• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الخارطة العربية براكين متفجرة.. بقلم الاعلامي . بسام الياسين

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2019-01-08
1339
الخارطة العربية براكين متفجرة.. بقلم الاعلامي . بسام الياسين

 ليس من الحصافة الطعن بوطنية مواطن خرج للشارع،شاهراً حنجرته للمطالبة بالخبز والحرية،لكن المعيب الانتقاص من فكره،والاستهانة من موقفه، حين يصرخ وجعاً لفقدانه ابسط مقوماته،حقه في العمل، و الامل بالمستقبل.لقد شبع صفعاً من انظمة لا تحترم انسانيته،فلو عرف ـ المسخوط ـ ما ينتظره من بهدلة،لرفس " القابلة " برجله وظل ممسكاً باسنانه في رحم امه .حياته مرمطة من صرخة الولادة الى شهقة الموت : ـ اللقمة مغموسة بالسم ،الحصول على عمل معجزة،المواصلات شعبطة،المعاملة الرسمية لا تمشي الا برشوة....العربي ايوب عصره، كي يعيش، يحتاج الى قوة خارقة.ما زاد كآبته كآبة،إنعدام الحرية،غياب الديمقراطية،فقدان العدالة الاجتماعية.المجتمع العربي صار اشبه بسيرك هندي: اعصاب مشدودة،العاب خفة للسرقة وطلاسم كسحرة فرعون في السياسة.

قرود تتقافز فوق حبال منصوبة ،اسود تُضرب بالكرابيج كالحمير،خيول مُطهمة تمارس العاباً مضحكة،بهلوانات باقنعة مضللة للضلال والتضليل. ناكر هذه الحقائق يحتاج الى دليل لإثبات عكسها،والمتفلسف بغير هذا، اما يعاني من عوجٍ في لسانه او سفسطائي يعلك كلامه .

بيدق عديم الخبرة، لا يصلح ان يكون عضواً في مجلس قروي.فالاوطان تكبر بمبدعيها،رموزها،علمائها،مثقفيها .انتهى زمن الشعوب المقهورة المستسلمة،كذلك زمن الحاكم الذي استصغر شعبه كانهم نكرات غير موجودة بمخاطبة الملايين المحتجة : " من انتم ؟ ".

فكانت نهايته فجائعية ثم طار الحاكم المستبد الذي لم يفهم شعبه الا حين طار،معترفاًوهو يجرجر اذيال خيبته، كذئب سقطت اسنانه وتثلمت مخالبه :ـ " الآن فهمتكم ".بدورنا نقول :ـ خاب ظن،من يظن ان الشعب العربي خمدت براكينه.لا احد يعرف اسرار البراكين، ولا متى تثو،هي تهمد لكنها لا تخمد ؟!.

الشعوب خرجت من دائرة التضليل بعد ان صارت المعلومة متاحة بكبسة.فقررت التصدي لفراعنة العصر،منهية زمن الصمت، وبدء مرحلة التطهير بنفسها، لغياب " الرمز القدوة "،الحكومات المنتخبة،البرلمانات الشعبية.بالحرية والديمقراطية،ترتقي الامة علمياً،اقتصادياً،سياسياً،ثقافياً،فتصل حتماً لاقتصاد الرفاه وسعادة مواطنها.

ديدنها الشفافية والمصارحة ووضع الناس بالصورة كاملة،حتى اذا استشكل امر، فالأستفتاء هو الفيصل او انتخابات مبكرة.هذا هو ( الحكم الرشيد ) الذي يبني الاوطان العظيمة و يتماهى مع التغيير،وله القدرة على البناء،لان الديمقراطية الحقة تحترم العقل النقدي والوعي الجمعي.اذآك لا مكان للشائعة ولا للاخبار المدسوسة..فالشعب الحر، يقف سداً منيعا امام الخصوم ، متعالياً على الصغائر،رافعاً ارادته الداخلية في مواجهة الإرادات الخارجية.اذآك يستعصي على دبق الشبكات العنكبوتية المغرضة اسقاط واحد في فخاخها. اسعد الناس من كانت مهنته متعته،لكنني لا اتخيل ،كيف يسعد مسؤول بظلم من حوله وسرقة وطنه وتعطيل الديمقراطية.فلا قيمة لوظيفة او مكانة علمية، ان لم تقم على ارضية اخلاقية غراسها رحمة الناس.

فاسوأ الاوطان من تحكمت بها قلة طفيلية، واحدهم لا بصمة له بل ابلى عمره في مستنقع رغائبه،تاركاً غرائزه الحيوانية فالتة، ينهش هذا و يعوي على ذاك،لعله يطفيء ما استعر في اعماقه من عدوانية،ثأراً لما مرَّ به من تجارب طفولية مهينة سيطرت على عقله الباطن واذكت نيرانه حقده، فاخذ يتخبط حتى اصبحت سمعته مقززة، كأخبار نشرة الثامنة في المحطات العربية. يا لبؤس العرب.احتفل الشرق والغرب كله بالرقص في الشوارع على ايقاع الموسيقى،فيما كانت السماء تشتعل بالالعاب الملونة اما المسنون كانوا يتسامرون في الحدائق العامة.يتناولون ما لذ من طعام وشراب ويتحدثون عن آخر المكتشفات العلمية لإطالة العمر.

الآية مقلوبة في عالمنا العربان . مياه الامطار تجرف خيام اللاجئين الهاربين من جور الانظمة، السيول تكشف عظام الاموات في المقابر الجماعية.

الاشد إيلاماً،شباب يتلوى من البطالة،جماهير غاضبة تجوب الشوارع تطالب بالخبز والكرامة،من انظمة نخبها المؤتمنة على الاموال العامة ضاربة في الفساد،غارقة في الخلافات الاثنية والمذهبية، لا تقيم للانسان وزناً ولا للقيم احتراما،جلَّ همها تعديل دساتيرها لبقاء القائد الملحمي الذي " لم يخلق الله مثله في البلاد ولا شبيهاً له بين العباد، ـ قدس الله سره ونفع الامة ببركاته ـ ".

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.