• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

ماذا اعددنا لابنائنا في مشوار التسعين يوما?

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-07-03
1397
ماذا اعددنا لابنائنا في مشوار التسعين يوما?

لم يتم اقتطاع يوم واحد من الدوام المدرسي المتبع والذي يتراوح بين (195-203) ايام, وبعد اخذ رأي الجهات المعنية بالتعليم اضافة الى الطلاب تقررت هذه العطلة.

عام دراسي آخر يمضي, تخرج اجيال من الجامعات, وغيرهم ينتظر بفارغ الصبر, كد وسهر ليال طويلة ليحصدوا نتاج تعبهم ليلتحقوا بكليات لطالما حلموا بها, واطفال أغرقوا بكراريسهم الشوارع وألقوها في كل مكان وكأنهم يقولون "تسعون يوما لا نريد ان نرى ورقة واحدة تذكرنا بالدراسة", نعم هذا هو حالهم ولكن ماذا بعد ذلك ? وما الذي سيحد من لهوهم في شوارع لا تخلو من سائق متهور يذهب كل سنة عشرات من الاطفال دهسا وهم يلعبون كرة القدم وسط الشوارع?!.
فهل درست وزارة التربية والتعليم بتمعن خطوات للمحافظة على كيان اجيال الغد? وهل اعدت الخطط لتنمية مواهب تبشر بالخير لاردن فرسان التغيير?وهل عملت على زيادة المراكز الترفيهية, لا نقول التعليمية لانهم ملوا من كثر الواجبات الدراسية التي رافقتهم اشهرا طويلة? هل نرى في الاحياء الفقيرة مراكز ترفيهية كما في الاحياء الراقية? ام ان هناك تفاوتا في هذه الامور بات يشغل بال الاهالي قبل بداية العطلة?
تحاورنا مع الطلبة وأهاليهم, ومن احياء فقيرة واخرى غنية, وكان سؤالنا هل وجدتم المكان المناسب ليقضي ابنك او ابنتك العطلة الصيفية? فكانت اجابة الاغلبية, لا. والسبب بسيط, يوجد مراكز تقوم بعمل نشاطات بداخلها لكن مقابل رسوم عالية لا يقدر احد على دفعها ومع الغلاء الجديد الكل يطلب من الله ان يساعده في سد رمق الجوع الذي سيلحق بهم, ولان شهر الخير والبركة على الابواب اسرع الجميع بتخزين المواد التموينية ليحولوا بينهم وبين الغلاء القادم والجوع.
اين دور وزارة التربية في انشاء هذه المراكز ولماذا لا تكون مجانية سواء بالمدارس الحكومية او الخاصة حتى نحمي طلابنا من الضياع والجري خلف الانحرافات التي يشكو منها البعض والتي قد تؤدي الى خسران طاقات بشرية نحن بأمس الحاجة اليها.
في احد الشوارع وبالتحديد في شارع الاردن, بنات رسمن على الارض (لعبة الاكس) او (الحجلة) فلها اسماء عديدة حين تمر سيارة يتوقفن ومن ثم يتابعن اللعب مع الخوف الشديد الذي يتخلل هذا اللعب البريء والذي لا يكلف مالا بل يكلف ارواحا اذا داهمهن سائق متهور?.
وفي أخذ رأي وزارة التربية والتعليم اتصلت »العرب اليوم« بالأمين العام للوزارة أحمد العياصرة وقال "ان العطلة التي تم اعطاؤها للطلبة لم تقتطع اي يوم من الدوام الرسمي المتبع عالميا والذي يكون ما بين (195 الى 203) ايام دراسية, والعطلة التي تم منحها تكون للايام العشرة الاواخر ثم يتم تعويضها باخذ ايام ما بين الفصلين وتم اخذ رأي طلاب ومعلمين ومدراء المدارس بهذا الامر من مختلف انحاء المملكة".
أما عن دور الوزارة ازاء هذه العطلة الطويلة تحدث قائلا "يجب ان يكون هناك استثمار جيد للوقت والعمل على قتل الفراغ الذي يؤدي في كثير من الاحيان الى احداث المشاكل, لذلك تقوم الوزارة بانشاء برامج متنوعة يمكن للطلبة الالتحاق بها مثل النوادي الصيفية والمراكز الخاصة بالمرشدين والكشافة, حيث تم انشاء مراكز لكلا الجنسين وتتكون من مركزين للذكور والاناث, وتتوزع على 42 مديرية وتم انشاؤها بهدف الترفيه عن الطلبة وتوفير بيئات مناسبة لترسيخ القيم الوطنية والانتماء للوطن وقيادته, وهذا الانتماء لا يأتي بالدروس والمحاضرات وانما يكون بالالتقاء بالمسؤولين ومناقشتهم وزيارة مواقع مختلفة بالمملكة مما يدعم ويترجم رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بايجاد صفات وخصائص فرسان التغيير على مختلف المجالات والاصعدة".
وسألناه عن دور المكتبات المدرسية وكيفية تفعيلها, وما هو سبب اتجاه الطلبة للبحث عن مراكز خلال العطلة لتقوية انفسهم في مختلف المواد التي تدرس في مناهجهم خاصه في المرحلة الانتقالية الى التوجيهي?, أجاب: "دور المكاتب مغيب وغير فعال ويجب ان يكون هناك دور اكبر لها, فاتجاه الطلبة للتكنولوجيا بكل ابعادها جعل الكثير من الشباب يبتعدون عن الكتاب وقمنا في وقت سابق بعمل مسابقات من خلال الحث على حب القراءة والبحث واعطاء جوائز مثل رحلات لافضل مطالعين.
وعن موضوع المراكز التي تقوم العائلات بارسال ابنائها اليها, فهي مكلفة بالوضع الاقتصادي الحالي, واضاف قائلا "اذا تقدمت مجموعة من الطلبة الى الوزارة لايجاد صفوف تقوم بتدريسهم المواد التي يجدون صعوبة فيها, سيتم انشاؤها للتخفيف من اعباء المراكز الخاصة المكلفة وبنفس الوقت تدرسيهم المناهج التي تدرس خلال مسارهم التعليمي أثناء الدوام المدرسي.
لكن ما زال هناك من يبشر بالخير لاردن الخير, فقد تم تسجيل ربع مليون طالب في دور تحفيظ القرآن المنتشرة وهذا يدل على الالتزام والاصالة والعودة الى ديننا الحنيف, بدلا من تضييع الوقت بلا دراسة او فائدة.
يبقى ان ننظر على واقع الحال خلال العطلة المدرسية عبر السنين وكيف يُستغل الاطفال العاملون من ذوي الدخل المحدود حين يذهبون لجني مصروفهم اليومي خلال هذه العطلة, فهل ستحل هذه المشكلة.. وقد وضعناها أمام اصحاب العلاقة?!.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.