذ كانوا يقبلون على القتال كما يقبلون على الحياة.. ويذكر انه وقائد الكتيبة مروا ليلة المعركة على قائد فصيل المشاة الموجود على النهر واخبراه ان المعركة ستكون صباحا, فاقسم وجنوده ان العدو لن يمر من هنا الا على اجسادهم وفعلا صباح المعركة استشهد منهم ثلاثة هم: قائد الفصيل المرشح سالم محمد الخصاونة والرقيب حميد صدف بني صخر والعريف محمد عبد الله الرقاد. ويستطرد المحيسن قائلا في الصباح قطعت قوات العدو جسر الملك حسين باعداد كبيرة ونيران كثيفة على قواتنا الامامية (قوات الحجاب) ووصلت الى أطراف الشونة الجنوبية برتل من الدبابات واجتازوا بدباتهم قرية الشونة الجنوبية وتم اطلاق النيران من كل اتجاه على ارتال العدو من قبل المغاوير الاشاوس٬ ما اربك مخططهم وتراجع العدو الى منطقة مصنع الخيم غرب الشونة بحوال ي ثلاثة كيلو مترات ثم عاود تنظيمه للهجوم في محاولات ثلاث كان جيشنا يرده خائبا.وتابع أن قوات العدو وفي الساعة العاشرة والنصف صباحا اصابها اليأس واستقرت في مكان تراجعها, بعدما تم تدمير كتيبة دبابات بأكملها كان يقودها أهارون بيلد والمكونة من 46 دبابة٬ جميعها اعطبت باستثناء دبابتين٬ بنيران قطعات من لواء حطين كان يقود محور سويمة ناعور ­ عمان بقيادة العقيد بهجت المحيسن.ويضيف انه وفي الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا طلب العدو وقف اطلاق النار الا ان المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه والذي كان موجودا حينها في قيادة الفرقة الاولى, اتصل بالقادة في ارض المعركة الذين اكدوا انهم منتصرون بعون الله, فكانت ابتسامة الحسين رحمه الله عندما سمع ذلك مليئة بالفخر والاعتزاز بالقوات الاردنية العربية الاصيلة والتي سطرت في ذلك اليوم الاغر نصرا مؤزرا طردت به المعتدين الذين انسحبوا في حدود الساعة التاسعة والنصف مساء. وقال «على التاريخ ان يسجل انه في الساعة في العاشرة والنصف عندما اصيب العدو باليأس من النجاح طلب وقف اطلاق النار وبرر هجومه انه كان يهدف الى مقاتلة الفدائيين في داخل قرية الكرامة في حين انه كان في ليلة 6/11 العشرين من اذار يعلن ان مؤتمره الصحفي الاول سيكون في مرتفعات السلط والمؤتمر الثاني في صويلح على اساس انه سينتصر ويدخل الاردن فكانت خيبته كبيرة.. فتسمية معركة الكرامة جاءت لانها اعادة للامة العربية كرامتها.
وتابع انه تم اسقاط مجموعة من طائرات العدو في تلك المعركة الى جانب الخسائر في جنودهم وآلياتهم.
ويصيف الجندي المقاتل المتقاعد سلامة القطاطشة (80 عاما ) ان معركة الكرامة تعتبر صفحة ناصعة في تاريخ الجيش العربي المصطفوي فعندما قاتلنا في بداية الستينات على ثرى فلسطين الطهور كما في معارك السموع والمرسم وغيرها سطرنا اروع الانتصارات على اسوار القدس واللطرون٬ حتى جاءتنا الأوامر ونحن في كتيبة المدفعية السادسة وكنت في مجموعة القناصة بان نشترك في هذه المعركة الخالدة في منطقة الغور.
وأضاف لقد تمنيت في تلك المعركة ان اقضي شهيدا مع الشهداء الذين رووا بدمائهم الثرى الاردني الطهور دفاعا عن هذا الوطن المعطاء٬ شاهدت بعيني شجاعة جنودنا البواسل بين الدبابات الإسرائيلية يقفون ومعهم «الركت» أي القواذف التقليدية ليدمروا الدبابات الاسرائيلية عن مسافات قريبة وكيف كانت أجسادهم الطهورة هي الدرع الواقي في هذه المعركة حتى تحقق النصر.واستذكر القطاطشة كيف استطاع افراد كتيبته رغم نقص الإمكانات من الولوج للخطوط الامامية وقتل العشرات من جنود العدو٬ حيث لم يصرح بذلك عن اعدادهم العدو مع بدء ساعة الصفر٬ مشيرا الى ان قدرة الله في هذه المعركة قلبت جميع الموازين والمخططات للجيش الاسرائيلي الذي كان يتوقع النصر فكانت هذه معجزة جيشينا العربي فيما وصف كبار ضباط اليهود بان هذه «معركة الهزيمة النكراء « ونحن سجلناها في اسفار وامجاد البطولة المعركة الخالدة والنصر العظيم.ويصف السبعيني المتقاعد محمد القوابعة من كتيبة الدبابات الثالثة..
هذه المعركة بالنصر المجلجل الذي هز اركان الجيش الاسرائيلي وجعلهم يتركون دباباتهم واسلحتهم وجنودهم مكبلين بالجنازير داخلها حتى لا يهربون من المعركة.ويضيف «لقد كان قائد كتيبتنا اللواء المتقاعد علاوي جراد وكنا في تلك المعركة على ثقة تامة بان النصر سيكون حليفنا فقاتلنا حتى بلغ الامر الى السلاح الابيض ووجدنا في ذلك الجيش الاسرائيلي كل الجبن والخوف ومن جنودنا البواسل٬ فعلى محور الكرامة وجسر الملك حسين والمثلث المصري كانت الجبهات تدور ليسجل الجيش العربي في تاريخ الامة العربية أروع ملحمة بطولية تاريخية وسجل أول نصر تاريخي على الجيش الإسرائيلي المتغطرس٬ إذ نقشت معركة الكرامة الخالدة بطولة جنود الجيش العربي على صفحات التاريخ.
ويستطرد القوابعة في حديثه حول مجريات المعركة التي شهدها ورفاقه في السلاح من أبناء الطفيلة امثال نايف سلامة السوالقة واحمد إبراهيم الخوالدة ومحمد زيدان وسلامة القطاطشة وغيرهم بان هذه المعركة جاءت في وقت والامة العربية بأمس الحاجة الى وقفة شرفاء الامة المدافعين عن ثرى الاردن الطهور بعد نكسات عدة وكانت بحاجة من يعيد لها كرامتها فكان نصر الكرامة٬ فيما هذه المعركة كانت ولا تزال جزءا من تاريخينا العسكري الذي نفخر ونعتز به في ظل وجود الهاشميين وعلى رأسهم قائد المسيرة المظفرة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي نتعلم منه كيفية الدفاع عن دين وتاريخ ومجد امتنا الاسلامية في كل المحافل الدولية.ويشير المتقاعد العسكري الوكيل سالم عودة ان في معركة الكرامة عبرا ودروسا وتضحيات جسدها ابطال هبوا للدفاع عن ثرى طهور وراية خفاقة٬ مشيرا الى ان في الكرامة دارت معارك مع العدو الاسرائيلي الذي انكسرت شوكته واعاد حساباته بان الاردن اقوى من كل التحديات ورجاله الاشاوس لا يهابون المنية ويعشقون الموت في سبيل الله والدفاع عن الوطن.  وقال المتقاعد العسكري من القوات الخاصة وكيل مظلي/قوة خاصة عبد السلام الجرابعة ان المعركة اعادة للامة العربية هيبتها وجعلت المعنويات العالية في قواتنا المسلحة الديدن الذي نستنير به٬ مشيرا الى ان جيشينا العربي كان ولا يزال الاقوى بين الجيوش العربية بفضل دعم قائده الاعلى جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه.وقال العميد المتقاعد المرشح انذاك وقائد فصيل في معركة الكرامة خليل بني يونس لقد لمس العدو الاسرائيلي في المعركة قوة الروح القتالية عند جنودنا البواسل من خلال ثباتهم في مواقعهم رغم الهجوم الارضي والجوي ورغم عدد العدو واسلحته وآلياته غير انه لم يتحرك احد من جنودنا النشامى قيد انملة الى الخلف وانظارنا جميعا كانت الى الامام. واضاف ان الاعداء لمسوا كذلك قوة الروح القتالية من خلال الروح المعنوية لدى جنودنا وعدم امتثالهم لطلب العدو الغادر بوقف اطلاق النار وعدم الخوف من قوة نيرانه٬ مبينا انه قاد فصيله في الساعة الثامنة مساء الى جسر الملك حسين دون خشية من الالغام التي اجتازها الجنود البواسل بخبرتهم وشجاعتهم بسلام الى ان وصل الجنود الى الجسر واعادوا بناء وتجهيز موقع المراقبة عليه بزمن قياسي٬ وهو ما كان ليتم لولا الروح القتالية العالية وتدمير آليات العدو في المواقع الدفاعية ومقتل جنودها بداخلها.واكد العريف موسى فلاح بني عامر الذي اصيب في معركة الكرامة ان المعركة كانت مختلفة عن المعارك السابقة من حيث الروح القتالية التي تولدت في نفوس ابطال الجيش العربي وخاصة حين سمعنا مقولة لاحد المسؤولين الاعداء عن نوايا الشر والاحتلال والتقدم باتجاه العاصمة عمان التي نرفع بها رؤوسنا بها عاليا ونفتديها بالمهج والارواح.واضاف ان الروح القتالية العالية غير المسبوقة عند زملائه اثناء المواجهة مع العدو الاسرائيلي الغاشم دفعتهم للمزيد من التضحية ولم يضعوا امامهم سوى النصر او الشهادة دفاعا عن تراب الوطن الغالي وخضنا المعركة لا نهاب الموت ولا قوة السلاح وقد عمل الطيران الاسرائيلي عكس المطلوب حين تفاجأ بالقوات المسلحة الاردنية فاختلط عليه الامر ولم يستطع الفصل بين القوات نتيجة الدخان المتصاعد من ارض المعركة في منطقة جسر الملك حسين وجرى الاشتباك بعد تدمير دبابات العدو بالسلاح الابيض دون ان نهاب الموت بينما والفضل كان الخوف باديا على جنود الاعداء.
وزاد ان مجريات المعركة اثبتت ان الاردنيين اقوى من الشدائد والمحن٬ وقال تشرفت اثناء تلقي العلاج في المستشفى بزيارة جلالة القائد الاعلى الملك الحسين طيب الله ثراه والرئيس السوري انذاك وعدد من القادة العرب وكان الجندي الذي يصاب في ارض المعركة لا يشعر بالم لقوة الروح القتالية لديه والامل بالشفاء العاجل ليعاود القتال مع زملائه. واكد الجندي رضوان بني ملحم الذي لم يمض على خدمته في القوات المسلحة في معركة الكرامة سوى اربع سنوات استبسال الجندي الاردني في الدفاع عن وطنه وقال ان المهمة التي انيطت بكتيبته في منطقة قهوة حنا جنوب الشونة الجنوبية تمثلت بمنع مرور الدبابات الاسرائيلية وكانت مساهمته في تدمير دبابة حاولت الدخول وقتل جنودها واصابة عدد اخر منهم بينما دمرت المدفعية بقية الدبابات٬ حيث كنت مع رفاق السلاح على مدفع 106 عند مرتفع 271 وهناك قوات معادية تنسحب مرغمة من شراسة الرد وقوة واستبسال قواتنا المسلحة.
وعن الروح القتالية العالية التي تميز بها جنودنا البواسل٬ قال ان ابطال المعركة من القوات المسلحة كان اصرارهم قويا على صد الهجوم ومنعه من تحقيق اهدافه واحتلال اي شبر من اراضي الوطن الغالي ولم يكن لدينا وقتها اي تفكير الا بالنصر او الشهادة فكانت الروح القتالية العالية جدا التي لم يتوقعها العدو سببا برعب الاعداء وكنا على استعداد لصد الدبابات بالقنابل التي كانت بحوزتنا او حتى بالسلاح الخفيف ان تعذر علينا استخدام اسلحة اكثر قوة وملاءمة وكان الجريح منا لا يشعر بجرحه الا بعد فترة لقوة اصراره على تادية واجبه تجاه وطنه حتى اخر لحظة من حياته.وعن الروح المعنوية للمواطنين٬ قال انها كانت هي الاخرى عالية جدا..
بحسب البرلماني السابق الدكتور يوسف الشريدة الذي اكد استعداد الشباب انذاك للتضحية بدمائهم وارواحهم من اجل الانتصار والدفاع عن تراب وطننا الغاليز وقال كانت لدينا رغبة بالانتقام من الاعداء في معركة الكرامة كي نلقنهم درسا قاسيا ونعيد الكرامة والثقة للامة بجيشنا.. فكانت معركة الكرامة مختلفة عن بقية المعارك اذ كنا نتتبع الاخبار عن المعركة لحظة بلحظة وكنا في خندق واحد خلف القيادة الهاشمية المظفرة وخلف جيشنا البطل ولم يهدأ لنا بال ولم يغمض لنا جفن او نذوق طعم الراحة لان تفكيرنا كله كان منصبا على مجريات المعركة وكنا على استعداد للالتحاق بالجيش العربي في ارض المعركة لو سمح لنا لمهاجمة الاعداء والنيل منهم ولم ندخل الملاجئ كما دخلناها في حروب سابقة وكنا على استعداد للتسابق للتبرع بالدم لابطالنا الجرحى.واكد ان الاردنيين بتضحياتهم التي قدموها للوطن ومنهم ابناء الكورة الذين نالوا شرف الدفاع عن الوطن وعن الكرامة وعن القدس ونال بعضهم شرف الشهادة دفاعا عن الوطن وعن فلسطين الحبيبة سيبقون على العهد جنودا اوفياء للوطن وقيادته الهاشمية يضحون بالغالي في سبيل الوطن وامنه واستقراره وستبقى هاماتهم مرفوعة باذن الله كما رفعوها غير مرة في الكرامة وفي التضحيات الجسام وفي البناء والامان والانجاز.وقال رئيس بلدية الرابية السابق وليد نوافلة ان الروح المعنوية العالية والاستعداد للقتال من قبل الشباب والشياب وحتى الاطفال والنساء.. جميعهم كانت معنوياتهم في الكورة عالية واذكر انني ومعي مجموعة من شباب سموع اوقفنا مركبة رئيس مركز امن الكورة وطلبنا اليه تأمين التحاقنا بالجنود بالمعركة كي نتشرف بالدفاع عن وطننا وصد اطماع الاعداء..
وزاد بانه واقرانه من الشباب بقوا طوال مجريات المعركة يجولون بلدتهم والقرى المجاورة بحثا عن خبر جديد يريحهم ويتيح لهم الالتحاق بالابطال في المعركة.واكد الوزير الاسبق نادر ظهيرات ان معركة الكرامة كانت معركة وطن وكانت لها خصوصية عن بقية المعارك التي خاضها الجيش العربي مع العدو.. وقال ان المواطنين في الاغوار الشمالية كانوا وسيبقون كغيرهم من ابناء الوطن جنودا اوفياء وكانوا اثناء المعركة على استعداد تام للتضحية بارواحهم فداء للوطن وقيادته الهاشمية.واضاف..انني اذكر ان طلبة المدرسة التي كنت مديرا لها في الشونة الشمالية وكذلك معلميها كانوا في جاهزية تدريبية لمساندة القوات المسلحة اذا ما اقتضى الامر والتصدي للعدو ورد كيده في نحره وتلقينه درسا في التضحية والصمود.وزاد كنت اذكر ايضا ان الاهالي كانوا مدربين من خلال المقاومة الشعبية وكانوا يحملون السلاح (الستن) وكنا ننفذ دوريات ليلية وتحت امرة واشراف احد الضباط العسكريين في المناطق الحدودية..
وفي خضم المعركة التي كنا نترقبها ونتابع مجرياتها لم يكن للخوف وجود فالمعنويات عالية والعزيمة قوية للصمود والدفاع عن الوطن. وقال ظهيرات «لا زلت اذكر ايضا معنويات كل المواطنين نساء ورجالا واطفالا كان الجميع في حالة ترقب ومتابعة لمجريات المعركة وما ان اعلن الانتصار حتى انطلقت هتافات مدوية للاهالي في مسيرات احتفالية تحيي الجيش والملك الراحل جلالة الحسين طيب الله ثراه حتى ان الهتافات اخترقت حاجز الصوت والجغرافيا لتقدم رسائل الى العدو باستبسال الجيش والشعب في الدفاع عن الوطن.وقال مساعد مدير صحة محافظة اربد للواء الاغوار الشمالية الدكتور محمد ابداح ان ابناء الاغوار لم يهابوا طيران العدو اثناء المعركة الذي كان يحلق على ارتفاعات منخفضة جدا ونشاهد من خلالها طياري العدو٬ حيث كانوا منتشرين في الشوارع يترقبون الاحداث والاخبار وهتافاتهم عالية للجيش ولقائده الاعلى ولم يتركوا منازلهم ومزارعهم بل استمروا في العمل بها تعبيرا عن معنوياتهم العالية واستعدادهم للتضحية لما لمعركة الكرامة من اهمية في تاريخ حروبنا مع العدو المتغطرس والمغرور.وقال الدكتور صياح الشمالي ان معنويات ابناء الاغوار كانت كمعنويات الاردنيين مستمدة من بسالة الجيش وصموده في مواقعه الامامية وكان اطفال المنطقة يطوفون الشوارع بهتافات مدوية لرفع المعنويات وارسال رسائل للجيش بان الاهالي معهم وعلى استعداد للتضحية بارواحهم. وقال «رغم صغر اعمارنا في تلك الملحمة لكننا لم نهاب الموت او الطيران وكنا نبحث عن النصر على العدو المغرور».
وقالت الناشطة الاجتماعية في محافظة مادبا فاطمة العدوان ان معركة الكرامة فرضت تحولا كبيرا في الصراع العربي الاسرائيلي وفق كافة المعايير الجيوسياسية والجيوعسكرية٬ وارسلت رسائل مهمة للمعتدين بان الحل العسكري لا يمكن الاعتماد عليه دائما..
وانه لا مناص من الانصياع للسلام والاعتراف بحقوق جميع الاطراف.
وقال المعلم صبحي الفيوم انه خلال 16 ساعة من القتال الشرس وبرغم التفوق البشري والعسكري والجوي استطاعت القوات المسلحة فرض السيطرة على المعركة وبروح معنوية عالية واوقعت بالعدو خسائر مادية وبشرية كبيرة فاقت ما خسرته اسرائيل في عدوانها خلال حرب حزيران من العام ٬1967 اذ زاد عدد قتلى العدو عن 250 قتيلا واكثر من 450جريحا وعشرات الدبابات والمركبات٬ اضافة الى اسقاط سبع طائرات مقاتلة ورفض الراحل العظيم الحسين طيب الله ثراه طلب اسرائيل بوقف اطلاق النار٬ حيث اكد جلالته ان هذا لن يتم الا بعد طرد القوات المعتدية وكان ذلك مساء ذلك اليوم الاغر.وقال رئيس مجلس امناء جامعة الشرق الاوسط الدكتور يعقوب ناصر الدين ان الاردن بقيادته الشجاعة يحرص على تعزيز البناء والتنمية والارتقاء بالاردن الى مصاف الدول المتقدمة في شتى مناحي الجياة٬ وبناء القوات المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية لتكون الدرع القوي للذود عن الحمى.وأكد ضباط متقاعدون من القوات المسلحة الأردنية أن الجيش العربي قدم وما يزال كواكب الشهداء فداء للوطن ودفاعا عن أمته في وجه الأعداء٬ كان آخرهم الرقم 2475 الذي حمله الشهيد الطيار معاذ الكساسبة ليكمل سلسلة التضحية التي يسطرها نشامى قواتنا المسلحة. واعتبر الضباط الذين خاضوا معارك الجيش الأردني في حروب 67 والكرامة والاستنزاف و٬73 أن الأردن قيادة وشعبا وجيشا يضرب أروع الأمثلة في الوحدة والتلاحم والوقوف صفا منيعا في وجه الأعداء وقوى الظلام والتطرف٬ مشيرين الى ان هذا الجيش المصطفوي قدم التضحيات الجسام في المعارك التي خاضها دفاعا عن الأردن وفلسطين وأمته العربية ويسجل التاريخ له قصص البطولة والإقدام.وقال اللواء المتقاعد محمد رسول العمايرة رئيس تجمع البلقاء للمتقاعدين العسكريين الذي خاض معركتي 67 والكرامة٬ ان الأردنيين خاضوا على مر تاريخهم المعارك تلو المعارك على ارض الأردن وفلسطين٬ وقدموا الشهداء والمصابين الذين ينتمون إلى مختلف مناطق الوطن في موقف يجسد الوحدة والتلاحم بين أبنائه٬ وقدموا 660 شهيدا في معركة عام 1967 وفي معركة الكرامة معركة الشرف واسترداد الكرامة وكسر شوكة العدو٬ استشهد 87 جنديا وكانت خسائر العدو اكبر بكثير.
وطالب العمايرة بدراسة ذلك التاريخ المشرف واستلهام الدروس من هذه المحطات التاريخية الفاصلة في تاريخ الوطن والتعرف على التضحيات التي قدمها المحاربون القدماء لتكون نبراسا لهم وقدوة واستنهاض الهمم. وقدم العميد المتقاعد خالد أبو رمان الذي أصيب مرتين في معركة الاستنزاف عام 1969 ومعركة عام 1973 على الجبهة السورية شهادة فخر واعتزاز بأبطال قواتنا المسلحة الذين سقط عدد كبير منهم بين شهيد ومصاب وهم  يرسمون أروع لوحات الشهامة والرجولة٬ لافتا الى العديد من القصص التي حدثت خلال تلك المعارك والتي تدل على قوة واحترافية الجندي الأردني من مختلف الرتب والمواقع التي كان يدافع عنها بكل بسالة واستماتة. وسرد الجندي الأردني عبد العزيز العدوان قصته حين أصيب في معركة عام ٬1967 واحتضنته عائلة فلسطينية لمدة تزيد على الشهر بعد أن قاموا بنقله من موقع تعرض فيه مع عدد من زملائه الجنود لقصف إسرائيلي أدى إلى استشهاد كل من كان في ذلك الموقع باستثنائه٬ حيث عاش بينهم تلك الفترة في بلدة يامون٬ فاعتنت به عائلة ام بسام الفلسطينية كأخ لها وقدم كل أهالي القرية المساعدة من طعام وشراب٬ وتعرضت العائلة بسبب ذلك للطرد من منزلها من قبل الاحتلال بعد معرفتهم بما قدمت تلك الاسرة للجندي الأردني.وبين العدوان أن علاقة محبة ووفاء نشأت بينه وبين عائلة أم بسام تعززت بعلاقة نسب حيث قام بتزويج ابنته لأبن أم بسام في موقف يعبر عن الأخوة التي تربط بين الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني.واستذكر ابناء الكرك بالفخر والاعتزاز تضحيات ابطال الكرامة الخالدة التي سطر فيها الجيش العربي الاردني اروع صور البطولة والفداء دفاعا عن ثرى الاردن وكرامة الأمة. وقال رئيس جامعة مؤتة الدكتور رضا الخوالدة٬ «في معركة الكرامة استطاعت القوات المسلحة الاردنية­الجيش الاردني العربي المصطفوي حماية الاردن وكرامة الامة العربية رغم قلة العدة والعتاد».
واضاف٬ ان هذه الملحمة البطولية التي شهد لها قادة العدو بكفاءة واصرار وعقيدة الجندي الاردني القتالية أفشلت اطماع وخطط الكيان الصهيوني ومقولته بأنه الجيش الذي لا يقهر.وقال محافظ الكرك عبد الكريم الرواجفة ان معركة الكرامة استعادت هيبة الامة العربية بعد الانتكاسات التي تعرضت لها في حروبها السابقة٬ مشيرا الى ان جيش العدو تفاجأ بقوة الجيش العربي وخططه المدروسة بإشراف مباشر من جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي كان يقود الجبهة بعزم وايمان٬ مشيرا الى ان الجيش الاردني سطر اروع البطولات والانتصارات في هذه المعركة التي تدرس خططها في الجامعات والكليات الحربية والعسكرية العالمية.وقال رئيس ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية خالد الضمور ان معركة الكرامة جسدت روح التلاحم والتعاضد بين الجيش العربي والشعب والقيادة والمقاومة الفلسطينية٬ وان هذا الحدث وما حققته الأمة من نصر في هذه المعركة يستحق الوقوف عنده.وأضاف ان ذكرى معركة الكرامة هي استذكار وتخليد لتضحيات الجيش العربي الذى اعاد للإنسان العربي كرامته وعزته وتجلت فيها اسمى معاني التضحية والاستشهاد والولاء للوطن والقيادة.
وقال رئيس بلدية الكرك الكبرى محمد المعايطة ان معركة الكرامة كانت من المعارك العسكرية المخطط لها من قبل العدو الإسرائيلي للاستيلاء على أجزاء غالية من الوطن الأردني٬ غير أن بسالة الجيش الأردني ودفاعه المستميت دحر أسطورة الجيش الذي لا يقهر٬ مؤكدا اهمية الاستفادة من الدروس والعبر المستخلصة من المعركة.واستذكر العميد المتقاعد احمد السحيمات قصصا من بطولات الشهداء أثناء المعركة والاستعدادات التي سبقتها وأن الرسالة التي تعلمناها من الكرامة (أن النصر على العدو ممكن)٬ مشيرا إلى انه ما أن طلبت إسرائيل وقف إطلاق النار ورفض جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه حتى بدأ زعماء العرب الاتصال مع جلالته واضعين كل الإمكانات تحت تصرف الأردن.
وقال رئيس بلدية مؤتة والمزار الجنوبي محمد القطاونة٬ ان الجيش الأردني سطر في معرة الكرامة اروع البطولات تنامت فيها الروح المعنوية العالية والقدرة القتالية النادرة التي يتمتع بها الجندي الأردني وحطمت أسطورة وغرور التفوق الإسرائيلي.مدير مكتب المتقاعدين العسكريين في الكرك العقيد المتقاعد حمدان عبيسات قال ان معركة الكرامة ملحمة بطولية سطر فيها الجيش العربي بالدم الطاهر كرامة الامة وكسر فيها شوكة جيش وصف اعلاميا بأنه لا يقهر٬ مشيرا الى ان المعركة جسدت في نفوس الاردنيين مدنيين وعسكريين حالة فخر واعتزاز. اللواء المتقاعد عبدالله القرالة وصف معركة الكرامة بأنها صفحة عز في كتاب الوطن وشكلت رافعة حقيقية واثبتت شجاعة منقطعة النظير قدمها جنودنا البواسل.وقال العقيد المتقاعد بدر منصور القاضي ان معركة الكرامة استعادت كرامة العرب في اعقاب هزيمة عام 1967.واضاف ان الجيش الاردني بذل جهودا جبارة لدحر العدوان الاسرائيلي عن الاراضي الاردنية٬ لافتا الى ان تلك المعركة كانت بمثابة معركة موت او حياة٬ سطر خلالها بواسل الجيش العربي ارقى صور البطولة والتضحية في الذود عن حمى الوطن.
وبين ان الهجوم الاسرائيلي لا سيما من سلاح الجو كان يهدف الى تسهيل عبور قواته البرية التي كانت تخطط للوصول الى مرتفعات السلط حيث تصدت قطعات الجيش العربي الاردني لتلك المحاولات لاسيما سلاح المدفعية الذي بذل جهودا جبارة واسطورية الامر الذي ساهم في دحر العدوان وتكبيده خسائر في العدة والعتاد والافراد.وأضاف٬ ان جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه كان يحفز همم الجيش العربي في الذود عن حمى الاردن ما انعكس ايجابا على الروح المعنوية لأفراد الجيش العربي في بذل الغالي والنفيس في الذود عن الاردن الطهور وتكبيد العدو الاسرائيلي الخسائر الكبيرة٬ ما يشير الى حرفية ومهنية الجيش العربي الاردني. وقال العريف رويضي فرج السعيدين وهو احد جنودنا البواسل الذين شاركوا في المعركة ان الأردنيين تمكنوا في معركة الكرامة من كسر شوكة العدو٬ مشيرا الى ان اعلامهم كان يروج لانتصارهم وأنهم سيتناولون الغداء والشاي على جبال السلط وجاء الرد بأن رد الله كيدهم الى نحرهم وهزموا شر هزيمة.وأشار الى ان الجنود لم يكونوا وحدهم في المعركة بل كانت معهم النساء والكهول يحضرون الطعام والماء ويشدون ازر الجنود٬ وكانت مشاركة المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين اكبر الاثر في شد عزائم الرجال ودفعهم للدفاع عن الاردن والامة العربية.وقال الوكيل علي محمد الزوايدة «عند الساعة الخامسة من صباح يوم المعركة جاءت معلومات من العيون الامامية والتي اعطت الانذار المبكر للقوات الخلفية ببدء هجوم العدو٬ وكانت فرقتنا بقيادة المغفور له مشهور حديثة الجازي على اهبة الاستعداد فأعطى اوامره بجر العدو لمناطق التقتيل في منطقة الصبيح عند جسري الملك حسين والامير محمد٬ حيث كانت الاراضي امامهم ملغمة واصبحوا بين فكي الكماشة ولم يستطيعوا الاستفادة من طيرانهم حيث سقطت لهم 7 طائرات وجاء طلب وقف اطلاق النار عند الساعة التاسعة صباحا وتم رفضه».واضاف٬ جاء الطلب الثاني عند الساعة الثانية ظهرا ورفض ايضا وطلب جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه من مشهور حديثة الموافقة في حال تم طلب اسرائيل لوقف اطلاق النار للمرة الثالثة وهو ما كان٬ فجاء الطلب عند الساعة التاسعة مساًء وكانت خسارة العدو في ذلك اليوم 249 قتيلا و500 مصاب واصبت انا برقبتي٬ مشيرا الى أن ذكرى الكرامة تبعث في نفسي مشاعر الفخر والاعتزاز بكل ما هو اردني لأن المعركة اعادت للأردنيين وللعرب كرامتهم(رصد). 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.