• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

العبادي يكشف اسرار عودته واستقالته من حكومة الملقي ..وهذه قصتي مع د.خالد الكركي.

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2018-04-01
1286
العبادي يكشف اسرار عودته واستقالته من حكومة الملقي ..وهذه قصتي مع د.خالد الكركي.

  نضال منصور

عرفته منذ 28 عاماً، وكنت دائماً على تواصل معه، ليس سهلاً مكاسرة د.ممدوح العبادي سياسياً، فهو يملك "ذكاء فطري” وقدرة على المناورة والحركة لا يتقنها كثيرون.قبل سنوات طويلة كتبت عنه بورتريه سياسي تحت عنوان "الجوكر” أعجبه جداً، وإن كان العنوان لئيماً وقاسياً.

فسألني لماذا اخترت هذا العنوان فأجبته بـ "أنت النقابي والسياسي الوحيد الذي استطعت أن تلعب و”تتلاعب” بكل الأطراف وتحوز على ثقتهم، الفتحاويين، الشيوعيين، القوميين، اليساريين وحتى الحكومة والمخابرات، وأنت الوحيد اللي بتركب مع الجميع .. فاكتفى بالضحك”.

في السنوات الماضية وقبل أن يعود وزيراً في حكومة الملقي كان يقول لي أمام الملأ "أنت الوحيد الذي يستطيع تجميع المختلفين تحت سقف واحد في إشارة للأمسية الرمضانية أو الأنشطة التي كان ينظمها مركز حماية وحرية الصحفيين”.

زارني قبل أيام وبعد عتاب ونقاش كان حواراً واستجواباً للوزير الذي حضر وغاب.أكثر ما يظهره الدكتور ممدوح العبادي الوزير رقم (2) في حكومة هاني الملقي بعد استقالته تصالحاً معلناً مع الذات وهو يروي   أنه عمل حتى اللحظة الأخيرة في الحكومة، رغم أنه تقدم باستقالته الطوعية قبل أسبوع من تقديم الفريق لاستقالته، وبعد يوم واحد من حصول الحكومة مجدداً على ثقة البرلمان.

لا يرغب العبادي الذي شغل منصب وزير الصحة في حكومة طاهر المصري في أوائل التسعينيات، وبعدها أصبح برغبة الراحل الملك الحسين عمدة عمان وأمينها، أن يستطرد في الحديث والتقييم للتعديل الوزاري الذي أجراه الرئيس الملقي، ولا يبدي غضباً أو انزعاجاً في اختيار نائبين للرئيس لا يتقدمان عنه خبرة سياسية أو في العمل العام، مذكراً بأنه قبل بأن لا يصبح نائباً للرئيس حين استقبله الملقي عارضاً انضمامه للحكومة مشتكياً من نائبي الرئيس الذين سبقوه ومؤكداً للعبادي بأنه سيكون ساعده الأيمن في الحكومة.

العبادي يعترف بوضوح قائلاً "إذا قبلت بالانضمام للحكومة فعليك أن تحترم وتقدر رئيسها وأن تدافع عنها حتى آخر لحظة حتى لو كانت لديك ملاحظات على الأداء”.

ينتقد العبادي بقسوة حالة الترهل الإداري التي وصلت لها إدارات مؤسسات الدولة ولا يتردد من وصفه بالـ "السل”، وحين يقارن مع الحال حين أصبح وزيراً للمرة الأولى عام 1992 بعد أن كان نقيباً للأطباء، لا يتردد عن المجاهرة والقول "البيروقراطية الأردنية الجادة هي التي حمت الدولة وطورتها، قبل بداية الحياة الديمقراطية عام 1989 وفي السنوات التي تبعتها كان الفاسد معزولاً يؤشر عليه من كل الأطراف ولا يجد حواضن له، وكان هناك جدية في العمل والإنتاج، والعمل كان عبادة”.

ويتابع "للأسف الأمور الآن تغيرت، واكتشفت بعد غياب أكثر من 25 عاماً عن العمل الحكومي بأن المصالح الشخصية تتقدم الآن، والمسؤولون مرعوبون وخائفون”.

يستذكر العبادي قصة لا ينساها بعد خروجه من حكومة المصري وعودته لعيادته الطبية في الزرقاء عام 1993، حيث جاءه اتصال من الدكتور خالد الكركي وكان رئيساً للديوان الملكي وطلب زيارته في منزله، وتصادف أن الكهرباء كانت مطفأة في شوارع منطقته، فقال الكركي للعبادي وهو يهم بالخروج "بكرة بتصلحها”، ولم يكن يعرف ولم يفهم أنه سيُعيَّن أميناً لعمان بعدها مباشرة، وأن الراحل الحسين كان قد سأل في اجتماع للحكومة "شو رأيكم بوضع عمان” هل تتراجع؟!

وأبلغ رئيسا الحكومة والديوان الملكي بأنه يريد ممدوح العبادي أميناً لعمان، وكان ما يزال "شعري أسود”، يقول العبادي، حسبما قال له مروان الحمود حين زاره في مكتبه بأمانة عمان.

وسألت الدكتور العبادي هل ندمت على دخولك في حكومة الملقي بعد هذه السنوات؟يجيب العبادي بصراحة "طبعاً لم أندم … لو عرفوا لماذا عدت وزيراً ربما لا يصدقني الكثيرون في الأردن؟”.

ويتابع "أنا لست ثرياً وأريد لزوجتي أن تعيش حياة كريمة إن رحلت، لذلك عدت لأخدم بلدي ولأحسن راتبي التقاعدي”.

يكشف الدكتور العبادي  كيف أدار خلية الأزمة في الحكومة قبل أسبوع من موعد الثقة بها تحت قبة البرلمان.يقول "كنا في اجتماع مجلس الوزراء حين أعلن الرئيس أن الأسبوع القادم سيكون موعداً للثقة بالحكومة طالباً من الوزراء حضور الجلسة”.

يضيف "بعد انتهاء الجلسة جلست معه على انفراد وقلت لا يجوز هذا الكلام، نحن علينا أن ندافع عن الحكومة وأن نحصد ثقة لا تقل عن نصف زائد واحد، حتى نحافظ على شرعية الحكومة سياسياً”.

ويتابع "وسألني ماذا أريد فقلت أن نجتمع مع وزراء الخدمات جميعهم لندرس وضعنا مع النواب، ومن سيمنحنا الثقة، ومن سيحجبها، ومن سيمتنع عن التصويت؟”

ويضيف "وفي اليوم التالي استدعى الرئيس الوزراء للرئاسة وفوضني بقيادة الفريق لمتابعة كل نائب، وأمضينا باقي الأيام حتى يوم جلسة الثقة ونحن نتصل ونجتمع مع الجميع لنعرف وضعنا، ونجحنا بحصد 67 صوتاً، وهذا نجاح في ظل القرارات الاقتصادية الصعبة التي اتخذتها الحكومة، وهو ما دفع الرئيس الملقي ليمتدحني مرارا في اجتماع مجلس الوزراء”.

ويتابع العبادي "بعد يوم من حصولنا على الثقة قدمت استقالة خطية للرئيس ولم يعلنها، والحقيقة أنني كنت أنوي الاستقالة أكثر من مرة قبل ذلك ولكني تراجعت عنها لضغوط من أصدقاء مقربين لي”.

ويزيد "بعد تقديم استقالتي للرئيس سافرت للقاهرة لحضور اجتماع مؤسسة ياسر عرفات لأنني نائب رئيس مجلس إدارتها منذ سنوات، وبعدها عدت، وطلب الرئيس من الفريق الوزاري أن يقدموا استقالاتهم لأنه يريد أن يجري تعديلاً وزارياً”.

ويتابع القول "كنت قد اشترطت على الرئيس الملقي أن يقبل دعوتي على الغداء بعد التعديل للوزراء الذين يدخلون الحكومة والذين يخرجون منها، بحضور رئيس مجلس النواب، وهو ما تم، فاستقالتي المسبقة ودعوتي له تعني أنني لست عاتباً أو "زعلان” أو "حردان”.

يستكمل العبادي حديثه الان أنا "مبسوط” ومستريح وراضٍ عن أدائي، فخلال 400 يوم بالحكومة لم أسافر يوماً واحداً على نفقة الحكومة، ومنذ خروجي من الحكومة وخلال شهر سافرت لباريس ورومانيا ومصر وكلها دعوات”. "عين نيوز”

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.