جامعة البترا أيقونة الجامعات يتعرض طلبتها لاعتداء من مجهولين

 جامعة البترا لا يمكن لزائرها إلا أن يصفها بأيقونة الجامعات، فالطالب والزائر ما أن يدخل بواباتها حتى تلفه بروائح عطر أزهارها الفواح،  وتلفت أنظاره جمالية شوارعها وكأنها لوحة فنية رُسمت بيد فنان، وتبهره اسوارها وبواباتها المنحوته التي تحاكي بلونها صخور البتراء الوردية. جامعة البترا أبوابها مُشرعة للزائر وطالب العلم لينعم بجوٍ من الرفاهية تعينه على التخلص من التعب والإرهاق والطاقة السلبية. منذُ سنوات خلت والجامعة في مقدمة الجامعات الخالية من العنف بسبب حكمة إدارتها وحرصها على خلو الجامعة من المشاكل وتجفيف منابعها بالعقل والمرونة والحزم، ولكن للاسف واجهنا اليوم مجموعة من الشباب المجهولين "الرعاع"من خارج الجسم الطلابي يتسللون إلى داخل الجامعة ويمارسون الاعتداء على طلبتها في مشهد غوغائي همجي يندى له الجبين، نتج عنه اصابات مؤسفه ، وهذا المشهد يؤكد لنا بضرورة الوقوف بحزم في وجه كل أشكال الغوغائية والخروج على القانون وخصوصا عندما يكون الضحية طلبة في بيئة آمنة مستقرة كما هو الحال في جامعة البترا. 

 

ولا بد ايضا من وقفة مراجعة حقيقية في الاجراءات الامنية المتبعة على مستوى الوطن، خصوصا في البيئات المعروفة بحمل ابنائها السلاح بمناسبةٍ وبدون مناسبة، وهنا ارجو أن لايفهم كلامي بأني أدعو إلى فكرة الدولة البوليسية، ولكن لتعزيز ثقافة سيادة القانون وعدم اللجو الى العنف. درس اليوم يدعونا في جامعة البترا الى أخذ العبر وتشديد الرقابة على الزوار الشباب وإعادة تأهيل رجال الامن الجامعي ليكونوا قادرين على إحباط أي محاولة خارجية من بعض الاشرار والعابثين ..حتى تبقى البترا في المقدمه في  أمنها وهدوئها واستقرارها وأنا على ثقة بإدارة الجامعة لاتخاذ كل الاجراءات الكفيلة باجتثاث العنف ومسببيه لتبقى الجامعة كما عهدنا بها، بيئة نظيفه محترمة خالية من التوتر والسلبية. المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا في لعب أدوار إيجابية لتدريب طلبتنا ومحاورتهم على مهارات الحياة ليكونوا أكثر إيجابية وأكثر قدرة على مواجهة المواقف الصعبة التي تتطلب الحكمة والهدوء والابتعاد عن كل اشكال الانفعال. ستبقى جامعة البترا منارة للعلم والاستقرار والبيئة النظيفة والجميلة الخالية من العنف بهمة طلبتها وادارتها وهيئتيها التدريسية والادارية. حمى الله الوطن وحمى جامعتنا البترا أيقونة الجامعات من كل اذى.