• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

أكلت يوم أكل الثور الأبيض..!!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-03-05
1451
أكلت يوم أكل الثور الأبيض..!!

السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تهديد رؤسائنا باستمرار ولماذا ملاحقتهم وتهديدهم بقرارات دولية يمكن ان تؤدي الى الاعدام كما حصل مع صدام في حين نجد ان اميركا تواجه دولا وزعماء آخرين يتميزون بعداء قوي لسياسة واشنطن مثل الرئيس الكوبي فيدل كاسترو والفنزويلي شافيز وكل الزعماء الايرانيين تقريبا فلم تقدم واشنطن على قصف مقارهم او ملاحقتهم بالقوانين الدولية او مقاطعتهم سياسيا ودبلوماسيا لدرجة أن الرئيس بوش شطب اسم المناضل نيلسون مانديلا من لائحة الارهاب دون ان نلمس ان مانديلا غير او بدل مواقفه او خطابه السياسي ازاء مفهومه للحرية والسيادة والنضال. اما هذا التعامل مع بعض الزعماء العرب فهو محط استهجان ولابد من العمل الحثيث لتقلع واشنطن عن هذه السياسة فإن لم يتوفر الاجماع العربي حول هذه الهجمة الشرسة ضد بعض الزعماء العرب فعلى الاقل لابد من تحرك عربي للدول التي يواجه رؤساؤها هذه الهجمة الشرسة بسبب اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان، فإن كان بالأمس صدام واليوم البشير فإن غدا ينتظر رئيسا آخر.

 ولعل التصريحات التي أطلقها دانيال بلمار المدعي العام ورئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري على هامش افتتاح أعمال المحكمة ، تبعث على القلق الشديد في هذا الشأن ، فهو أعلن أنه لديه حس معين بالنسبة للتحقيق والجهة المسئولة عن الاغتيال، وبالنسبة لإمكانية استدعاء شخصيات كبرى ، أكد أنه لا حصانة لرؤساء الدول ، قائلا: "بالنسبة لحصانة رؤساء الدول، فلا وجود لذلك في النظام الداخلي، وعندما نصل إلى هذا الأمر - إذا وصلنا - فستنظر المحكمة بذلك".
 
التصريحات السابقة تبدو وكأنها موجهة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي اتهمته بعض القوى اللبنانية بالمسئولية عن جريمة الاغتيال ، وإذا قررت المحكمة بالفعل استدعاء الرئيس السوري ، فإن العلاقات بين دمشق وبيروت ستكون عرضة للانهيار التام.
 
وكأن واشنطن ومعها الصهيونية العالمية وبقية الحلفاء قرروا منذ زمن بعيد ومن دون أن ندري ان تكون الهجمة شاملة وفي كل الاتجاهات كي لا تبقي ولا تذر، فبعد الحرب العالمية الثانية لم نشهد سقوط عواصم دول باستثناء سايغون ابان الحرب الفيتنامية سوى عواصمنا العربية الواحدة تلو الاخرى ففي أقل من خمسين عاما سقطت اربع عواصم عربية امام رضى وقبول العالم كله.
 
فبدأوا باسقاط القدس عام 1967 ثم بيروت عام 1982 فبغداد عام 2003 واخيرا مقديشو عاصمة الصومال عام 2007 ومن يدرى ماذا تخبئ لنا الدوائر الشيطانية من تهديد لعواصم عربية جديدة دون أن ننسى الحصارات والضغوط على العديد من الأقطار العربية بشكل لم تشهده دول أخرى رغم مواقفها المناوئة لسياسة واشنطن وتل ابيب، وبدأ الحصار الأول على مصر عبد الناصر بعد العدوان الثلاثي عليها عام 1956 عندما وقف الزعيم العربي الراحل يطالب بكرامة ووحدة وسيادة العرب على اراضيهم ونفطهم وثرواتهم وقال اخيرا «ايلي مش عاجبو يشرب من البحر الأحمر» فرد عليه آنذاك وزير الدفاع الاميركي روبرت مكنمارا قائلا «بل سنجبره على شرب مياه المجاري.
 
هذا ودون ان نشير إلى الحصار الأكبر المفروض على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، فمع شروق شمس كل يوم هناك ألف حكاية وحكاية مع معاناة الشعب الصابر الصامد في حين لم نر أو نسمع أي بلد آخر في القارات الخمس يتعرض لما يتعرض له.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.