• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

وزراء الرفاعي تحت القصف.. تجاذبات الماضي القريب تربك المطبخ الإعلامي

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-02-26
1834
وزراء الرفاعي تحت القصف.. تجاذبات الماضي القريب تربك المطبخ الإعلامي

استغراب وزير المشاريع في الحكومة الاردنية عماد فاخوري من طبيعة وحجم الهجمة التي استهدفته مؤخرا دفعته لاكتشاف خاص في غاية الاثارة فالحملة على الوزير الشاب استندت الى عبارتين فقط قالت التقارير انهما وردتا على لسان الوزير.

 لكن المفاجأة تمثلت في ان العودة لتسجيلات المؤتمر الصحفي الذي فتح ابواب جهنم في وجه الفاخوري اثبتت ان ما نقل في السياق ليس صحيحا فالوزير قال ان تعيينات المناصب العليا من صلاحيات مجلس الوزراء ولم ترد على لسانه عبارة ..لسنا مضطرين لتبرير التعيينات التي شكلت ولا زالت منذ اكثر من اسبوع منطلقا لهجمة اتهامية قاسية ضد الحكومة برمتها.
 
وهي هجمة مست بشخص الوزير واحيانا بعائلته وانتهت باتهامات قاسية جدا له و بموظف سابق في وزارة الاوقاف سيحاكم جميع الوزراء مع رئيسهم بتهمة الحث باليمين والمس بكرامة الشعب الاردني.
 
المثير في الامر ان وزارة الفاخوري لم تبادر وفي وقت مبكر لاصدار بيان توضيحي ينفي الاساس الذي بنيت عليه الحملة الواسعة حتى لا يتم الاسترسال في قصف الوزراء وحكومتهم .
 
والسبب مكشوف عمليا وهو استمرار وجود الوزراء تحت انطباعين الاول ان احدا لا ينتظر توضحياتهم وشروحاتهم اصلا ولن يلتفت لها، والثاني ان الاستمرار في الكلام حتى بهدف التوضيح يعني التعرض لهجمة اضافية يمكن الاستغناء عنها.
 
هذه انطباعات خطيرة قالها عضو في مجلس الوزراء لزملاء له خلال نقاش جانبي حاول البحث في تحليل مبرر اصرار بعض التعبيرات الصحفية على وجود تناقضات رقمية بين وزيري المالية محمد ابو حمور ووزير التخطيط جعفر حسان فالاول يتحدث عن الارقام المودعة في الخزينة فعلا والثاني يتحدث عن الارقام التي يتوقعها بموجب اتفاقيات للمنح الخارجية.
 
ورغم وضوح عدم وجود تناقض هنا الا ان البعض اصر على ان طاقم الرئيس سمير الرفاعي متناقض رقميا وهي مسألة قدر الوزير حسان انه من العبث متابعتها ودفعت الوزير الهادئ ابو حمور لترديد عبارة.. لا حول ولا قولة الا بالله وهو يتابع منصات القصف الاعلامي التي تخلط الاوراق.
 
وعند محاولة التوقف لفهم نظرة الحكومة ازاء الملاحظات الرقابية التي يبديها النشطاء والاعلاميون احيانا تبين ان الرئيس الرفاعي نفسه لم يفلت برأي مطبخ الحكومة من عملية القصف فوجهة نظر خصوم تجربته الكثر في الواقع الموضوعي ان الرجل وفي اطار التعيينات التي سارع لها حرص على اقصاء المسؤولين التنفيذيين الذين قاوموا سابقا طموحات ومشاريع الشركة التي ادارها الرفاعي وهي دبي كابيتال علما بان المسالة قد تكون متعلقة بخبرة خاصة توفرت للرئيس انطلاقا من عمله في القطاع الخاص لخمس سنوات بعد وزارة البلاط تحديدا في مفاصل البيروقراطية التي تعيق جذب الاستثمار.
 
وزيران اخران في الحكومة تعرضا ايضا لقصف سياسي ونخبوي مركز وهما وزير العدل المحامي ايمن عوده ووزير الاتصال نبيل الشريف.
 
الاول ينظر له الآن باعتباره منظرا لفلسفة التحكم بالقضاء والسعي لمناهضة الاستقلال المالي والاداري للجهاز القضائي، والثاني هو الخصم الذي ابتكر مدونة السلوك الاعلامية والذي يستحق الرجم دوما.
 
على الاساس المشار اليه اصبح الوزير عوده عدوا شرسا لتطوير القضاء والمثير في المشهد ان الحملات المنظمة في هذا الاتجاه تتناسى الحقيقة كما يقول الناشط الصحافي نضال منصور وهي ان مسألة استقلال القضاء على عدالتها واهميتها تختص بقرار سياسي رفيع عابر لوزير العدل وحتى لرئيسه الحكومي.. المعنى ان الوزير عوده وهو محام شاب ومتمرس بكل الاحوال وأحد تلامذة المخضرم الراحل ابراهيم بكر ليس اكثر من منفذ وان ساحة النضال من اجل استقلالية القضاء التي تخص كل اردني وفي كل مكان ليست بكل الاحوال تلك المساحة المخصصة حصريا للوزير عودة كمنفذ وليس كصانع قرار في المسالة.
 
والمعنى ان مدونة السلوك التي جعلت الوزير الشريف هدفا دائما للقصف الذي وصل حد الشتائم احيانا هي بالتأكيد ليست محصلة لابداعات الرجل الشخصية فالكل يعرف انها محصلة لدوائر القرار الاساسية واهم ابطالها في الواقع ليسوا في الحكومة اصلا.
 
قبل ذلك قدم وزير الزراعة سعيد المصري رواية مختلفة تماما عن تلك الرواية التي قدمها ضده احد قادة عمال المياومة الذي اتهم الوزير بطرده من مقر الرئاسة وتحريض الاجهزة الامنية عليه والمفارقة ان رواية الناشط العمالي لاقت رواجا واسعا فيما وقف دهاة الطاقم الاعلامي بمقر الرئاسة عاجزين عن انقاذ الوزير المصري من الورطة التي لا زال قابعا فيها وهو يفكر فعلا بالاستقالة.
 
وفي السياق فشل وزير التربية والتعليم بادارة الخطأ الفادح الذي ارتكبه طاقمه في مسألة نتائج الثانوية العامة والحملة المستمرة للمطالبة باستقالته انتهت بابتسامة ومصافحة ومجاملة للرجل اثناء حضوره فعالية ملكية بهدف الحفاظ على هيبة الحكومة ووحدتها استعدادا من الوزير فيما يبدو لحملة تطهير داخل الوزارة.
 
الثابت الآن ان وزراء الرفاعي يشعرون بضغط هائل عليهم هذه الايام وهو ضغط منطقي ومنتج لو لم يكن شخصانيا في بعض الاحيان واللافت ان بعض اشرس مهاجمي الحكومة والمحرضين عليها ارتبطوا في الماضي بعلاقات ايجابية مع رئيسها ولا زالوا يكثرون من الزيارات الخاصة التي يقومون بها لطاقمه الاعلامي الاستشاري وفي مقر الرئاسة .
 
وفي الكواليس يقول الوزراء انهم يتعرضون لضغط غير مسبوق لكن الغريب انهم يتجنبون المواجهة وبعضهم يخشاها اما بعضهم الاخر فهو ضعيف بكل ترجيح.
 
المطبخ الوزاري يبدو حائرا تماما في تفسير ما يحصل معه لكن احدا في اجهزة القرار برمتها لا يقف اليوم ليعترف بالاستخلاص الجذري في المشهد وهو استخلاص يقال وبتردد في المجالسات والغرف المغلقة فقط ويشير لمشاهد محددة اسست واقعا تجاذبيا في الماضي القريب . القدس العربي
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.