• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

"الاندبندنت": قادة الغرب أجبن من أن ينقذوا أرواح الأبرياء

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-06-01
1106
"الاندبندنت": قادة الغرب أجبن من أن ينقذوا أرواح الأبرياء

لا تزال ردود الأفعال الغاضبة تتوالى على العدوان الذي نفذه كوماندوز إسرائيلي فجر الاثنين على أسطول يضم سفن مساعدات انسانية وناشطين كان متوجها إلى قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات واعتقال مئات آخرين كانوا على متن أحد سفن الاسطول.

 فقد شن الكاتب البريطاني روبرت فيسك، هجوما حادا على قادة الدول الغربية بسبب دعمهم الأعمى واللامحدود لإسرائيل، مشيرا الى أن قررات تغيير الأوضاع في المنطقة، يتخذها إلى الوقت الحالى أشخاص عاديين أو ناشطين.
 
وتساءل الكاتب: "هل بعد حرب غزة وحرب لبنان وحتى الهجوم الأخير على أسطول المساعدات إلى غزة من الممكن أن يقبل العالم مزيدا من السيادة الإسرائيلية؟".
 
ويجيب الكاتب:"لا تفكر كثيرا، فيكفى أن ترى البيان الصادر عن البيت الأبيض لتعرف الإجابة، فإدارة أوباما (الرئيس الأمريكي باراك)، قالت أنها "ستعمل على فهم الملابسات المحيطة بالحادث المأساوي" ولم تصدر كلمة إدانة واحدة بحق إسرائيل، عشرة جثث جديدة أضيفت إلى حصيلة القتلى في الشرق الأوسط.
 
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، عن الكاتب: "أن الوضع لم يكن بهذا الشكل في الماضي مشيرا إلى الجسر الجوي في عام 1948 الذي مده الأمريكيون والبريطانيون لسكان برلين مع العلم أن الألمان كانوا أعداءا ولكنهم كانوا يعانون من الحصار الذي فرضته القوات الروسية على برلين".
 
وأوضح الكاتب أن الأمر كان في غاية الروعة حينها فالسياسيون والقادة اتخذوا القرارات لإنقاذ أرواح الضحايا أما الآن فاختلف الوضع فأشخاص عاديون أوروبيون وأمريكيون بل وحتى بعض من الناجين من الهولوكوست هم من قرروا الذهاب إلى غزة لأن القادة السياسيين في بلادهم فشلوا في ذلك.
 
ثم شن فيسك هجوما على الساسة والقادة في العالم وسخر من بيانات الأسف الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والبيت الأبيض، ورئيس اللجنة الرباعية الدولية توني بلير، وتساءل الكاتب أين كان رئيس الوزراء البريطاني الحالي ديفيد كاميرون ونائبه كليج؟.
 
وقال فيسك: "إن إسرائيل لم تأبه من قبل عندما طردت بريطانيا واستراليا دبلوماسييها على خلفية تزوير جوازات السفر الأوروبية المتسخدمة في اغتيال محمود المبحوح أحد قياديي حركة حماس في دبي في شهر يناير الماضي، بل ولم تأبه عندما أحرجت نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإعلانها بناء وحدات سكنية جديدة في إحدي مستعمراتها بالقدس الشرقية المحتلة، فلماذا تأبه الآن؟".
 
أما صحيفة "الجارديان" فقالت: "إن ضحايا "اسطول الحرية" الذين سقطوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، انضموا إلى قائمة نشطاء السلام الذين ضحوا بحياتهم لمساعدة الفلسطينيين مثل راشيل كوري وتوم هيرندال و جيمس ميلر وبريان أفيري، مشيرة الى ان هؤلاء لم يذهبوا راغبين في الموت أو قبلوا أن يموتوا ، فكل واحد منهم اعتقد أنه سيكون بأمان طالما أن هناك حدودا نسميها الحدود الشرعية وحدود الحضارة لن تستطع إسرائيل تخيطها، ولكنهم كانوا كانوا مخطئين ولإثبات أنهم على خطأ كشفت إسرائيل مرة أخرى عن وجهها الحقيقي للعالم".
 
إحدى سفن أسطول الحرية               
 
ونقلت الصحيفة عن مقال بعنوان "إسرائيل تظهر وجهها الحقيقي" للكاتبة، أهداف سويف: " أن هذا الوجه ليس بجديد على الفلسطينيين وهم يرونه كل يوم منذ أن كانوا صغارا ، كما شهد العالم هذا الوجه في يناير/ كانون الثاني العام الماضي بعد أن شنت إسرائيل حربها على غزة أما الآن فإسرائيل ذهبت إلى أعالى البحار لقتل الناشطين الغربيين".
 
كما ذكر المقال أن إسرائيل وجهت رسالة جديدة إلى العالم بقتل ناشطي السلام الدوليين وأنه لا يهم ما ستدفع به إسرائيل من مبررات فهي عادتها منذ 62 عاما باستخدام الكلمات للتعتيم على أفعالها ولكن بمقتل هؤلاء النشطاء يتضح أن كل من يغض البصر عن جرائم إسرائيل فهو يقوم بذلك متعمدا.
 
وتروي الكاتبه ماحدث لها منذ بضعة أيام عندما قابلت ناشطين إسرائيليين قالوا لها إن الأمل الوحيد في إنقاذ الوضع هو المجتمع الدولي وأضافوا أن إسرائيل في طريقها إلى تدمير ذاتها وبالتالي تدمير المنطقة بأكملها على حد قولهم بل وأكدوا أن إسرائيل لن تتوقف حتي تدفع ثمنا كبيرا مقابل ما تقوم به وقد يكون هذا الثمن عقوبات اقتصادية دولية.
 
ويختتم المقال بأن هناك ملايين من الأشخاص في العالم يدركون ما يحدث الآن وأن اليوم قد حان لتتحرك الحكومات وتمثل رغبة شعوبها لمواجهة أكذيب وحجج إسرائيل وترى الحل في وجوب طرح خيار العقوبات الاقتصادية على الطاولة لمواجهة إسرائيل.
 
بدورها، كتبت صحيفة "الديلي تليجراف" أن إسرائيل تحت قيادة رئيس وزرائها "المزعج" بنيامين نتنياهو اكتسبت مهارة جديدة وهي اختيار التوقيت السيئ.
 
وتقول الصحيفة إن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي أصيب بذهول خلال زيارته التي قام بها إلى إسرائيل في مارس/ آذار الماضي بعد أن فوجئ بإعلان إسرائيل بناء وحدات سكنية لتوسيع إحدي المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية وهي الخطوة التي تسببت في أبرز توتر في العلاقات الامريكية الاسرائيلية منذ عام 1970.
 
وأضافت الصحيفة أنه كان من المفترض أن يلتقى نتنياهو اليوم الثلاثاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض في محاولة لتحسين الموقف بين الطرفين.
 
ولكن نتنياهو سارع إلى الإعلان عن إلغاء الزيارة عقب وقوع العملية العسكرية على سفن المساعدات المتجهة إلى غزة ربما خوفا من أن يتعرض للتوبيخ من قبل الرئيس أوباما مثلما حدث في آخر زيارة له إلى الولايات المتحدة.
 
وذكرت الصحيفة أن الحادث الأخير ووقوع خسائر بشرية سيزيد من خطورة الأزمة مع تنامي الغضب الدولي الذي لن تتمكن تصريحات وزراء نتنياهو من تخفيف حدته.
 
وتضيف: "إن المبررات الإسرائيلية لن تنجح هذه المرة في التصدي للاتهامات الموجهة لها بأنها دائما ما تلجأ إلى رد فعل مبالغ فيه وهي الاتهامات التي تكررت على مدي السنوات الماضية."
 
وترى الصحيفة أن العواقب الدبلوماسية المترتبه على وقوع الاعتداء الأخير ستكون وخيمة فرد فعل العالم العربي يمكن تنبؤه إلا أن المثير للقلق هو علاقة إسرائيل بتركيا أقرب دولة مسلمة ، فالعلاقات قد توترت بالفعل وربما سيكون من الصعب إعادة إحياء هذه العلاقات.
 
وتقول الصحيفة أيضا أن الأكثر إثارة للقلق في الوقت الحالي هو هو تأثير الأزمة على سير عملية السلام ، فالجانب الفلسطيني وافق على مضض على استئناف المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل ولكن الرئيس الفلسطيني وتحت ضغوط داخلية سيضطر لإيقاف هذه المحادثات وبخاصة مع وصفه للعملية بأنها "مجزرة إسرائيلية".
 
ولكن الصحيفة ترى أنه من الممكن أن يحدث شيئ إيجابي نتيجة للأزمة ومنها أن نتنياهو ربما قد لايجد أمامه بديلا سوى الانصياع للنداءات الدولية والضغط الدولي ويرفع الحصار المفروض على غزة التي تشهد وضعا انسانيا متدهورا.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.