وقال عباس في لقاء تلفزيوني مع الإعلامية المصرية لميس الحديدي من رام الله، مساء اليوم، إنه لا يرغب في حرق المراحل والاستعجال على طريق تمكين الحكومة في قطاع غزة وأدائها مهامها كافة كما الضفة الغربية.

وأرجع عباس إقبال حركة حماس على المصالحة هذه المرة، إلى عدم قدرتها على دفع ما خصمته السلطة من الميزانية المخصصة لقطاع غزة، وفق قوله.

وأوضح أن ما خصم من الميزانية المخصصة لقطاع غزة، خلال الفترة الأخيرة، لا تتجاوز نسبته 22%، وقال: "قد يكون أثر ذلك على الكهرباء والمياه لكن هذا موضوع آخر"، في إشارة قلل من خلالها من المصاعب والأزمات التي واجهها سكان قطاع غزة على إثر هذه العقوبات.

وكان وفد حكومة التوافق الفلسطينية وصل إلى قطاع غزة، صباح اليوم الاثنين، وبدأ عدد من الوزراء باستلام مهامهم ووزاراتهم بشكل سلس، ودون أي عقبات تذكر، في وقت أكدت فيه حركة حماس أنها جادة في الذهاب إلى المصالحة، وتقديم كل ما يمكن لإنجاحها.

وفيما يتعلق بسلاح المقاومة أكد عباس رفضه استنساخ تجربة حزب الله في قطاع غزة، في إشارة إلى احتفاظ الحزب لقوته وسلاحه في وجه الاحتلال خارج إطار المؤسسة الرسمية اللبنانية.

وشدد أنه يريد لغزة أن تكون في واقعها كالضفة المحتلة من حيث وجود سلاح واحد فقط، في إشارة لسلاح السلطة، وقال: "أنا هنا (الضفة المحتلة) إذا وجدت أحداً من فتح يحمل السلاح اعتقله".

وبهذه التصريحات يجدد عباس رفضه لوجود سلاح المقاومة في ظل سيطرة حكومة التوافق على مفاصل الحكم في قطاع غزة، وهو ما أكدت فصائل المقاومة رفضه أكثر من مرة، عادّة أن سلاح المقاومة مقدس لا يجوز النقاش حوله أو المساس به مطلقا.

التصريحات التي أطلقها رئيس السلطة جاءت بعد يوم عم فيه الفرح جنبات قطاع غزة، استبشاراً بتحقيق المصالحة، وأملا في التخفيف من الحصار على القطاع، والذي اشتد في الفترة الأخيرة بفعل إجراءاته الأخيرة.

نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تناقلوا تصريحات عباس عبر هاشتاق "مش مستعجل"، استهجنوا خلالها ما ورد من عبارات عكرت صفو أجواء المصالحة، وأعادتها إلى مربع التوتر من جديد بشكل غير مبرر، ما دفع بعضهم لمطالبته بالتوقف عن ذلك، والانتباه لأجواء المصالحة.