تركيا تحتج على تصريحات أمريكية حول تحقيق "الحرية"

 وجاء الإجراء السابق بعد ساعات من تصريحات المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس قالت فيها إن لجنة التحقيق الدولية التي شكلتها الأمم المتحدة ليست بديلاً عن التحقيقات التركية أو الإسرائيلية وهو ما اعتبرته تركيا تدخلاً في تحديد عمل اللجنة.

 

كما اعترضت أنقرة على قول المسئولة الأمريكية إن من شأن التحقيق الدولي أن يعمل على إصلاح العلاقات التركية الإسرائيلية .

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن الاثنين تكليف لجنة مؤلفة من أربعة أعضاء بالتحقيق بشكل شامل في الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية والذي قتل فيه تسعة أتراك ، معتبراً أن التحقيق الداخلي الذي أجرته إسرائيل مهم ولكنه لا يتمتع بمصداقية دولية.

 

وقد رحبت تركيا بهذا التحقيق الجديد ، مشيرة إلى أنها ستكلف دبلوماسياً متمرساً بالمهمة، لكنها شددت على أنها ما زالت تنتظر اعتذارا رسمياً من إسرائيل عن الحادث وتعويضاً للضحايا.

 

ويرأس لجنة الأمم المتحدة رئيس الوزراء النيوزيلندي السابق جيفري بالمر وتضم الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته ألفارو أوريبي وعضوين آخرين أحدهما تركي والآخر إسرائيلي ومن المقرر أن تبدأ عملها بالعاشر من أغسطس وسترفع تقريرها الأولي بحلول منتصف بتمبر/ أيلول المقبل.

 

ولم تسم إسرائيل حتى الآن ممثلها في تلك اللجنة التي كانت أعلنت موافقتها المبدئية على المشاركة فيها ، رغم أنها رفضت مرارا الدعوات إلى إجراء تحقيق دولي في الهجوم وأطلقت بالمقابل تحقيقين داخليين.

 

وذكرت قناة "الجزيرة" أن موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المشاركة بتلك اللجنة واجهت انتقادا شديداً من وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني التي رفضت أن تحقق الأمم المتحدة مع ضباط إسرائيليين.

 

وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عين كذلك في 23 يوليو/ تموز الماضي بعثة لتقصي الحقائق في الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية مكونة من ثلاثة خبراء دوليين مستقلين هم ديسموند دي سيلفا من "بريطانيا" وكارل هدسون فيليبس من "ترينداد وتوباجو" وماري شانتي داير يام من "ماليزيا".

 

ويتوقع أن يسافر الفريق الأممي إلى إسرائيل وتركيا وغزة في أغسطس/ آب لإجراء مقابلات مع شهود عيان وجمع معلومات قبل أن يرفع تقريره للمجلس في سبتمبر/ أيلول حيث سيبدأ المجلس جلسات تستمر ثلاثة أسابيع بجنيف تبدأ في 12 سبتمبر/ أيلول.