• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

وأد الحرية وفرم المعارضة ! بقلم الاعلامي ..بسام الياسين

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2018-11-06
4912
وأد الحرية وفرم المعارضة ! بقلم الاعلامي ..بسام الياسين

 

 لشدة عداوته لحرية الكلمة ونزعته العدوانية للمعارضة، يتوعد فرعون خصومه، بنون التوكيد الثقيلة،ان من يخالفه او يعلو صوته على صوته، بتقطيع اوصاله ونشر عظامه.فـ ( لا ) الاعتراضية ممنوعة داخل حدوده. اوامره سُنّة كونية لا تتبدل الا بمشيئته. فعلى الكافة، ان يكونوا طوع امره و رهن حركة اصبعه و الا :ـ { فلأقطعنّ ايديكم و ارجلكم من خلاف،و لإصلبنَّكم في جذوع النخل}.في ملحق لاحق ، ان من لا يجأر بولائه:ـ { ليُسجننَّ ويكون من الصاغرين } ويبقى في زنزانته حتى تترق عظامه.الانكى ان الصمت في بلاد الخوف محسوب على صاحبه ،لان طاعة ولي النعمة تقتضي المجاهرة بها على رأس مئذنة،و اي تفسير او تعديل على هذه السياسة، يقع تحت باب المخالفة والتعطيل وعليه العقوبة ةسةء العاقبة. فالمواطنة الحقة بنظره، ان تطأطأ رأسك كالانعام و لا تفتح فمك الا عند خلع اسنانك.

ليس من ساقط الحديث،و اجوف الكلام الاعتراف :ـ ان الواقع العربي بائس، ومواطنه يائس،فيما الاصلاح ميئوس منه،طالما اننا محكومون بعقليات قبلية،فلا حرية ولا ديمقراطية ولا عدالة اجتماعية.ترى الناس كإعجاز نخل خاوية،من انسحاق تعانيه من العيش في مدن فاسدة، ليس بينها مدينة فاضلة واحدة.فلغة الدم والظلم هي الدارجة، وجنرالات الكراهية لا يتورعون عن فرم من نطق بكلمة نقد للباب العالي.الاشد اشمئزازاً، جحافل الذباب الألكتروني الذين يبررون الافعال المشينة. تجدهم ينشرون الاكاذيب،يزيفون الحقائق،يغسلون الادمغة،يلمعون النخب الصدئة … اولئك هم الساقطون امثال ” مليارديرات الاعلام ” الذين فضحتهم الصحف المصرية الصادرة يوم الخميس الماضي، الموافق 25/ 10/ 2018 . محمود سعد كان يحصل من التليفزيون على 9 ملايين جنيه سنوياً،ابراهيم عيسى تعدت ثروته المليار جنيه،بينما عمرو اديب تعادل ثروته ثروة عادل امام الخرافية.الابشع منهم علماء السلاطين الذين يحضون العامة على الطاعة العمياء،فيما اسقطوا من معاجمهم، ” ان اعظم الجهاد كلمة حق”.

 

بفضل سياسة هؤلاء الخرقاء ،وفتاوى اولئك الحمقاء ، اصبحت صورة الامة مقلوبة وقيمها معكوسة بينما الشعوب كبش محرقة،اما النخب المدللة،خرقت المألوف،تراها تلوذ بالفرار عند اول هزة او تحتمي بالمناصب والعشيرة ان داهمتها تهمة…للأسف، تدفع العامة الثمن صامتة مستسلمة،بعد ان جرى انتزاع حناجرها كي لا تطالب بابسط حقوقها.هنا نسأل الا يحق للانسانية ان تحاسبنا على ما فعلنا بانسانيتنا ؟!. و لماذا يتستر اهل الفتوى بالصمت والتقية في زمن بلغ فيه الطغيان ذروته في ظل انظمة غير صالحة ” للاصلاح او الانصلاح “.

 

يقول الله تعالى :ـ { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض } و يقول ابن خلدون :ـ “العرب اذا شبعوا فسقوا” ونضيف، و اذا حكموا بطشوا ونكلوا باهل الكتابة ، و اسبغوا النعم على المرتزقة والمناصب ان كانت الخزينة خاوية. لنعترف ان النظام العربي ذو نزعة تسلطية.ولحماية نفسه،اعطى لنفسه صفة القداسة و راكم حوله هالة من الرعب، لإخافة شعوبه ويحول الناس الى دمى بيد الحاكم بامره رغم ان الكيانات العربية كيانات مسطحة،لا تستطيع الوقوف على ساقيها الا بمطارق القبضة البوليسية وصمغ الحماية الاجنبية.
((( كتب مالك بن نبي المفكر الاسلامي ذات حرقةٍ : ولدت وأنا أرى أمي تكنس الأرض، و تشتكي ألم الظهر بسبب الانحناء. لم تفكر في إضافة عصا لتلك المكنسة الصغيرة. ثم جاء الفرنسيون بالمكنسة الطويلة، فارتاحت أمي حين باتت قادرة على كنس بيتها وهي مستقيمة.تبدو المكنسة شيئاً تافهاً، لكن اهتمامنا ليس بالمكنسة بل بالعلاقة بين الشيء البسيط وصاحبه. هذا ينطبق على السيارة،المصباح الكهربائي،موقد الغاز، الثلاجة والدراجة. نستعرض هذه الأشياء ثم نتساءل: لماذا لم نستطع الإسهام في حركة التقنية، حتى على مستوى إضافة عصا إلى مكنسة ))).
لا يختلف احمقان، ان امتنا تعاني تخلفاً عاماً، و تمزقاً داخلياً ضمن اطار الدولة الواحدة،و عدوانا خارجياً ينتهك سيادتها و هيمنة مطلقة على قرارها،فوق هذا هي محكومة بثلاث قوى:ـ البنك الدولي،الصندوق الدولي،منظمة التجارة العالمية،حتى غدت الخارطة العربية مزبلة للبضاعة ومخزناً للاسلحة. نقول ـ بالعربي الفصيح ـ :ـ ان لم ننتقل من ذهنية الإملاء الفردية،وتركز السلطة في يدٍ واحدة الى ذهنية جمعية جريئة ناقدة وتداول للسلطة،فالامور ستزداد سوءاً و لن نستطيع اقتحام المستقبل.فلا ابداع ولا اختراع الا بالديمقراطية،الحرية،العدالة الاجتماعية.بهذه القيم، ستنضج تفاحة التغيير وتتغير احوال الامة،اما ان بقيت حالتنا على هذه الحالة من التخلف،سنصبح ببضع سنين في عداد الامم البائدة .

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.