• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

التأمينات الصحية: "إلي يموت خليه يموت .. خليه يزور المقبرة"

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2018-02-15
756
التأمينات الصحية:

 عمون - لقمان إسكندر - طوابير طويلة من المرضى، تنتهي حتى المقبرة. آلاف الأردنيين منعتهم الدولة من العلاج، تحت طائل الـ 100 مليون كلف علاجهم. 

كمن قام من نومه للتو. كان رجلا بكامل ضحكته حزينا اليوم. عيناه متضخمتان من الدمع. سألته عن حاله قال: 'حزين'. فسألته فأكمل: الحكومة طردت والدي من مستشفى الحسين للسرطان وتريد أن ترسله إلى مستشفى البشير.

وقال أيضا: يطاردوننا في الشوارع أصحاء فإذا ما مرضنا، ألقوا بنا إلى أقرب مقبرة.

كأنه مشهد يقف فيه الوزراء صفا واحدا يتقدمهم الرئيس في 'هجيني رسمي' يدندنون فيه: 'واّلي يموت خليه يموت .. خليه يزور المقبرة'.

علاج، أو قل تأمينا صحيا بطعم المنع. هو تأمين بنكهة الموت. مرّ، ومخيف، ومؤلم.

اليوم تتردد بيننا هذه المعلومة: إن من يعالجون اليوم في مركز الحسين للسرطان سيطردون منه، بصورة تدريجية وفردية. 

الحكومة ستنفرد بالمرضى، مريضا مريضا إلى أن تلقيهم جميعا في المقبرة. أعني سيجري ترحيلهم بعد انتهاء مدد تأميناتهم الصحية الحالية إلى مستشفى البشير. والبشير متخم. يتجشأ مرضا وزحمة.

وزارة الصحة وضعت الحل التالي: في حال وقع المحظور، وصار المريض مُخطرا على بعد خطوتين من القبر، سيسمح له بالطبابة في مركز الحسين للسرطان. مركز بناه الشعب ثم مُنع منه.

هل تسمعون بقصص الدول الدكتاتورية عندما تسارع الى الافراج عن سجينها السياسي الذي قارب على الموت، حتى لا يقال مات في السجن؟

حكومتنا لا تنحى هذا المنحى. لكنها صحيا ستفعل ذلك. من ينقذ الاردنيين من حكومتهم. إنها تلاحقهم في الأسواق وهم أصحاء يوم تشفط من جيوبهم كل درهم، ثم إذا مرضوا، تقول لهم: واّلي يموت خليه يموت .. خليه يزور المقبرة.. يا مواطنين لا تبكوا عليه .. هاي المنايا مقدرة'.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.