عدنان العبادلة… قبطان الجسر العربي ورمز للتميّز الوطني

 في عالم النقل البحري، يبرز اسم القبطان عدنان العبادلة كأحد أبرز الشخصيات القيادية التي أسهمت في تعزيز موقع الأردن على خارطة الملاحة الإقليمية. العبادلة، المدير العام لشركة الجسر العربي للملاحة، ليس مجرد إداري ناجح، بل قصة نجاح متكاملة تستحق أن تُروى.

يحمل العبادلة في جعبته مزيجًا من المعرفة القانونية والاحتراف الملاحي، إذ نال درجة البكالوريوس في القانون من الجامعة الأردنية، وأتبعها بدرجة الماجستير من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. مسيرته المهنية تتحدث عن رجل لا يعرف الكلل، يواصل الليل بالنهار لخدمة شركته ووطنه، ليُلقَّب بحق بـ “فارس الجسر العربي”.

في عهده، شهدت شركة الجسر العربي للملاحة نقلة نوعية على صعيد الخدمات المقدمة للمسافرين وشحن البضائع، مدفوعة برؤية استراتيجية تقوم على التطوير المستمر والتخطيط المرن، إلى جانب التحديث المتواصل لأسطول الشركة، وتعزيز مستوى الجودة والتكامل في الخدمات المقدمة.

عام 2024 شكّل علامة فارقة في مسيرة الشركة، حيث تم تعزيز القدرات التشغيلية بشراء أربع وحدات بحرية متطورة، شملت باخرة الشحن العملاقة “أور”، والباخرة “الحسين”، والقارب السريع “نيو عقبة”، والقارب السياحي “دهب”، ما أدى إلى زيادة الطاقة الاستيعابية وفتح خطوط جديدة، أبرزها “الخط العربي” للنقل البري والبحري، الذي عزز الربط التجاري في المنطقة.

رغم التحديات الإقليمية، وخاصة في مضيق باب المندب، استطاع العبادلة تحويل التحديات إلى فرص، إذ لم تتوقف الحركة السياحية بين العقبة وطابا خلال فترة الحرب على غزة، بفضل التخطيط المرن وسرعة الاستجابة. كما أسهمت استراتيجيته في استقطاب مزيد من الشاحنات والبضائع، وتعزيز مكانة الشركة كجسر تجاري حيوي يربط آسيا بإفريقيا.

تبنّى العبادلة أيضًا سياسة “النقل من الباب إلى الباب” بالشراكة مع شركات النقل البري، لتقديم حلول لوجستية متكاملة، ونجح في استقطاب شرائح جديدة من المسافرين والتجار من خلال جهود تسويقية وتوسّع رقمي مدروس. وقد تُوّجت هذه الجهود بتحقيق أعلى إيرادات في تاريخ الشركة منذ تأسيسها عام 1985.

أما المستقبل، فيرسمه العبادلة برؤية طموحة، تتضمن إنشاء محطة متكاملة للشحن والمسافرين في العقبة، والتخطيط للاستثمار في ميناء طابا التجاري وإنشاء حوض جاف في سفاجا، فضلًا عن دراسة إطلاق خط ملاحي جديد يربط ميناء جبل علي بميناء الفاو، لتوسيع الربط الملاحي بين الخليج والعراق.

ختامًا، فإن عدنان العبادلة لا يمثل فقط نموذجًا إداريًا ناجحًا، بل هو ابن بار للوطن، وقائد أثبت أن العطاء المستمر والابتكار هما الطريق لتحقيق التميز والريادة.