بشير المومني يكتب : (( سيدنا ))

 

بداية أقول ومما تيسر لي جمعه او ملاحظته من خلال لقائي بسيدي الحسين ان سموه قمة في الأدب والتهذيب والتواضع وحسن الخلق لدرجة اخجلني فيها من حشامته ودفء لسانه وحسن استقباله وعذوبة طبعه وهو مستمع جيد شاب هاديء دقيق الملاحظة ثقيل المكنة ذكي الطرح يعرف ما يريد تماما ويلتقط اللمحة ويعشق الاردن ويؤمن بالاردنيين وقدرتهم على الابداع والانجاز فلا تخرج من عنده إلا وقد تعلمت شيئاً جديداً وأن قيمتك الحقيقية فيما تقدم وتفعل وإن كنت مسؤولا فأنت على ثغرة من الوطن في خدمة الناس فلا يؤتين من قبلك .. مكانته الرفيعة لا تحيط بها .. أبوه ملك وجده ملك وأبو جده ملك وجد جده ملك ولا ينتهي بهم المقام حتى ندرك بيت النبوة " اللهم صلي وسلم على الحبيب نبينا محمد " هاشمي شريف نبيل يحافظ على هذا الارث العظيم .. ومع ذلك كله عندما يخاطبك يقول لك (( سيدي )) وعندما يأتي على ذكر جلالة الملك (( أبوه )) فيقول (( سيدنا ))..

 

وصف او لقب (( سيدنا )) في عرفنا كأردنيين يطلق على من اتخذناه قائداً لنا أمّا (( نا )) في آخرها فهي في مفهومنا الأردني أن هذا السيد (( لنا )) ولكل أردني فيه حصة وحق .. أما أصل اللقب فلقد أطلقه أحرار العرب على الثائر الشريف الحسين بن علي الهاشمي ملك الحجاز وملك العرب وشريف مكة بعد سلسلة من المواقف التاريخية أهمها رفض التوقيع من خلال مبعوثه الأمير / الملك فيصل الأول على القرار الدولي الاستعماري بقبول الانتدابين الفرنسي والبريطاني على البلاد العربية وتلك النزعة الاستقلالية العروبية التي حملها الشريف حسين رحمه الله تعالى ومن ثم توارث الخلف عن السلف اللقب الذي اصبح يطلق على ملوك بني هاشم .. 

 

على الهامش اقول بأن شخصية الشريف الحسين بن علي " كغيرها من بني هاشم " من اكثر الشخصيات التي حاق بها الظلم والتشويه وتزوير التاريخ مما يستوجب اعادة قراءتها بعناية وحرص الباحث المنصف البعيد عن الهوى السياسي والمواقف المؤدلجة المسبقة ..