• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

مصادر فرنسية: دول عربية وأوربية أوقفت ضربة انتقامية إسرائيلية للجيش اللبناني

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-08-11
1218
مصادر فرنسية: دول عربية وأوربية أوقفت ضربة انتقامية إسرائيلية للجيش اللبناني

ذكرت تقارير صحفية ان دولا عربية وأوروبية بينها مصر والأردن وفرنسا والولايات المتحدة، أجرت اتصالات على أعلى المستويات بدولة الاحتلال لمنعها من توجيه ضربة عسكرية انتقامية للجيش اللبناني على خلفية الاشتباك المسلح بين الجيش اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي في قرية العديسة الواقعة بجنوب لبنان الأسبوع الماضي، والذي اسفر عن مقتل ضابط إسرائيلي برتبة كبيرة بالاضافة إلى استشهاد واصابة سبعة جنود لبنانيين بينهم صحفي.

 فقد كشفت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن، أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أبلغ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في اتصال هاتفي بعد الاشتباك المسلح في جنوب لبنان، بأن إسرائيل "تنوي القيام بعملية عسكرية كبرى" لتأديب الجيش اللبناني و"الانتقام لمقتل ضابط إسرائيلي كبير".
 
وأفادت هذه المصادر بأنه جرت اتصالات على أعلى المستويات، شارك فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ومصر والأردن وأطراف أخرى عربية ودولية، أسفرت عن حجم التوتر والاندفاع نحو معركة مفتوحة.
 
والنتيجة التي أفضت إليها الاتصالات برزت من خلال تصريح لباراك أكد فيه أن إسرائيل "لم تخطط للعملية العسكرية ولا الجيش اللبناني خطط لها".
 
وبحسب باريس، فإن بقاء حزب الله خارج المواجهة والاكتفاء بالتحذيرات والتصريحات "أبعد عن لبنان كأس حرب جديدة كانت ستقع بسبب سوء التقدير من هذا الجانب وذاك".
 
وتعتبر فرنسا أن إسرائيل تعي أن "لا مصلحة لديها في حرب على الجيش اللبناني" لأنها تعرف أنه الجهة الوحيدة التي يمكنها أن "تحل مشكلة جنوب لبنان وفرض سلطة الدولة عليه".
 
وبحسب المصادر، فأن إسرائيل اتصلت بباريس عبر القنوات الدبلوماسية التقليدية، لتنبيهها بشأن السلاح الذي توفره فرنسا للجيش اللبناني ولتطلب منها التوقف عن تزويد لبنان به، بحجة أنه استعمل ضد القوات الإسرائيلية، أو أنه يمكن أن يقع في يد حزب الله.
 
وأفادت هذه المصادر بأن الرد الفرنسي كان واضحا، وهو أن فرنسا ملتزمة بتطبيق مضمون الاتفاق الدفاعي الذي وقع بين البلدين في العام 2008 وأن باريس "لا ترى مشكلة" في استكمال تنفيذ بنوده، فضلا عن أنها تعتبر العمل به تنفيذا للقرار 1701 الذي دعا إلى تقوية السلطات الشرعية اللبنانية، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضي الجمهورية. كذلك أبلغت باريس الجانب الإسرائيلي بأن ما تقوم به "يتلاءم تماما مع مقتضيات الشرعية الدولية والتزامات فرنسا والاستقرار الإقليمي والمصالح الفرنسية الحيوية في المنطقة".
 
في الثالث من اغسطس/آب الجاري، استشهد جنديان لبنانيان بالإضافة إلى صحفي لبناني عندما حاول الجيش اللبناني إيقاف جرافات إسرائيلية حاولت اقتلاع شجرة في الأراضي اللبنانية وتركيب كاميرات مراقبة على الحدود في قرية العديسة، مما أدى لتبادل إطلاق نار بين القو ات اللبنانية والإسرائيلية ومقتل ضابط إسرائيلي برتبة مقدم وجرح آخرين.
 
ووعد الرئيس اللبناني ميشيل سليمان، السبت، بإطلاق حملة عربية ودولية لتسليح الوحدات العسكرية اللبنانية، قائلاً: إنه يطرح هذا الملف "بصرف النظر عن موقف بعض الدول منه" في إشارة إلى معارضة دول غربية وصول سلاح متطور للبنان، وقال: "إن لبنان سيعتبر رفض الدول المنتجة للسلاح بيعه إلى بيروت موقفاً سياسياً".
 
وقالت "المؤسسة اللبنانية للإرسال" ان دبابة اسرائيلية اطلقت قذيفة بإتجاه مركز للجيش اللبناني عند مدخل العديسة واصابته اصابة مباشرة. وعقب ذلك اشتباكات بالاسلحة الرشاشة والقذائف المدفعية بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي على الشريط الشائك في بلدة العديسة.
 
يشار الى ان قوات الاحتلال الاسرائيلية خاضت مواجهات قاسية مع حزب الله اللبناني في حرب يوليو/تموز عام 2006 ، والحق الحزب بها هزيمة ساحقة وقصف بصواريخه البعيدة المدي حيفا ومستوطنات كثيرة وحقق اصابات مؤكدة في صفوف القوات الاسرائيلية.
 
بموازاة ذلك، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي تهديدات للجيش اللبناني ونقلت صحيفة 1"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن رئيس الوحدة الإستراتيجية في شعبة التخطيط في الجيش، يوسي هايمن، بعث برسالة إلى نائب قائد الجيش اللبناني ورئيس شعبة العمليات ولقيادة القوات الدولية "يونيفيل" مفادها بأن جيش الاحتلال من الآن فصاعداً سيرد على أي عملية للجيش اللبناني بقوة مضاعفة عن تلك التي كانت متبعة حتى الآن.
 
وقالت المصادر ذاتها إن الجيش الإسرائيلي أصبح يرى في الجيش اللبناني "قوة ماكرة"، معتبرة أن الاشتباك الأخير كان بمنزلة "القشة التي قصمت ظهر البعير" بعد تراكم "أعمال عدائية" من قبل الجيش اللبناني تجاه الجيش الإسرائيلي.
 
في هذه الأثناء، علق الكونجرس الامريكي امس المساعدات العسكرية المقدمة إلى الجيش اللبناني, مرجعا ذلك الى قلقه من تهديدها لإسرائيل.
 
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس النائب الديمقراطي هوارد بيرمان إن اللجنة علقت المساعدات العسكرية المخصصة للبنان, التي تقدر قيمتها بـ 100 مليون دولار, وكان مقررا دفعها في الثاني من اغسطس الحالي .
 
وأوضح بيرمان أن القلق تعزز بعد الاشتباك الحدودي بين الجيش اللبناني والإسرائيلي في قرية العديسة قبل أسبوع .
 
وزاد ان المساعدات ستظل معلقة إلى حين معرفة المزيد عن الحادث, وطبيعة نفوذ حزب الله في الجيش اللبناني .
 
وانضم بيرمان لمشرعين آخرين في حث إدارة الرئيس باراك أوباما على إعادة النظر في سياستها بتقديم السلاح والتدريب إلى الجيش اللبناني, من بينهم عضوا مجلس النواب الديمقراطي رون كلاين, والجمهوري أريك كانتور, اللذان قدما طعونا مماثلة إلى البيت الأبيض للحد من إمدادات الأسلحة إلى لبنان.
 
وقال كانتور إن لبنان لا يمكن أن يسير في اتجاهين, وإذا كان يريد أن ينضم إلى حزب الله ضد قوى الديمقراطية والاستقرار والاعتدال, فسوف تكون هناك عواقب وخيمة .
 
ويأتي موقف النواب الامريكيين   متناغما مع تحذيرات إسرائيل من تصاعد تأثير حزب الله على الجيش اللبناني.
 
وبعد مرور يومين على الاشتباكات التي وقعت في قرية العديسة حذر داني أيالون مساعد وزير الخارجية الإسرائيلي من خطر تصاعد تأثير حزب الله على الجيش اللبناني .
 
وقال أيالون إذا بدأ الجيش يتصرف مثل حزب الله, وإذا نجح حزب الله في السيطرة على الجيش, فسيكون علينا التعامل مع الجيش بشكل مختلف تماما .
 
وتبنت الإدارة الامريكية وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان "يونيفيل" الرواية الإسرائيلية بشأن تلك الاشتباكات, والزعم بأنها بدأت بعد أن استخدم جنود الجيش الإسرائيلي رافعة لاعتلاء السياج الحدودي لتقليم شجرة تعترض أفرعها طريق أجهزة لكشف عمليات التسلل عبر الحدود, وأنهم كانوا يعملون داخل الأراضي الإسرائيلية.
 
كانت تقارير صحفية عبرية ذكرت في وقت سابق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتدرب حاليا على خطط لاحتلال مناطق في جنوب لبنان بهدف السيطرة على ما وصفتها بـ "محميات حزب الله" من أجل منع إطلاق صواريخ كاتيوشا قصيرة المدى باتجاه شمال إسرائيل.
 
وجاءت التقارير بالتزامن مع وصف قادة عسكرييين في إسرائيل، الهدوء الذي تعيشه الجبهة الشمالية مع لبنان بالهدوء الوهمي، مشيرين إلى أن فشل المفاوضات مع سورية يعزز فرص اندلاع حرب في المنطقة.
 
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن الجيش الإسرائيلي بدأ يدرك مؤخرا ضرورة احتلال مناطق في جنوب لبنان، بالرغم من أن ضباطا في الجيش الأمريكي أشاروا إلى ضرورة القيام بذلك "احتلال مناطق يتم إطلاق الصواريخ منها" خلال لقائهم مع ضباط إسرائيليين بعد حرب لبنان الثانية.
وأشار تقرير للصحيفة إلى "نجاح الجيش الإسرائيلي في الجولة المقبلة يجب أن يستند إلى الدمج بين احتلال منطقة وإجراء مسح جزئي فيها بحثا عن صواريخ وملاجئ حزب الله بقدر ما يسمح الوقت وضرب المواقع الهامة لحزب الله وحكومة لبنان".
 
وذكرت "هآرتس": إن "الجيش الاسرائيلي قام ببناء محمية طبيعية على جبال الكرمل مشابهة تماما للتحصينات التي اقامها حزب الله في جنوب لبنان، وانّ الجيش بعد مرور اربعة اعوام على حرب لبنان الثانية يقوم باجراء تدريبات لمحاكاة هجوم اسرائيلي محتمل ضدّ حزب الله".
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.