• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

ما هي المراحل التي تمر بها عملية تخطيط المناهج.1

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2016-12-01
1137
ما هي المراحل التي تمر بها عملية تخطيط المناهج.1

 المناهج وطرق التدريس

(تخطيط التعليم (2))

1. مراحل التخطيط للمنهج الدراسي. 
2. التخطيط للتدريس والأسئلة الصفية. 
3. عناصر خطة الدرس.
4. مستويات التخطيط للتدريس، وأهميته. 
5. أهمية عمليات التخطيط التربوي، والنشاطات التعليمية في نظم التعليم الإسلامية.

مراحل التخطيط للمنهج الدراسي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أكرم الخلق وأشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

تخطيط التعليم:

مبررات أو دواعي تخطيط المنهج الدراسي:

ولك أن تتساءل أيضًا: عن أي عملية تخطيط تتم؟ لماذا نخطط للتعليم؟ لماذا نخطط للسياسة؟ لماذا نخطط للثقافة؟ لماذا نخطط للاقتصاد؟ لماذا نخطط للزراعة؟ في أي مجال من المجالات؟ لماذا نضع خططًا له؟:
ذلك أن التخطيط يجعلنا دائمًا على تنبؤ ودراية وعدم المفاجأة في كثير من الأمور؛ فتتكون العملية التعليمية بطبيعتها من عدة عمليات معقدة تتفاعل مع بعضها البعض، وهنا تنبع الضرورة في أهمية تنظيم وتنسيق هذه العملية بشكل علمي منسق؛ حتى لا يصيبها الارتجال عند عملية اختيار الكتاب، وذلك وفق عدة مراحل مثل اختيار المحتويات المعرفية، أي: المعلومات التي سوف يدرسها الطلاب، وكذلك تحديد المستوى العلمي الذي يجب أن يلم به المتعلم، وأيضًا المهارات التي يجب أن يتقنها، ويلعب التخطيط دورًا مركزيًّا في مواجهة التحديات التي تجابه العملية التعليمية، مثل: زيادة أعداد المتعلمين، وتهيئة الأماكن الدراسية، والثورة المعرفية والتقنية، والثورة في جميع وسائل المعرفة، والتطورات التكنولوجية اليومية في مجال تكنولوجيا التعليم، وتكنولوجيا المعلومات، ومجال الاتصالات ووسائل الإعلام التي غزت كافي مناحي ومناشط الحياة، وكذلك تغيير الاتجاهات والقيم التربوية وفق عملية التغيير في المجتمع، وأيضًا إنماء مهارات المعلمين والمتعلمين للاستعداد المستقبلي من أجل التغلب على الصدمات التطويرية، وصدمات التطور المستقبلية التي قد تؤثر على أمم بعينها، وتعيد تصنيف الدول على خريطة العالم. 
كذلك أيضًا يلعب التخطيط دروًا مركزيًّا في إعادة تكييف العملية التعليمية؛ لتلبية حاجات المجتمع والمتعلم معًا.
وهناك مراحل لتخطيط المنهج الدراسي، وتخطيط التعليم بصفة عامة، فتمر عملية تخطيط المنهج الدراسي، أو تخطيط العملية التعليمية بمراحل أربع تتوجه جميعًا نحو التحديد الدقيق للواقع الحالي للعملية التعليمية، وهذه المراحل هي: تحديد أسس تخطيط المنهج الدراسي، ووضع الخطوات الرئيسة المتبعة في تخطيط المنهج الدراسي، ووضع خطة التجريب الميداني، وتعميم التطبيق الميداني للمنهج المطور الجديد بعد تطويره، هكذا الحال يمكنك أن تقيس عليه أيضًا؛ فيمكن أن نقول عندما نخطط لتعليم معين: تحديد الأسس التعليمية عند التخطيط لنمط تعليمي جديد كتعليم فني، أو تعليم لغوي، أو تعليم حرفي، أو ما غير ذلك من ألوان التعليم. 
وتكون المرحلة الثانية هي وضع الخطوات الرئيسة المتبعة في تخطيط التعليم الجديد، وكذلك وضع خطة للتجريب، والتدريب الميداني الواقعي، وأيضًا تعميم التطبيق الميداني للنظام، والنمط التعليمي الحديث والمطور. 
وعندما نتحدث عن التخطيط للمنهج الدراسي فإننا نناقش المراحل الأربع معًا:
المرحلة الأولى: وهي مرحلة تحديد أسس تخطيط المنهج الدراسي، وهذه المرحلة تتوجه نحو تجميع البيانات والمعلومات عن الواقع الحالي للمناهج الدراسية من حيث الأهداف، والخبرات، والمحتوى، والوسائل، وكذلك الإجراءات، والأنظمة المالية، والإدارية، وكذلك تصورات المشاركين في العملية التعليمية، وأيضًا الممارسات الميدانية، والقوانين واللوائح المنظمة داخل المؤسسة التربوية، أيضًا الاتجاهات والرؤى الجديدة، والقضايا المؤثرة في المنهج الدراسي من حيث الاتجاهات الجديدة في العملية التعليمية، والأفكار الجديدة التي تسود المجال التربوي في كافة دول العالم بصفة عامة، والأفكار الجديدة على المستوى المحلي بصفة خاصة، وأيضًا القضايا الجديدة التي تؤثر في المنهج الدراسي، كذلك تصور ملامح المستقبل، والذي يتضمن متطلبات المستقبل، وما ينبغي أن يكون عليه المنهج الدراسي لتحقيق هذه المتطلبات، وأصول المتعلمين إلى تحديد التوقعات المستقبلية من خلال المنهج الدراسي، وتحديد نوعية متطلبات العملية التعليمية، والتي تشتمل المباني، ونوعيات المعلمين، والمديرين، والكفاءات، والكفايات المطلوب توافرها بهم.
أما المرحلة الثانية؛ فهي مرحلة وضع الخطوات الرئيسة المتبعة في تخطيط المنهج الدراسي؛ حيث يسير الإطار العلمي لرسم خطة تطوير المنهج من خلال:
أولًا: تحديد الحاجات، وتشتمل على تشخيص نواحي القصور في المنهج الدراسي، وتحديد المجالات التي يشملها التطوير، واقتراح سبل مواجهة القصور الحالي في المناهج، ووضع البدائل المقترحة لكافة المراحل السابقة، كذلك الحال عند تطوير نظام تعليمي جديد، فلا بد أن نحدد ونشخص نواحي القصور في النظام التعليمي القائم، وتحديد المجالات والجوانب التي يشملها التطوير في النظام التعليمي القائم أو القديم، واقتراح سبل مواجهة القصور الحالي في النمط التعليمي، أو النظام التعليمي القائم، وأخيرًا وضع البدائل المقترحة لكافة المراحل السابقة أثناء تطوير النمط والنظام التعليمي الجديد.
ثانيًّا: تحديد الأهداف؛ حيث يتم التمييز بين إطارين لتحديد الأهداف:
أولًا: أهداف الخطة الخاصة بالتطوير، وهي تقتصر على مجموعة الإجراءات والممارسات التي تستهدف إحداث التطوير في المنهج، كذلك الأهداف الخاصة بالمنهج الدراسي، وهي تعتبر من المكونات الرئيسة للمنهج الدراسي، إن مرحلة تحديد الإجراءات المتعبة في عملية تطوير المنهج تخصص لكافة الممارسات والنشاطات والوسائل التي يلجأ إليها مصممو المنهج أو مصممو التعليم، وتضم الأطراف المشاركة في عملية التطوير، والأدوار الخاصة بالمشاركين، والوسائل التي تحتاجها وتتطلبها عملية التطوير، والوقت اللازم للتطوير، والتكلفة المالية للتطوير، وتحديد إجراءات تقويم عملية التطوير، وتُعنى هذه المرحلة بوضع إطار فعال للتقويم، يشمل الممارسات والنشاطات والوسائل المتعبة في عملية تطوير المنهج مثل: اتباع المنهج العلمي الدقيق في تحديد الحاجات والأهداف، وتقدير صلاحية الأطراف المشاركة في عملية التطوير، وتحديد مدى ملائمة الأهداف المحددة للتطوير في تحقيق الحاجات الخاصة بالمتعلم، وتقدير مدى سلامة الإجراءات والوسائل المتعبة في التطوير. 
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة وضع خطة للتجريب الميداني، وتظهر في هذه المرحلة الملامح الكاملة لخطة تجريب المنهج المطور مرروًا بالخطوات التالية: 
الخطوة الأولى: تحديد المكان والوقت اللازم؛ حيث يتم اختيار عينة مناسبة تمثل الواقع الميداني، ويعد عنصر الاختيار بعدًا هامًّا لدى مخططي المناهج بحيث تمثل وبدقة الواقع العام السائد، والتي لا تقتصر فقط على مرحلة التجريب، وتمتد الخطة لتشمل أيضًا عنصر الوقت اللازم لتجريب المنهج المطور. 
الخطوة الثانية: اختيار الهيئة التدريسية والهيئة التوجيهية أو هيئة التوجيه، وذلك حيث يناط بالهيئة التدريسية التي تقوم بالعملية التجريبية مهام التطبيق من ذوي الكفاءات، والقدرات المتميزة، والمؤهلات الرفيعة بحيث يكونون متمتعين بقدر هائل من الحماس لهذا العمل، وبقدر هائل من القوة والتفوق والتميز. 
الخطوة الثالثة: تحديد أنظمة التفاعلات المختلفة، وتتركز مهام التربويين على قياس التفاعل بين الثنائيات الهامة في العملية التعليمية، مثل: المعلم والمتعلم، وكذلك المتعلم والمعلم، وكذلك المعلم والمعلم الآخر في باقي المواد التي تدرس للمتعلم، وأيضًا المعلم والمدير، والمعلم والأب، وهكذا إلى ما إلى ذلك من الثنائيات المؤثرة في العملية التعليمية؛ حيث يجب ألا يترك الأمر لأهواء المعلمين تحسبًا للتأثير إيجابيًّا أو سلبيًّا على نتائج المنهج المطور. 
الخطوة التالية والأخيرة: هي تحديد إجراءات تقويم العملية التجريبية؛ حيث يجب أن تتسم هذه الإجراءات بالثبات، والصدق، والموضوعية، وتبتعد عن المبالغة، وتحرز هذه المرحلة نجاحًا إذا ما تم إسنادها لهيئة علمية محايدة تمتلك القدرة على التقويم.
المرحلة الرابعة: هي مرحلة تعميم التطبيق الميداني المطور، أي: مرحلة التطبيق الفعلي لما تم التوصل إليه، فإذا ما ثبت نجاح توقعات مصممي ومخططي المناهج نحو إطار تجريبي معين فإنهم سيعمدون إلى تعميم هذا المنهج، وتتولد بعد ذلك الحاجة لوضع خطة التعميم، والتي تتناول العناصر الآتية: 
أ- تحديد الاحتياجات اللازمة، وتشتمل هذه الاحتياجات على احتياجات مادية؛ كالوسائل، والأدوات، والكتب العلمية، والأجهزة، وكذلك الاحتياجات الفنية مثل: قدرات المعلمين، والفنيين، والمشرفين، والمديرين، وكافة العناصر البشرية في العملية التعليمية.
ب- تدبير الاحتياجات اللازمة، وذلك من خلال التأكيد على أهمية وضع تخطيط مرحلي وزمني لسد تلك الاحتياجات سواء كانت مادية أو فنية، ويجب أن تتزامن خطة توفير الاحتياجات مع إنماء المهارات في نفس الوقت.
ج- نظام الإشراف والمتابعة، ففي هذه المرحلة يتم وضع نظام المتابعة والإشراف من جانب المعلم ذاته بحيث يقوم بمتابعة وتقويم وممارساته أولًا بأول، والعمل على تصحيحها، كما أن وجود مستشار تربوي بشكل دائم في المؤسسة التربوية لمواجهة كافة المواقف الاستشارية التي يلجأ إليها المعلمون يعد أمرًا ضروريًّا، بحيث يقدم للهيئة التدريسية العون والمساعدة بشكل فعلي، وليس بشكل فردي.
د- تقويم الممارسات الميدانية، ويشتمل ذلك التقويم على نواحٍ ثلاث، وهي النواحي الرئيسية في عملية التقويم، وتشتمل أداء المعلمين في مجالات التعليم، والتعلم، والإدارة، والتقويم، وكذلك ممارسات المديرين ثنائيات التفاعلات؛ كالمعلم والمتعلم، وما إلى ذلك، وممارسات المشرفين الدائمين والمؤقتين. 
تلك هي المراحل الأربعة التي يتم اتباعها أثناء عملية التخطيط للمنهج الدراسي، يمكن لك أن تزيد في هذه المراحل وفق ما تراه مناسبًا عندما تخطط لمنهج تعليمي في مؤسسة تعليمية علمية أو أكاديمية، أو مؤسسة تعليمية إسلامية أو شرعية، وذلك وفق ما يحلو لك وما يروق لمؤسستك ومجتمعك ودارسيك، فلا بد أن تضع كافة المتغيرات والعمليات والمنظومات الخاصة بالعملية التعليمية على مستوى مؤسستك التعليمية في الاعتبار عند التخطيط التعليمي أو المنهجي أو الصفي.

التخطيط للتدريس والأسئلة الصفية:
حيث يعد تخطيط التدريس وتخطيط الدروس من المهارات الأساسية التي يجب عليك أيها المتعلم إتقانها والإلمام التام بمهاراتها الفرعية؛ لأن التخطيط للتدريس هو أ ب التدريس، وإجادته تتطلب إجادة كثيرة لكثيرة من مهارات التدريس الفرعية كصياغة الأهداف التعليمية، وتحليل المحتوى الدراسي، وتنظيم تتابع الخبرات، واختيار الأنشطة وأساليب التقويم المختلفة، ويجب أن تعلم أن تأكيد أهمية تخطيط الدرس لا يعني أن تكون الخطة قيدًا يحد من مرونة الدرس وتلقائيته، بل إن التخطيط الجيد للدرس والعملية التعليمية داخل الصف الدراسي ينشئ ويوجد بدائل متنوعة تيسر عملية التدريس، مما يوفر لك المرونة الكافية، ولهذا فإن بإمكانك أن تعدل خطة درسك بما تراه ملائمًا أثناء الممارسة الفعلية، فالخطة بهذا المعنى لا تعدو أن تكون إطارًا منهجيًّا يحمي العملية التعليمية من الارتجال والعشوائية.
ونظرًا لأنك يكون لك حاجة ملحة وتطلع لمعرفة للكيفية التي تحقق بها دروسك اليومية فسوف نتناول في هذا الجزء بشيء من التفصيل كيفية التخطيط للدرس التعليمي وإعداده، فأولى هذه العمليات: هي تحديد الأهداف التعليمية عند إعداد وحدة أو درس تعليمي قابل على أن تجذب به الطلاب، وأن تستثير به انتباههم، فالأهداف التعليمية للدرس هي التي تحدد ما يتوقع من المتعلم أن يحصله أو يكتسبه بعد الانتهاء من الدرس، فعليك أن تقول للمتعلم: اعلم أنه يتوقع منك بعد الانتهاء من دراسة هذا الدرس أو تلك الوحدة أن تكون قادرًا على أن -مثلًا- تحدد مفهوم تخطيط الدرس، تذكر وظائف تخطيط الدرس، تشرح العناصر الأساسية التي ينبغي أن يتضمنها تخطيط أو خطة الدرس، وهكذا إلى غير ذلك من العناصر.
المحتوى الدراسي:
فالمحتوى الدراسي هو مفهوم تخطيط الدرس ووظائفه، فتخطيط الدرس لا يعني تدوين موضوع الدرس في كراسة التحضير كيفما يفعل كثير من المعلمين، إنما هو عملية منظمة وهادفة، تتضمن اتخاذ مجموعة من الإجراءات والقرارات للوصول إلى الأهداف المنشودة على مراحل معينة، وخلال فترة زمنية محددة باستخدام الإمكانات المتاحة، وذلك أفضل استخدام، فالتخطيط بهذا المفهوم يمثل الرؤيا الواعية التي تستوعب، وتشمل كافة أبعاد الموقف التعليمي وعناصره، وما يقوم بينها من علاقات متداخلة، ثم تنظيم هذه العناصر بشكل يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة، وفي هذا إشارة إلى أن التخطيط يتطلب من المعلم رؤية صائبة، واستبصارًا ذكيًّا فطنًا؛ لأنه يعتمد على قدرته على التصور المسبق لعناصر الموقف التعليمي ومتغيراته.
ومما يلاحظ أن تخطيط الدرس غالبًا ما يكون لحصة واحدة، ومع ذلك قد يكون لحصتين، أو قد يكون لأكثر من ذلك، ومع ذلك فإن تخطيط الدرس لحصة واحدة له ميزة وأهمية، هي أن تنتهي الحصة بتحقيق أهداف محددة مما يعطي التلاميذ إحساسًا بالإنجاز، وبالتالي يزيد من دافعيتهم للتعلم، ورغبتهم في الاستزادة، والمشهور في هذا السياق هي أن خطة الدرس قد تختلف إيجازًا وتفصيلًا تبعًا لخبرة المعلم، وكفاءته، ومستواه العلمي، فكلما زادت خبرة المعلم اتسمت كتابة الخطة بنوع من الإيجاز، وكلما قلت الخبرة زاد التفصيل فيها، ولعل هذا يشير إلى أنه من الأفضل أن يرعي المعلم المبتدئ التفصيل عند كتابة خطة درسه ما أمكنه ذلك؛ فمن شأن هذا أن يعطيه ثقة أكبر بنفسه، وقدرة على الأداء الفاعل أمام تلاميذه. 
ومن المفيد في هذا المقام أن نذكر لك بعض الجوانب التي تتجلى خلالها أهمية الدرس ووظائفه، أي: أهمية التخطيط للدرس، ووظائف عملية التخطيط؛ فمن هذه الأهميات للتخطيط للدروس ووظائفها: أنها تساعد -خطة الدرس- المعلم على تنظيم أفكاره وترتيبها، وبالتالي تحميه بكل تأكيد من الارتجال والعشوائية التي تحدث في كثير من الممارسات التربوية من قبل المعلمين الذين لا يقدرون أهمية الخطة في سير أحداث الدرس، فعندما يحدد المعلم أهداف درسه وإجراءات تدريسه؛ فهو بذلك يعين المسار الذي يتحرك فيه، فلا يضطرب ولا ينحرف ولا يضيع وقته بالمحاولة والخطأ؛ مما يجعله يصل إلى هدفه من أيسر طريق، وبذلك يوفر لنفسه الوقت، والجهد، وعناء التخبط والفشل. 
كما أنه من الفوائد أيضًا للتخطيط للدرس أن التخطيط للدرس يساعد التخطيط المعلم على مواجهة المواقف التعليمية بثقة وروح معنوية عالية، كما يجنبه كثيرًا من المواقف المحرجة التي تؤدي بتلاميذه إلى سوء الظن به، والتشكيك في قدراته العلمية، كما تعد خطة الدرس سجلًا مكتوبًا لنشاط التعليم والتعلم يرجع إليه المعلم إذا نسي شيئًا أثناء التدريس، كما تذكره فيما بعد بالنقاط التي تمت تغطيتها في موضوع معين، وتتيح خطة الدرس للمعلم أيضًا فرصة اختيار المادة الدراسية المثيرة والمشوقة والممتعة التي تناسب التلاميذ، وتدفعهم للتعلم عن طريق الرجوع إلى المصادر المختلفة دون التقيد الحرفي بالكتاب المدرسي المطبوع، وتسمح الخطة للمعلم بأن يهيئ ما يلزمه من وسائل تعليمية لدرسه، ويستعين بها مسبقًا، فيعمل على إحضارها معه إلى الفصل الدراسي بعد أن يكون قد عرفها، وأجاد استعمالها، وتدرب على استخدامها بطريقة صحيحة، وتمكن خطة الدرس المعلم من تحديد مقدار المادة الدراسية الذي يحقق الهدف، ويناسب زمن الحصة، ويلائم صعوبة المادة الدراسية أو سهولتها. 
كما تعطي خطة الدرس المعلم الفرصة لبيان النقاط الغامضة في الدرس، أو تفسير بعض مفردات أو التراكيب الصعبة، وتعد خطة الدرس مهمة من الناحية التربوية؛ إذ يعتمد عليها الموجهون والإداريون في متابعة المعلم وتقويمه، ذلك أن المعلم الذي لا يهتم بتخطيط دروسه يعد من الناحية الفنية والإدارية مهملًا في القيام بوظيفته.

عناصر خطة الدرس:
تتكون خطة الدرس من عدد من العناصر، أو المكونات. 
ويشتمل هذا المكون على عدة عناصر، وهي:
1- الإطار العام للدرس، ويقصد به الإطار الخاص بالدرس والهيكل الكامل له، وهو عبارة عن الأبعاد الزمانية والمكانية، ومستوى الصف، والمادة، والوحدة الدراسية، وموضوع الدرس. 
2- وهو الأهداف التعليمية؛ حيث تمثل الأهداف التعليمية العنصر الثاني من عناصر خطة الدرس، وهي من أهم العناصر؛ لأنها تحقق للمعلم عددًا من الوظائف منها أنها تساعده في تحديد الخبرات والأنشطة التعليمية لدرسه، وتساعده في تنظيم التتابع الذي يتم التدريس به، وفي اختيار إستراتيجية التعليم، وفي وضع المعايير، وما إلى ذلك.
3- وهو المحتوى الدراسي، والمحتوى الدراسي يراد به كم المعلومات بما فيها من مفاهيم، ومهارات، وخبرات، وما إلى ذلك، وهي صلب الدرس، أو هيكل الدرس المعرفي الرئيسي بحيث يمكن إعداده وتنظيمه وفق معايير اختيار المحتوى وتنظيمه. 
4- وهو طريقة التدريس، فطريقة التدريس عليها معول رئيسي، وتعد من العناصر المهمة لإعداد محتوى الدرس. 
- كذلك من بين مكونات محتوى الدرس: الأنشطة التعليمية؛ حيث تمثل الأنشطة التعليمية عنصرًا مهمًّا من عناصر خطة الدرس، وبالتالي فإنه لا روح لدرس ولا جاذبية له بدون أن يكون هناك أنشطة تعليمية، هب أنك قد كلفت بتدريس موضوع للقراءة مثلًا لتلاميذ الصف الثاني الإعدادي يدور حول شخصية إسلامية شهيرة كالإمام الشافعي مثلًا، فما هو النشاط الذي يمكن أن تعرضه لطلابك حتى تجذب انتباههم، إنه يمكنك أن تستعين بمادة تعليمية تليفزيونية عن قصة الإمام الشافعي مثلًا، أو تعرض كتابًا يتناول اجتهاده، ومؤلفاته، وما إلى ذلك، وذلك خارج السياق.
- أيضًا من بين مكونات المحتوى الوسائل التعليمية التي تستخدمها في تقديم المحتوى، وكذلك أساليب التقويم، وأنواعه من أسئلة شفوية، وأساليب للتقويم الذاتي، وما إلى ذلك.
- كذلك الواجبات المنزلية تعد مكونًا من مكونات المحتوى؛ لأنها تجعل عملية التعليم والتعلم مستمرة خارج الفصل الدراسي.

مستويات التخطيط للتدريس، وأهميته: 
أولًا: أهمية التخطيط للتدريس: 
فبالإضافة إلى النقاط السابقة لأهمية التخطيط للتدريس؛ فإن التخطيط للتدريس يؤدي إلى نمو خبرات المعلم العلمية والمهنية؛ وذلك لمروره بخبرات متنوعة في أثناء القيام بتخطيط الدروس، وهذه الخبرات تتباين وتختلف عامًا بعد عام بسبب اختلاف المقررات الدراسية التي يقوم المعلم بتدريسها، والتخطيط لها، ومحتوى المناهج، والمشكلات الاجتماعية، والأحداث الجارية، وكذلك الأمور ذات العلاقة بمجريات عملية التدريس. 
كما أن التخطيط للتدريس يؤدي إلى وضوح الرؤية لدى المعلم؛ إذ يساعده على اتخاذ أفضل الإجراءات المناسبة لتنفيذ التدريس وتقويمه، وإحداث عملية التقويم المناسبة، ويساعد التخطيط المعلم في استخدام الأنشطة والمصادر التربوية المتوافرة بفاعلية وكفاءة تامة، كما يساعد التخطيط الجيد المعلم أثناء التدريس على اكتشاف صعوبات تنفيذ المنهج المدرسي وعيوبه، وكيفية تطويره، سواء ما يتعلق منها بالأهداف أو بالمحتوى، أو طرق التدريس والتقويم، ومن ثم يمكنه العمل على تلافيها، ويساعده على تطوير هذا المنهج بنفسه، أو عن طريق أن يقوم المعلم أثناء التخطيط بتقديم المقترحات لتطوير المنهج، ويساعد المعلم أثناء عملية التخطيط للتدريس بالضرورة في تطوير وتحسين العملية التعليمية بصفة عامة. 
وهناك مستويات للتخطيط للتدريس؛ فهناك التخطيط بعيد المدى، وهو التخطيط الذي يتم لمدة طويلة مثل: عام دراسي كامل، أو فصل دراسي، وهو بضع أشهر مجموعة من الشهور قد تكون ثلاثة أو أربعة، ويقوم المعلمون في هذا النوع، وهي النوع من التخطيط ذات المدى البعيد سواء لعام كامل أو فصل دراسي يتكون من أربعة أشهر، يقوم المعلوم في هذا النوع بدراسة المعالم الأساسية للمنهج، والأهداف العامة للمنهج، وتوزيع المقرر حسب الزمن وعدد الحصص، وذلك في أول كل عام أو كل فصل دراسي. 
المستوى الثاني للتخطيط للتدريس: وهو التخطيط متوسط المدى، وهو التخطيط الذي يتم لمدة متوسطة قد تستغرق شهرًا أو شهرين حسب طبيعة الوحدة الدراسية ومحتواها، ويجب أن يتضمن هذا التخطيط أهداف التدريس لكل وحدة دراسية أو فترة زمنية، وعدد الحصص لكل وحدة دراسية، والمواد والأجهزة اللازمة للتدريس، والوسائل والأدوات التي سوف تستخدم في التقويم؛ وذلك لأن كل هذه الأمور تستغرق في الغالب وقتًا لإعدادها، والانتظار حتى وقت التدريس غالبًا مما يجعل المدرس ينسى، أو يتعجل بعض هذه الأمور؛ فيقوم بالتدريس لاغيًّا بعض الأهداف المهمة لعدم توفر الوقت اللازم لإعداد تلك التجهيزات مما يفقد التدريس فعاليته وكفاءته.
وهناك التخطيط قريب المدى، وهو المستوى الثالث للتخطيط، وهو التخطيط الذي يتم لفترة وجيزة كالتخطيط الأسبوعي، أو التخطيط اليومي الذي يتم من أجل درس واحد، أو درسين، أو ثلاثة دروس، وهو ما يعرف عادة بالتخطيط للدروس اليومية وإعدادها، ويفضل عادة القيام بتخطيط عام لكل أسبوع في الأسبوع السابق له مباشرة، وذلك من أجل تجهيز مستلزمات التدريس، كما اتضح عند الحديث عن التخطيط بعيد المدى ومتوسط المدى، يساعد هذا النوع من التخطيط وهو التخطيط قريب المدى أو قصير المدى المعلم إلى حد كبير عند قيامه بوضع الخطط التفصيلية للدروس اليومية حيث يتم ذلك في ضوء ما تم فعلًا في الخطة الأسبوعية، وما أسفرت عنه من إعداد للأنشطة والوسائل التعليمية والاختبارات.
مكونات خطة الدرس: 
هناك عناصر رئيسة لخطة التدريس، وهناك مكونات روتينية أو ثانوية، وتتضمن هذه المكونات المدى الزمني لتنفيذ الخطة أو الدرس، ويشمل ذلك تاريخ وقت بدء التنفيذ، أي: تاريخ الدرس، والزمن الكلي للتنفيذ، وتوزيع هذا الزمن على أجزاء الخطة، كما تتضمن أيضًا عنوانًا للدرس والصف الدراسي الذي ينفذ فيه الدرس. 
ثانيًّا: المكونات الفنية أو الأساسية أو الرئيسية:
وتتضمن هذه المكونات مجموعة من العناصر، وهي أهداف الدرس أو الأهداف السلوكية وإجراءات التدريس كالمقدمة أو التمهيد، ويمكن أن يكون في صورة سؤال، أو عرض مشكلة، أو حدث معين، أو قصة قصيرة، وعرض موضوعات أو محتوى التعلم، والنشاطات، والوسائل التعليمية، وأساليب التقويم، والواجبات المنزلية. 
ينبغي أيضًا على المعلم في مراحل التخطيط أن يسلك للتخطيط لدرسه عدة مراحل، وهي تتمثل في المراحل الخمس التالية:
المرحلة الأولى: وتسمى: "انظر قبل أن تقفز"، إنها فكرة جيدة أن يكون لديك تصور عن المجموعة التي ستدرس لها، وعن تجربتهم الأولى، وتوقعاتهم عن الدرس، وعن مكان الدرس في خطة أوسع للعمل، وعن أي عناصر إضافية في المنهج، وبذلك فإن عليك أن تنظر أين تضع قدمك، ومن أين تبدأ الدرس، ولمن تدرس.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة "وضِّح الضروريات"، فالضروريات هي حاجات التلاميذ التعليمية الحقيقية في سياق الدرس، وأهداف التعلم الخاصة التي تناسب تلك الحاجات، ويمكن اعتماد عملية التخطيط الإجرائي في توضيح الضروريات. 
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة "قرِّر إستراتيجياتك"، في هذه المرحلة لا بد أن تحدد وتختار من بين الإستراتيجيات التعليمية العديدة تحدد المدخل المناسب للتدريس في درسك مشيرًا إلى نشاطات التلاميذ ومخرجاتها، ومن ذلك فإنك تنتقي الإستراتيجية المناسبة للتدريس. 
المرحلة الرابعة: إعداد خطة، أي: البدء الفعلي في إعداد خطة الدرس. 
المرحلة الخامسة: وهي مرحلة "قرر كيف تراجعه"، فتحتاج كطالب معلم أن تكون واضحًا بشأن كيفية الحكم على نجاح درسك سواء لاحظته رسميًّا أم لا، فيجب أن تستخدم المعايير الصادقة والمنصفة التي كانت جزءًا من إستراتيجيتك، وكذلك أن تأخذ بعين الاعتبار ما تعلمته من التجربة، وتذكر أيضًا أنه سيكون هناك العديد من مخرجات التعلم لك ولتلاميذك التي لم تكن متوقعة. 
هناك إضافة إلى ذلك إجراءات التخطيط لعرض الدرس، والأمور المرتبطة بها، والإعداد للخطة.
هناك أنواع ثلاثة ينبغي أن نشير إليها عندما نتحدث عن هذا الموضوع الهام، وهذا الموضوع المهم، وهو موضوع التخطيط للتعليم، وبالتحديد عند الحديث عن التخطيط للتدريس، وهو أنواع مخططات التدريس، وهناك ثلاثة أنواع رئيسة لمخططات التدريس: 
النوع الأول: هو مخططات تدريس المقررات أو البرامج التعليمية. 
النوع الثاني: مخططات تدريس الوحدات الدراسية. 
النوع الثالث: هو مخططات تدريس الدروس اليومية.
فلكل نوع من هذه الأنواع وهذه المخططات الفنيات والأساليب الخاصة به، والتي يمكنك الرجوع إليها من خلال المادة الدراسية التي عنوانها: "تصميم التدريس رؤية منظومية".
نختار على سبيل المثال مخططات تدريس المقررات التعليمية، فعندما تقوم بإعداد تصور ومخطط لإعداد مخططات تدريس المقررات والبرامج التعليمية إنك تمر بعدة خطوات رئيسية، فهذه الخطوات قد يخيل لك أنها خطوة أو اثنتين أو ثلاث، بينما نجد أن هذه الخطوات وسوف تجدها جميعًا موضوعة أمامك في المادة التعليمية تصل إلى ما يقرب من عشرين خطوة، تبدأ هذه الخطوات في البداية بتحديد عنوان المقرر الدراسي، أو البرنامج التعليمي، وتنتهي بتحديد التكليفات أو الأعمال التي سيقوم بها الطلاب، ما بين ذلك تجد العديد من الجداول والعديد من المهام الدراسية التي ينبغي أن تقوم بها أثناء التخطيط والتصميم للدروس.
هناك إستراتيجيات مختلفة لتقويم المناهج الدراسية وتخطيطها، نتناول هاهنا إستراتيجيات مختلفة لتخطيط المناهج وتطويرها، وقد أشرنا عن بعض النماذج فيما مضى، وهي عن نموذج "تايلور"، وغيره من النماذج؛ لذلك فإن الإستراتيجيات تُعنى بكيفية التخطيط للمناهج وتطويرها من خلال النماذج المتاحة سواء أكانت نماذج جاهزة أو نماذج تقوم أنت بإعدادها عندما تصبح معلمًا في المستقبل وتربويًّا سواء كنت تدرس مواد خاصة بالعلوم الأكاديمية، أو العلوم الشرعية.
فعملية تخطيط المناهج وتطويرها في النظام المركزي للتعليم تختلف عنها في النظام اللامركزي؛ ففي النظام اللامركزي يكون مخطط المناهج ومنفذها ومقومها عاملين في مدرسة واحدة، أما في النظام المركزي فإن الأمور تختلف تمامًا؛ حيث إن خبراتنا في النظم المركزية، ونظم التعليم في الدول العربية كلها مركزية؛ لذلك فإن علينا أن نفرق بين التخطيط للتعليم في النظام المركزي، والنظام اللامركزي.
وقد نرى بعض المؤشرات التي تبين الإقبال على التعليم خاص؛ نظرًا باللامركزية فيه، فيختلف الموقف عندما نرى نفس المحتوى الدراسي يدرس في جامعة حكومية تعمل بالنظام المركزي؛ فإن ذلك يبين الفرق بين النوعين، وبين النمطين من أنماط التدريس؛ حيث نجد كثيرًا من الطلاب الذين يحصلون على الصدارة، وعلى المكانة الأولى في الشهادات كالابتدائية، والإعدادية، والثانوية، يكون معظمها ويكون الأوائل غالبًا من بين الذين ينتمون إلى التعليم الخاص؛ وذلك لأن تخطيط التعليم والممارسات التعليمية في النظم التعليمية الخاصة غالبًا ما يعتمد على مراعاة المتعلم، ويعتمد بالضرورة على قدراته، ويعتمد أيضًا على ميوله، وعلى حاجات المجتمع، وعلى واقع المحتوى الدراسي، وعلى التطويرات العالمية دون وضع قيود على المحتوى الدراسي، واختياره، وعلى مفردات هذا المحتوى، وعلى الممارسات التعليمية، وعلى توزيع الخطة الدراسية التي يتم التدريس بها داخل المؤسسة التعليمية.
ولذا فإننا لا بد أن نحرر التخطيط للتعليم من المركزية في بعض أموره، وفي بعض خططه، وفي بعض مراحله التعليمية، أو نجعل ونبتكر نظامًا منسقًا يأخذ بالمركزية في تخطيط التعليم، ويأخذ أيضًا باللامركزية، ونأخذ من المركزية القيود، والضوابط، والقوانين، والتشريعات التي لا غنى عنها، ونأخذ من اللامركزية ما يمكن أن يصبغ العملية التعليمية بالفاعلية، والحرية، والمرونة، والكفاءة، والنشاط، وما إلى ذلك.
وإننا بذلك نكون قد أعطينا موضوع تخطيط التعليم بعدًا يرتبط بالضرورة بالسياسات التعليمية، وبالعوامل العلمية والأكاديمية، والأمور الاجتماعية داخل المجتمع، لا بد أن يلمس التخطيط للتعليم كافة الأمور والعوامل والمتغيرات المرتبطة بالمتعلمين ومجتمعاتهم وفئاتهم ومستوياتهم وقدراتهم، ويلمس كذلك ما تصبو إليه الدولة، وما يريده المجتمع من تعليم، ويتلمس أيضًا كم المعلومات، والتسابق الحادث بين الدول؛ فلا بد أن نعمل باستمرار على تطوير خططنا التعليمية، وعلى تطوير التخطيط للتعليم على نحو مستمر، بل إن علينا أن نهتم بالنظر، والمقارنة في واقع التخطيط للتعليم بيننا وبين أقراننا في دول مختلفة.
أهمية عمليات التخطيط التربوي، والنشاطات التعليمية في نظم التعليم الإسلامية
تخطيط التعليم إلى أهمية عمليات التخطيط التربوي، والنشاطات التعليمية في نظم التعليم الإسلامية:
إننا في مؤسساتنا التعليمية الإسلامية التي ينبغي أن تستقي القواعد والقوانين والمعايير والضوابط بها من الشريعة الإسلامية، ومن المبادئ الإسلامية القومية، لا بد وأننا سوف نأخذ بعين الاعتبار للأسباب، والأساليب، والمسببات، والشروط، والمعايير التي وضعها الإسلام، ونصت عليها الشريعة الإسلامية لإنجاز عمل ما، أو تحقيق مهمة معينة، فإننا لنرى بعد أن تمتع المسلمون، وتمتعت أسماعهم وأبصارهم بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة: 3). 
بعد أن تمتع المسلمون بهذه الآية الكريمة وأخواتها من لآلئ الذكر الحكيم والقرآن العظيم لا بد وأنهم يبحثون عما ورد في القرآن العظيم من التخطيط، ولعلنا نقرأ في سورة يوسف -عليه السلام- أهمية التخطيط الاقتصادي، كما أشار إليه القرآن حين رأى عزيز مصر رؤيا وطلب من يفسرها له، وجاءوه بيوسف -عليه السلام-؛ فقالوا له: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ} (يوسف: 46)، هذا ما قاله رسول الملك، وذلك ليوسف -عليه السلام-؛ فكان الحل والتخطيط الاقتصادي من يوسف -عليه السلام- كما نص عليه القرآن الكريم: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ * وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} (يوسف: 47- 50)، وذلك إلى آخر القصة، والسورة الكريمة حتى قال له الملك: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ * قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (يوسف: 45، 55).
{إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} طلب أن يتولى خزائن الأرض في مصر، وفي ذلك إشارة منه أفهمها، وقد يفهمها غيري بمنحى آخر إلى أنه لديه قدرة ومكانة هائلة على التخطيط الاقتصادي، وعلى مواجهة الأزمات؛ فهناك تخطيط للأزمات، وقد بين لنا القرآن الكريم ذلك أيضًا في قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (الكهف: 23، 24). 
ومعنى ذلك: أن الأمور كلها بمشيئة الله -عز وجل-، لكن علينا أن نأخذ بالأسباب، وألا نترك الأمور للمصادفة، ولذلك فإن علينا أن نراعي في مؤسساتنا التعليمية البعد الخاص بالتخطيط التعليمي، وحين ننظر إلى أي عمل من الأعمال العظيمة، وكلها عظيمة بداية من إبلاغ الناس بأنه تلقى الوحي من ربه، وذلك هو النبي الأعظم رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وانتهاءً بوفاته -صلوات الله وسلامه عليه- لنجد أن النبي الأعظم كان يتخذ الخطوات الواضحة، والسبل القويمة، والإجراءات المناسبة في أي عمل كان -صلى الله عليه وسلم- يعمله؛ فلقد بدأ بالدعوة سرًّا، ولا عجب في ذلك؛ إذ إن كل ذلك من أمر الله من لدن حكيم خبير؛ فهو أمر بوحي إلهي؛ لأن كل ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- كان من ربه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم: 3، 4). 
فانظر وتأمل التخطيط الإسلامي، والتخطيط والدروس التربوية المستفادة من حادث الهجرة، والأحداث التي مرت بها، فاعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأخذ بالأسباب، ولا يترك الأمور للمصادفة، وذلك كما قال القرآن: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} (النجم: 5).
لذلك فالتخطيط التربوي في مؤسساتنا التعليمية الإسلامية لا بد وأن يشتق، وأن يتخذ، وأن يحدد، وأن يستخرج في كافة منظومات ومكوناته من القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وإجماع الصحابة، وكافة المصادر الإسلامية المتاحة لنا بما يعمل على أن تتبوأ كما تبوأنا من قبل، ويا ليت قومي يعلمون إبان عصور الازدهار والنهضة الإسلامية حين كانت الكلمة العليا عسكريًّا، واقتصاديًّا، وعلميًّا، وفكريًّا، كانت الكلمة العليا للمسلمين، وكان الغرب يتخبط في عصور الظلام، وعصور الانتكاسة، بينما كان المسلمون هم أفضل دولة، وأفضل قوة على وجه الأرض، ذلك أنهم خططوا للعلم، فاهتموا بمجالات البحث، والتأليف، والترجمة، والتعليم، وغيرها، واهتموا بالبحث، والابتكار، والإبداع؛ فسادوا الأرض بما عليها ومن عليها.
إن علينا أن نتخذ وأن ننقب عن أصول التخطيط التعليمي والتربوي في كتبنا وتراثنا على حد ما تبقى لنا منها، غير أننا نقول أن كثيرًا منها قد أهدر، ولكن الخير كما يقول النبي -صلى الله عليه، وسلم-: "الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة"؛ فإن علينا أن نتخذ خطوات للتخطيط التربوي والتعليمي بداية من الهدف من التخطيط، وانتهاءً بالتقويم للتخطيط يكون نابعًا من القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وما أجمع عليه الصالحون في أمة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم.
لعل الهدف الأسمى للتخطيط التعليمي أن يكون تعليمًا دينيًّا عندما نخطط للتعليم في الإسلام، وعند اعتبار مكون المحتوى لا بد أن يكون المحتوى مشيرًا ومتضمنًا للإعجاز العلمي، والإشارات والدلائل القرآنية المهمة؛ حتى يهتدي الناس إلى رب العالمين، ولا غرو في أنك ترى كثيرًا من العلماء في الغرب بعد أن عاش طيلة حياته معاديًّا للإسلام والمسلمين؛ إذ هو يسلم عندما يسمع تفسير آية، أو حديث نبوي يطابق شيئًا علميًّا كائنًا، وبعضهم يسلم عندما يعلم تفسير آية يطابق منهجًا عقليًّا لديه، وهكذا، فإن علينا أن ندمج وأن نبني محتويات مناهجنا الدراسية في كافة التخصصات، وفي كافة العلوم والمجالات وفق الدلائل العلمية، والدلائل الشرعية، وما جاء في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :





الأكثر قراءة

هل انت متفائل بالرئيس بشر الخصاونة ؟

  • نعم
  • لا
Ajax Loader
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.