• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

جنود إسرائيليون يعترفون.. شهادات قتل مروعة تقشعر لها الأبدان في غزة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-03-19
1737
جنود إسرائيليون يعترفون.. شهادات قتل مروعة تقشعر لها الأبدان في غزة

 نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الخميس اعترافات لعدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي والذين شاركوا في الحرب الأخيرة على قطاع غزة والتي استمرت 22 يوما وراح ضحيتها أكثر من 1300 شهيد وآلاف الجرحى.

وكشف هؤلاء الجنود عن جرائم مروعة تقشعر لها الأبدان، ارتكبوها بدم بارد في حق المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني، خلال مشاركتهم في عملية الرصاص المصبوب في قطاع غزة, والتي جاءت مختلفة كلية عن إدعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه جيش يتمتع بأخلاق قتالية عالية, وتنسف الكثير من الإدعاءات الإسرائيلية بأن الجيش حافظ على تجنب المدنيين.
ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود قوله: " استولينا على أحد المنازل وكان فيه عائلة فلسطينية, قمنا بوضعهم في أحد الغرف وقمنا بوضع مواقع على سطح المنزل وبعد عدة أيام تركنا المنزل, وبقيت العائلة داخله, وبعد ذلك دخل على هذا المنزل وحدة أخرى من الجيش وقامت بوضع رشاشات ثقيلة على سطح المبنى, وبعد عدة أيام صدر لهم أمر بإطلاق سراح هذه العائلة, قائد الوحدة قال للعائلة اتجهوا جهة اليمين, وكانت العائلة مكونة من أم وطفلين, لم يفهموا اللغة وتوجهوا يسارا بدل اليمين, وقد نسي الجنود إخبار الجندي الذي يقف على الرشاش الثقيل أنهم أطلقوا سراح هذه العائلة وعندما شاهد الجندي أن امرأة وأولادها يقتربون منه قام بإطلاق النار عليهم مباشرة وقتلهم جميعا".
وفي حادثة أخرى وفي نفس اللواء تحدث جندي آخر عن حادثة أصدر فيها قائد سرية أمرا بإطلاق النار على إحدى النساء الفلسطينيات وهي امرأة كبيرة في السن, كانت تسير على الشارع وعلى بعد 100 متر من المنزل الذي كانت سرية من الجيش, وقد أمر قائد السرية بإطلاق النار على هذه المرأة, فاضطر الجندي بأن يتجادل مع قائد الوحدة بأن هذا الأمر يجب أن يكون له كوابح, فرد عليه قائد الوحدة أنه يجب قتل كل إنسان يتواجد هنا في قلب غزة وأن كل شخص موجود يعتبر مخربا وإرهابيا.
وقال جندي آخر في شهادته أن الجنود كانوا يكتبون على الجدران الموت للعرب وكانوا يأخذون صور العائلات الفلسطينية ويبصقون عليها وكانوا يحرقون كل شيء يذكر العائلة بماضيها, وأضاف أنهم كانوا يقولون لنا أن حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة جنودنا وهؤلاء الجنود من ناحيتهم يبررون قتل هؤلاء الناس.
كما كشف جنود آخرون عن كيفية هدم البيوت او اقتحامها واخلاء السكان من بيوتهم وإلقاء كل ما هو موجود داخل المنزل والطلب من اصحاب البيوت اخلاء محتويات المنزل قبل دخول الجنود اليها، وكل ذلك وفق التعليمات التي تلقوها قبل الدخول الى قطاع غزة والتي سمحت للعديد من الجنود ان يفهموا ان كل شىء مجاز لهم، للحفاظ على حياتهم، خاصة ان بعض الحاخامات الذين كانوا يتواجدون مع وحدات الجيش كانوا يشحذون الجنود "ان هذه الحرب هي حرب دينية وحرب قيام الدول ويجب عدم التساهل مع اي احد يهدد بقاء ارض الاباء والاجداد ويجب ان لا نتعامل بأي رحمة مع من يريد ان يسلب منا هذا الحق او يهدد دولة اليهود".
وبحسب بعض الجنود والشهادات التي ادلوا بها فان ما قام به حاخامات جيش الاحتلال كان له دور لدى العديد من الجنود بالاستهتار بحياة الفلسطينيين الابرياء وانه لديه الحق بقتلهم.
هذه الشهادات جاءت خلال اجتماع عقد في الفترة الأخيرة لمقاتلين في الكلية التحضيرية العسكرية تدعى (اسحاق رابين) في مستوطنة (أورانيم) وتم نشرها في مطبوعة أسبوعية بعنوان( بريزا) وتعني بالعربية (النسيم) وشارك في هذا الاجتماع عشرات من خريجي هذه الكلية والذين يتبؤون اليوم مناصب رفيعة في الجيش والشهادات سوف تنشر بتفاصيل أكثر غدا.
ولم تكن الشهادات التي نشرتها "هاآرتس"، هي الاولى التي تفضح عنصرية الإسرائيليين وهمجيتهم، فقد سبقها إلى ذلك بعثة طبية بريطانية مستقلة كانت الاولى التي وصلت إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وأعدت البعثة تقريرا، جاء فيه أنه خلال الفترة الممتدة بين 27 ديسمبر و18 يناير، وهو اليوم الذي تم فيه وقف النار رسمياً، ألقي على قطاع غزة نحو 1.5 مليون طن من المتفجرات، أي بمعدل طن من المتفجرات للفرد الواحد.
في اليوم الأول للحرب استشهد 250 شخصاً، وتم تدمير كل محطات الشرطة من دون استثناء، فكان من ضمن الشهداء عدد كبير من رجال الشرطة.
بعدئذ اتجهت الحرب الإسرائيلية لتدمير المؤسسات الحكومية. وتم قصف غزة من الجو بطائرات إف 16 وهليكوبترات أباتشي، وتزامن هذا القصف مع قصف آخر من الزوارق والسفن الحربية من البحر وبالمدفعية والدبابات.
تم تحويل عدد كبير من المدارس إلى ركام، من ضمنها المدرسة الأميركية في غزة، إلى جانب 40 مسجداً، وعدداً كبيراً من المستشفيات والعيادات الطبية، والمباني التابعة لهيئة الأمم المتحدة، إلى جانب تدمير 4000 منزل تدميراً كاملاً و21 ألف منزل آخر تدميراً جزئياً. ويقدر عدد المشردين بلا مأوى حالياً ما يزيد على 100 ألف شخص.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل استخدمت أنواعا مختلفة من الأسلحة التقليدية من القذائف والمتفجرات إلى جانب مجموعة من الأسلحة غير التقليدية التي ما زال التحقيق جاريا لتحديد نوعيتها.
وأشار التقرير كذلك إلى عمليات تصفية جسدية بدم بارد ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين كانوا يصلون بدباباتهم إلى المناطق المأهولة بالسكان، فيطلبون من الأهالي رجالاً ونساء وأطفالاً بالخروج من منازلهم حيث كان يجري صفهم وتطلق النار عليهم جميعاً. وبهذه الطريقة فقدت بعض العائلات العشرات من أبنائها.
كذلك لم يتورع جيش الإرهاب الصهيوني عن ضرب سيارات الإسعاف التي كانت تعمل ليل نهار طوال أيام الحرب على نقل المصابين إلى المستشفيات، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من سائقي سيارات الإسعاف وأطقمها الطبية.
وتابع التقرير أنه رغم الأرقام التي تتداولها وسائل الإعلام عن عدد الشهداء والجرحى، من الصعب بعد الحديث عن عدد نهائي للشهداء والمصابين الذين يزداد عددهم يومياً.
وقال معدوا التقرير، أنهما لاحظا علامات الضيق النفسي البادية على الأطقم الطبية التي تشرف على معالجة المصابين. ووفقاً للأطباء توفي عدد كبير من المصابين في غرف الإسعاف أمام أعين الأطباء والممرضين، من دون أن يتمكن أحد من تقديم العلاج اللازم لهم.
وقال التقرير ان 40 في المئة من المصابين الذين يزيد عددهم على 5450 مصاباً هم من الأطفال، معظمهم مصابون بحروق. فيما نقل عن طبيب عظام في مستشفى في غزة أنه أجرى 13 عملية خلال يوم واحد وهو رقم قياسي بالنسبة الى مثل هذا النوع من العمليات.
وقدّر التقرير أن 1600 شخص من المصابين الذين إذا كتبت لهم الحياة بعد هذه الإصابات، سيعيشون معاقين بأنواع مختلفة من الإعاقة البدنية من دون الحديث عن الإعاقات النفسية.
واورد التقرير أن ضيق الرقعة التي يعيش عليها الناس في غزة وانسداد الطرق في وجوهم ليس فقط إلى خارج القطاع، بل داخله أيضاً بين الشمال والجنوب أو الغرب والشرق، كان سبباً رئيسياً في ارتفاع نسبة الإصابات، خصوصا أن الدبابات الإسرائيلية احتلت محاور السير الرئيسية وقطعت الطرق حالاً بعد نشوب الحرب. 
وقارن معدا التقرير في هذا الخصوص ما حصل في غزة مع ما حصل في لبنان في حرب عام 2006، حيث كانت الطرق مفتوحة أمام سكان جنوب لبنان وتمكنت أعداد كبيرة منهم من اللجوء إلى الشمال، فيما كانت مثل هذه الحالة معدومة في غزة.
وأكد أن الأسواق الرئيسية ومحطات الشرطة والمدارس ومجمعات الأمم المتحدة والمساجد والآلاف الأخرى من المنازل لم تقصف عن طريق الخطأ أبداً، بل كانت مستهدفة استهدافاً واضحاً، مما يعني أن استهداف المدنيين كان هدفاً رئيسياً لهذه الحرب.
كما أشار إلى أن المواطنين في غزة العزل كانوا مكشوفين أمام الجيش الإسرائيلي المسلح بأحدث الأسلحة الفتاكة.
وخلص التقرير إلى أن تعرُّض غزة مجدداً لهجوم إسرائيلي شبيه، ستكون نتائجه حتماً كارثية. لذلك دعا المجتمع الدولي إلى العمل بجد لمنع وقوع مثل هذه الكارثة بتوفير الحماية اللازمة لأهالي غزة، طالما استمر اعتبار تسليح الأهالي لأنفسهم أمراً غير مرغوب فيه.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.