• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الذكرى الرابعة والخمسون لتعريب قيادة الجيش العربي

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-02-28
1796
الذكرى الرابعة والخمسون لتعريب قيادة الجيش العربي

إعداد مديرية التوجيه المعنوي - القوات المسلحة الأردنية- كان قرار التعريب في الأول من آذار عام 1956 امتداداً طبيعياً وموقفاً مبدئياً للنهج الذي اختطته القيادة الهاشمية على طريق الاستقلال والوحدة والحرية والحياة الفضلى منذ أن أعلن شريف مكة الحسين بن علي طيب الله ثراه ثورة العرب الكبرى في العاشر من حزيران عام 1916 مبيناً فلسفة الثورة الفكرية بقوله المشهور : "إن قومي وبلادي وديني أحب إليّ من أي شيء في هذا الوجود" .

 وكان عليه الرحمة مدرسة في المواقف والمبادئ فهو القائل : "لقد تنازلت عن عرشي وملكي حتى لا أفرط بفلسطين ومقدساتنا وما فيها من مثل هذه الكنوز ونصيحتي لأبناء هذه البلاد أن عليهم بوحدة الصف والاتحاد " ولما تكشف له غدر الحلفاء ونكثهم للعهود والمواثيق التي قطعوها له وبدأوا يساومونه على التنازل عن فلسطين جاء رده الحازم المبدئي : "لن أتنازل عن مبدأ واحد من المبادئ التي هي أركان النهضة العربية ولا أتنازل عن حق واحد من حقوق البلاد لا أقبل إلا أن تكون فلسطين لأهلها العرب ، لا أقبل بالتجزئة ولا أقبل بالانتدابات ولا أسكت وفي عروقي دم عربي ، عن مطالبة الحكومة البريطانية بالوفاء بالعهود التي قطعتها للعرب ، إذا رفضت الحكومة البريطانية التعديل الذي أطلبه فإني أرفض المعاهدة كلها ، إني عامل دائماً في سبيل الوحدة العربية والاستقلال التام ، أقول الاستقلال التام للأقطار العربية كلها ولا فرق عندي إذا كان مركز الحكومة العربية في الحجاز أو في سوريا أو في العراق أو في نجد" .
 
ولما لم يتحقق للشريف الحسين بن علي كل ما أراده ويصبو إليه من الاستقلال والتحرر والوحدة نظراً لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية المتمثلة بغدر الحلفاء وذلك بتقسيم الوطن العربي ووضعه تحت الانتداب ثم إصدار وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، في ظلال تلك الظروف الدولية التي تمخضت فيها الحرب العالمية الأولى عن انتصار الحلفاء (بريطانيا ، فرنسا ، روسيا) على دول المحور (المجر ، النمسا ، ألمانيا ، تركيا) حمل الراية أبناء الشريف الحسين بن علي أصحاب السمو (عبدالله وفيصل ، وعلي ، وزيد) وكان وصول سمو الأمير عبدالله بن الحسين إلى معان يوم 11 تشرين ثاني عام 1920 ثم إلى عمان مرحلة جديدة في العمل العربي ، فقد أنعش مجيئه الحركة الوطنية وأعطاها الأمل من جديد فبدأت المقاومة الفعلية للاستعمار حيث كان بانتظاره أحرار الأردن فكما كان الأردنيون هم المضمون الشعبي للثورة ، كذلك كانوا من قادة جيشها النظامي، من أمثال محمد علي العجلوني ، وخلف التل ، وعوده أبو تايه وعبد القادر الجذي .
 
الخ .
 
وأصدر سمو الأمير عبدالله بن الحسين بياناً حدد فيه أهداف مجيئه إلى الأردن : 1.
 
تلبية لنداء الأحرار : " كل عربي يعلم أنكم يا أبناء سوريا تستنصرونه وتستثيرون حميته ليأتيكم مسرعاً ملبياً مقبلاً غير مدبر ، ومن حيث قد توالت علينا الدعوات ، وصمت أذاننا الصرخات ، فها أنا قد أتيت ، مع أول من لباكم .
 
نشارككم في شرف دفاعكم ، لطرد المعتدين عن أوطانكم ، بقلوب ذات حمية ، وسيوف عدنانية هاشمية " .
 
2.
 
تأكيد الوحدة العربية : " ليعلم من أراد إهانتكم ، وابتزاز أموالكم وإهانة علمكم واستصغار كبرائكم ، أن العرب كالجسم الواحد إذا شكا طرف منه اشتكى كل الجسم " .
 
3.
 
تأكيد الحس التاريخي للثورة : " كيف ترضون بأن تكون العاصمة الأموية مستعمرة فرنسية ؟! .
 
إن رضيتم بذلك فالجزيرة لا ترضى ، وستأتيكم غضبى ، وإن غايتنا الوحيدة هي كما يعلم الله نصرتكم وإجلاء المعتدين عنكم " .
 
4.
 
جاء نائباً عن أخيه جلالة الملك فيصل وقد أكد أنه سيعود للحجاز بعد إتمام مهمته : " وها أنا ذا أقول ، ولا حرج ، بأنني قد قبلت تجديد بيعة مليككم فيصل الأول ، عن الأكثرية الغالبة التي جددت تلك البيعة على يدي وإنني سأعود إن أبقاني الله حياً ، إلى وطني يوم نزوح عدوكم عن بلادكم ، وعلى هذا اليمين بالشرف ، وأمركم حينئذ لكم ، وبلادكم بين أيديكم ، متعكم الله بالعز والسؤدد ، والرفاهية والمجد " .
 
لقد قاوم الإنجليز قدوم سمو الأمير عبدالله بن الحسين وحاولوا بكل قواهم إخراجه من المنطقة وشل حركته ، وفي هذا المجال يقول إليك كركبرايد في كتابه ( خشخشة الأشواك ) حول موقف الإنجليز من حركة الأمير ما يلي : " تتوفر الأدلة الوثائقية ، على أن الإنجليز بذلوا ما في وسعهم لإقناع الأمير بالعودة إلى الحجاز ، وأن قدومه إلى عمان كان مفاجأة تامة لهم " .
 
وتحت إصرار سمو الأمير عبدالله بن الحسين والدعم الشعبي الأردني والعربي له أجبر الإنجليز على تشكيل حكومة عربية في شرق الأردن برئاسة سمو الأمير عبدالله تكون مستقلة استقلالاً إدارياً تاماً ، تساعدها بريطانيا مادياً لتوطيد الأمن وتسترشد برأي مندوب بريطاني يقيم في عمان ، وبهذه الاتفاقية تحولت حركة سمو الأمير عبدالله من حركة عسكرية إلى حركة سياسية ، وكان لهذا التحول أسباب عديدة أهمها أن الوطنيين العرب كانت بريطانيا في نظرهم حليفاً لهم ويتضح ذلك من مذكرات عوني عبد الهادي ، أحمد مريود .
 
تطورت الأحداث بعد ذلك واستغل الإنجليز كل الظروف والحوادث ليتدخلوا تدخلاً مباشراً في شؤون شرقي الأردن وهنا لا يتسع المجال للخوض في تفاصيل الأحداث ولكننا سنلقي الضوء على المواقف المبدئية للقيادة الهاشمية الحكيمة عبر تاريخ الدولة الأردنية الحديثة .
 
لقد كان سمو الأمير عبدالله بن الحسين في ذلك الوقت القصبة التي تتنفس منها الحركة الوطنية فكان يوجهها في الخفاء .
 
وكثيراً ما كان يكتب المقالات في الصحف وبأسماء مستعارة ، يثير في الناس روح الوطنية ، ولم يكن رحمه الله ليخطو خطوة قبل أن يشاور أحرار العرب وثوارهم ، بل وفي تلك الأيام كان أعضاء حزب الاستقلال يتولون جميع المناصب المهمة في الحكومة عند تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 ، وعندما عقدت المعاهدة مع الإنجليز عام 1928 ظل سموه يستغل كل فرصة لتعديلها لصالح البلاد ، بل لقد كانت المعاهدة ذاتها خطوة على طريق الاستقلال الكامل ، ولقد شرح فلسفته في المعاهدة للأستاذ تيسير ظبيان التي ذكرها في كتابه ( الملك عبدالله كما عرفته ) .
بترا
 

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.