الاحتلال ملة واحدة..الجيش الأمريكي يستخدم العراقيين قطع غيار لجنوده المصابين

 وقال احمد غراب انه كان معتقلا لدى القوات الامريكية وبالرغم من مرور اكثر من اربع سنوات على اطلاق سراحه من المعتقل يعاني من الام جسدية نتيجة اصابته المباشرة بعيارات نارية اضافة الى المعاناة النفسية والتهميش وعدم التعويض وغيرها.

 

وسرد المعتقل الاردني معاناته جراء الاصابة بالرصاص والاعتقال التعسفي والاهانة داخل المعتقل والتهميش وعدم تعويضه عن الاضرار التي لحقت به.

 

واتهم غراب القوات الامريكية بانها استخدمت اطراف وأعضاء عراقيين من فئة الهائمين بالشوارع من دون اهل او الذين يعانون من امراض نفسية كقطع غيار بشرية لهم. وادعى بانه شاهد افرادا من قوات الاحتلال قاموا بجمع المشردين والمختلين عقليا واعتقلوهم في ابو غريب وبوكا وغيرهما من السجون وتم اجراء عمليات انتزاع لبعض اعضائهم وارسالها الى المستشفيات الامريكية لمعالجة الجنود المصابين سواء في امريكا او للجنود داخل العراق.

 

حسب مشاهدات المعتقل غراب فانه التقى سجناء في السجون من المساكين ومنهم مختلون عقليا ومتشردون قاموا باعتقالهم وبعد فترة شوهد بعضهم اعور او بترت ساقه او يده او كليته وغيرها, مؤكدا بان هذه الفئة لم يكن لها اهل يطالبون بهم ولم يكونوا يعون ما يدور حولهم او ما يجري لهم اضافة انه في حال الشكوى لا احد ينتبه لهم بحجة انهم مختلون عقليا.

 

وسرد غراب قصة اعتقاله فقالانه بتاريخ 23 تشرين الثاني من عام 2004 واثناء توجهي الى العراق عبر الحدود الاردنية العراقية لمشاهدة زوجتي العراقية بوساطة سيارتي الخاصة من نوع دايو سيلو وفي منطقة الرمادي تعرضت لاطلاق نار من قبل القوات الامريكية على الشارع الرئيسي بعدها طلبوا مني الترجل من السيارة وامتثلت للاوامر الا انهم اطلقوا علي النار وتمت اصابتي مباشرة في اليد والقدم اليسرى وما زالت آثارها ظاهرة للعيان حتى الآن

 

وأكد غراب بان القوات الامريكية لم تسعفه الى ايٍ من المستشفيات مشيرا الى تركه من دون علاج بالرغم من الدماء النازفة جراء اصابة الرصاص بل قامت باعتقاله بسجن ابوغريب الشهير مؤكدا استمرار اعتقاله تسعة شهور من دون تهمة وتحت رقم (35502) وبحسب شهادة اوردها الصليب الاحمر الدولي.

 

واضاف وتم الافراج عني بتاريخ 9 حزيران 2005 ومنحي وثيقة سفر اضطرارية من السفارة الاردنية ببغداد بسبب مصادرة جواز سفري من قبل القوات الامريكية وبعد عودتي الى المملكة تلقيت العلاج اللازم واستدعيت بشكوى لوزير العدل الذي بدوره خاطب وزارة الخارجية فقامت بدورها بمخاطبة السفارة الامريكية بعمان من اجل الحصول على تعويض مادي ومعنوي عن الاضرار التي لحقت بي بسبب تسببهم باصابتي برصاصهم من دون تهمة او محاكمة

 

وحسب التقارير الطبية التي احتصل غراب عليها فإنه لا زال يعاني من اصابته بالرصاص من قبل القوات الامريكية والزج به في السجن من دون تهمة.

 

وخاطب غراب وزارة العدل والخارجية والسفارة الامريكية بعمان من اجل الحصول على اكمال معالجته وتعويضه معنويا وماديا عن الاضرار التي لحقت به وذلك حسب المذكرة التي خاطب بها المحامي عصام المجالي وكيل المعتقل وزير العدل والخارجية شرح فيها ملابسات اعتقاله موكله اثناء دخوله الاراضي العراقية بشكل مشروع واطلاق النار عليه واصابته وعدم اسعافه واعتقاله بدون سبب او مبرر قانوني مما ادى الى تثبيت عظم فخذه الايسر برسغ معدني كما وان حركة يده ورجله اصبحت محدودة مما ترتب عليه عجز اضافة الى معاناته من احوال نفسية سيئة وجسدية نتيجة الاهانة الشخصية في السجن وتدمير حياته الاجتماعية الزوجية الامر الذي شكل اعباء مالية ضخمة بسبب المعاناة.

 

وجدير بالذكر ان المحامي المجالي رفع مذكرة لوزير العدل ايمن عودة حول قضية موكله غراب ورفع الوزير بدوره المذكرة الى وزير الخارجية ناصر جودة لمخاطبة السفارة الامريكية بشان تعويضه عن كل ما اصابه نتيجة تعرضه بحسب ادعائه للتعذيب على يد قوات التحالف خلال اعتقاله في سجن ابو غريب خلال فترة اعتقاله من 23 تشرين الثاني 2004 الى اطلاق سراحه بتاريخ 9 حزيران 2005 ويطالب غراب بالحصول على تعويض من سفارة الولايات المتحدة في عمان اسوة بما حصل علية عدد من المعتقلين معه في نفس الفترة, مشيرا كذلك الى حصوله على شهادة من الصليب الاحمر تؤكد اعتقاله من قبل القوات الامريكية لنفس الفترة.

 

كما احتصل على تقرير طبي غير قضائي من مستشفى البشير من لجنة مشكلة من د.عماد الصناع اخصائي عظام ومفاصل ود.سهل احمد نصير مستشار جراحة الغدد الصماء يفيد بان المصاب يعاني من الام في الكوع اليسرى ناتجة عن وجود شظايا معدنية في المنطقة المذكورة مع محدودية الحركة بالاضافة الى انه يعاني من ضعف بالطرف السفلي الايسر ناتج عن كسر قديم تم تثبيته بسيخ معدني في وسط عظم الفخذ الايسر والصور الشعاعية توضح بان الكسر الملتئم هو بحاجة الى عملية جراحية لرفع السيخ المعدني كما انه بحاجة الى علاج طبيعي لتقوية العضلات الرباعية في الطرف السفلي الايسر.

 

والشيء بالشيء يذكر، ففضيحة سرقة الاحتلال الأمريكي لأعضاء العراقيين تذكرنا بفضيحة جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما اتهمته صحيفة سويدية بسرقة أعضاء شهداء فلسطينيين، كما اتهم ناشط أمريكي، مدافع عن حقوق السود، إسرائيل بسرقة الأعضاء البشرية لمنكوبي الزلزال المدمر الذي ضرب جمهورية هاييتي وقتل نحو 200 ألف شخص وأصاب ربع مليون آخرين.