مونديال 2010.. متنفس قادة العالم من هموم السياسة والاقتصاد

ميركل تابعت المباراة بعدما تغيبت وكاميرون عن مجموعة من الاجتماعات على هامش قمة الدول العشرين. وفيما كان المنتخب الألماني يؤكد تفوقه على نظيره الانكليزي بأربعة اهداف مقابل هدف يتيم, ظهرت ميركل مبتسمة في غاية التفاعل ولم تتمالك نفسها بالضحك لا سيما عندما نال التوتر والضيق من كاميرون وكأن درجة حرارة الغرفة قد ارتفعت فجأة ليلقي ب"جاكيت" خاص به على الأرض بينما يشاهد أداء منتخب بلاده المخيب قبيل خروجه خالي الوفاض بأقسى نتيجة في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس العالم.

 

ميركل المنتشية بانتصار آخر في حلبة السياسات الاقتصادية حيث تمكنت من انجاز اتفاق بأن تخفض الدول المتقدمة في مجموعة العشرين الى النصف نسبة عجز موازناتها الى اجمالي ناتجها الداخلي، بحلول 2013, معروفة بدعمها للرياضة ووقوفها خلف المنتخب الألماني في مناسبات عديدة, صرُحت لوسائل اعلامية عقب المباراة: لا زلت أشعر ببهجة غامرة بامكاني فقط القول للمنتخب الألماني.. امضو في طريقكم بذات الوتيرة.. لقد كانت مباراة عظيمة.. اليوم كل شيء بدا رائعا في العقول والاقدام"

 

الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي حاول التقليل من اهمية الخلافات في السياسات الاقتصادية مع اوروبا, كان قد اقتطع لنفسه الوقت الكافي لمتابعة مواجهة منتخب بلاده بالامس مع منتخب غانا في تصفيات دوري الثمانية والتي انتهت بفوز غانا بهدفين لهدف, وكانت مواقع رياضية أمريكية تحدثت عن نية الرئيس الأمريكي بالذهاب الى جنوب أفريقيا لمتايعة المنتخب الأمريكي في حال وصوله نهائي كأس العالم.

 

أوباما المثقل بهموم بلاده الاقتصادية وعبئ الديون المتراكمة, ظهر في مجموعة من الصور يتابع بشغف مجريات اللقاء وتحدثت وسائل اعلامية عن رهانه بصندوق من زجاجات البيرة مع رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون, كلُ على منتخب بلاده بالتأهل لدوري نصف النهائي لكنه بخلاف ميركل تجنب مواجهة وسائل الاعلام فيما يخص المونديال لا سيما بعد الخروج من المنافسة,

 

يذكر ان الرئيس أوباما كان قد إستقبل في بعثة منتخب بلاده في البيت الأبيض وحرص على اخذ الصور التذكارية وودعهم قبيل التوجه لجنوب أفريقيا للمشاركة في المونديال وقد حرص شخصيأ على التحدث هاتفيا اليهم قبل مواجهة المنتخب الغاني المصيرية.

هذا وقد ظهر الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون يتابع مباريات المنتخب الأمريكي لكرة القدم رفقة سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في مدرجات ملاعب جنوب أفريقيا وقد بدا عليه الحماس لحد الهتاف والتصفيق تفاعلاُ مع أداء المنتخب.

 

فرنسا برئاستها وحكومتها لم تكن ببعيدة عن المونديال فقد حذًر الاتحاد الدولي لكرة القدم بالامس الحكومة الفرنسية من التدخل في شؤون الكرة لا سيما بعد ان القى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بثقله من اجل اعادة الاعتبار للكرة الفرنسية بعد الفشل الذريع والصورة المخزية التي قدمها المنتخب في المونديال. ساركوزي الذي تابع مباريات واخبار منتخب "الديوك" التقى بمهاجم الفريق تييري هنري بعد عودة اللاعبين من جنوب افريقيا. فمن خسارة فرنسا امام المكسيك الى طرد انيلكا ومقاطعة الفريق للتدريب الى الخسارة القاسية امام جنوب أفريقيا والاقصاء من الدور الاول من مونديال جنوب افريقيا .. دوت فضيحة الشتائم التي وجهها لاعب المنتخب نيكولا انيلكا لمدرب المنتخب والتي قادت لسلسلة من الاحداث لخصها ساركوزي بـ "الطامة الكبرى"

 

وكانت وزيرة الرياضة الفرنسية روزلين باشلو وصفت لاعبي المنتخب الفرنسي "اساءوا لصورة فرنسا". ورأت ان كرة القدم الفرنسية تواجه "كارثة اخلاقية"، موضحة بعد اجتماع مع "الزرق" "قلت للاعبين انهم ربما لم يعودوا ابطال ابنائنا وان ما حطمتموه هو حلم شركائكم واصداقائكم ومشجعيكم"، مؤكدة انهم "شوهوا صورة فرنسا".