• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

د. ابو عرابي: خصخصة الجامعات تؤدي الى احتكار العلم على الشرائح الغنية

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-08-03
1679
د. ابو عرابي: خصخصة الجامعات تؤدي الى احتكار العلم على الشرائح الغنية

أدى ظهور العديد من التحديات الاقتصادية في دول العالم, المتزامن ونمو حجم المصروفات للقطاع العام وعجز الموازنات العامة وتدني مستوى الكفاءة في الخدمات العامة, إلى ظهور ما يعرف بالخصخصة كأحد الحلول الناجعة لمعالجة تلك الظروف.

اللافت أن طابع الخصخصة سرعان ما طغى على الكثير من مناحي الحياة, خاصة قطاعي السياحة والتعليم, بعد أن أكدت بعض الدراسات عدم قدرة الدول بما فيها الغنية والمتقدمة على مواصلة الدعم والانفاق على متطلبات التعليم; لارتفاع تكلفته إثر تزايد الاقبال عليه; الامر الذي دفع الجهات المعنية البحث عن مصادر تمويلية أخرى.
منعاً لاحتكار التعليم على شريحة الاغنياء من المجتمع الاردني, طالب رئيس جامعة اليرموك الاستاذ الدكتور سلطان أبو عرابي بعدم خصخصة الجامعات الرسمية, للابقاء على رسومها الفصلية متماشية وحجم دخل الاردنيين.
وارجع د. أبو عرابي في مقابلة لـ العرب اليوم: مشكلة العنف الجامعي التي تعاني منها جامعة اليرموك التي تضم بين أروقتها أكثر من 40 ألفاً, بين طلاب وأعضاء هيئة تدريس, وإن كانت بنسب بسيطة, إلى القرارات الحازمة التي تتخذ بحق كل طالب يعبث بأمن واستقرار الجامعة, ولمن يعملون في الانشطة اللامنهجية المختلفة; بهدف ابعادهم عن كل ما من شأنه التأثير على حياتهم التعليمية.
مضيفاً أن جامعة اليرموك من الجامعات التي تدنت فيها حدة العنف الجامعي, بعد أن وظفت الكثير من الانشطة الطلابية التي تهدف الحد من هذه الظاهرة.
وعن أسباب هذه الظاهرة بين رئيس جامعة اليرموك, أن الفراغ الموجود بين صفوف الطلبة, يعتبر من أهم الاسباب, إضافة إلى عدم إدراك الطلبة للنتائج التي تحدث في الجامعات جراء هذه الظاهرة, وأثرها عليهم, مشدداً على ضرورة تعزيز مفهوم المواطنة, والانتماء للطالب الجامعي, ليتسنى له المحافظة على ممتلكات الجامعة, وعدم اللجوء للعنف, وهو ما يوجد مجتمع جامعي متكامل مستخدماً لغة الحوار والمنطق بدل اللجوء للعنف.
وحول وجود تنسيق بين مجلس التعليم العالي, والجامعات الرسمية, فيما يخص الامور المتعلقة بهذا الشأن, أوضح أبو عرابي أن مجلس التعليم السابق كان يتكون من 10 اعضاء من رؤساء الجامعات الرسمية, و4 من الجامعات الخاصة, لكن القانون الجديد أبعد رؤساء الجامعات عن المجلس, ونامل من الاعضاء الحاليين أن يتلمسوا الهموم والمشاكل التي تعاني منها الجامعات الرسمية, وهدفنا أن يستأنسوا بآراء رؤساء تلك الجامعات, في تلك الامور والقضايا التي تتعلق بالتعليم العالي في الاردن.
وأشار في معرض حديثه عن أهمية البحث العلمي في الاردن بشكل خاص, والدول العربية بشكل عام, أن ما ينفق عالميا على البحث العلمي يكافئ بين 4-7% من مجموع الدخل القومي للدول الصناعية الغربية (أمريكا, اليابان, وأوروبا) في حين ما ينفق في الوطن العربي, فانه يعادل 2-4 بالالف, وما ينفق في الاردن فأنه حوالي 5 بالالف, وأن عدد الباحثين في العالم يعادل 3-5الاف باحث لكل مليون نسمة, بينما في الوطن العربي بين 200-3 باحث لكل مليون نسمة.
ويخشى من أن تبقى مخرجات البحث العلمي متدنية ومتواضعة, نظراً لضعف تمويلها وقلة عدد الباحثين فيها.
وفيما يتعلق بالالية المطلوبة لتطوير البحث العلمي, أوضح الدكتور أبو عرابي, أنها تتمثل بوضع استراتيجية واضحة للبحث العلمي في الوطن العربي, وهو ما يتطلب حث الدول العربية على تشجيع التمويل من الحكومة والقطاع الخاص لدعم البحث العلمي; وذلك لان القطاع الخاص في الدول الغربية يمول 80% مما ينفق على البحث العلمي, بينما في الدول العربية فانه لا ينفق سوى 10% فقط على البحث العلمي, إضافة إلى اختفاء دور القطاع الخاص في هذا المضمار.
 وأضاف لا يختلف الحال كثيراً في المجلات العلمية في الوطن العربي, التي مازالت دون المستوى المطلوب; لنشرها خليطاً من الابحاث, بينما في الدول الغربية تنشر الابحاث المتخصصة, والدقيقة, مثل تخصصات الكيمياء, والهندسة. مشيراً أن الاستاذ الجامعي في الدول الغربية متفرغ للتدريس, بينما في العالم الغربي الاساتذة يدرسون مساقاً, أو مساقين, إضافة إلى عملهم في الابحاث العلمية, كما أن نوعية الابحاث في الجامعات, لا تتجاوز الترقيات العلمية, التي يحتاجها الاستاذ الجامعي, وينجزها للحصول على الترقية فقط, بينما هي في الجامعات الغربية, تكون لغرض البحث العلمي, اضافة لوجود التعاون بين الجامعات الغربية مع بعضها بعضاً, عند إجراء الكثير من الابحاث العلمية, في حين ينعدم هذا التعاون في الجامعات العربية, والمحلية أيضا.
وعن رأيه في امتحان الكفاءة قال الدكتور سلطان أبو عرابي, أنا مع هذا الامتحان الذي تم إلغاؤه, وذلك لانه يعطي للطالب المجال في التركيز على المساقات, والمواد التي درسها سابقا, كما أنه يعطي المجال لاجراء المقارنة بين الجامعات, ويخلق نوعا من التمييز, و التنافس الحر والشريف بين طلبة الجامعات الاردنية, كما أن الطالب يتجه للطريقة والاسلوب الصحيح في الدراسة, ويبعد الاساتذة عن طريقة التلقين, منادياً بضرورة إعادة امتحان الكفاءة للجامعات الاردنية.
وأشار أن موازنة الجامعة للعام الحالي ,2010 تبلغ حوالي 53 مليون دينار, وتشكل الايرادات ما نسبته 70% من الموازنة, وتكون من الرسوم الجامعية التي يدفعها الطلبة, وما بين 10-15% تأتي دعماً من الحكومة للجامعة, وهناك مثلها تتأتى من إيرادات الجامعة من خلال الاستثمارات والاشراف على البرامج الدولية داخل الاردن وخارجه, ومن بعض الكليات الجامعية في سلطنة عمان, والاشراف الاكاديمي على جامعة دلمن في البحرين, وبرامج مشتركة مع جامعة ساندرلاند البريطانية, وكلية الجراحين الملكية الايرلندية, ومشاركة الجامعة في شركة الكادر العربي.
وأضاف الدكتور أبو عرابي, أن هناك عجزاً بالموازنة يتراوح ما بين 8-9 ملايين دينار, وان الجامعة تأمل أن يغطى هذا العجز من خلال الدعم الحكومي لها, مبينا أن المديونية تبلغ حوالي 15 مليون دينار, وذلك لان رسوم جامعة اليرموك تعتبر اقل الرسوم بين الجامعات الاردنية, اضافة للابتعاث, والنقص الحاد في أعضاء الهيئة التدريسية, وإنشاء الكليات الجديدة بالجامعة مثل كلية الاعلام, كما سيتم قريبا طرح عطاء لكلية القانون, إضافة الى إنشاء كليات الصيدلة, والسياحة, والتمريض, وطرح تخصصات جديدة.
وعن كيفية التخلص من المديونية, أجاب أبو عرابي, نأمل من الحكومة تغطية المديونية في الجامعات الاردنية ; وذلك لانها استثمار ناجح للاردن, ويجب المحافظة عليه, وأن جامعة اليرموك خرجت حتى الان أكثر من 105 الاف خريج, يشكلون ثروة اقتصادية للاردن, خاصة أن الكثير منهم يعملون خارج الاردن, ويحولون سنويا مئات الملايين من العملات الصعبة, مشدداً على ضرورة ترشيد النفقات.
وحول مواءمة التخصصات التي تستحدثها الجامعة, مع حاجة السوق المحلية بين الدكتور أبو عرابي, أننا في جامعة اليرموك نحاول التوسع الافقي والعمودي, في التخصصات التي يحتاجها السوقين المحلي والعربي, وفي هذا العام تم افتتاح برامج ماجستير في القانون الاداري, والقانون المدني, والفيزياء النووية, والاعلام, واللغة الفرنسية, وهندسة تكنولوجيا التعليم, مبينا أن مبنى كلية الاعلام سيتم تسليمه خلال أيلول, أو تشرين أول المقبلين بعد تجهيزها بالتجهيزات, والاستديوهات اللازمة, وهو مبنى مميز في بنائه, وتجهيزه, ويتضمن استوديوهات إخبارية, وتلفزيونا إخباريا استثماريا.
وبين رئيس جامعة اليرموك, أن الجامعة تقوم بإجراء صيانة, وتحديث مستمر ودائم للاجهزة, وصيانة أجهزة الحواسيب بين فترة وأخرى من خلال الفنيين والمشرفين في المختبرات, كما أن الاجهزة بالجامعة حديثة, وذلك ليتسنى للطلبة استخدامها بكل سهولة ويسر, سواء خلال الامتحانات, أو في عمليات التسجيل, أو أثناء المحاضرات.
وتحرص الجامعة على تقديم الافضل للطلبة من خلال تحديث مرافقها المختلفة, وإجراء الصيانة والتحديث اللازم حتى للمباني والقاعات والمختبرات.
وحول العلاقة التي يجب أن تسود بين الطالب, وأستاذه الجامعي أكد رئيس جامعة اليرموك أنها يجب أن تبنى على الاحترام والثقة المتبادلة, وأن تكون علاقة الاب بابنه, بحيث يحترم الابن والده, وعلى الاستاذ أن يتحمل النقد, وأن يكون المرشد الحقيقي لابنائه الطلبة.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.