الدول الغربية تستدعي سفراء إسرائيل وأوروبا تطالب بالتحقيق

 واستدعت إسبانيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي السفير الاسرائيلي لطلب توضيحات بعد الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية، وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الاسبانية.

 

وصرح وزير الخارجية السويدي كارل بيلت الاثنين بأنه من المهم "الكشف سريعا" عما حدث مع أسطول "الحرية" المتجه إلى قطاع غزة، وأعرب عن قلقه بشأن التقارير التي أفادت بحدوث إطلاق نار ووقوع قتلى وجرحى على متن سفينة ترفع علم تركيا. وقال بيلت، الذي يزور إيطاليا حاليا: "نسعى إلى إيضاح لما حدث".

 

وأوضح قائلا: "استدعينا السفير الإسرائيلي للحصول على معلومات"، مضيفا أنه على اتصال أيضا مع الممثلة العليا للشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون، لضمان أن يبدي الاتحاد الأوروبي "ردا واضحا فور حصولنا على صورة أوضح لما حدث".

 

وأشار إلى أن إحدى القضايا التي تحتاج إلى إيضاح تتمثل فيما إذا كانت تلك الأحداث قد وقعت في المياه الدولية أم في "المياه الإقليمية الإسرائيلية". مضيفا: "ذلك وضع خطير للغاية، وسيكون له عواقب وخيمة.. هذا هو السبب في أن توضيح الحقائق أمر غاية في الأهمية".

 

من جهته، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن "قلقه البالغ" إزاء الهجوم الإسرائيلي ، وقال فيسترفيله الاثنين في برلين: "هذه أنباء أولى تدعو للقلق". وذكر فيسترفيله أن الخارجية الألمانية تسعى إلى إيضاح شامل لملابسات الحادث.

 

وصرحت آشتون بأن الاتحاد الأوروبي طلب من السلطات الإسرائيلية إجراء "تحقيق كامل" في ظروف الهجوم الذي شنه الجيش على الأسطول والاعتداء على الناشطين الاجانب .

 

كما استدعت وزارة الخارجية اليونانية السفير الإسرائيلي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية جريجوريس ديلافيكوراس: ليس عندنا الآن معلومات محددة. وأوضح أن وزارته على اتصال مع الخارجية الاسرائيلية إلا أنه قال إن الخارجية الإسرائيلية لا تقدم أي معلومات. وأكد المتحدث أنه تم تشكيل غرفة أزمات في أثينا لمتابعة الموقف.

 

وقالت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف أسطول الحرية: إن الحكومة اليونانية قامت بتشكيل لجنة طوارئ لمتابعة العدوان الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية، لا سيما وأن من بين المتضامنين نواباً يونانيين".

 

ونقل أحد أفراد طاقم سفينة يونانية كانت ضمن أسطول الحرية المتجه إلى قطاع غزة، تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على الأسطول في حديث مباشر مع إحدى القنوات التليفزيونية اليونانية.

 

وقال الرجل الذي يعمل في سفينة "إليفتيري ميسوجيوس": أجلى الإسرائيليون الجميع تقريبا ولم يبق سوى أنا وقائد السفينة فقط.. أطلقوا الرصاص المطاطي وأطلقوا النيران على الناس وضربوهم.. وصلوا في منتصف الليل وحاصرونا في حوالي الساعة الثالثة صباحا ثم جاءت المروحيات والسفن. ثم أضاف الرجل قبل أن ينقطع الاتصال "أنا الآن مكبل اليدين".

 

ويأتي هذا التحرّك في ظل طلب وزارة الخارجية التركيّة من الحكومة الإسرائيلية بتوضيح عاجل ومفصّل بشأن عملية اقتحام سفن أسطول الحريّة وإطلاق الرصاص الحي على المتضامنين المتواجدين على متنها.

 

واستدعى وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوجلو السفير الإسرائيلي في أنقرة جابي ليفي، في أعقاب اجتماع طارئ جمع الرئيس التركي عبد الله جول برئيس حكومته رجب طيب أردوجان ووزير خارجيته، لبحث الاعتداء الإسرائيلي على قافلة السفن الدولية.

 

وجاء في بيان للخارجية التركية: "إن استخدام القوة العسكرية ضد مدنيين من بينهم اطفال ونساء وكبار سن قدموا من دول عدة للتضامن مع اهالي غزة يظهر مرة اخرى ان اسرائيل لا تعير اطلاقا حياة البشر اهتماما".

 

واضاف البيان ان تركيا تدين بشدة هذا الفعل الإسرائيلي غير الانساني الذي استهدف اناسا ابرياء ارادوا اغاثة وتقديم المساعدات الانسانية لاهالي غزة" ووصف الهجوم الذي نفذته قوات خاصة إسرائيلية جوا على احدى سفن الاسطول الست بانه انتهاك للقانون الدولي.

 

وحذر البيان من ان الهجوم الذي جرى على بعد كيلومترات من سواحل غزة قد ينجم عنه عواقب على العلاقات الاسرائيلية التركية "لايمكن اصلاحها" مؤكدا انه مهما كانت التبريرات الإسرائيلية فإنه من غير الممكن القبول بفعل كهذا ضد مدنيين وانه يتعين على اسرائيل ان تتحمل عواقب هذا الفعل.

 

وبحسب البيان فانه تم استدعاء السفير الاسرائيلي لدى انقرة لتسليمه مذكرة الاحتجاج على الهجوم الاسرائيلي كما جرى الايعاز للسفارة التركية في تل ابيب باتخاذ "خطوات" لم يفصح عنها البيان للتعبير عن الموقف الرسمي لانقرة حيال الهجوم.

 

ومن جانبها، قالت مصادر إسرائيلية إن وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، تحدث مع نظيره التركي، ومع سفير تركيا في إسرائيل، وادعى أن أسطول الحرية وتصرفات المشاركين فيه كانت استفزازية.

 

كما ادعى باراك أن "جنود الاحتلال قد تعرضوا لهجوم وحشي، ولم يكن هناك بد من استخدام القوة"، على حد تعبيره.

 

وقالت مصادر في الخارجية الإسرائيلية إن التقديرات تشير إلى أن الحكومة التركية سوف تقوم باتخاذ خطوات دبلوماسية ضد إسرائيل قد تصل إلى حد طرد السفير الإسرائيلي.