هذه نظرة سريعة على الحالة المريعة في نتائج الفصل الأول للثانوية العامة..
الوزير الرزاز وفي مؤتمره الصحفي الذي عقده صبيحة اليوم، تحدث حديثا مقتضبا ولست أعلم هل هذا الايجاز بسبب ما يعانيه من "انفلونزا" جعلته الاسبوع الماضي يلتزم بيته وعدم دخوله الى مكتبه، مكتفيا بكتابة رسالة على الفسيبوك يطمئن أولياء الأمور على كل الأمور، أم أن لإيجاز تفسيرات أخرى.
لم يذكر الرزاز شيئا عن الطلبة النظاميين الذين تقدموا للامتحان في الدورة الشتوية، سوى المجموع الذي ضمهم مع طلبة الدراسة الخاصة (الدراسة الخاصة هنا تعني الطلبة الذين لم ينخرطوا في مدارس لا حكومية ولا خاصة، وغالبيتهم من الذين تقدموا للامتحان في سنوات سابقة)، حيث قال الرزاز بأن عدد الطلبة النظاميين وطلبة الدراسة الخاصة المتقدمين للامتحان في كافة الفروع الأكاديمية والمهنية بلغ (175943) مشترك ومشتركة، حضر منهم (150 ألفا و 509) مشتركاً ومشتركة، ولم يعط تفاصيل عن الطلبة النظاميين ومعدلاتهم ونسبة النجاح وأوائلهم.
وهنا سأتحدث عن الأرقام التي ذكرها وزير التربية والتعليم في المؤتمر الصحفي وهي المتعلقة بطلبة الدراسة الخاصة وهم كما أسلفنا (الطلبة الذين تقدموا الى الامتحان دون الانخراط في مدارس حكومية أو غيرها، وغالبيتهم العظمى من الطلبة الذين أخفقوا في امتحانات سابقة، فهم بهذا المعنى من طلبة السنوات السابقة)، وعدد هؤلاء كما ذكر وزير التربية والتعليم عمر الرزاز ( 76021 )مشتركاً ومشتركة حضر منهم
( 63015 )مشتركاً ومشتركة ، حيث أنهى منهم متطلبات النجاح في المباحث جميعها (41666) مشتركاً ومشتركة بنسبة نجاح عامة بلغت ( 66.1%)، ووصف الرزاز النسبة بالمثيرة، بينما أصفها بالخطيرة بناء على ما يلي:
- انظروا عدد الناجحين من الطلبة الذين يعيدوا الامتحان فهو (41666) طالبا وطالبة، من أصل (63015) طالبا وطالبة تقدموا للامتحان. ونسبتهم كما نرى (66.1%).
- ذكرت مديرية القبول والتنسيق الموحد في وزارة التعليم العالي قبل أيام بأن الطاقة الاستيعابية للجامعات للفصل الثاني من العام الدراسي الحالي 2017- 2018 تتجاوز بقليل عدد (17) طالبا وطالبة.
- وحسب الوثيقة التي عرضها الرزاز في المؤتمر الصحفي فإن عدد الطلبة الذين يمكنهم الالتحاق بالجامعات هو (39449) من بين (طلبة الدراسة الخاصة) وهم الطلبة الناجحين من بين طلبة السنوات السابقة والبالغ عددهم (41666).
بالنتيجة لدينا حوالي (22) الف طالب وطالبة نجحوا في الدورة الشتوية، ولن تستقبلهم الجامعات الحكومية، وهنا السؤال الكبير عن التطوير:
أين سيذهب هؤلاء الطلبة الذين نجحوا بعد تسهيلات كثيرة في الامتحان؟! .
تابعت امتحان الثانوية العامة ككل الأردنيين والمهتمين، وكان امتحان الدورة الشتوية من أسكثر امتحانات الثانوية العامة سهولة، ولم يبلغ في صعوبته صعوبة امتحان التجريبي في أقل المدارس اهتماما، وأجزم بأن نسبة النجاح بين الطلبة النظاميين والتي تجنب وزير التربية ذكرها في مؤتمره الصحفي تتجاوز 75% وهذا يعني بأننا مع انطلاق العام الدراسي الجامعي الجديد شهر "أيلول القادم"، وسوف يكون لدينا أكثر من (80) ألف طالب وطالبة يحق لهم الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، علما أن أن الطاقة الاستيعابية لجامعاتنا الحكومية مع بداية كل عام دراسي لا تزيد فعليا عن 35 الف طالب وطالبة، وهنا ستبرز تحديات اجتماعية وسياسية وتعليمية جديدة، وسوف نشهد غضبا استثنائيا من قبل الناس، وسوف يكون مطلبهم منطقيا :
أين سنذهب بأبنائنا؟ ولا نملك مالا لنعلمهم في جامعات خاصة ..!
هل بدأت وزارة التربية تلمس حجم التحديات التي صنعتها للناس ولنفسها ولنظام التعليم بعد توجهاتها الأخيرة وتقديمها تسهيلات "نفسية" للطبة، بينما لم تتعمق في دراسة او توقع انعكاسات هذه التسهيلات على نظام التعليم، وعلى مستقبل الأجيال الذين يعيشون في بلاد محدودة القدرات والموارد وتعاني بطالة كبيرة وتضعف فيها يوما بعد يوم فرص العمل والاستثمار !
تاليا وثيقة التربية والتعليم حول طلبة السنوات السابقة الذين ذكرهم الوزير الرزاز، بينما امتنع عن ذكر أي نسبة او أرقام عن الطلبة النظاميين.