• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

"عزام الأمريكي" يهاجم أوباما ويطالبه بسحب القوات الأمريكية من البلاد الاسلامية

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-06-21
1412
"عزام الأمريكي" يهاجم أوباما ويطالبه بسحب القوات الأمريكية من البلاد الاسلامية

بعد يوم من الهجوم الدامي على مبنى الاستخبارات في مدينة عدن جنوب اليمن والذي أسفر عن مقتل 14 شخصاً وجرح 10 آخرين ، خرج القيادي بتنظيم القاعدة آدم يحيى غدن المعروف باسم "عزام الأمريكي" على الجميع في 20 يونيو / حزيران برسالة تهديد واضحة للرئيس الأمريكي باراك أوباما حذر خلالها من شن هجمات جديدة على غرار أحداث 11 سبتمبر في حال عدم انسحاب القوات الأمريكية على الفور من الأراضي الإسلامية والعربية من أفغانستان إلى الصومال.

 وفي شريط فيديو بثته عدة مواقع على الإنترنت ، هاجم غدن وهو الأمريكي الوحيد بين قيادات القاعدة أوباما بشدة ، واصفا إياه بأنه غدار وضيق التفكير ومتعطش للدماء كسابقيه ، ولم يقف الأمر عند ما سبق ، بل إن غدن دعا أوباما إلى تطبيق عدة شروط من أجل تجنب هجمات جديدة من أبرزها سحب جميع القوات الأمريكية من الأراضي الإسلامية والعربية من أفغانستان إلى الصومال ووقف جميع أنواع الدعم لإسرائيل ومنع الاستيطان في القدس ، بالإضافة إلى وقف جميع أنواع الدعم والمساعدة لأنظمة العالم الإسلامي التي وصفها بـ " البغيضة".
 
وطالب غدن أيضا الرئيس الأمريكي بوقف جميع أشكال التدخل في شئون العالم الإسلامي الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحكومية وكذلك وقف التدخل الأمريكي المباشر وغير المباشر في مناهج العالم الإسلامي التعليمية ووسائل إعلامه ، قائلا :" عليك أن تمنع جميع أنواع البث الإذاعي والتليفزيوني الذي يستهدف المنطقة الإسلامية ".
 
وأكد أيضا ضرورة تحرير جميع الأسرى المسلمين من السجون والمعتقلات والمعسكرات الأمريكية وبدون أي محاكمات ، وتابع " وللتوضيح يا أوباما نقول إن الانسحاب من العراق وحده بغير تطبيق لبقية مطالبنا المشروعة لن ينفعكم ، فكفاك تضييعاً للوقت يا أوباما وعليك بالشروع في التحركات الجادة" .
 
وحذر من أن عدم استجابة الرئيس الأمريكي لهذه المطالب سيجعل الشعب الأمريكي يصاب بخسائر ضخمة ويواجه معاناة كبيرة تفوق هجمات 11 أيلول/ سبتمبر على واشنطن ونيويورك ، ويبدو أن غدن تعمد ربط تحذيراته في هذا الصدد بما حدث من اختراقات أمنية داخل الولايات المتحدة لكي يؤكد أن تهديدات القاعدة الجديدة ليست مجرد دعاية جوفاء .
 
فقد شكك في قدرة إدارة أوباما على إجهاض هجمات جديدة داخل الولايات المتحدة ، قائلا :" إن من يفشل في منع دخول متطفلين إلى البيت الأبيض لن يمنع حصول هجمات جديدة في أمريكا ، يا أوباما وبما أنك الرئيس الذي أثبت للجميع عدم قدرتك على منع المتطفلين من دخول قصرك الرئاسي فكيف تريد من أحد أن يصدق وعودك بالنجاح في محاولاتك لإبعاد المجاهدين عن القارة الأمريكية بأكملها؟!"، وذلك في إشارة إلى حادثة دخول أشخاص غير مدعوين إلى البيت الأبيض أكثر من مرة في الشهور الأخيرة .
 
وأشار إلى التقارير الأخيرة حول تراجع شعبية أوباما ، قائلا :" إن على الأخير أن يفكر في الفترة المقبلة بأن عدد القتلى من الأمريكيين على يد تنظيم القاعدة أقل بكثير من قتلى المسلمين ، ما يؤكد أن تنظيم القاعدة لم يبدأ بعد في الاقتصاص الحقيقي من واشنطن ، وقد لا يلتزم الكبت وضبط النفس الذي كان قد التزمه مع الإدارة الأمريكية الجديدة".
وواصل مخاطبة أوباما قائلا :" لست اليوم بذلك الرجل الشعبي الذي كنت قبل سنة تقريباً ، فكما ظهر جلياً في طرد حزبك أخيراً من مقعده التقليدي عن ولاية ماساشوستس في مجلس الشيوخ وكما اعترفت أنت به شخصياً ، فهناك عدد كبير من الأمريكيين باتوا يفقدون صبرهم عليك" .
 
وتابع " أوباما مشغول بإدارة أمور إمبراطورية زائلة محاصرة وإثبات كونه رئيساً أمريكياً محارباً غداراً وضيق التفكير ومتعطشاً للدماء ، متى ستدرك أنت ومن يقف خلفك الحقيقة وهي أن الحل لمشاكل أمريكا الأمنية وهمومها الدفاعية لا يكمن في فرض الإجراءات الأمنية الأكثر صرامة ولا في قتلكم أو أسركم لهذا القائد الجهادي أو ذاك ولا في إرسالكم هذا المشتبه في كونه مجاهداً أو ذاك إلى زنزانة مظلمة؟".
 
ودعا غدن الرئيس الأمريكي إلى عدم التركيز على مواجهة تنظيم القاعدة ، قائلا :" هناك مئات الملايين من المسلمين المستعدين لمواجهة أمريكا من خارج تنظيم القاعدة ، الرائد نضال حسن الذي أطلق النار على رفاقه في قاعدة أمريكية ليس عضواً في تنظيم القاعدة وقد تصرف للدفاع عن معتقداته ".
 
واختتم قائلا :" عند المقارنة بين الأرقام الهائلة للقتلى والجرحى والمشردين من أبناء المسلمين وغيرهم ممن تتحملون أنتم المسئولية عن معاناتهم وبين الأرقام الصغيرة نسبياً لعدد الأمريكيين الذين قتلناهم حتى الآن فيتضح جلياً أننا لم نبدأ بعد في الاقتصاص الحقيقي منكم ولذلك في المرة القادمة قد لا نلتزم الكبت وضبط النفس الذي ألتزمناه معكم من قبل ، فاتخذ خيارك يا أوباما قبل فوات الأوان".
 
ورغم أن التهديدات السابقة لم تكن الأولى من نوعها من قبل القاعدة إلا أن توقيتها لا يخلو من مغزى ، فهي جاءت بعد يوم من إعلان المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك أن شبكة القاعدة تراجعت قدراتها بشدة بفضل ما أسماه الجهود الأمريكية الباكستانية المشتركة.
 
وقال ريتشارد هولبروك في مؤتمر صحفي مشترك في إسلام آباد مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في 19 يونيو :" إن باكستان أحرزت تقدماً في الحرب ، لكن ذلك لا يعني نهاية المطاف ، هذا صراع طويل وقاس ويجب القيام بكثير من الأمور ".
 
وتابع هولبروك أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن وزعيم حركة طالبان الملا عمر مختبئان في مكان ما على الحدود الباكستانية الأفغانية ، قائلا :" إن كثيرا من رفاقهم اعتقلوا أو قتلوا حتى إن هذين الشخصين ما زالا هاربين لكنهما تحت ضغوط مكثفة".
 
ولم تكد تمر ساعات على التصريحات السابقة إلا وخرج غدن ليتوعد أمريكا وينفي في الوقت ذاته صحة ما ذكره هولبروك حول تراجع القاعدة في باكستان ، فمعروف أن غدن وهو أول أمريكي يصدر بحقه حكم بالخيانة العظمى منذ الحرب العالمية الثانية كان ظهر في شريط فيديو في مارس/آذار الماضي ، وبعد ساعات قليلة من نشر الشريط ، أعلنت مصادر باكستانية عن اعتقاله قبل أن تعود واشنطن وتنفي صحة هذا الأمر ، وجاء ظهوره مجددا في 20 يونيو ليحرج أجهزة الاستخبارات الأمريكية ويشكك في جدوى الغارات شبه اليومية التي تشنها أمريكا في منطقة القبائل الباكستانية .
 
وبالإضافة إلى ما سبق ، فإن التزامن بين الهجوم الدامي في عدن وظهور "عزام الأمريكي" هو أمر يحرج إدارة أوباما بشدة بل وقد يعتبر إجهاضا مبكرا لخطة وضعها مؤخرا قائد القيادة الأمريكية الوسطى ديفيد بترايوس وتطالب بتوسيع النشاط العسكري الأمريكي السري في دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الإفريقي بغية القضاء على القاعدة.
 
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كشفت في 25 مايو الماضي عن خطة وضعها قائد القيادة الأمريكية الوسطى ديفيد بترايوس في سبتمبر الماضي تسمح بإرسال قوات أمريكية خاصة إلى دول صديقة وعدوة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الإفريقي كإيران والسعودية والصومال وغيرها لجمع المعلومات الاستخبارية وبناء علاقات مع القوى المحلية للقضاء على القاعدة .
 
وأضافت الصحيفة نقلا عن وثائق ومسئولين عسكريين أمريكيين أن الأعمال الاستخبارية وفقا لخطة بترايوس قد تفتح الطريق أمام هجمات عسكرية محتملة ضد إيران على خلفية ملفها النووي ، كما تهدف الخطة إلى بناء شبكات قادرة على إضعاف وتدمير القاعدة وغيرها من الجماعات المسلحة وتحضير البيئة لهجمات مستقبلية قد تشنها القوات الأمريكية أو القوات المحلية الموالية لها .
 
أيضا ، فإن الخطة التي وقعت في 30 سبتمبر الماضي هي التي سمحت بحسب الصحيفة للقوات الأمريكية بأن تنشط في اليمن بعد ثلاثة أشهر من بدء العمل بها، حيث تعمل تلك القوات على تفكيك تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
 
كما تهدف الولايات المتحدة من خلال توسيع نشاطاتها العسكرية السرية إلى الحد من الاعتماد على وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من أجهزة الاستخبارات للحصول على معلومات في مناطق لا تتواجد فيها القوات الأمريكية.
 
ويسعى بترايوس إلى استخدام فرق صغيرة من القوات الأمريكية لملء الثغرات الاستخبارية حول "المنظمات الإرهابية" وغيرها من التهديدات في الشرق الأوسط وما بعده خاصة فيما يتعلق بالجماعات الصاعدة التي تخطط لشن هجمات ضد الولايات المتحدة.
 
ووفقا للصحيفة ، فإن بعض المسئولين الأمريكيين أعربوا عن قلقهم من أن العمل العسكري السري قد يوتر العلاقات مع الحكومات الصديقة مثل السعودية واليمن أو يثير غضب الحكومات التي تعتبرها الولايات المتحدة عدائية مثل إيران وسوريا ، كما أن الكثيرين في الجيش قلقون من أن القوات الأمريكية قد تتورط في عمليات تتجاوز القتال التقليدي ما يعرضهم لخطر معاملتهم كجواسيس في حال ألقي القبض عليهم ما يحرمهم من حق الخضوع إلى اتفاقية جنيف ، بالإضافة إلى أن سقوط مدنيين في تلك العمليات العسكرية السرية من شأنه أن يضاعف العداء لأمريكا .
 
ويبدو أن المخاوف السابقة وجدت آذانا صاغية على أرض الواقع بشكل أسرع من المتوقع وتحديدا في اليمن التي تم التركيز عليها في خطة بترايوس ، ففي 19 يونيو وبعد ساعات من تهديد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بـ"إحراق الأرض تحت أقدام الحكومة اليمنية وحليفتها واشنطن ردا على ما وصفه بالعدوان على نساء وأطفال وادي عبيدة في محافظة مأرب شرقي البلاد ، فوجىء الجميع بهجوم دام نفذه مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة على على مبنى المخابرات اليمنية "الأمن السياسي" في عدن جنوب اليمن مما أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة 10 آخرين .
 
بل وكان الأمر اللافت للانتباه هو الكشف عن تحرير سجناء من القاعدة في الهجوم وهو ما أعاد للأذهان نجاح عشرة من عناصر التنظيم في الفرار من نفس السجن عام 2003 ومن هؤلاء كان الشخص الذي أدين بالتخطيط بمهاجمة المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" في ساحل عدن عام 2000.
 
وبالنظر إلى أن مدينة عدن هي كبرى مدن جنوب اليمن وتخضع لانتشار أمني مكثف فقد وصف كثيرون الهجوم بأنه عملية على مستوى عال من الدقة تؤكد تطور قدرات القاعدة الاستخباراتية ، هذا بالإضافة إلى أنها تجهض مبكرا احتمالات نجاح خطة بترايوس في اليمن ، حيث ظهر الهجوم وكأنه معركة لكسب الشرعية ، حيث حاولت القاعدة إحراج الحكومة اليمنية وحليفتها واشنطن بعدما تردد عن قيام طائرات حكومية بمساعدة أمريكية بقصف عشوائي في محافظة مأرب أسفر عن مقتل مدنيين ، هذا فيما ظهرت القاعدة وكأنها تركز على استهداف مواقع أمنية واستخباراتية تتعاون مع واشنطن.
 
وكانت منطقة مأرب ووادي عبيدة في جنوب اليمن شهدت مؤخرا مواجهات بين القبائل والجيش الذي كان يطالب بتسليم مشتبه بهم من القاعدة مما أسفر عن مقتل وجرح عشرات الأشخاص كما قام عدد من رجال القبائل بتفجير أنابيب النفط بعد استخدام الجيش المدفعية لضرب التجمعات القبلية ، وهو الأمر الذي وجد فيه تنظيم القاعدة فرصة سانحة لتأليب القبائل اليمنية ضد الحكومة وواشنطن ، حيث دعا أبناء القبائل إلى رفع السلاح في وجه الحكومة .
 
بل إن هناك تقارير أشارت إلى أن الهجوم الدامي في عدن جاء بعد ساعات من اجتماع سري عقد في صنعاء واستهدف إنشاء قيادة ميدانية أمريكية يمنية لبحث كيفية تنفيذ خطة بترايوس وهو ما رجح أن القاعدة أعدت العدة لإجهاض هذا الأمر مبكرا .
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.