الاردن يمتنع عن استقبال نتنياهو

امتنع الاردن عن استقبال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو, راهنا قبول ذلك بتحقيق تقدم جدي في المفاوضات غير المباشرة, المرتقب انطلاقها عقب اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم.

ورفض الاردن, وفق تقارير صحافية, استقبال نتنياهو رغم اتصالات أجرتها عدة جهات للحصول على الموافقة الاردنية, مشترطا تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين للسماح بذلك.

ورغم النفي الحكومي, ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان المليونير اليهودي رونالد لاودر زار المملكة محاولا ترطيب العلاقات الأردنية - الإسرائيلية, التي يشوبها فتور واضح.

وقال جلالة الملك عبد الله الثاني, في مقالة نشرت اخيرا, ان "العقد الماضي لم يشهد أي مفاوضات جدية يمكن أن تؤدي إلى تحقيق السلام, ونتج عن ذلك تراجع لافت في مصداقية العملية السلمية ودعاتها, وفي ضوء عدم إمكانية التعايش مع الوضع الراهن, فإن الجمود الحالي يهدد بانفجار موجة جديدة من العنف سيدفع ثمنها الجميع".

وعبر عن ذلك الفتور رئيس الوزراء سمير الرفاعي, في حديث ادلى به للتلفزيون الاردني.

ياتي ذلك بينما تعقد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم اجتماعا للاعلان عن شروعها في المفاوضات غير المباشرة, وذلك عقب يوم من لقاء جمع الرئيس محمود عباس والمبعوث الامريكي جورج ميتشل في رام الله.

ولم يصدر عقب اللقاء بيان رسمي, الا ان مصادر فلسطينية قالت ان ميتشل نقل لعباس مستجدات الموقف الاسرائيلي من الملفات التي ستناقشها المفاوضات غير المباشرة.

وألمح راديو إسرائيل, نقلاً عن تقارير صحافية, إلى وجود "معارضة شديدة" في صفوف اللجنة التنفيذية لاستئناف المفاوضات, بسبب "عدم إعلان إسرائيل صراحة عن وقفها لأعمال البناء وتوسيع المستوطنات".

ولدى لقائه ميتشل, قال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ان "المسائل الامنية" ذات اولوية في اي اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

واعرب بيريز عن "طموح اسرائيل بتوافق تاريخي مع الفلسطينيين, يرتكز الى قيام دولة فلسطينية الى جانبها".

ويتوقع ان يبدأ ميتشل, عقب اجتماع تنفيذية منظمة التحرير, جولة مكوكية جديدة بين الفلسطينيين والاسرائيليين, قبل ان يغادر المنطقة تاركا فريق معاونيه.

وتفقد جولات ميتشل افق تحقيق انجاز من أي نوع, وهو ما اكده وزير الخارجية الإسرائيلية الأسبق يوسي بيلين بقوله ان "حكومة نتنياهو ليست معنية, ولا راغبة, في تسوية مع الشعب الفلسطيني".

وبين بيلين أن "مفاوضات التقارب, الجارية حاليا, نهايتها الفشل المحتوم", لافتا ان "السلطة الفلسطينية تدرك حقيقة الموقف الإسرائيلي, وتسعى بمشاركتها في مفاوضات التقارب إلى حشر إسرائيل بالزاوية, لتظهر حقيقة موقفها الرافض للتسوية وأنهاء الاحتلال".

وتعتبر الاطراف الفلسطينية والاسرائيلية استئناف المفاوضات بمثابة "أنبوب أوكسجين سياسي" لاستمرارها, وفق المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان.

وتلاقي المفاوضات غير المباشرة رفضا من فصائل فلسطينية عدة, من بينها حركة حماس, التي حذرت منظمة التحرير من اتخاذ أي قرار بالعودة إلى المفاوضات العبثية, وإعطاء مظلة للاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.

ودعت "حماس" اللجنة التنفيذية إلى "التوقف عن بيع الأوهام للشعب الفلسطيني, وإعلان فشل خيارهم ومراهناتهم التفاوضية العبثية".