• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

باخرة روسية محملة بالذرة التالفة تهدد بكارثة بيئية في العقبة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-03-05
2625
باخرة روسية محملة بالذرة التالفة تهدد بكارثة بيئية في العقبة

 تربض منذ ستة أشهر في مياه خليج العقبة باخرة روسية محملة بالذرة الصفراء تعتبر حمولتها في نظر اختصاصيين وقانونيين وخبراء في البيئة «تهديدا بيئيا خطيرا يمس أمن وسلامة الميناء والعقبة». وانتقل ملف الباخرة القادمة من الهند خلال الشهور الستة المنصرمة من مختبرات الفحص إلى أروقة المحاكم، حيث تم الحجز على الحمولة لمصلحة مستورد البضاعة، لينتهي الامر باعتبار الباخرة «عبئا لم يجر الحسم بشأن أسلوب التعامل معه رسميا او بيئيا حتى الآن». وكانت الباخرة المسماة كريمشاكالير ( KRYMCHAKHLAR ) دخلت في اليوم الاخير من شهر آب (أغسطس) الماضي المياه الاقليمية الاردنية وتحمل في حاوياتها 25 الف طن ذرة صفراء لغايات الاستهلاك الحيواني. وبعد بضعة اسابيع جرى نزاع قانوني بين مستورد البضاعة الممثل في مؤسسة الديرة التجارية من طرف وبين شركة «انترناشيونال بزنس كومباني هوم تاون انترناشيونال «ومالك الباخرة ومستأجرها وكابتن الباخرة   كطرف ثان، وقررت تبعا لذلك محكمة صلح العقبة في 24/ 9/ 2008 إلقاء الحجز التحفظي على الباخرة كريشماكالير لمصلحة الطرف الاول بحدود مبلغ 10.1 مليون دينار ومنع الباخرة من مغادرة المياه الإقليمية. وفي منأى عن القضاء، وبعد ذلك بأربعة أسابيع كشفت مختبرات الأعلاف في مديرية الانتاج الحيواني بوزارة الزراعة، كما تؤكد وثائق رسمية ، عن ان حمولة الباخرة غير مطابقة للمواصفة القياسية الاردنية. وطالبت بـ»عدم إنجاز معاملة التخليص على الحمولة واعادة تصديرها او اتلافها لارتفاع نسبة الحبوب التالفة واحتوائها على الاعفان والبكتيريا المعرفة الي كولاي». وفي الوقت الذي أكد فيه التقرير الحكومي خلو الحمولة من مركب افلاتوكسين السام، كشف تقرير لمختبر بريطاني في 11/ 11 / 2008   وجود مادة افلاتوكسين   في الذرة الصفراء. ويمضي وكيل الباخرة قانونيا مديرعام شركة المحيط الملاحية اسماعيل الزعبي في القول إن «المادة السامة افلاتوكسين التي ظهرت في الحمولة سببها كثرة التعقيم» مضيفا: «هنالك حشرات كثيرة في الحمولة والتعقيم يقتل الحشرة لكنه لا يقتل البيوض». ويتابع الزعبي «التعقيم لن ينهي المسألة»، لافتا الى ان الخطر يتصاعد، إذ إن « الصيف قادم وشمس العقبة حارقة ومادة الذرة زيتية. وعندما تنضغط فمن الممكن ان يتولد عن ذلك حرائق وخسائر بيئية جمة». ويشير الزعبي إلى أن على متن الباخرة 22 عاملا روسيا بمن فيهم الكابتن، وأن الحشرات وصلت الى سطح الباخرة،   وان الكابتن لا يخفي تأثره وشكواه من تسبب تلك الحشرات بحكة دائمة له ولأفراد الطاقم. وقد أثارت هذه الشكاوى اهتمام السفير الروسي في عمان   والذي وصل شخصيا الى العقبة   للاطمئنان على الطاقم الروسي الموجود حتى الآن على متن الباخرة. من جهته، يؤكد مالك البضاعة مدير عام مؤسسة الديرة التجارية فضل بلبل أن سبب المشكلة يعود إلى أن مالك الباخرة ومستأجرها «لم يبخروا او يعقموا الباخرة»، مشيرا الى استعداده لتبخير الحمولة، شريطة ألا يتحمل كلفة التبخير لاحقا، وأن يُترك الامر برمته للقضاء». وأبدى بلبل مخاوفه من ارتفاع درجات الحرارة في العقبة وتكاثر الحشرات في الباخرة، «ما قد يؤثر على مدينة العقبة وسكانها»، مشددا على «ضرورة قتل الحشرات وبيوضها». ويطالب بلبل ان تتحمل جميع الجهات مسؤولياتها بما فيها مستأجر الباخرة (الطرف الهندي الذي تمثله ترانس غرين الملاحية ، والطرف الاردني شركة المحيط الملاحية) ونادي الحماية الذي يعد بمثابة شركة تأمين للباخرة، على حد قوله. ويكمن المأزق في أمر التخلص من حمولة الباخرة في أن القرار القضائي بشأن الحجز عليها يمنع قانونيا التصرف بها، غير أن خبير القانون البحري حنا نعواس يقول إن «هنالك امكانية بتقديم طلب الى المحكمة بتفريغ الحمولة لكونها تشكل مكرهة صحية وبيئية، فالحجز هو على الباخرة وليس على الحمولة». ويضيف الخبيرالقانوني نعواس «الطرق ليست مسدودة، فهنالك مؤسسة الموانئ التي هي مسؤولة عن المرفق البحري، وثمة قدرة على إتلاف الحمولة أو تعقيمها، وهنالك ايضا مسؤولو البيئة في مفوضية المنطقة الاقتصادية الخاصة». ولا يرى مفوض البيئة في المنطقة الاقتصادية الخاصة الدكتور سليم المغربي أن الامر يستحق كل هذه «الجلبة» فـ»الامر في عهدة القضاء، والمفوضية تتابع الموضوع وهو تحت السيطرة»، مشيرا إلى أن «الباخرة في المياه وبعيدة عن الأرصفة وليس عليها مشكلة». وفي مقابل ذلك، يرى المدير التنفيذي للجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية فادي شرايحة أن الذرة الموجودة في حاويات الباخرة قد تآكلت بفعل السوس – على حد قوله – فمدة ستة شهور من وجود هذه الذرة في حاويات للنقل وليست للتخزين ومع وجود حشرات وقوارض ، وتجدر الاشارة الى ان فريق عمل الجمعية كان موجودا . ويضيف شرايحة «ثمة خطورة وأمراض وحشرات، لذلك طالبنا بألا تفتح هذه الحمولة، حتى لا يكون شاطئ العقبة مكبا للنفايات القادمة من بلدان اخرى، بل على العكس أن تعود السفينة من حيث أتت». ويمضي بقوله «الحشرات والقوارض الموجودة في حمولة الباخرة مستوردة، وهو ما يؤثر على التنوع الحيوي في الاردن». وينتقد شرايحة تباطؤ التقاضي في مثل هذه القضايا، مطالبا بـ»منح اولوية وصفة استعجال للقضايا ذات المساس بالبيئة». ولفت الى ان مفوضية العقبة الخاصة طلبت بتسريع اجراءات المحكمة ذات الصلة بهذه القضية، وسبق تلك المطالبات أكثرمن اجتماع للغاية ذاتها، لكن تلك الاجتماعات لم تفض الى نتيجة تنهي الجدل بشأن خطر حمولة تلك الباخرة والكارثة البيئية المتوقعة في حال استمرت جاثمة في موقعها حتى مطلع الصيف المقبل. الشركة المالكة للباخرة أرسلت مذكرة الى مفوضية المنطقة الاقتصادية الخاصة وجهات رسمية اخرى تحذر فيها من المخاطر البيئية جراء بقاء الباخرة على حالها الان في ميناء العقبة. واشارت المذكرة الى أن ترخيص الباخرة سينتهي في السابع والعشرين من الشهرالجاري، وانه في حال تم تجاوز هذا الموعد وعدم حدوث أي اجراء بحق الباخرة فإن الباخرة ستتحول الى جسم حديدي ملقى في الميناء وعلى متنه كمية هائلة من الحبوب التالفة وسط عدم وجود أي تدخل من أي طرف لانقاذها. ولا يسمح للباخرة بالمغاردة دوليا الا بعد تفريغها ونقلها الى ميناء آخر بغرض قصها وبيعها خردة، وهو الامر الذي ُيعدم أي مصلحة لاي طرف بالتدخل لمعالجة حالتها بعد هذا التاريخ.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.