مستشفى الكرك الحكومي .. مشكلات تراوح مكانها منذ سنين بانتظار الحلول

 مراجعون للمستشفى أكدوا ان هناك نقص في أطباء الاختصاص ، لاسيما اخصائيي الباطني ، القلب ، الكلى ، المفاصل وأخصائي غدد وأعصاب ، مما يضطر المرضى لمراجعة أطباء الاختصاص خارج المحافظة ، لافتين إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة تحول دون وصول جميع المرضى إلى عمان لعلاج وبحثا عن اخصائيين ، كما بين المراجعون أن قسم الاسعاف والطوارئ ينقصه طبيب اختصاص للحالات الطارئة كالحوادث .

 

وبينوا أن الواسطة في مستشفى الكرك تلعبان دورا كبيرا في الحصول على المعالجة السريعة وتخطي نظام الدور ، إضافة إلى سوء معاملة للمراجعين ووجود نقص في بعض الأدوية التي يحتاجها المرضى باستمرار وتباع بأسعار مرتفعة في القطاع الخاص مثل أدوية مرضى القلب والضغط والدهنيات والتهاب المفاصل والمعدة .

 

اما الأجهزة الطبية الحديثة مثل أجهزة الرنين المغناطيسي والتصوير الطبقي فتتلخص مشكلتها بانها لا تعمل بانتظام ، كما ان هناك عطل في جهاز فحص هشاشة العظام منذ أربع سنوات ليصار الى تحويل المرضى إلى مستشفى البشير ، وايضا عطل في جهاز فحص السمع لحديثي الولادة منذ حوالي 8 أشهر حيث يتم تحويل الأطفال إلى مركز الأمير الحسن للتشخيص المبكر للإعاقات في بلدة الربة والتي تبعد حوالي 30 كيلومترا عن المستشفى ، اضافة الى عدم وجود جهاز تخطيط أعصاب .

 

الانعاش و العناية المركزة

 

وعن غرفة الانعاش "حدث ولا حرج"حيث ان المستشفى يفتقرالى غرفة إنعاش للمرضى بعد خروجهم من العمليات ، ليصار الى استخدام الممر الواقع أمام غرفة العمليات كغرفة إنعاش وعلى مرأى المراجعين ومسامعهم يستيقظ المريض من التخدير ، دون ادنى مراعاة لخصوصية المرضى ، اضافة الى سوء المرافق الصحية في بعض الأقسام وخاصة في قسم التوليد .

 

اما قسم العناية المركزة فيوجد فيه سبعة أسرة وتبلغ نسبة الإشغال فيه (90%) ويحتاج إلى أسرة متطورة وبمواصفات عالية ، كما يوجد فيه نقص في الكادر التمريضي .

 

وأشارت أم محمد إلى عدم انتظام أطباء العيادات الخارجية ومن مختلف التخصصات بالدوام ، وقالت أنها ذهبت إلى عيادة الأطفال تمام الساعة 12 ظهرا ولم تجد الطبيب وبحثت عنه داخل المستشفى لمعرفتها أن الدوام من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثالثة مساء ، وعندما وجدته رفض المعالجة بحجة أنه خارج العيادة ، مطالبة بإلزام أطباء الاختصاص بالدوام يوم السبت للتخفيف من ضغط المراجعين في باقي الأيام .

 

العيادات الخارجية

 

من جهتهم طالب موظفو العيادات الخارجية بتوصيل خدمة الهاتف الأرضي للمكاتب لخدمة الحالات الطارئة التي تحول إلى قسم الطوارئ داخل المستشفى بالإضافة إلى عدم توفر القرطاسية اللازمة وعدم وجود أجهزة كمبيوتر ، مؤكدين أن العيادات تبدو كأنها معزولة عن المستشفى من ناحية الخدمات المقدمة حيث تم إغلاق مختبر التحاليل الطبية داخل العيادات رغم أن عينات الدم يتم أخذها من المرضى داخل العيادات وإرسالها إلى المختبر داخل المستشفى الذي يبعد عن العيادات الخارجية 500( متر) وذلك بواسطة عاملات شركة الخدمات (النظافة ) ، مما يضطر بعض المرضى لإجراء عدة فحوصات لوجود خطأ أثناء نقل العينة إلى المختبر .

 

قسم العلاج الطبيعي

 

يعد قسم العلاج الطبيعي قسما مستقلا ضمن أقسام المستشفى ولا يجوز ضمه إلى أي قسم آخر وتم ضمه مؤخرا إلى إدارة العيادات الخارجية ، مما يخالف الأنظمة حيث انه وحسب اللوائح الطبية يجب أن يتبع هذا القسم إلى المساعد الفني .

 

وتتلخص أهم المشاكل في هذا القسم بوجود نقص في الأجهزة وتعطل بعضها وعدم عمل الصيانة لها ، كأجهزة العلاج الكهربائي وتركيب بعضها بطريقة خاطئة كجهاز الطين (ُهَفن) ، وتم مخاطبة المسؤولين بذلك منذ عام 2005 دون استجابة ، بالإضافة إلى أن مكان القسم غير مناسب لمرضى العلاج الطبيعي كونه في الطابق الثاني ولايوجد ممرات للمعاقين وكراسي متحركة ، كما أن الأجهزة تنحصر في غرفة واحدة ، ويحتاج القسم إلى صالة للتمارين الرياضية للمرضى ، إضافةإلى عدم تقاضي موظفي قسم العلاج الطبيعي علاوة العمل الإضافي أسوة بموظفي الأقسام الأخرى.

 

ويشير عاهد عضايلة إلى أن مراجعي قسم العلاج الطبيعي يتم تحويلهم من المراكز الصحية إلى المستشفى وتكون الحالة المرضية طارئة إلا أن المشكلة تكمن في المواعيد المسبقة لفترة طويلة .

 

الأطفال والخداج

 

رئيسة قسم الأطفال في المستشفى سحر المحيسن اكدت أن هناك نقصا في الأسرة داخل القسم حيث يوجد 23 سريرا ويعاني القسم من اكتظاظ في حال تحويل الأطفال من قسم الطوارئ إلى قسم الأطفال ، مطالبة بضرورة استحداث غرفة للأطفال في قسم الطوارئ للتخفيف من حدة الاكتظاظ داخل القسم مضيفة إلى وجود نقص ايضا في الكادر التمريضي .

 

اما الخداج فلا يتسع سوى إلى 14حاضنة بسبب ضيق المكان وعدم وجود تهوية ، مما يشكل خطرا على الأطفال في حال انتشار العدوى بينهم ويحتاج القسم إلى أجهزة مراقبة التنفس والتنفس الاصطناعي ويفتقر إلى مواد معقمة للحاضنات .

 

سكن الأطباء

 

تحول المسافة البعيدة لسكن الاطباء بحسب عدد منهم دون وصولهم في الوقت المحدد لمعاينة المرضى خاصة في حالة الطوارئ ، إضافة إلى موقع السكن المنحدر و الذي يحتاج إلى تسوية الطريق المؤدية له .

 

الأخطاء الطبية

 

ويشكو المواطنون من تكرار مسلسل الأخطاء الطبية في المستشفى ومنها ما حصل لطفل من لواء فقوع أهمل من قبل الفريق الطبي حين ابتلع جسما صلبا ولم يتم إجراء اللازم له لعدم وجود مختص بحالته كما يدعي بعض الأطباء .

 

كما ان هناك أخطاء طبية كثيرة كنسيان مقص وقطعة قماش في بطن إحدى النساء خلال إجراء عملية الولادة القيصرية ، وغيرها .

 

إدارة المستشفى

 

من جانبه اكد مدير المستشفى الدكتور نصار عمارين وجود نقص في أطباء الاختصاص كأخصائي باطني أعصاب وغدد وأنه يوجد أخصائي مفاصل يغطي يوم واحد بالأسبوع ، وبالنسبة لنقص الأدوية في حال عدم توفر العلاج المطلوب للمريض المؤمن صحيا يتم كتابة وصفة طبية له لصرفها من الصيدليات الخارجية على حساب التأمين الصحي .

 

ونفى عمارين وجود نقص في الكادر التمريضي داخل المستشفى أوخلل وتعطل في أجهزة العلاج الطبيعي ، مؤكدا أن جهاز فحص هشاشة العظام المعطل يحتاج إلى قطعة من خارج الأردن وتمت المطالبة بتزويد المستشفى بجهازآخر إذا لم يتم تصليح الجهاز القديم ، مشيرا إلى عدم وجود جهاز تخطيط للأعصاب لانعدام أخصائي باطني أعصاب ، أما جهاز فحص السمع لحديثي الولادة بين أنه يوجد جهاز آخر لفحص السمع عند الأطفال وأن الجهاز المعطل قراءته غير معتمدة .

 

وبين عمارين أن المريض لا يتم إخراجه من غرفة العمليات إلا بعد أن يستيقظ وحسب حالته يتم تحويله إلى غرفة (العناية المركزة إذا استدعت حالته أو يتم إخراجه لقسمه .

 

وعن مضمون الشكوى بعدم انتظام أطباء الاختصاص بالدوام أكد أن دوام الأخصائيين يبدأ من الساعة الثامنة والنصف صباحا ولغاية الساعة الثالثة ، وفترة الاستراحة للأطباء من الساعة 12 - الواحدة ظهرا. وأوضح أنه تمت المطالبة بمقسم للعيادات الخارجية وتم إحالة عطاء له وسيتم عمل درج وتسوية لطريق لسكن الأطباء ، مؤكدا أنه سيتم ايضا إعادة فتح مختبر العيادات الخارجية الذي تم إغلاقه بسبب نقص فني مختبر وعمل توسعة للعيادات . ولفت عمارين أنهم بانتظار انتهاء مشروع التوسعة للمستشفى الذي سيتم الانتهاء منه نهاية العام الحالي ، مما يساهم في الحد من الاكتظاظ داخل الأقسام.الدستور