التل: مواصفات الديسي تعادل مياه "ايفيان" الفرنسية ولو استغلت لحققت 5 مليارات دينار

واضاف ان الحكومات المتعاقبة ما زالت تلعب شد الحبل على هذا المشروع وبغض النظر عن الفائز منهم فإن الشعب هو الخسران.

وبين ان الفقر المائي الذي يعاني منة الاردن جاء نتيجة لتدفق اعداد اليهود الى فلسطين سيما وأن معدل استهلاك الفرد الاسرائيلي من المياة يعادل عشرة أضعاف ما يستهلكه المواطن الاردني والمواطن الفلسطيني.

 وأشار التل أن مياه الديسي من حيث النوعية والجودة تعادل مياة نبع (ايفيان) الفرنسية, واوضح تبلغ مساحة حوض الديسي الذي يقع ضمن حوض الجفر ويمتد الى وادي عربة نحو 600 كيلو متر مربع ويضم 5 ابار حفرتها سلطة وادي الاردن بعمق 1200 متر طاقتها التشغيلية تقدر بـ 75 مليون م3 .

ونوه التل ان مواصفات مياه الديسي نادرة على مستوى العالم ولو احسن استغلالها بالتعبئة والتسويق لامكن تأمين عوائد تقدر بـ أكثر من مليار دينار اذا بيع اللتر الواحد بعشرة قروش فقط, حيث تقدر كميات المياه الجوفية غير المتجددة التي يمكن استخراجها بنحو 142 مليون م2 سنويا لمدة 100 عام فيما قدرت الفترة الكفؤة للضخ بـ 100 مليون م3 لفترة 40 عاما.

واشار التل ان عمليات تأخير احالة عطاءات هذا المشروع وطرحه من جديد تزيد من التكلفة يوما بعد يوم نظرا لارتفاع الاسعار عالميا ومحليا وفي الاردن ارتفعت اسعار المحروقات والحديد والاسمنت حيث اننا بحاجة الى سنة او سنتين لترسية العطاء الجديد مما يعني اننا بحاجة إلى 4-5 سنوات للتنفيذ وفي احسن الاحوال سيبدأ الضخ عام 2012 هذا اذا لم تأت الحكومة القادمة بعد سبعة اشهر وهو معدل عمر الحكومات في الاردن وتلغي كل ما قامت به الحكومة الحالية وتبدأ بالبحث عن حل جديد.

وحول واقع المياه في الاردن قال التل هناك غياب للتخطيط الاستراتيجي والاداري للامن المائي حيث ان معدل الهطول السنوي طويل المدى 8 مليارات متر مكعب سنويا وتقدر الفيضانات السطحية بين 800-960 مليون م3 سنويا والمتاح يتراوح بين 2-4 ملايين م3 فقط واحواض المياه الجوفية تتغذى بمعدل 275 مليون م3 ويستخرج منها 500 مليون م.3

واضاف التل ان دراسة روسية اظهرت وجود خزانات مائية في الاردن تكفي لتأمين حاجاته بشكل استراتيجي في حين ان تقرير البنك الدولي يقول ان الفقر المائي المتعارف عليه (1000م3) للفرد سنويا والاردن يستهلك 900 مليون م3 ولا يتوفر لديه سوى 650 مليون م3 وهو تحت خط الفقر المائي.

واوضح التل ان هناك وثيقة لمجلس وزراء الداخلية العرب تقول ان الاطماع الاسرائيلية في المياه تخطت الاردن وفلسطين إلى جنوب لبنان, وحتى النيل.

واشار التل ان التحديات المائية والوضع المائي الذي يعيشه الاردن تتطلب بضرورة اغلاق الابار الاردنية في وادي عربة والتي يسحب الكيان الصهيوني منها المياه بموجب اتفاقية وادي عربة حيث ان الكيان الصهيوني لم يلتزم ببنود المعاهدة وكذلك ضرورة الاستفادة من المياه المهدورة وتحويل حوض الديسي من حوض غير متجدد إلى حوض متجدد وذلك بالسيطرة ما امكن على مياه الفيضانات وتحويلها لتغذية هذا الحوض منوها ان الكيان الصهيوني يسرق المياة من المنطقة العربية بلا حدود مثل مياه الحاصباني والليطاني وطبريا وخلال احتلال جنوب لبنان كان يسرق ما يعادل (150 مليون م3) من المياة سنويا. كما أنه عطل مشاريع سد اليرموك والمقارن وخرب مجرى نهر الاردن.

 واوضح التل ان التعديات البيئية لوثت الينابع في الاردن واصبحت غير صالحة للشرب. وتطرق التل الى أن التحديات المائية ناجمة عن قلة الوعي بأزمة المياة والتنازل عن الحقوق المائية بدون مقابل وعمليات الهدر المائي التي ترتطم بضعف البنية التحتية وغياب الابعاد الفنية والهندسية.

 وتحدث التل عن المفاعلات النووية والتلوث الاشعاعي اذ لا يوجد حماية على عدم تسرب الاشعاعات النووية الى المياه ولقد تسربت الاشعاعات من مفاعل ديمونا الى المياة المجاورة مما أدى الى نفوق سرب كامل من طائر (اللقلق المهاجر) على اثر شرب الطيور من هذه المياه.

واكد التل انه لا بد من اقصاء التجار والمتاجرين الذين يتخبطون في هذا المشروع منذ 35 عاما واستعادة اصحاب الكفاءات والخبرات الاردنية الذين تم اقصاؤهم ومنعهم من خدمة بلدهم لعلهم يستطيعون تنفيذ المشروع بالسرعة الممكنة.العرب اليوم