• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

زعيم كردي عراقي يتحكم في السياسيين وأتباعه بطاقة روحية غامضة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-06-09
1938
زعيم كردي عراقي يتحكم في السياسيين وأتباعه بطاقة روحية غامضة

يعتقد المحيطون بالزعيم الكردي العراقي محمد عبد الكريم الكسنزاني، شيخ الطريقة الصوفية الكسنزانية، أنه يتحكم في السياسيين بكردستان العراق وفي الآلاف من أتباعه بطاقة روحية تمكن مريديه القيام بخوارق العادات، مثل التهام النيران والزجاج وأمواس الحلاقة وغرس الخناجر والسكاكين والحراب في أجسامهم.

 أحد هؤلاء الساسة والمريدين هو عزت الدوري، نائب الرئيس العراقي السابق، المختفي تماماً عن الأنظار، ولم يعرف مكانه حتى الآن منذ الإطاحة بصدام حسين.
 
ورغم أنه زعيم طريقة صوفية إلا أنه يعيش في رفاهية يغبطه عليها أهل القصور، فهو يقطن قصراً كبيراً وسط ضيعة جبلية مترامية الأطراف يتسابق عليها آلاف المريدين لخدمته.
 
ويتهامس أتباعه بأنه يتحكم ويفرض آراءه على ساسة كردستان العراق، لكنه يقف على مسافة واحدة من الجميع، حتى عندما قرر نجله الأكبر الدكتور نهرو محمد الكسنزاني ترشيح نفسه، لم يدعمه بشكل مباشر رغم تسخير كل إمكانيات الطريقة لدعمه قبل أن يتم اجتثاثه بسبب علاقة عزت الدوري بهذه الطريقة قبل الغزو الأمريكي للعراق، حيث كان أحد مريديها والداعمين لها.
 
قدرة الزعيم الكسنزاني على السيطرة على مريديه غريبة، فهم يعتقدون أنه باستطاعته أن يراقبهم مهما ابتعدت المسافات ومن خلف الجدران، مما يساهم في اتساع هالة الغموض حول الرجل الذي يقبل مرديه يديه ورجليه ويجلسون تحت قدميه بينما يجلس هو فوق مقعد.
 
في ضيعته الجبلية أو التكية - (التكية كلمة كردية تتكون من مقطعين، "تاك" وتعني العزلة و"كاه" وتعني المكان، فيكون المعنى "مكان الانعزال") - يعيش حوالي ٧٠٠٠ مريد أو درويش كما يطلق عليهم أهل العراق، يتناولون الطعام الجيد على ثلاث وجبات يومياً ويحظون بالعلاج والرعاية، مما يثير سؤالاً عن مصادر التمويل التي تجعل من هذا الزعيم الجبلي ينفق ببذخ، رغم أن روح التصوف هو التقشف. إلا أن أحد مساعديه يوسف المحمدي يقول إن مصادر تمويل التكية الكسنزانية تتأتي من الشيخ محمد عبد الكريم الكسنزاني الذي ينفق على الطريقة من ماله الخاص.
 
اتجهنا إلى المكان المخصص لإقامتنا وفي الطريق تجولنا في أروقة التكية وشاهدنا قاعات المنام، وهي عبارة عن غرف طويلة يتوزع الفراش الوفير والدافئ على جانبيها، أما المطبخ فهو مجهز بعدد كبير من أدوات الطبخ، ويعمل به طباخون مهرة، وتعمل المخابز الآلية بشكل شبه مستمر، بينما ينتشر عدد كبير من الحرس العرب والأكراد حول التكية ويخضع الزائر من غير الدراويش إلى إجراءات أمنية مشددة تحسباً لأي اعتداء.
 
ومن قوانين التكية أن يقوم الدراويش بمجموعة تسابيح في الصباح والمساء تجرى تحت إشراف الشيخ، وهي عبارات تذكر فيها أسماء الله الحسنى بتركيز تام، يرافقه صوت الطبول. وفي بعض الأحيان يعطي الشيخ بعض الإرشادات للدراويش الذين يقومون بمهمة الدعوة والإرشاد للطريقة.
 
حلقة الذكر تتخذ شكلاً دائرياً، ومكونة من الدراويش الذين يتمايلون يميناً وشمالاً بشكل متعاقب، بينما يقوم البعض منهم بحركات لا إرادية، وفي لحظة معينة يصرخ ناقر الدف (غوثي) فيترجل شخص في نهاية العقد السادس من سيارة حديثة مرتدياً ثياباً أنيقة، وعلى محياه علامات المهابة، يمشي بهدوء وسكينة يتبعه عدد من الدراويش الذين التحقوا فوراً بحلقة الذكر، بينما يتوسط الشيخ الحلقة وينسحب الخليفة يوسف مع بقية الدراويش داخل الحلقة إلى نهاية الذكر.
 
يجلس الشيخ في حركة سريعة يتبعها باقي الدراويش بالسجود، وما أن ينتهى الذكر الصباحي حتى يجلس الكل على الأرض بينما يجلس الشيخ على مقعد متفقداً إياهم ناصحاً ومرشداً لهم.
 
"العربية.نت" انتقلت مع شيخ الطريقة إلى قاعة جميلة الأثاث، حيث جلس الجميع على الأرض باستثناء الشيخ الذي جلس على مقعد بسيط ومريح معد له خصيصاً، ولما هممنا بتوجيه الأسئلة امتنع الشيخ عن الإجابة معللاً رفضه بتدهور حالته الصحية ومشيراً إلى قيامه بتخويل الخليفة يوسف والخليفة مجيد للإجابة على أسئلتنا (الخليفة درجة دينية كسنزانية).
 
يقول يوسف المحمدي السحر عن قيام المريدين بغرس الآلات الحادة في أجسادهم إنه حقيقة لأنه يترك أثراً في جسد المريد يبقى عليه لسنوات طويلة ويخرج الدم أحياناً، ويشعر الفاعل بألم أثناء أدائه الفعاليات.
 
أما الخليفة مجيد، وكيل رئيس الطريقة لأمور الإعلام، وهو رجل واثق كثير المجادلة، ويبدو أنه قد حفظ ما ينكره الآخرون على الطريقة عن ظهر قلب، وهو مستعد للدفاع عن طريقته، ويبدو أن الشيخ محمد الكسنزاني يعرف كيف يختار رجاله أو من يخولهم بالكلام نيابة عنه، الحوار بدأ فوراً وبلا مقدمات.
 
وعن ممارسة الهندوس والصينيين وحتى الأوروبيين وغيرهم وبطرق مختلفة بعض أفعال هذه الطريقة مثل المشي على الجمر والنوم على المسامير الحادة، والتعامل مع الثعابين والعقارب مع أنهم غير مسلمين، يرد وكيل: ما يفعله الهندوس وغيرهم ناتج عن تدريب لعدة أشهر أو سنوات لكي يصل هذا الشخص إلى مثل هذه الحالة، أما المريد فيفعلها بعد أن يأخذ الطريقة أو البيعة من الشيخ بأقل من خمس دقائق ثم يظهرها للناس، وهذه الحركات ليس لها علاقة فاعلة بجسد المريد وروحه لا تخرج من جسده بل هي قوة روحية يبعثها شيخ الطريقة.
 
* ماذا بشأن المرأة؟ هل هناك نساء يتبعن الطريقة ويمارسن تأدية هذه الحركات؟ وهل عليهمن مثل ما على الرجال من شروط وواجبات؟
 
يجيب مجيد وكيل: حقوق المرأة في الطريقة هي حقوقها في الإسلام كاملة ولها دور فعال، ويجب أن تعلم أن هذه الخوارق ليست تلك التي تراها فقط فإن هناك كرامات لا تحصى، وقد تقع هذه الكرامات للنساء مثل الرجال.
 
وعن الثراء الذي يتميز به شيخ الطريقة رغم مناقضته لمفهوم الصوفية يقول: إن الزهد لا يعني أن الإنسان لا يملك شيئاً ويعيش على أيدي الناس، بل الزهد عندنا هو خروج حب الدنيا من قلوبنا، فالزاهد من كان في يده شيء وأعرض عنه، فإذا كان لا يملك شيئاً فبماذا يزهد وأصحاب الطريقة يعملون كما يعمل سائر الناس.
 
ويضيف أن التكية تضم مدرسة علمية متخصصة في جميع المسائل العلمية "فالعلم عندنا أساس كل شيء. فكيف تؤمن بأن إنساناً في الطريق يتحدث مع إنسان في الصين بجهاز بقدر علبة ثقاب ولا تؤمن أن قلب الولي الذي خلقه الله تعالى لا يتحدث مع جميع الأولياء في العالم، وكيف تؤمن أن محطة التلفاز تبث صورها إلى ملايين البشر في العالم والمحطة من صنع العقل البشري، ولا تؤمن أن الشيخ يحدث مريده في جميع أنحاء العالم في نفس الوقت، نحن مستعدون للمناظرة الفكرية مع من ينكر علينا منهجنا".
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

المهندس شاكر محمود10-07-2011

ان هذا الشيخ الجليل يدعوا الى الله عن طريق المحبة والالتزام بروح شريعة الاسلام ويدعو منهجهم الى الالتزام بكل خلق كريم يوحد كل الناس فامكان الوحيد الذي يلتقي فية كل المؤمنين من كل الطوائف والقوميات ويذكرون الله بقلب واحد ويتعاملون فيما بينهم بكل الفة ومحبة انهم ينشرون المحب
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

المحامي العامري09-07-2011

ان الشيخ محمد الكسنزان ليس زعيما كرديا وانما من اصول عربيه تنتهي بالشجره المحمديه وهذا لا يخفى على الجميعام ماتكلمتم عنه انه يتحكم بالساسه فهو لم يكن يوم قد وقف باب احد من هؤلاء الساسه وانما هم الذين ياتون اليه لطلب البركه من الشيخ الجليل واما المكان الذي يقطنه الشيخ فهو عبا
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.